منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 03 - 2024, 01:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,216,941

دعوة لبناء بيت الرب




دعوة لبناء بيت الرب

إذ فتر الشعب في غيرته نحو بناء بيت الرب صاروا يقولون: "إن الوقت لم يبلغ بعد لبنائه"، فصار النبي يحثّهم على العمل، وجاء حديثه بالثمر المطلوب.

موضوع النبوّة

1 فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ، فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَإِلَى يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ قَائِلًا: 2 « هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ قَائِلًا: هذَا الشَّعْبُ قَالَ إِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ».

في مقدّمة النبوّة حدّد تاريخها، ولمن سُلّمت، ولمن وُجّهت، وموضوعها:
أولًا: فمن جهة تاريخها، نطق بها النبي في أول يوم من الشهر السادس (أيلول) في السنة الثانية لملك داريوس الفارسي. لعلّه اجتمع مع المحتفلين بالعيد الشهري، حيث اعتاد اليهود (إلى يومنا هذا بالنسبة للأرثوذكس منهم) أن يجتمعوا في أول الشهر القمري لممارسة العبادة الجماعيّة. استغل النبي الاجتماع ليعلن كلمة الرب الصريحة والفعّالة.
ثانيًا: سُلّمت النبوّة "عن يد حجي النبي"... كيف تُسلّم النبوّة في اليد؟ يقول القديس أغسطينوس: [إن كلمة "يد" هنا تعني "قوة"، وأن كلمة النبويّة قد سلّمت في أيدي الأنبياء كسيف قوي يُحطّم الشرّ. لقد قبلوا في أيديهم كلمة الله في قوّة لينطقوا ما أرادوا لمن يريدوا الحديث معهم، فلا يهابون قوّة ولا يستخفون فقرًا. في أيديهم سيف (روحي) يستلّونه حينما أرادوا، يمسكون به ويضربون. هذا كلّه في سلطان الكارزين].
ثالثًا: وجّه النبي الكلمة النبويّة إلى الوالي والكاهن اللذين كانا متحمّسين للعمل لكن المقاومات الخارجيّة والداخليّة قد أوقفتهما. أما الوالي فيدعى "زربابل" وهو حفيد يهوياكين الملك من نسل داود، اسمه يعني (مولود في بابل). ويدعى أيضًا شيشبصر أقامه كورش الفارسي واليًا على يهوذا (عز 5: 14). أما يهوشع بن يهوصادق الكاهن العظيم، فأسمه يعني (يهوه خلاص) واسم والده يعني (يهوه برّ)، وقد سبق لنا الحديث عنه كرمز للكاهن الأعظم يسوع المسيح خلاصنا وبرّنا في الآب.
في دراستنا لسفر زكريّا رأينا الوالي يرمز للإرادة الإنسانيّة التي أقامها الله في الإنسان لكي تدير الحياة في الرب كملك صاحب سلطان على النفس والجسد والفكّر والأحاسيس، بينما الكاهن يُشير إلى القلب الذي يتقدس لله بالروح القدس فيسكن فيه مسيحنا بكونه أسقف نفوسنا وشفيعنا بدمه لدى أبيه. فإن كان الحديث النبوي هناك موجّهًا نحو الوالي والكاهن، إنّما لأن كلمة الله تُحدّث الإرادة الإنسانيّة والقلب معًا. فإنه لن يُبنى هيكل الرب فينا ما لم تنحن إرادتنا ويخضع قلبنا أمام الله قائلين: "أنا أمة الرب ليكن ليّ كقولك". بمعنى آخر يليق بنا لكي ننعم بالمقدس الإلهي الذي أُقيمت أساساته في مياه المعمودية بالروح القدس بل وتشكل في داخلنا ليزداد مجدًا يومًا فيومًا بعمل الله فينا، يليق بنا أن نُسلّم زربابلنا الداخلي ويهوشعنا بين يديه، أي نسلّمه الإرادة الحيّة العاملة مع القلب بكل مشاعره.
حقًا إن إرادتنا هي "زربابل"، إذ وُلدت في بابل حيث كنا تحت سبي الخطيّة، لكن الرب وحدة يُحرّرها من سبيها ويطلقها إلى أورشليم العليا لا لتقود خمسين ألفًا من الرجال للعمل، وإنّما تحمل في داخلها طاقات وإمكانيّات الرب نفسه فيها ليعمل بها وبكل مواهبها وأحاسيسها... لحساب ملكوته.
وكما نحتاج إلى تقديس الإرادة بتحريرها من سبيها العنيف بعمل الصليب، هكذا نحتاج إلى تقديس القلب أيضًا، حتى يسكنه يهوشع الحقيقي أي يسوعنا الذي هو "الله مخلصنا" وفي نفس الوقت هو "يهوصادقنا" أي (الله برّنا).
رابعًا: أما موضوع النبوّة فهو: "هكذا قال رب الجنود قائلًا: هذا الشعب قال إن الوقت لم يبلغ، وقت بناء بيت الرب".
يبدأ حديثة مع الشعب بقوله: "قال رب الجنود"، وكأنّه أراد أن يؤكّد لهم أنهم إن كانوا يعملون لحساب ملكوته فهم جنوده وهو قائدهم الذي لا يعرف سوى الجهاد الروحي بلا رخاوة، إنّه رب الجنود! ولعلّه قصد أيضًا توبيخهم إنهم إن كانوا قد تركوا العمل في رخاوة واستهتار فهو في غير حاجة إلى أيدي عاملة، إذ هو رب الجنود السماويّة... لكنّه يطلبهم للعمل لأنه يحبّهم ويشتاق للعمل خلالهم.
وفي بداية حديثة لا يقل "شعبي" بل "هذا الشعب" ففي دراستنا لسفر الخروج وبعض أسفار الأنبياء لاحظنا أنّه متى أخطأ الشعب لا يدعوه: "شعبه" أي لا ينسبه إلى نفسه، وذلك كما حدث في حديثة مع موسى، إذ قال له: "قد فسد شعبك" (خر 32: 7)، ناسبًا الشعب لموسى لا لنفسه. أما حينما يتقدّس الشعب فيحلو له أن يفتخر به حاسبًا إيّاه شعبه، وسبوتهم سبوته، وأعيادهم أعياده، وتقدماتهم تقدماته.
أما سرّ حزن الله على هذا الشعب فهو أنهم أقاموا الحجج والتبريرات للامتناع عن العمل، قائلين: لم يبلغ الوقت لبناء بيت الرب. لقد تعلّلوا بأن المقاومات الخارجيّة هي إشارة إلهيّة بأن وقت العمل لم يحن، ولعلّهم أيضًا برّروا ذلك بأنه يليق بهم أولًا أن يهتمّوا ببيوتهم حتى تستريح عائلاتهم، وعندئذ يعملون لحساب بيت الرب بقلب مستريح، ولم يدركوا أنّه يليق أن يكون الله أولًا في حياتهم، كقول السيّد: "اطلبوا أولًا ملكوت الله وبرّه وهذه كلها تزاد لكم" (مت 6: 33).
حياتنا في الواقع هي مجموعة من الفرص، إن ضاعت فرصة قد لا تتكرّر، فلا يليق بنا القول: "إن الوقت لم يبلغ بعد" لئلا نصير كفيلكس الوالي الذي أرجأ فرصة التوبة إلى أن يجد الوقت المناسب (أع 24: 25) فلم نسمع أنّه وجد الوقت، إنّما يليق بنا القول: "عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يُدعى اليوم لكي لا يقسَّى أحد منكم بغرور الخطيّة" (ع 3: 13)، "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أف 5: 16).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوة يَسوع أثناء صيد السَّمَك العجائبي
دعوة الرب لصموئيل
دعوت من ضيقي الرب
دعوت الرب فأجابني
دعوت الرب في ضيقي


الساعة الآن 10:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024