منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم اليوم, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 159901 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




لقد أوضح اشعيا (63: 16- 64: 17) أنّ أبوّة الله هي مصدر سًّلامنا الباطني، إذن فلنتمسك بهذه النعمة في هذه الاسابيع الأربعة صاغيين لندائه. وكما أنّ الليل هو رمز لـمَن لا رجاء له، ولـمَن لا يجد سبب يحيا لأجله. علينا التمسك برّوح اليقظة بوعي فهي عطية يجب قبولها وترتكز على أمانة الآب. وكما أنّ صرخة يسوع التحذيريّة بحسب مرقس (13: 33-37)، هي الّتي تفتتح زمن المجيء، ليست تأكيدًا لغيابه بل إشارة لحضور خفي في كلّ مساء، في كلّ ليل، عند الفجر، عند صياح الديك أي في كلّ أوقاتنا البشريّة. حضور يسوع الخفي يمكن أنّ يصبح لقاء، بالتحديد في زمن المجيء هذا.



يكشف لنا هذيّن النصيين الكتابيّين بأنّ المجيء يأتي للقائنا في كلّ إنسان وفي كل وقت حتّى يمكننا أن نستقبله حقًا علينا بقبول هذا النداء باليقظة باطنيًا. إنّه إعلان هذه الكلمة الأولى من زمن المجيء، وهي أيضًا الكلمة الأخيرة التي تركها يسوع ليّ ولك لنبدأ بقبول السًّلام على الأرض بهذه اليقظة وبقبول نداء النبي ويسوع باليقظة. كلمة تخلق لقاءات في وقت نطن إنّه زمن الغياب، كلمة تعلن بأنّ الله "أتى ويأتي سيأتي". ينبع إلتزامنا باليقظة، أيّها القراء، من عطية أمانة الله الذي هو أبونا فهو لا يتركنا لأننا نثق به. بتمسكنا بأبوته سنستطيع تلبيّة ندائه وتكون يقظين، لنتمكن من لقائه "في المساء أو في منتصف الليل أو عند صياح الديك أو في الصباح».
 
قديم اليوم, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 159902 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






"اللقاء الملكيّ" بين كاتبي نبؤة حزقيال والإنجيل الأوّل





القراء الأفاضل، تمر الأيام والشهور، وأيضًا السنوات الزمنيّة، ويظل الرّبّ هو السيّد والملك إلى إنقضاء الدهور. يسود الـمُلك الإلهي على عالمنا البشري فنحن ما إلّا خلائقه. وفي هذه الأيام الّـتي نختتم فيها السنة الليتورجيّة بالطقس اللاتيني، نجد أن نصي العهدين يساعدنا أنّ نعيش داخل الزمن الّذي نحياه في صلاتنا. فتأتي الكلمة الإلهيّة لترافق حياتنا وصلاتنا وتُرمم ما تدهور فيها وتنعش ما ذَبُل منها.



مقطع العهد الأوّل بحسب نبؤة حزقيال (34: 10-17)، والّذي يهدف فيه النبي إلى تميّز الملك بالعدل حينما يحكم على قطيعه. بالنسبة لمقطع العهد الثاني بحسب إنجيل متّى (25: 31-46) والّذي يستكمل يسوع حواره مع تلاميذه الّذي بدأه في الإصحاح السابق ويقدم الإنجيلي تعليم المعلم الّذي يسبق مباشرة مسيرة آلامه وموته وقيامته، أي في آخر أيام يسوع التاريخي. تعليم يسوع يحمل مقياس جديد نحو العدل ودوره الملكي في الحكم على فئات قطيعه رمز البشرية. ينتمي هذا التعليم للأدب الرؤيوي.



نهدف بهذا المقال أنّ نتهيأ للقاء الملك الإلهي بالعودة للذهاب إلى قلوبنا والإستماع لها لنتهيأ للإصغاء لصوت الملك بالتوبة والتنبه بأنّ الحكم بالدينونة لا يأتي من خارج الإنسان بل نتيجة لحياته وأعماله وهنا تأتي المفاجأة الّتي يكشفها الملك في كلمته يوم اللقاء به.



1. ابن الإنسان- الراعي (حز 34: 10-17)



نستعين في مقالنا اليّوم بنص مأخوذ من سفر حزقيال (34:10–17) والّذي يعلن فيه النبي، وهو أحد الأنبياء الكبار، بما يلقيّه عليه الملك الإلهي، أدوناي، وهو إسم إله بني إسرائيل، أيّ الرّبّ. الرسالة الإلهيّة يفتتحها النبي بتعبير كتابي له أهميّة خاصة قائلاً: «وأَنتَ يا ابنَ الإِنْسان» (حز 34: 10). ابن الإنسان هو تعبير يشير للهويّة البشرية والّذي سيُلقب به يسوع ذاته بالعهد الثاني، فيصبح هذا اللقلب علامة على كمال إنسانيته وإلوهيته معًا. بهذا النداء الّذي يلقب به الملك الإلهي نبيه كحامل لرسالته الملكيّة يُذكرنا بطبيعتنا البشرية الّتي يشاركنا هو فيها أيضًا. ونحن اليّوم بمثابة إسرائيل الجديد، يكشف إله بني إسرائيل عن هويته في هذا المقطع بلقبيّن الملك الّذي يحكم بين شعبه المتمثل في صورة التيس والشاه والكبش، ويتضح مباشرة في نهايّة النص. ثم الراعي الذي يعتني بقطيعه ويذهب باحثًا عمَن ضلّ منهم لئلا يهلك بالخارج. من المؤكد أن العلاقة المباشرة بين النص الإنجيلي الّذي سنقرأه لاحقًا وهذا النص تظهر في الآية الأخيرة من المقطع النبوي، حيث يقول الله: «وأَنتُنَّ يا خِرافي؟ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة، بَينَ الكِباشِ والتُّيوس» (حز 34: 17). من الهام أنّ رمزيّة صورة الراعي بجانب صورة القاضي المتشابكتين في صورة الملك الإلهي. سيأتي الحكم الملكي على خرافه بناء على الحب الّذي سلكه كلّا من البشريين ولاتزال صورة الله الأساسية هي الراعي كمَن يعتني أولاً بشعبه مؤكداً: «هاءنَذا أَنشُدُ خِرافي وأَفتَقِدُها أَنا كما يَفتقِدُ الرَّاعي قَطيعَه [...] أَفتَقِدُ أَنا خِرافي وأُنقِذُها [...] وأُخرِجُها مِن بَينِ الشُّعوب، وأَجمَعُها مِنَ الأَراضي وآتي بِها إِلى أَرضِها وأَرْعاها علما جِبالِ إِسْرائيلَ [...] في مَرعًى صالِحٍ أَرْعاهاَ [...] أَنا أَرْعى خِرافي وأَنا أُربِضُها [...] فأَبحَث عنِ الضالَّةِ وأَرُدُّ الشارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّي الضَّعيفَةَ وأُهلِكُ السَّمينَةَ والقَوِّية، وأَرْعاها بِعَدْل» (حز 34: 11- 16؛ مز 23). وهنا تأتي سمّة الملك الإلهي وهي العدل في حكمه كنوع من رعايته لخرافه. حينما يلتقي الخراف بالراعي سيحدد مصيره.





2. المجيء الملكي (مت 25: 31-46)



إلى جانب المقطع النبوي السابق سنقرأ هذا المقطع الإنجيلي في سياق خطاب يسوع التعليمي الأخير والّذي يتعلق بمجيء ابن الإنسان والّذي رتكز في مقالنا هذا على مشهد مجيء ابن الإنسان (مت 25: 31-46). عادة ما يُعطى لهذا المقطع عنوان يثير القلق وهو "الدينونة الأخيرة". يُحاط مقالنا الكتابيّ بهذا الإطار الّذي يشير إلى الهدف الّذي يتجه نحوه تاريخنا البشري ويقدم لنا تفسير لزمننا الحاضر.



يشير نص الإنجيل إلى توجيهين أساسيين: الأوّل فيما يخبرنا به النص بأنّ الحياة تتجه نحو لقاء الملك. الثاني أنّ هذا اللقاء سيكون بمثابة دينونة أيّ حكم. فكل لقاء نعيشه هو في الأساس يحمل حكم ما، لكن هذا الحكم سيكون مبني على الحب. نعم، الحبّ هو حقيقة مهمة للغاية: مَن سيُحكم عليه في النهاية يكشف في ذات الوقت ما كان هامًا حقًا في حياته. ويخبرنا أيضًا هذا المقطع المتّاويّ بأنّ ما يهمّ الشخص البشري سيظل مهمًا له بشكل دائمً إذ كان أساسه هو الحب.





3. المعيّة الإلهيّة (مت 25: 31- 46)



كان إنجيل متّى مرشدنا من مقال إلى آخر في هذه السلسلة الكتابيّة بهذا العام الليتورجي. قد إتضح لنا بأنه كان محصور بين النبؤة والإنجاز: نبؤة وتحقيق عمانوئيل "الله معنا". ينظر اللّاهوت المتاويّ إلى وجه يسوع ويفسره بأنه هو المكن الّذي أظهر الله نفسه لنا. ففي بداية السياق المتّاويّ (راج 1: 23)، يقتبس متّى لقب جديد من النبؤة الإشعيائية: «ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل» (إش 7: 14). إنها نبوءة تجعل التاريخ مثمرًا إلى الأبد، تاريخ طويل يمتد عبر القرون، في حياة نساء ورجال مؤمنين بالله (راجع مت 1: 1- 17)، يسير عبر طرق غير متوقعة، طرق مسدودة على مايبدو – الظلم والفجور والنفي- حتى نصل إلى «يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح» (مت 1: 16). في نهاية السياق يستطيع متّى أن يعلن أنّ تلك الكلمة النبويّة القديمة التّي عبرت تاريخ البشرية قد تحققت. يعلن أنها كاملة وحاضرة دائمًا في ورايتنا اليّوم نجدها مستمرة. هذه هي كلمات يسوع: «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت 28: 20). إنها نبوءة تتحقق بشكل ملموس، ولا تبقى مجردة، فهي تصير مرئية، وملموسة، ومُشاهدة، وذات مذاق متميز. حضور إلهي ذو له وجه بشري في يسوع من خلال أعماله الشافية (راج مت 8: 16؛ 19: 2؛ 21: 14)، وكلماته ذات السلطة (راج مت 7: 29). يستمر هذا الحضور بشكل ملموس أيضًا بعد صعوده، عندما لن يكون على تلاميذه أنّ ينظروا إلى السماء (راج أع 1: 11)، ولكن، في انتظار يقظ، سيتعين عليهم أنّ يكتشفوا في أيامهم حضور ذلك الرّبّ الّذي أصغوا إليه، وأحبوه وتبعوه يتميز بحضور ملموس أيضًا، فهو يتيح لنا أنّ نلمس، ونرى، ونذوق، ويستمر فينا ككنيسة الّتي تنمو بأعمال بسيطة ويومية مثل كسر الخبز والاستماع إلى الكتب المقدسة، وممارسة الصلاة المشتركة وهنا تسود حياة الشركة (راج أع 2: 42). نعم ما هي إلّا أعمال بسيطة قام بها المسيحييّن الأوائل، عندما شعروا بحضور الرّبّ في وسطهم وإختبروا «الله معنا» أيّ معيّة الله مع شعبه.





4. الحضور الملكي غير المرئي (مت 31-41)



معيّة الله ليست فقط في حضور يمكن لمسه ورؤيته وتذوّقه بل ينتقل بنا الإنجيلي إلى حضوره الآخر الكامن في وجوه الجائعين والعطاش، والغرباء والعراة، والمرضى والمسجونين، هي شخصيات نص اليّوم. وهنا أيضًا يوجد ضمان الحضور، وتحقيق كلمة إشعيا النبويّة القديمة: «العمانوئيل». هذه الشخصيات هي بمثابة "أماكن الحضور الملكي" بالمعنى اللاهوتي: إنها إعلان وسرّ عمانوئيل لأنها تجعل أعمال الله حاضرة في تاريخنا البشري. إله إسرائيل هو الّذي يشبع الجياع (راج مز 107: 9؛ خر 16: 12). الّذي يرويّ العطاش (راج مز 107: 9؛ خر 17: 6)؛ وهو المُدافع عن الغرباء (راج خر 22: 20؛ تث 24: 17)؛ الّذي ينسج ملابس للعراة (راج تك 3: 21)؛ شافي المرضى (راج حز 34: 16؛ مز 41: 4)؛ مُفتقد السجناء (راج دا 3: 92؛ مز 102: 21). هؤلاء الفئات المنبوذة الّتي تناولها يسوع في خطابه الأول بحسب إنجيل متّى (5: 1-11) بل وطوبهم ينكشف فيهم "عمل الله الملك". استمر في كلمات الابن وأعماله، ويستمر الآنّ في حياتنا نحن اليّوم تلاميذه وفي حياة كل إنسان يتميز بالحبّ.



فالجائع، والعطشان، والغريب، والعريان، والمريض، والسجين يصبحون "أماكن لاهوتية"، حيث يتحقق حلم الله بتقديم الحبّ لهم. وهكذا ليس فقط على وجههم ينعكس وجه عمانوئيل، بل أيضًا المؤمن المتميز بالرحمة حينما ينحني عليهم مُقتديًا بالله في حبه (راج أف 5 :1). فهو التلميذ الحقيقي الـمُتمثل بالمسيح. الّذي يتجلى بوجه الأخ الفئات المرفوضة؛ بهذا تستمر أعمال المسيح الرحيمة في الأخ والأخت الّذي تركهم لنا كوديعة في حياتنا الأرضية، وفي حضوره الخفي الّذي يُذهلنا (راج 1 بط 2، 21). في وجه كلاً منهم نتعرف على وجه الرّبّ الّذي ننتظره ليس بأعيننا التائهة نحو الأعالي، بل نرى في تاريخنا البشر الضوء الخافت للمساء الّذي سنلتقي به وفيه سنتعرف على أنفسنا وسيعرفنا قائلاً: «كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه» (مت 25: 40).





الخلّاصة



غالبًا ما يتم تقديم مشهد الدينونة الأخيرة على أنها شيء فظيع بألوان داكنة مما تبث الخوف فينا. إلّا أن كلمات حزقيال النبي (34: 11-17) ثم كلمات يسوع بحسب إنجيل متّى يدعونا إلى النظر بثقة إلى اللقاء الـمُبهج مع ملكنا أيّ إلى أفق ملكيّة تسير البشرية نحوه. وهذا اللقاء بالنسبة للمؤمن ليس تهديدًا، بل إحتفالًا، لإنّ معرفة أنّ ما يقلقنا يتحول إل لقاء يمنح حياتنا بريق وبهجة. مدعوين ايّها القراء الأفاضل إلى الإستعداد بأفضل شكل للقاء الملكيّ الّذي لن نسمع فيه صوت إدانتنا والحكم علينا بالصراخ الأبدي بقدر ما نحكم نحن على ذواتنا بمقدار الحبّ الّذي قدمناه لكل آخر نركه الرّبّ وديعة في حياتنا لنستثمر ما منحنا إياه من حضور الملك الإلهي في حياتنا فيصير يوم اللقاء بالملك هو لقاء بحبنا الّذي بذرناه بالعالم. دُمتم في لقاء بالملك منذ الآن ومن أماكنكم على الأرض. هذه هي نهاية تاريخنا وعمل المسيح يسير في هذا الاتجاه، اللقاء الملكي.

 
قديم اليوم, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 159903 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




يظل الرّبّ هو السيّد والملك إلى إنقضاء الدهور
يسود الـمُلك الإلهي على عالمنا البشري فنحن ما إلّا خلائقه. وفي هذه الأيام الّـتي نختتم فيها السنة الليتورجيّة بالطقس اللاتيني، نجد أن نصي العهدين يساعدنا أنّ نعيش داخل الزمن الّذي نحياه في صلاتنا. فتأتي الكلمة الإلهيّة لترافق حياتنا وصلاتنا وتُرمم ما تدهور فيها وتنعش ما ذَبُل منها.



مقطع العهد الأوّل بحسب نبؤة حزقيال (34: 10-17)، والّذي يهدف فيه النبي إلى تميّز الملك بالعدل حينما يحكم على قطيعه. بالنسبة لمقطع العهد الثاني بحسب إنجيل متّى (25: 31-46) والّذي يستكمل يسوع حواره مع تلاميذه الّذي بدأه في الإصحاح السابق ويقدم الإنجيلي تعليم المعلم الّذي يسبق مباشرة مسيرة آلامه وموته وقيامته، أي في آخر أيام يسوع التاريخي. تعليم يسوع يحمل مقياس جديد نحو العدل ودوره الملكي في الحكم على فئات قطيعه رمز البشرية. ينتمي هذا التعليم للأدب الرؤيوي.

 
قديم اليوم, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 159904 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ابن الإنسان- الراعي (حز 34: 10-17)



نستعين في مقالنا اليّوم بنص مأخوذ من سفر حزقيال (34:10–17) والّذي يعلن فيه النبي، وهو أحد الأنبياء الكبار، بما يلقيّه عليه الملك الإلهي، أدوناي، وهو إسم إله بني إسرائيل، أيّ الرّبّ. الرسالة الإلهيّة يفتتحها النبي بتعبير كتابي له أهميّة خاصة قائلاً: «وأَنتَ يا ابنَ الإِنْسان» (حز 34: 10). ابن الإنسان هو تعبير يشير للهويّة البشرية والّذي سيُلقب به يسوع ذاته بالعهد الثاني، فيصبح هذا اللقلب علامة على كمال إنسانيته وإلوهيته معًا. بهذا النداء الّذي يلقب به الملك الإلهي نبيه كحامل لرسالته الملكيّة يُذكرنا بطبيعتنا البشرية الّتي يشاركنا هو فيها أيضًا. ونحن اليّوم بمثابة إسرائيل الجديد، يكشف إله بني إسرائيل عن هويته في هذا المقطع بلقبيّن الملك الّذي يحكم بين شعبه المتمثل في صورة التيس والشاه والكبش، ويتضح مباشرة في نهايّة النص. ثم الراعي الذي يعتني بقطيعه ويذهب باحثًا عمَن ضلّ منهم لئلا يهلك بالخارج. من المؤكد أن العلاقة المباشرة بين النص الإنجيلي الّذي سنقرأه لاحقًا وهذا النص تظهر في الآية الأخيرة من المقطع النبوي، حيث يقول الله: «وأَنتُنَّ يا خِرافي؟ هكذا قالَ السَّيِّدُ الرَّبّ: هاءَنَذا أَحكُمُ بَينَ شاةٍ وشاة، بَينَ الكِباشِ والتُّيوس» (حز 34: 17). من الهام أنّ رمزيّة صورة الراعي بجانب صورة القاضي المتشابكتين في صورة الملك الإلهي. سيأتي الحكم الملكي على خرافه بناء على الحب الّذي سلكه كلّا من البشريين ولاتزال صورة الله الأساسية هي الراعي كمَن يعتني أولاً بشعبه مؤكداً: «هاءنَذا أَنشُدُ خِرافي وأَفتَقِدُها أَنا كما يَفتقِدُ الرَّاعي قَطيعَه [...] أَفتَقِدُ أَنا خِرافي وأُنقِذُها [...] وأُخرِجُها مِن بَينِ الشُّعوب، وأَجمَعُها مِنَ الأَراضي وآتي بِها إِلى أَرضِها وأَرْعاها علما جِبالِ إِسْرائيلَ [...] في مَرعًى صالِحٍ أَرْعاهاَ [...] أَنا أَرْعى خِرافي وأَنا أُربِضُها [...] فأَبحَث عنِ الضالَّةِ وأَرُدُّ الشارِدَةَ وأَجبُرُ المَكْسورَةَ وأُقَوِّي الضَّعيفَةَ وأُهلِكُ السَّمينَةَ والقَوِّية، وأَرْعاها بِعَدْل» (حز 34: 11- 16؛ مز 23). وهنا تأتي سمّة الملك الإلهي وهي العدل في حكمه كنوع من رعايته لخرافه. حينما يلتقي الخراف بالراعي سيحدد مصيره.
 
قديم اليوم, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 159905 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المجيء الملكي (مت 25: 31-46)



إلى جانب المقطع النبوي السابق سنقرأ هذا المقطع الإنجيلي في سياق خطاب يسوع التعليمي الأخير والّذي يتعلق بمجيء ابن الإنسان والّذي رتكز في مقالنا هذا على مشهد مجيء ابن الإنسان (مت 25: 31-46). عادة ما يُعطى لهذا المقطع عنوان يثير القلق وهو "الدينونة الأخيرة". يُحاط مقالنا الكتابيّ بهذا الإطار الّذي يشير إلى الهدف الّذي يتجه نحوه تاريخنا البشري ويقدم لنا تفسير لزمننا الحاضر.



يشير نص الإنجيل إلى توجيهين أساسيين: الأوّل فيما يخبرنا به النص بأنّ الحياة تتجه نحو لقاء الملك. الثاني أنّ هذا اللقاء سيكون بمثابة دينونة أيّ حكم. فكل لقاء نعيشه هو في الأساس يحمل حكم ما، لكن هذا الحكم سيكون مبني على الحب. نعم، الحبّ هو حقيقة مهمة للغاية: مَن سيُحكم عليه في النهاية يكشف في ذات الوقت ما كان هامًا حقًا في حياته. ويخبرنا أيضًا هذا المقطع المتّاويّ بأنّ ما يهمّ الشخص البشري سيظل مهمًا له بشكل دائمً إذ كان أساسه هو الحب.
 
قديم اليوم, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 159906 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المعيّة الإلهيّة (مت 25: 31- 46)



كان إنجيل متّى مرشدنا من مقال إلى آخر في هذه السلسلة الكتابيّة بهذا العام الليتورجي. قد إتضح لنا بأنه كان محصور بين النبؤة والإنجاز: نبؤة وتحقيق عمانوئيل "الله معنا". ينظر اللّاهوت المتاويّ إلى وجه يسوع ويفسره بأنه هو المكن الّذي أظهر الله نفسه لنا. ففي بداية السياق المتّاويّ (راج 1: 23)، يقتبس متّى لقب جديد من النبؤة الإشعيائية: «ها إِنَّ الصَّبِيَّةَ تَحمِلُ فتَلِدُ ابناً وتَدْعو اسمَه عِمَّانوئيل» (إش 7: 14). إنها نبوءة تجعل التاريخ مثمرًا إلى الأبد، تاريخ طويل يمتد عبر القرون، في حياة نساء ورجال مؤمنين بالله (راجع مت 1: 1- 17)، يسير عبر طرق غير متوقعة، طرق مسدودة على مايبدو – الظلم والفجور والنفي- حتى نصل إلى «يوسُف زَوجَ مَريمَ الَّتي وُلِدَ مِنها يسوع وهو الَّذي يُقالُ له المسيح» (مت 1: 16). في نهاية السياق يستطيع متّى أن يعلن أنّ تلك الكلمة النبويّة القديمة التّي عبرت تاريخ البشرية قد تحققت. يعلن أنها كاملة وحاضرة دائمًا في ورايتنا اليّوم نجدها مستمرة. هذه هي كلمات يسوع: «هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم» (مت 28: 20). إنها نبوءة تتحقق بشكل ملموس، ولا تبقى مجردة، فهي تصير مرئية، وملموسة، ومُشاهدة، وذات مذاق متميز. حضور إلهي ذو له وجه بشري في يسوع من خلال أعماله الشافية (راج مت 8: 16؛ 19: 2؛ 21: 14)، وكلماته ذات السلطة (راج مت 7: 29). يستمر هذا الحضور بشكل ملموس أيضًا بعد صعوده، عندما لن يكون على تلاميذه أنّ ينظروا إلى السماء (راج أع 1: 11)، ولكن، في انتظار يقظ، سيتعين عليهم أنّ يكتشفوا في أيامهم حضور ذلك الرّبّ الّذي أصغوا إليه، وأحبوه وتبعوه يتميز بحضور ملموس أيضًا، فهو يتيح لنا أنّ نلمس، ونرى، ونذوق، ويستمر فينا ككنيسة الّتي تنمو بأعمال بسيطة ويومية مثل كسر الخبز والاستماع إلى الكتب المقدسة، وممارسة الصلاة المشتركة وهنا تسود حياة الشركة (راج أع 2: 42). نعم ما هي إلّا أعمال بسيطة قام بها المسيحييّن الأوائل، عندما شعروا بحضور الرّبّ في وسطهم وإختبروا «الله معنا» أيّ معيّة الله مع شعبه.



 
قديم اليوم, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 159907 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الحضور الملكي غير المرئي (مت 31-41)



معيّة الله ليست فقط في حضور يمكن لمسه ورؤيته وتذوّقه بل ينتقل بنا الإنجيلي إلى حضوره الآخر الكامن في وجوه الجائعين والعطاش، والغرباء والعراة، والمرضى والمسجونين، هي شخصيات نص اليّوم. وهنا أيضًا يوجد ضمان الحضور، وتحقيق كلمة إشعيا النبويّة القديمة: «العمانوئيل». هذه الشخصيات هي بمثابة "أماكن الحضور الملكي" بالمعنى اللاهوتي: إنها إعلان وسرّ عمانوئيل لأنها تجعل أعمال الله حاضرة في تاريخنا البشري. إله إسرائيل هو الّذي يشبع الجياع (راج مز 107: 9؛ خر 16: 12). الّذي يرويّ العطاش (راج مز 107: 9؛ خر 17: 6)؛ وهو المُدافع عن الغرباء (راج خر 22: 20؛ تث 24: 17)؛ الّذي ينسج ملابس للعراة (راج تك 3: 21)؛ شافي المرضى (راج حز 34: 16؛ مز 41: 4)؛ مُفتقد السجناء (راج دا 3: 92؛ مز 102: 21). هؤلاء الفئات المنبوذة الّتي تناولها يسوع في خطابه الأول بحسب إنجيل متّى (5: 1-11) بل وطوبهم ينكشف فيهم "عمل الله الملك". استمر في كلمات الابن وأعماله، ويستمر الآنّ في حياتنا نحن اليّوم تلاميذه وفي حياة كل إنسان يتميز بالحبّ.



فالجائع، والعطشان، والغريب، والعريان، والمريض، والسجين يصبحون "أماكن لاهوتية"، حيث يتحقق حلم الله بتقديم الحبّ لهم. وهكذا ليس فقط على وجههم ينعكس وجه عمانوئيل، بل أيضًا المؤمن المتميز بالرحمة حينما ينحني عليهم مُقتديًا بالله في حبه (راج أف 5 :1). فهو التلميذ الحقيقي الـمُتمثل بالمسيح. الّذي يتجلى بوجه الأخ الفئات المرفوضة؛ بهذا تستمر أعمال المسيح الرحيمة في الأخ والأخت الّذي تركهم لنا كوديعة في حياتنا الأرضية، وفي حضوره الخفي الّذي يُذهلنا (راج 1 بط 2، 21). في وجه كلاً منهم نتعرف على وجه الرّبّ الّذي ننتظره ليس بأعيننا التائهة نحو الأعالي، بل نرى في تاريخنا البشر الضوء الخافت للمساء الّذي سنلتقي به وفيه سنتعرف على أنفسنا وسيعرفنا قائلاً: «كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه» (مت 25: 40).
 
قديم اليوم, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 159908 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,217,884

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




كلمات يسوع بحسب إنجيل متّى يدعونا إلى النظر بثقة إلى اللقاء الـمُبهج مع ملكنا أيّ إلى أفق ملكيّة تسير البشرية نحوه. وهذا اللقاء بالنسبة للمؤمن ليس تهديدًا، بل إحتفالًا، لإنّ معرفة أنّ ما يقلقنا يتحول إل لقاء يمنح حياتنا بريق وبهجة. مدعوين ايّها القراء الأفاضل إلى الإستعداد بأفضل شكل للقاء الملكيّ الّذي لن نسمع فيه صوت إدانتنا والحكم علينا بالصراخ الأبدي بقدر ما نحكم نحن على ذواتنا بمقدار الحبّ الّذي قدمناه لكل آخر نركه الرّبّ وديعة في حياتنا لنستثمر ما منحنا إياه من حضور الملك الإلهي في حياتنا فيصير يوم اللقاء بالملك هو لقاء بحبنا الّذي بذرناه بالعالم.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024