منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,216,941

بولس الكنيسة جسد المسيح وملئه






الكنيسة جسد المسيح وملئه (1: 23)
وبعد أن حدّد بولس الموضوع الأخير في الرجاء المسيحي الذي يوجّه جميع المسيحيّين نحو التتمة، توقّف يتأمّل في الكنيسة. وأعطاها صفتين: هي جسد المسيح، هي ملء المسيح.

أ- الكنيسة جسد المسيح (آ 23 أ)
إن فكرة الكنيسة جسد المسيح هي مركزيّة في الرسالة إلى أفسس (3: 6؛ 4: 4، 12، 16؛ 5: 23، 29). وهي تشكّل نقطة وصول في الفكر البولسيّ. أما هنا فتبدو كمفهوم معروف يجمع كل ما قاله بولس في أمكنة أخرى.
- توخّت العبارة أن توكّد على الرباط الخاص الذي أقامه المسيح مع كنيسته. وهذا الرباط هو وسيلة الخلاص الوحيدة التي أقرّها الله، والنضج الأخير للخبرة المسيحيّة.
- في الكنيسة، جسد المسيح، تتقوّى الوحدة في الكثرة. وحين يتّحد المسيحُ الرأس مع المسيح الجسد، يتكوّن الإنسان الجديد، آدم الجديد (2: 15).
- لا شكّ في أن الجسد يخضع للرأس: هذه هي طاعة الإيمان للمسيح يؤدّيها كل واحد منا. وهو خضوع حبّ يخلق الحريّة الحقيقيّة.
- ما هو جديد في الفكر البولسي هو أن الرأس هو الأول الفاعل للنموّ: المسيح هو رأس من حيث إنه ينمي جسده (4: 15- 16).
- إن سيادة المسيح هي سيادة الزوج الذي يمارس واجب العناية والاهتمام لكي تصبح المحبّة واقعاً حاضراً (5: 22، 25، 28، 32). نفي هذه الخلفية (التي هي خلفيّة كل أف) تتخذ العبارة كامل معناها: إنها تدلّ على كل مستقبل رجائنا، على المعنى الأخير للخليقة، على الهدف الأخير للتاريخ البشريّ والإلهيّ في هذا العالم.

ب- الكنيسة ملء المسيح (آ 23 ب)
نسب بولس هذه الصفة الثانية إلى كنيسة المسيح. إنها "الملء" (بلاروما) والكمال. إن الكنيسة تكمّل المسيح كما يكمّل الجذع الرأس، والأعضاء الجسم.
ولكن إن كان بولس قد استعمل لفظة "رأس" للمسيح ولفظة "جسد" للكنيسة، فليس من أصل واحد لاستعمال هاتين اللفظتين. أخذت لفظة "رأس" من العالم الساميّ، فدلّت على الرئيس وصاحب السلطان. وقد استعملها بولس ليحارب هرطقة الكولسيين التي أبرزت دور الرئاسات والسلاطين. لهذا قال بولس: إن المسيح هو بقيامته الرأس والرئيس. أما أصل كلمة "جسد" فيعود إلى عالم الرواقيّين الذي يتحدّث عن جسم موحّد رغم اختلاف الوظائف، رغم تنوّع الخدم. الفكرة هي الوحدة في الكثرة. لقد أعلن بولس أن المسيح هو رأس الكنيسة في معنيين: هو الرئيس، هو مبدأ الحياة الذي يوحّد الجسد وينمّيه (كو 2: 19).
وهكذا كان للفظة "بلاروما" معنى فاعل. ولكن له أيضاً معنى منفعلاً، معنى الملء الذي نجده في العالم اليونانيّ وفي السبعينيّة.
فحسب 3: 19 و4: 13، الإنسان الكامل وفي عزّ قوته، هو الكنيسة، جسد المسيح. ويتحقّق كمال هذا الجسد وكل عضو من أعضائه دون أن يتوجّب على المسيح الرأس أن "يكتمل". مثل هذه الفكرة غريبة كل الغربة عن النظرة البولسيّة. فمن المسيح الرأس تأتي قوة الحياة الضروريّة من أجل تكملة الجسد. فالكنيسة هي الموضع الذي إليه يحمل المسيح ملء عمله وحياته.
هذا هو المعنى في أف. الكنيسة تسمّى الملء لأنها موضع تدخّل الله التام الكامل، لأن فيها يجتمع كل عمله الخلاصّي.
يبقى علينا أن نفسّر الشقّ الثاني من النعت الذي يتعلّق بالمسيح. "المسيح هو مملوء". أو "المسيح يملأ". وهناك العبارة "كل في الكل". هذا ما يدلّ على اتساع لا حدود له. ويبدو أن صيغة المجهول هي الأفضل (المسيح مملوء). فإذا أراد بولس استعمل المعلوم عندما يراه ضرورياً (4: 10).
إذن، فكّر بولس في المسيح القائم من الموت، "المملوء من الله". الذي يملأه الله. هذا ما قاله في المقطع الموازي في كو 2: 9- 10: "فيه يحلّ جسدياً كل ملء اللاهوت، وفيه امتلأتم" (أي: شاركتم في هذا الملء). وهناك عبارة أخرى في كو 1: 19: "لقد ارتضى الله أن يُحل فيه (في المسيح) الملءَ كلّه".
إذن، امتلأت الكنيسة بالمسيح، بنشاطه، بقدرته. والمسيح نفسه امتلأ من الله بشكل لا يستطيع اللسان البشري أن يعبرّ عنه. مثل هذا القول يُبرز قدرة الله في عمل الخلاص، ويؤسّس رجاءنا بشكل نهائي.
إذن، يحلّ ملء غنى الله على المسيح الذي يفيضه في كنيسته، لكي يجمع المسيح والكنيسة، العالم والبشر. وهكذا تصبح الخليقة من جديد الملء الذي يوحّده حضورُ الله وقدرته.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخطية هي مضادة لله الذي هو ولأنه هو
ولأنه عارف خيري بيعمل دايمًا الصالح ليا
ولأنه “ربٌّ” ينبغي أن نعيش بلا لوم
ولأنه صالح
ولأنه كآن يتوجب عليَّ الصمتْ


الساعة الآن 08:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024