منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:31 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,216,941

بولس من الموت إلى الحياة






من الموت إلى الحياة (2: 1- 10)
يبدأ النص بالمفعول به، ثم ترد صيغة المتكلّم الجمع (نحن) وبعدها المخاطب الجمع (أنتم)، وفي النهاية (في آ 4) يأتي الفاعل: الله. هذا الفاعل الذي يتحدّث وليْ الجملة عن رحمته، هو سبب هذا العمل التحرّري. ثم يأتي فعل "أحيانا مع". وتأتي آ 5 في جملة قاطعة. ومنذ آ 6 تعود مبادرة لله مع فعلين (أقامنا معه، أجلسنا معه) يصلان بنا في آ 7 مع جملة غائية شبيهة بالمجدلة: "ليظهر في الدهور المستقبلة غنى نعمته الفائق، بلطفه بنا، في المسيح يسوع". وفي آ 8- 10، تأتي تأكيدات إيمانية في جمل إسميّة لا فعل لها.
ينطلق النصّ في اندفاعه فيتغلّب على عدم تماسك ظاهر. غير أن بنية هذه الآيات العشر (2: 1- 10) ترتسم في منحدرين: منحدر الظلال الذي تمثّله ملاحظة أولى، ملاحظة سلبية هي: "كنتم أمواتاً". وستعود في آ 3: "ونحن أيضاً". ومنحدر آخر هو منحدر النور يصوّر في النهاية، في آ 8- 10: "أنتم مخلّصون بواسطة الإيمان. يرد الفعل "سلك" في آ 10 فيبرز الطريق الذي فتحه الله.
وبين هذين المنحدرين يتمّ العبور الحاسم. يحصل تحوّل في النصّ. يأتي الفصح والانتقال من ضفّة إلى أخرى، ومن أرض العبوديّة والموت إلى رحاب أرض الميعاد. يرد التحوّل في آ 4- 7 مع نتيجة مؤثرة. هناك الفاعل: الاله الغنيّ باللطف والحنان. هناك الموضوع (الحبّ) في بداية الجملة. وفعل: أعطانا الحياة معاً. كان وضع مواجهة وانقطاع: الله، الحياة من جهة. نحن، الموت من جهة أخرى. فتحوّل هذا الوضع واستنار بمبادرة مطلقة وسامية جاءت باتجاه واحد (من الله إلينا): مبادرة النعمة التي يلهمها حبّ الله الذي يتعدّى كل حدود. بعد عمل الإنسان جاء عمل الله.
في نهاية ف 1، سيطر السلطان والقدرة. أما هنا فنجد النعمة التي هي خاصّة بالربّ وتدلّ على اتساع سلطانه. وإليك مركّباتها: الغني بالرحمة بسبب الحبّ العظيم (آ 4). بالنعمة (آ 5 ب، 7، 8). غنى نعمته الفائق بلطفه (آ 7). عطيّة من الله (آ 8). الأعمال التي أعدّها الله من قبل (آ 10).
هناك عبور من حقل إلى آخر. في آ 6 يظهر من جديد فعلان وجدناهما في 1: 20: أظهر الله قدرته حين أقام المسيح وأجلسه في أعلى السماوات. والآن، أظهر الله نعمته. وضمّت أداة "سين" (مع) لتجعل مصير المسيح مصيرنا. ما حصل للمسيح يحصل لنا أيضاً: لم تعد الحياة والقيامة والدخول في المجد وقفاً على الرأس (1: 22)، بل هي أيضاً نصيب الجسد (1: 23) بفعل عمل الله الخلاصّي.
نحن أمام احتفال بالخلاص الفصحيّ، وتبدر معالمه العماديّة واضحة. في الأساس نكتشف كو 2: 10- 13 بعد أن تركت أف ألفاظها (الختان، العماد) واحتفظت بزخمها: عبور من الموت إلى الحياة. ومع أن المعمودية لم تُذكر، إلاّ أنه يجب أن نسجّل هذا المقطع في خطّ الفقاهات البولسيّة حول المعموديّة كمشاركة في موت المسيح وحياته (ق روم 6: 1- 11؛ ى 2: 11- 15).
ونلاحظ التطوّر من روم إلى كو وأف. في روم 6، صُلبنا معه، متنا معه، دُفنّا معه، نحيا معه. في كو 2: دُفنّا معه، قمنا معه، حيينا معه. في أف 2: قمنا معه، حيينا معه، جلسنا في السماوات معه. شدّدت روم 6 على الصليب. ولكن أف لا تذكر الصليب هنا (ستذكره فيما بعد)، بل الجلوس بالمجد. وتبدو كو نقطة الوسط بين روم وأف. وتقدّم النواة المركزية للمقطوعة سمات تميّز الاحتفال: فعل في صيغة الغائب المفرد، يكون فاعله الله، كما في المباركة. ويحتلّ هذا الاحتفال آ 3، 4، 5 أ، 6، 7. وقد رأى فيه بعض الشرّاح نشيداً من أناشيد التنشئة المسيحية.
يشكّل الاحتفال نواة تحيط بها عناصر وعظ: مقاطع في صيغة المخاطب الجمع: في البداية (آ 1، 2: كنتم أمواتاً، سلكتم)، في الوسط (آ 5 ب: أنتم مخلّصون)، في النهاية (آ 8 أ، 8 ب: فأنتم مخلصون. ليس منكم). كل هذا يبرز الطابع المطلق للنعمة التي ينالها المؤمنون. وفي البداية كما في النهاية نجد آية في صيغة المتكلّم الجمع تقوّي الوجهة الشاملة لهذه النعمة فتضمّ في وحدة تامة الكاتب والقرّاء: ليس هناك من تمييز (روم 3: 9- 11). كلّهم تحت الغضب، كلّهم تحت النعمة. عرفت مبادرة الله بالنسبة إليهم "فيما مضى" و"الآن". وهكذا نجعل آ 1- 10 كما يلي: آ 1- 3: كرازة (كنتم أمواتاً ونحن أيضاً). آ 4- 7: إحتفال (ولكن الله وهبنا الحياة). آ 8- 10: كرازة (أنتم مخلّصون. نحن عمل الله).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع الذي يعطي الحياة الابدية، وهذه الحياة تتعارض مع كل اشكال الموت
من الموت إلى الحياة
من الموت إلى الحياة
قد جعلت قدامك الحياة و الموت البركة و اللعنة فاختر الحياة لكي تحيا (سفر التثنية ٣٠ : ١٩ )
المجد لك يا من اقمت صليبك جسراً فوق الموت تعبر عليه النفوس من مسكن الموت الى مسكن الحياة .


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024