منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 07 - 2012, 09:41 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

تربية الأبناء بين المصادقة و المعاقبة
قداسة البابا شنوده الثالث


موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

علاقة الأبويْن بالأبناء ينبغي أن تقوم على دعامتين أساسيتين هُما الحُب والحكمة. والحُب يشمل الحنو والرعاية والعطاء. والحكمة تشمل الفهم السليم في ممارسة كلٍ من عناصر المعاملات مع الأبناء.

+ ونحن ننصح في تربية الأبناء، أن تبدأ بعلاقة من الصداقة بينهما وبين أبنائهما، بحيث تربطهما بهم مشاعر من المودة، وليس مُجرَّد سُلطة الأعلى على الأدنى...

وفي هذه الصداقة والمودة، توجد الثقة والمصارحة: فيستطيع الابن أن يفتح قلبه لوالديه، ويحدثهما بصراحة عمَّا في داخله. ويكشف مشاكله وحروبه الروحية، دون أن يخشى عقاباً
أو توبيخاً أو فقداناً للثقة به. بل يطلب المشورة والإرشاد. ولا مانع من الحوار، لا بلون من المجادلة والكبرياء، بل للتوضيح وبحث كل وجهات النظر معاً...

وفي كشف الابن لأخطائه، يكون واثقاً أن أبويه سوف لا يعايرانه بها، أو يغيران معاملتهما له بسببها...

+ وبعلاقة المصارحة هذه، وفي جو المصادقة والمودَّة، يثق الابن أن والديه يتصفان بالموضوعية وليس بالانفعال. فهما يسمعان في هدوء كل ما يقوله عن أخطائه ومشاكله،
دون أن يثور أيّ منهما أو يتضايق، أو يشتد في لوم الابن أو إيلامه، بل يرشده إلى ما يجب عليه في إقناع. وبهذه المعاملة يمكن للابن أن يقتنع بمحبة والديه وحكمتهما، ولا يخفى عنهما شيئاً، ويتخذهما كمرشدين...

+على أن جو المصادقة بين الأبناء والأبوين، لا تمنع احترام الأبناء لهما، سواء من الناحية الدينية التي تأمر بإكرام الوالدين والخضوع لهما، أو من الناحية العملية أيضاً ثقةً بحكمتهما ومحبتهما وحُسن إرشادهما.

+ وبالرغم من كل ما قلناه عن الصداقة والمودة بين الوالدين وأبنائهما، نقول أيضاً إن بعض أخطاء الأبناء تحتاج إلى عقوبة إن كانت فادحة أو مقصودة، بينما أخطاء أخرى يكفيها مُجرَّد التنبيه أو التوبيخ، أو إظهار عدم الرضى عنها أو الإرشاد، أو الإنذار بالعقوبة إن تكرر الخطأ..

+ والعقوبة لازمة أحياناً، لأنَّ كثيرين لا يشعرون بفداحة الخطأ إن لم يُعاقبوا. وبدون العقوبة قد يستمر المخطئ في أخطائه، وقد يصل إلى حد الاستهانة والاستهتار. واللَّه ـ تبارك اسمه ـ على الرغم من رحمته ومحبته للبشر، قد عاقب كثيرين، شعوباً وأفراداً، وأنذر بعقوبات...

+ وهناك أنواع من العقوبة يستخدمها الآباء والأمهات، فالبعض قد يمنع عن ابنه شيئاً من المصروف أو الهدايا، أو يمنعه عن بعض الترفيهات أو المشهيات أو الزيارات التي يحبها.
أو يمنعه عن اللعب، أو عن بعض الصداقات.

على أن بعض الأباء قد يلجأ في العقوبة إلى أسلوب من العنف وجرح الشعور،
مثل الضرب والشتيمة! وهذا بلا شك أسلوب غير روحي. وقد يأتي بنتائج عكسية، إن كان منهجاً مستمراً.

+ على أن البعض قد يستخدم في العقوبة أسلوب المخاصمة أو المقاطعة. فتستمر الأم مثلاً فترة طويلة لا تُكلِّم ابنها ولا تستمع إليه. ولا ترد عليه إن كلَّمها، أو تتجاهله باستمرار.
وفي نفس الوقت تغيظه بمعاملة أخوته بلطف. وقد تطول فترة المخاصمة، ويبدو الموضوع
بلا حلّ!

+ ولا شك أن المخاصمة والمقاطعة لها أضرارها وأخطارها: فهى إجراء سلبي وليست حلاً لإشكال. ويكون فيها الابن ـ وبخاصة لو كان صغيراً ـ في وضع عاجز عن التَّصرُّف،
ولا يعرف متى تنتهي هذه المخاصمة؟! وكيف؟ كما أنها لا تُعطي مجالاً للتفاهم أو الحوار.
وإن طالت، يزداد الأمر تعقيداً ... ويبدو أن هذه الوسيلة كعقوبة، لا تصلح إلاَّ إذا كانت لدقائق أو ساعات يعقبها عتاب...

+ المهم في العقوبة أن تكون ذات نتيجة طيبة في تقويم الابن، ولا تكون مُجرَّد تنفيس عن غضب مكبوت، أو إراحة لأعصاب متوترة..

والوالدان الحكيمان لا يهددان، إنما يتصرفان بحكمة تجمع بين الحب والحزم، وبين العقاب والعلاج. فيكون العقاب هدفه الإصلاح، وليس لمُجرَّد المُجازاة. وبحكمة يُعرف سبب العقوبة، وهل يصلح؟ ولأي مدى...

+ وللعقوبة شروط. والشرط الأول منها، أن يعرف الابن أنه قد أخطأ، وأنه يستحق العقوبة.

لذلك ينبغي توضيح الموقف له، وشرح نوعية الخطأ الذي وقع فيه ونتائجه. على أن يقتنع بذلك. لأنه إن لم يدرك أنه قد أخطأ، سيشعر أنه قد وقع تحت ظلم، وأن سُلطة الوالدين تُستخدم بطريقة عشوائية وبدون حق، وهذا الشعور يضره ويتعبه..

+ يجب إقناعه أيضاً بأن العقوبة نافعة له لتربيته. وعليه أن يتذكَّر أنه فعل ما لا يليق، ورُبَّما قد أساء إلى سُمعة الأسرة، وقدَّم أمثولة سيئة لأخوته الذين قد يقلدونه في حالة عدم معاقبته.

مع إشعاره أن العقوبة لا تتعارض مع محبة والديه له.

?? ومن شروط العقوبة أن تكون على قدر الاحتمال: على قدر ما يستحق الخطأ من جهة، وعلى قدر ما يحتمل المخطئ من جهة أخرى. ويُراعى في العقوبة شعور الابن الحساس، والابن الصغير، والابن الصغير الذي قد تصدمه العقوبة، والابن المحتاج إلى حنان لظروف خاصة. ويُراعى أيضاً عامل السن، وعامل الجهل أحياناً...

+ وتكون العقوبة لوقت محدد تنتهي بعده. لأنَّ بعض الأباء إذا غضبوا مرَّة على أبنائهم، يكون غضباً مستمراً لا يُعرف متى ينتهي؟! وإن منعوا الابن عن شيء، لا يعرف متى ينتهي المنع؟ وهذا خطأ بلا شك. واللَّه نفسه، كان يُعاقب، ثم يعفو ويغفر..

+ وينبغي أن تكون العقوبة على أساس ثابت من المبادئ والقيم. فلا يعاقب الابن عن شيء من المفروض أن يبتعد عنه، ثم يصرح له بذلك الشيء في وقت آخر!! وهكذا لا يدرك الحكمة في المنع والمنح!

+ ومن شروط العقوبة أن تكون لوناً من العلاج، وتؤدي إلى ذلك. وأن يفهم الابن بها أنه غير مغضوب عليه. وإنما الغضب هو على الخطأ
رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:42 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء


حول تنشئة الأولاد
الأب برفيريوس الرائي

موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

" يوجد لحالة الإنسان الروحيّة قسمٌ كبيرٌ من المسؤوليّة "

تبدأ تنشئة الأولاد من لحظة تكوينهم

تبدأ تنشئة الأولاد من لحظة تكوينهم، فالجنين يسمع ويشعر وهو في أحشاء أمّه، أجل، إنّه يسمع ويرى بعينيّ الأم . يُدرك تحرّكاتها ومشاعرها، رغم أنّ فكره لم يكن قد نما.

يشحب وجه الأم، وكذلك وجه الجنين. تغضب الأم ويغضب الجنين. تشعر الأم بالحزن، بالألم، بالخوف، بالقلق..... فيتأثَّر الجنين بكلّ هذا. إذا رفضت الأم جنينها، إذا كرهته، يشعر الجنين بهذه الأحاسيس، فتتكوّن في نفسه الصغيرة جروحات ترافقه مدى عمره كلّه. ويحصل عكس ذلك مع مشاعر الأم المقدَّسة. وعندما يكون في قلبها الفرح والسلام، والمحبّة للجنين، تُنقَل هذه الفضائل سرّاً إلى مَن تحمل في أحشائها كما يحصل مع الأطفال المولودين. لهذا يجب على الأم أن تصلّي كثيراً خلال فترة الحمل وأن تحبّ الجنين وتداعب بطنها وأن تقرأ المزامير، وترنّم (الطروباريّات) التراتيل وتعيش حياةً مقدَّسة. وهذه الممارسة تعود بالنفع لها، بل وتضحياتها من أجل جنينها، لكي يصبح الولد كذلك أكثر قداسةً، ويمتلك من البداية إيداعات مقدَّسة .

أَرأَيتم كم هو دقيق أن تحمل المرأة ابناً ؟

كم هي المسؤوليّة كبيرة وكم هو الشرف عظيم!

سأقول لكم شيئاً له علاقة بما سبق، وعن كائنات حيّة غير عاقلة وستفهمون منه القليل.

في أميركا يختبرون ما يلي:

في قاعتَين متشابهتَين، درجات حرارتهما واحدة وريّهما واحد وكذلك تربتهما، يزرعون في القاعتين أزهاراً. فنلاحظ فرقاً واحداً وهو: في إحدى القاعَتين، يضعون الموسيقى الناعمة والفرحة.

النتيجة؟ ماذا أقول لكم؟! أزهار هذه الغرفة تُظهِر فرقاً شاسعاً بالنسبة إلى الثانية. ففيها حيويّة مميَّزة، لونها أكثر جمالاً ونموُّها أكبر لا يُقارَن.



• حياة الوالدَين داخل البيت وحدها تحمي وتُنشئ أولاداً صالحين

حياة الوالدَين داخل البيت وحدها تحمي وتُنشئ أولاداً صالحين . يجب على الوالدِين أن يُعطوا أنفسهم لمحبّة الله. يجب أن يَصيروا بوداعتهم، بصبرهم، بمحبّتهم لبعضهم، قدّيسين بالقرب من أولادهم. أن يضعوا كلّ يوم خطّاً جديداً وشوقاً جديداً، وغيرةً ومحبّةً للأولاد. والفرح الذي سيغمرهم والقداسة التي ستكون قد زارتهم، سوف تُطلِق النعمةَ للأولاد، وسوء تصرُّف الأولاد ينتج عن خطأ الأهل بشكل عام. لا النّصائح ولا النّظام ولا القساوة تخلِّص الأولاد. إن لم يتقدَّس الوالدِين، إن لم يجاهدوا، يرتكبوا أخطاءً كبيرةً وينقلوا الشرّ الذي في داخلهم. إن لم يعِش الوالدون حياةً مقدَّسةً، إن لم يتكلَّموا بمحبّة، يُعذِّبهم الشيطان بردَّة فعل الأولاد. المحبّة، وحدةُ الحال، وتفاهم الوالدَيْن الجيّد كلُّها واجبة ولازمة للأولاد، وهي تُعطيهم أماناً كبيراً وثباتاً .

سلوك الأولاد له علاقة مباشرة بحالة الأهل. عندما ينجرح الأولاد من سوء تصرُّف فيما بين الوالدَيْن، يفقدون قواهم وشوقهم وتأهُّبهم للسير إلى الأمام ويُفسدون بناءَ أنفسهم ويُهدِّدون هذا البناء لحظة بلحظة للخطر حتى الهدم. أسوق لكم مثلَين:

جاء إليّ مرّة شابّتان، واحدة كانت مسالكها قبيحةٌ جدّاً، تسألانني عن سبب تلك المسالك. قلتُ لهما :

- من المنزل، من والديكما.

- وفيما كنت "أتبصَّر أعماق" واحدة منهما، قلت:

- أنتِ قد ورثتِ من والدتك هذا كلّه.

- قالت، ولكنّ أهلي هم أُناس كاملون. هم مســيحيّون، يعترفون ويتناولون القربان المقدَّس، ويُمكن أن يُقال: نحن نمارس ديانتنا ونعيشها. إلا.ّ.... إذا كانت الديانة تُخطئ، أجابت تلك .

قلتُ لهما:

- لا أُصدّق شيئاً ممّا تقولانه لي. أنا أرى شيئاً واحداً فقط : لا يعيش أهلكما فرحَ المسيح .

بناءً على هذا قالت الأخرى :

- إسمعي ماريّا، حسناً يقول الأب، إنّه على حقّ. نعم.....أهلُنا يذهبون لعند الأب الروحيّ، للإعتراف، للمناولة الإلهيّة، ولكن لم يكُن سلامٌ أبداً في المنزل! كان والدنا يتأفّف بصورة متواصلة من والدتنا. وكانا يتذمّران باستمرار، مرّة لم يكن يأكل الواحد مع الآخر ومرّة أخرى لم يكن يريد الآخر مرافقة الأوّل. إنّ الأب على حقّ.

- ما اسم والدك ؟ سألتها.

- قالت لي الاسمَ.

- ا اسم والدتك ؟

- قالت لي أيضاً.

-"إيه"، قلتُ، يبدو أنّ داخلكِ ليس على ما يُرام مع والدتكِ.

إسمعوا لي الآن: الّلحظة التي فيها كانا يقولان لي الإسم، "كنتُ أرى" الأب،كنتُ أرى نفسه. ولحظة قولهما لي إسم الأم، "كنتُ أرى" الأخيرة وكنت أرى كيف كانت الإبنة تنظر إلى والدتها.

مرّةً أخرى أتت أمٌّ مع إحدى بناتها وزارانني. كانت منزعجة وكانت تجهش بالبكاء وكانت تشعر بحزنٍ ،وبؤسٍ عميق .

سألتها، ما بكِ ؟

- إنّي يائسة مع ابنتي الكبيرة، التي طردت زوجها من البيت وكانت تضلّلنا قائلةً أكاذيب كثيرة.

- قلتُ، أيّة أكاذيب؟

- طردت زوجها من البيت منذ زمن ولم تخبرنا شيئاً عن ذلك. كنّا نسألها بواسطة الهاتف «كيف حال ستيليوس؟». «بخير، كانت تجيبنا، ذهب الآن لشراء الجريدة». وكانت تختلق كلّ مرّة عذراً لكي لا نشكّ بشيء. هذا دام سنَتين وكانت تُخفي طردَه عنّا. ومنذ أيّامٍ قليلة عرفنا بطرده منه شخصيّاً، إذ رأيناه صدفة.

حسناً، قلتُ لها:

- أنتِ وزوجكِ مخطئان وخطيئتك أنتِ هي الأكبر.

- أنا ! أنا التي كنتُ أُحبّ أولادي كثيراً وكنتُ لا أخرج من المطبخ، لم يكن عندي حياةٌ شخصيّة، كنتُ أقودهم إلى الله وإلى الكنيسة، كنتُ أنصحهم للخير. كيف أكون أنا خاطئة؟

توجّهت للإبنة الأخرى، التي كانت حاضرة :

- أنتِ، ماذا تقولين؟

- نعم، يا أمّي، إنّ الأب الشيخ على حقّ، لم نأكل أبداً أبداً خبزاً حُلواً مدى العمر بسبب المناكفات التي كنتِ ترتكبينها مع والدي

- أرأيتِ أَنّني علىحقّ؟ أنتما تخطئان، أنتما تجرحان الأولاد. لم يُخطئ أولادكما، لكنّهم يُعانون من العواقب.

تولَدُ بسبب الأهل حالة في نفس الأولاد، حالةٌ تترك آثاراً في داخلهم طيلة حياتهم، وتصرّفهم بالتّالي في حياتهم وعلاقتهم مع الآخرين تتعلّق مباشرة بمسالك الحياة التي اكتسبوها من سنيّ طفولتهم. يكبرون، يتعلّمون، ولكن في العمق لا يتبدّلون.

هذا يظهر وفي أدقّ ظواهر الحياة. مثلاً: تقعُ في نَهَم. تطلب الطّعام وتأخذه، تأكل، ترى قوتاً آخر، ترغب به وتبتغيه.وتشعر من جديد بالجوع. فإذا ما أكلتَ، يُمسككَ لعيانٌ وارتعاش. تخاف من أن تضعف وهذه الحالة نفسيّة لها تفسيرها. من الممكن القول إنّكَ لم تعرفْ أباً ولا أمّاً، أن تكون سفليّاً وجائعاً، فقيراً وضعيفاً، وهذا حدثٌ روحيٌّ، ينعكس ضعفاً في الجسد.

يوجد لحالة الانسان الروحيّة قسمٌ كبيرٌ من المسؤوليّة. لا تكفي النّصائح والضغوطات ولا المنطق والتّهديدات لتحرير الأولاد من مختلف المشاكل الداخليّة، وعلى الأرجح، تسوء حالتهم. يصير الاصلاح بتقديس الأهل وتطهيرهم.

صيروا قدّيسين ولن يكون عندكم أيّة مشكلةٍ مع أولادكم. قداسة الأهل تحرِّر الأولاد من المشاكل. يريد الأولاد أُناساً قدّيسين بقربهم، مع محبّة كبيرة، أُناساً لن يخيفوهم ولا يكتفوا بإرشادهم بل سيعطونهم صلاةً ويكونون لهم قدوةً مقدَّسة.

صلّوا، أنتم الأهل، صلّوا بصمتٍ وأياديكم مرفوعة نحو المسيح، معانقين أولادكم سرّاً. وعندما يُحدثون فوضى، خذوا بعض التدابير التربويّة، لكن دون أن تضغطوا عليهم وبالأخصّ صلّوا.

مرّاتٍ كثيرة، (وخصوصاً الأمّ)، يجرِّحُ الأهل الولدَ لفوضى ارتكبها، ويؤنّبونه بشدّة. عندها ينجرح هذا الولد. يفهم الولد ويلاحظ من خلال انفعالك الداخليّ أو من خلال نظرتك الوحشيّة له أنّك تؤنّبه وتغضب وإن لم يكن هذا التأنيب ظاهريّاً . عندها يعتقد الولد أنّ الأمّ لا تحبّه. يسأل الأمّ :

- أتحبّينني، يا أمّي؟

- أجل، يا ولدي، أحبّكَ.

لكنّه لا يقتنع. إنّه قد جُرِح. تحبّه أمّه، ستدلّله فيما بعد، لكن الولد يدير رأسه عن دلال أمّه. لا يتقبّل الغنج، يظنّ هذا خبثاً ورياءً لأنّه قد جُرِح.



الإفراط في الرعاية يترك الأولاد غير ناضجين

شيء آخر يؤذي الأولاد، هو إفراط الأهل في الرعاية، أي الإفراط في العناية والمبالغة في شغل البال والقلق. إسمعوا هذا الحدث: أمّ كانت تشكو لي أنّ ابنها البالغ من العمر خمس سنوات، كان لا يُطيعُها . كنتُ أقول لها »أنتِ تُخطئين« لم تفهم قَوْلي. وفي مرّةٍ من المرّات ذهبنا بسيّارة تلك الأم مشواراًَ إلى شاطئ البحر وكان ابنها معنا وهناك أفلتَ الصـغير من يدها وركض نحوالبحر. وعلى الشاطئ تجمّعت كومة رمل،انبسط البحر فجأة من خلفها. قلقت الأم وكادت أن تصرخ، أن تركض لأنّها شاهدت الصغير على كومة الرمل ويداه ممدودتان ليتوازن. هدّأتُ أنا من روعها، حينها أدارت ظهرها نحو الإبن وكنتُ أراقبها بطرف العين. عندما قطع الولد الأمل من إثارة أمّه ودفْعِها إلى الصراخ كالعادة، نزل هادئاً شيئاً فشيئاً واقترب منّا.

وهذا ما حدث ! عندها تلقَّنتِ الأمّ درساً في التربية الصحيحة.

أمّ أخرى كانت تشكو أنّ ابنها الوحيد لم يكن يأكل أصناف الأطعمة كلّها وخصوصاً اللبن. وكان هذا الصغير في الثالثة من عمره على وجه التقريب وكان يعذِّب أُمّه كلّ يوم. قلتُ لها :

"ستفعلين ما يلي: ستفرغين الثلاّجة من كلّ الأطعمة وتضعين مكانها كميّة معيّنة من اللبن وستعانون أنتم الأهل والأولاد لبضعة أيّام. أتى وقت الطعام؟، ستعطين بطرسَ لبناً. سوف لن يأكله. عند المساء قدّمي له الطعامَ نفسه. في اليوم التّالي الشيءَ نفسه. إيه، سيجوع فيما بعد، سيختبر شيئاً. سيبكي، سيصرخ.

ستتحمّلون ذلك وسيأكل اللبن فيما بعد بطيبة خاطر».هكذا حصل وأصبح اللبن الطعام المفضَّل لبطرس.

هذا كلّه ليس بصعب. ولكن أُمّهات كثيرات لا يتبعنَه فيُلقِّنَّ أَولادهنَّ تربيةً سلبيّةً جدّاً. أُمّهات يلاحقنَ أَولادهنَّ دائماً ويضغطنَ عليهم، أي يُفرِطْنَ بالعناية بهم، فَشِلْنَ في عملهِنَّ. في حين أنّه يجب عليك أن تترك الولد يهتمّ وحده لتقدُّمه، عندها ستنجح. عندما تلاحق أَولادكَ باستمرار، تنطلق منهم ردّة فعل، فيتكاسلون ويضعفون وغالباً يفشلون في حياتهم.

هذا النوع من الإفراط في الحماية، يترك الأولاد غير ناضجين.

قبل بضعة أيّام، أتت أُمّ يائسة لفشل ابنها المتكرِّر في امتحانات الدخول للجامعة. تلميذ ممتاز في الابتدائي، ممتاز في التكميلي، ممتاز في الثانوي. بعدها كان فشل الولد، كان الإهمال، كانت ردّات فعلٍ غريبة. "أنتِ تُخطئين، قلتُ للأمّ، وأنتِ متعلّمة! ماذا كان سيفعل الولد؟ كلّ السنوات ضغط، ضغط، ضغط،” لِتكنْ الأوّل، لا تُخَجِّلُنا، عليكَ أن تصير عظيماً في المجتمع…..“.

تراجع فجأةً، والآن لم يعد يريد شيئاً. عليكِ أن توقفي هذا الضغط والإفراط في الحماية وعندها ســترَيْن كيف يعود الولد إلى توازنه . سوف يتقدَّم حين تتركينه حرّاً« .



• يريد الولد بقربه أُناساً صلاتهم حارّة

يريد الولد بقربه أُناساً صلاتهم حارّة . لا أن تكتفي الأمّ بالملاطفة الحسّيّة لولدها، بل وأن تقدّم في الوقت نفسه دفء الصّلاة. يشعر الولد في عمق نفسه بالدفء الروحيّ الذي تبعثه أُمّه سريّاً له، فينجذب نحوها. يشعر بأمان واستقرار، عندما تغمره الأمّ سرّاً بالصّلاة الدائمة، الحارّة، والمصرّة، وتحرّره ممّا يُضيِّق عليه. تعرف الأمّهات القلقَ، والنُصْح والكثير من الكلام ولكن لم يتعلّمنَ الصّلاة. النّصائح والإرشادات العديدة تُسيء كثيراً.

لا للكلام الكثير للأَولاد. الكلام يقرع الأذنَين، أمّا الصّـلاة فتذهب إلى القلب. يُحتاج إلى صلاةٍ مع إيمانٍ وإلى مثالٍ صالحٍ ولكن دون قلق.

وفي يومٍ من الأيّام أتتنا إلى الدير أمٌ يائسة من وضع ابنها يورغو. كان ملبّكاً جدّاً، يعود متأخّراً ليلاً بصحبة زمرةٍ سيّئة الأخلاق، وكانت حالته تسوء يوماً بعد يوم،وكانت الأمّ تضطرب وتبكي .

قلتُ لها:

- لا تقولي أنتِ أيَّ شيء، بل صلّي فقط .

أقمنا ساعة صلاة مشتركة عند الساعة العاشرة والعاشرة والربع، قلتُ لها أن تصمت وأن لا تسـأل ابنها متى يخرج من البيت ولا متى يعود إليه…. بل أن تقول له بمحبّةٍ كبيرة: »كلْ، يا يورغو، في الثلاّجةِ طعامك«. وأن لا تقول له غير ذلك. بصورة عامّة أن تعامله بمحبّة دون أن تترك الصّلاة. بدأت الأمّ بتطبيق ذلك، وما إن مرَّ عشرون يوماً حتى قال لها ابنها:

- أمّي، لماذا لا تكلّمينني ؟

- يورغو حبيبي، أنا لا أُكلِّمك؟

- أُمّي، تُضمرين شيئاً نحوي لذا لا تكلّمينني.

- ما تقوله لي أمرٌ غريب، يا يورغو. كيف لا أُكلِّمك؟ ألا أُكلِّمكَ الآن؟ ماذا تريد أن أقول لك؟

أمّا يورغو فلم يُجبها. وبعد هذا أتت الأمّ إلى الدَير وقالت لي:

- يروندا, ماذا يعني هذا الذي قاله لي ابني ؟

- لقد نجحت خطّتُنا !

- أيّة خطّةٍ ؟

- إنّي قلتُ لكِ أن لا تتكلّمي معه، أن تصلّي فقط في السرّ وسوف يعود الولد إلى رشده.

- أتعتقد أنّ هذا هو الحلّ؟

- هذا وحده هو الحلّ، قلت لها. يريد الأهمّيّة، يريد أن تعطيه الملاحظة » أين كنتَ؟ ماذا فعلتَ؟« . أمّا هو فيصرخ ويُقاوِم ويعود أكثر تأخُّراً في الليل.

- واعجباه ! كم من الأسرار المخفيّة!!

- أفهمتِ ذلك، والحالةُ نِصب عينَيكِ؟أراد بمشـاجرتكِ له، أن يقوم بما يحلو له. وعدم هذه المشاجرة يُزعجه. وبدل انزعاجكِ أنتِ من سوء تصرّفه ينزعج هو الآن بلا مبالاتكِ واهتمامكِ .

وفي يومٍ أعلمَ يورغو أهله في البيت أنّه سيترك عمله ليذهب إلى كندا. لقد قال لربّ عمله:

- " أنا تاركٌ العمل، جِدْ آخر بديلاً عنّي«.

أمّا أنا، فقلتُ للأهل خلال هذه الأثناء :

- نحن، علينا بالصّلاة .

- ها هو حاضرٌ للسفر..... سأُنزِلُ به إلى الهاوية! قال الأب.

- كلاّ، لا تزعجه، قلتُ له.

- لكنّ الولد اتّخذ قراره بالرحيل، يروندا!

- لِيَرحلْ. أُعطوا ذواتكم للصّلاة وأنا معكم.

بعد يومَين أو ثلاثة أيّام كان الأحد.

باكراً جدّاً، قال لهم يورغو:

- أنا راحلٌ، سأذهب مع أصحابي.

- حسناً، مثلما تريد، قالوا له.

ذهب، آخذاً أصحابه برفقة فتاتَين وشابَّيْن، واستأجروا سيّارة واتّجهوا بها إلى منطقة خلكيذا. ذهبوا إلى هنا وهنالك، بعدها راحوا إلى دَير القدّيس يوحنّا الروسيّ ومنه أكملوا طريقهم إلى مناطق ماندوذي والقدّيسة حنّة، حتى وصلوا إلى فاسيليكا. ذهبوا ومارسوا السباحة في البحر الإيجي. أكلوا، شربوا، لَهَوْا. وبعدها أخذوا طريق العودة وكادَ الليل يُرخي عتمته. كان يورغو يقود السيّارة. وفي منطقة القدّيسة حنّة، اصطدم بحائط منزل. فتشوَّهت السيّارة. ما العمل الآن ؟ ساروا بالسيّارة روَيداً روَيداً وأتوا بها إلى أثينا.

وصل إلى البيت قبل بزوغ الفجر. لم يقُلْ له أهله شيئاً. أمّا هو فارتمى على سريره ونام. وعندما استيقظ من نومه قال لوالده:

- يا أبي، حصل ما حصل..... يجب الآن إصلاح السيّارة والكلفة كبيرة. قال له:

- أنتَ تعلم يا ولدي أنّني مديونٌ، وأَخواتِكَ ما زلنَ على عاتقي..... ماذا سيحِلُّ بنا؟

- ماذا أفعل أنا، يا أبي؟

- إفعل ما تريد. أنتَ بالغٌ وعاقلٌ. إرحَلْ إلى كندا لِتحصل على المال، إلخ...

- لا أستطيع، قال له. يجب الآن إصلاح السيّارة.

- لا أدري، قال له، رتِّب أنتَ أُمورك.

إستغرب الولد قَوْل أبيه ورَحَل.....

ذهب، فوجد ربَّ عملِه وقال له:

- يا سيّدي، حصل ما حصل معي. لن أَترك عملي، فلا تتعاقد مع غيري.

- حسناً، حسناً، يا بنيّ!!

- ولكنّني أُريد مالاً.

- نعم، ولكنّكَ تريد الرحيل. وتوقيع والدِك واجبٌ.

- أنا سأُوقِّع لكَ. والدي لا يتدخَّل. هذا ما قاله لي. سأعمل أنا وسأفيكَ مالكَ. أليس ما حصل أعجوبة من الله؟ وعندما عادت الأمّ مجدَّداً قلتُ لها:

- نجحت الطريقة التي اتّبعناها وصلاتنا سُمِعت من الله. والحادث كان من الله وسيبقى الولد في البيت وسوف يعود إلى رشده. هكذا حصل من خلال صلاتنا.

حصلت أُعجوبة. صامَ الأهل وأقاموا الصّلاة والصّمت ونجحوا. ثمّ بعد فترة قصيرة أتاني الولد دون أن يوجّهه أحدٌ من أهله. أصبح يورغو عنصراً جيّداً وهو يعمل الآن في شركة طيران وأسّس عائلةً صالحةً
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:43 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

صلاة كثيرة وكلمات قليلة للأولاد

الأب برفيريوس الرائي
موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

كلّ شيءٍ يأتي من الصّلاة، من الصّمت ومن المحبّة. أَفهمتم نتائج الصّلاة ؟ محبَّة في الصّلاة، محبّةٌ في المسيح. هذه هي التي تفيد بالفعل. بقدر ما تحبّون الأولاد محبّةً إنسانيّةً – محبّة تكون غالباً عاطفيّة ومن الأهواء أى بالقدْر نفسه سيتلبَّكون ويكون تصرّفهم سلبيّاً. لكن، عندما تكون المحبّة فيما بينكما ونحو أَولادكم مسيحيّةً ومقدَّسةً، عندها لن يكون عندكم أيّة مشكلة. قداسة الأهل تخلِّص الأولاد.

حتى يتحقَّق هذا الأمر، يجب أن تؤثِّر النعمة الإلهيّة على نفوس الأهل. لا أحد يتقدَّس وحده. النعمة الإلهيّة نفسها ستُنير، ستولِّد الحرارة والنشاط في نفوس الأولاد.

مرّات كثيرة يتّصلون بي هاتفيّاً ومن الخارج ويسألونني عن أًولادهم وعن مواضيع أُخرى.

إتّصلت بي اليوم من ميلانو أُمٌ وسألتني كيف تتصرَّف مع أولادها؟ فقلتُ لها ما يلي:

- "عليكِ أن تصلّي وعند الضّرورة أن تتكلَّمي مع الأولاد بمحبّة. عليكِ، زيادةً، أن تُصلّي، مع كلامٍ قليلٍ يُوَجَّه إليهم. صلاة كثيرة وكلام قليل مع الجميع. علينا أن لا نصبح مزعجين، بل أن نصلّي سرّاً وبعدها نتكلّم مع الآخر والله سيؤكِّد لنا في داخلنا إذا كان كلامنا مقبولاً لدى الآخرين. إن لم يكن هكذا فلن نتكلَّم. سوف نصلّي فقط سرّاً. لأنّه إن تكلَّمنا نصبح مزعجين ونسبِّب ردّةَ فعلٍ للآخرين وفي بعض الأحيان نثير غضبهم، لهذا من الأفضل أن يتكلَّم الإنسان سرّاً في قلوب الآخرين عن طريق الصّلاة السرّيّة من أن يتكلَّم في الأُذن.«

إسمعي ما أقوله لكِ:» عليكِ أن تصلّي أوّلاً وبعدها أن تتكلَّمي هكذا إفعلي مع أَولادك. إن كنتِ تعطيهم النصّائح باستمرار، ستكونين ثقيلة الظلّ عليهم، وعندما سيكبرون، سيشعرون بنوع من الضغط.عليكِ إذاً أن تفضّلي الصّلاة. أن تكلّميهم بالصّلاة. وكلّ ما تريدين قوله لهم قوليه لله، والله سوف يتكلَّم في داخلهم. هذا يعني أنّه يجب أَلاّ تنصحي أولادكِ بالصّوت الذي يسمعونه في آذانهم. تقدرين أن تفعلي هذا، لكن قبل كلّ شيء عليكِ أن تكلّمي الله عن أولادكِ. أن تقولي: ” يا ربِّ يسوع المسيح، أَنِر أَولادي الصغار. أنا أُقدِّمهم إليك. أنتَ أعطَيتهم لي، وأنا ضعيفة، لا أستطيع أن أُوجِّهَهُم . لهذا، أرجوكَ، أَنِرهُم“. الله سيُكلِّمهم وسوف يقولون: ”آه ! كان ينبغي لي أن لا أُزعج الأمّ بالذي فعلتُه!“ .وهذا سيخرج من داخلهم بنعمة الله«.

هذا هو التصرُّف الكامل. أن تتكلَّم الأمّ مع الله والله يكلِّم الولد. إذا لم يكن هذا، تقولين، تقولين وتقولين... كلَّ شيء "في الأذن"، وفي النهاية يصبح الكلام نوعاً من الضغط. وعندما يكبر الولد وتبدأ ردّة فعله، أي يثأر بطريقة ما من أبيه وأمّه الّلذين ضغطا عليه ، في حين أنّ الكمال واحدٌ ، وهو أن تتكلَّم المحبّة بالمسيح، وبقداسة الأب والأم. إشعاع القداسة يصيّر أولاداً صالحين، لا المحاولة البشريّة .

عندما يكون الأولاد مجروحين في نفوسهم من جرّاء مسألة خطيرة، فلا تتأثَّروا إذا كانت ردّة فعلهم وألفاظهم سيّئة. في الحقيقة، لا يريد الأولاد ذلك، لكنهم لا يقدرون أن يفعلوا عكس ذلك في الّلحظات الصّعبة. بعدها يندمون. لكن إن أنتم تنفعلون وتغضبون، تصيرون واحداً مع الشرّير فيلهو بكم جميعاً .



• قداسة الأهل في الربّ هي أفضل تربية للأولاد

فلنرَ الله في وجه الأولاد ولنعطِ محبَّته لهم..... ولْيتعلّمِ الأولادُ الصّلاة. لكي يصلّي الأولاد، يجب أن يكون عندهم دمُ أهلٍ يُصلّون. وهنا، يقع بعض الناس خارج جوهر المعنى ويقولون:

»طالما أنّ الأهل يُصلّون، هم أتقياء، يطالعون الكتاب المقدَّس،وقد غذّوا الأولاد ”وربّوهم بتأديب الربّ وإنذاره “ أف 6 : 4)، إذاً، يكون هؤلاء أولاداً صالحين« .ومع ذلك نرى نتائج عكسيّة بسبب الضغط. وليس بكافٍ أن يكون الأهل أتقياء. عليهم أن لا يضغطوا على الأولاد، ليجعلوا منهم بالقوّة صالحين. من المحتمل أن نُبعد الأولاد عن المسيح. وذلك أن نعيش الفروض الدينيّة بأنانيّة. لا يُريد الأولاد ضغطاً . لا تُلزموهم أن يتبعوكم إلى الكنيسة. باستطاعتكم القول لهم : »مَن يشاء؛ بمقدوره أن يأتي معي الآن أو لاحقاً«

إتركوا الله يتكلَّم في نفوسهم. وسبب الضغط هو الذي يجعل الأولاد عندما يكبرون، مقاومينَ - لبعض الأهل الأتقياء-; فيبتعدون عن الكنيسة ويتركون كلّ شيء ويسرعون إلى أماكن أخرى لإشباع رغباتهم الذاتيّة وهذا بالتأكيد، ما يسبّبه الضغط الذي يمارسه الأهل »الصالحون« على الأولاد. الأهل »الأتقياء« شكلاً، الذين اعتنوا لجعل أولادهم » مسيحيين صالحين« عن طريق محبّتهم البشريّة، ضغطوا عليهم وصار عكس ما رغبوا.

يُضغط الأولاد عندما يكونون صغاراً وعندما يصبحون في السادسة عشرة والسابعة عشرة والثامنة عشرة من عمرهم، يصلون إلى النتيجة العكسيّة ... يبدأون- من ردّة فعلٍ - بالذهاب مع زُمرٍ سيّئة الأخلاق ويقولون أقوالاً فاسدة. ولكن، عندما ينمو الأولاد داخل الحريّة، و يشاهدون في الوقت نفسه المثَل الصالح عند الكبار، نُسَرّ برؤياهم ونفرح بهم. هذا هو السرّ أن تكون صالحاً، أن تكون قدّيساً لكي توحِيَ وتَشِعّ. يبدو أنّ إشعاع حياة الأولاد نتيجة إشعاع الأهل. يصرّ الأهل : »هلاّ اعترِف، هلاّ تناوَل، هلاّ افعل..... «النتيجة لا شيء.

هل يراك ولدُك فاعلاً ما تقوله له ؟ ما تعيشه، تشعّه أنتَ. أيَشِعُّ المسيح في داخلكَ؟ هذا ينتقل إلى ولدك، وهنا يكمن السرّ. وإن تحقَّق هذا، وولدك ما زال صغيراً في السنّ، لن يحتاج أن يتعب كثيراً عندما يكبر. بناءً على ما سبق، يستخدم سليمان الحكيم تحديداً صورة رائعة مشدِّداً على المعنى المتضمِّن الإنطلاقة الجيّدة، البداية الحسنة، الأساس المتين. يقول في مكان ما: »مَن بكَّر في طلبها (الحكمة) لا يتعب لأنّه يجدها جالسة (بالقرب-… ) عند بابه ( حكمة 6 : 14 ) المبكِّر في طلبها« هو الإنشغال بها -أي الحكمة- من عمر الشباب . الحكمة هنا هي المسيح . كلمة «πάρε » تعني »موجود بالقرب« .

عندما يكون الأهل قدّيسين وينقلون هذه القداسة إلى الولد ويهبونه تربية في الربّ، إذ ذاك لا يتأثَّر الولد بمحيطه تأثُّراً سيّئاً، لأنّ الحكمة أي المسيح ستكون على عتبة بابه . لن يتعب لكي يمتلكها.

يبدو من الصعب جدّاً أن تكون صالحاً، أمّا في الحقيقة فهو سهل جدّاً، عندما تنطلق، وأنتَ صغير، بمسالك حياة صالحة، وعندما تكبر لا يُحتاج إلى التّعب، لأنّك تمتلك الصّلاح في داخلك وتعيشه. أنتَ لا تتعب، أنتَ قد عِشته، فهو إِرثك، الذي تحفظه وترعاه في الوقت ذاته طيلة حياتك - إذا انتبهت عليه - …



• وفي المدرسة- تستطيعون أن تساعدوا الأولاد بالصلاة والقداسة

الحاصل مع الأهل ممكنٌ أن يحصل مع التربويّين. وفي المدرسة تستطيعون أن تساعدوا الأولاد بالصّلاة والقداسة. يمكن أن تظلّلهم نعمة الله وبها يصيرون أولاداً صالحين. لا تحاولوا تصحيح الحالات السيّئة بطرق بشريّة، لأنّ ذلك لا يُؤتي بأيّ نفعٍ. بالصّلاة فقط ستجنون النتائجَ الحسنة. اطلبوا النعمة الإلهيّة للجميع، لتذهب إلى أعماق نفوسهم لتبدّلهم وتغيّرهم. هذا يكون مسيحيّاً .

أنتم التربويّون تنقلون القلق سرّاً إلى الأولاد وتؤثِّرون عليهم من حيث لا تدرون. بالإيمان يرحل القلق. نقول في الطلبات: »لنودعْ أنفسنا وبعضنا بعضاً وكلّ حياتنا للمسيح الإله« .

قابلوا الأولاد بمحبّة الأطفال المميَّزة. هكذا، إن أحبّوكم، ستستطيعون اقتيادهم إلى جانب المسيح. ستصبحون أنتم الواسطة. لتكن محبّتكم صادقة. أن لا تحبّوهم محبّة بشريّة كما يفعل الأهل عادةً، بهذا لن تساعدوهم. محبّة في الصّلاة، محبّة في المسيح. هذه هي التي تفيد بالفعل. صلّوا من أجل كلّ ولد ترَونه والله سيرسل نعمته ويوَحِّده معه. قبل أن تدخلوا الصفّ، وخصوصاً الصـعبة منها، قولوا صلاة يسوع:»يا ربِّ، يسوع المسيح، إرحمني أنا الخاطئ«.وعندما تدخلون الصفّ اغمروا بنظرتكم كلّ الأولاد، صلّوا ثمّ تكلّموا مقدِّمين لهم كلّ ذواتكم. عندما تقومون بهذه التقدمة في المسيح، سوف تفرحون. هكذا ستتقدَّسون أنتم مع الأولاد. ستعيشون داخل محبّة المسيح وداخل الكنيسة، لأنّكم تصبحون صالحين داخل العمل.

إذا حدث وخلق تلميذٌ مشكلة، وجّهوا أولاً ملاحظة عامّة قائلين:

- أيّها الأولاد، أتينا إلى هنا للدرس، للعمل الجدّي. أنا هنا إلى جانبكم لأساعدكم. وأنتم تتعبون لتنجحوا في الحياة. وأنا، الذي أحبّكم كثيراً كثيراً، أتعب من أجلكم. لهذا، أرجوكم أن تحافظوا على الهدوء لِنصل إلى هدفنا.

لن تنظروا إلى الذي أساء التصرُّف. إذا استمرّ، تتوجَّهون إليه لا بغضب بل بجِدِّية وحزم. ستنتبهون كيف تُثبِتون ذواتكم في الصفّ، لتستطيعوا التأثير على نفوسهم . لا يُخطئ الأولاد الصعاب . هذا يعود إلى الكبار.

لا تقولوا للأولاد الكثير عن المسيح، عن الله، لكن صلّوا لله من أجلهم. الكلام يطنّ في الآذان، أمّا الصّلاة فتذهب إلى القلب. إسمعوا سرّاً واحداً: لا تعطوا درساً في اليوم الأوّل الذي تدخلون فيه الصفّ. تكلّموا معهم بعذوبة كلمة كلمة. تصرّفوا معهم بمحبّة . في البداية، لا تكلّموهم أبداً عن الله ولا عن النفس. بل في المرّات الّلاحقة. تهيَّأوا جيّداً في اليوم الذي ستكلّمونهم عن الله قائلين لهم:

هناك موضوع يشكّ فيه الكثيرون. هو موضوع »الله«. ما رأيكم فيه؟ ثمّ تبدأ المناقشة.

وفي يوم آخر كلّموهم عن موضوع »النّفس«.

- هل هناك »نفس« ؟

ثمّ تكلّموا عن الشرّ من ناحية فلسفيّة. قولوا لهم إنّنا نملك ذاتَين، الخيِّرة والشرّيرة. يجب أن نزرع الخيّر فهو يريد التقدّم، الصّلاح، المحبّة . يجب أن نوقظ هذا كي نصبح أُناساً محقّين في المجتمع. تذكّروا ذلك القول:»يا نفسي، يا نفسي، إنهضي، لماذا ترقدين؟« لا تقولوا لهم هكذا بل بكلمات أُخرى على الشكل التّالي: »يا أولاد، كونوا يقظين من أجل العلم، من أجل الصّلاح، من أجل المحبّة. فقط المحبّة تجعل كلّ شيء جميلاً وتملأ حياتنا وتُكسبها معنىً وجمالاً. الذّات الشرّيرة تريد الخمول، الإهمال. لكن هذا يجعل الحياة بلا مذاق، بلا معنى ودون جمال«.

لكن، كلّ هذا، بحاجة إلى استعداد. المحبّة تتطلّب تضحيات وفي كثير من الأحيان تضحية وقتٍ. أُعطوا الأولويّة للتّحضير لتكونوا جاهزين عند تقديم ما أنتم بصدد إعطائه للأولاد وحاضرين لقوله بمحبّة وقبل كلّ شيء بفرح. اظهروا لهم محبّتكم واعرفوا ماذا تريدون وماذا تقولون لهم. ولكن، هذا كلّه يتطلّب فنّاً، كيف ستتصرّفون مع الأولاد. بناءً عليه، سمعتُ شيئاً عذباً. إستمعوا إليه:

هناك أستاذ، كان مسروراً من كلّ الأولاد، لكنّه كان يعاني من فوضى تلميذ مشاغب، وكان يريد أن يطرده من المدرسة. في مثل هذه الأثناء، أتى أستاذ شاب واستلم الصفّ. إستعلم جيّداً عن التلميذ المحدَّد. عرف الاستاذ الجديد أنّ ذاك التلميذ كان يحبّ بشغف ركوب الدرّاجة. في اليوم الثاني، عندما دخل الصفّ، قال :

- أيّها الأولاد، لديّ مشكلة. أسكن بعيداً وأُعاني من أَلم في رجليّ، يمنعني من المشي وأودّ أن أستعمل درّاجة، لكننّي لا أعرف استخدامها. هل يقدر أحدٌ منكم أن يعلّمني؟

حسناً، أسرع التلميذ المشاغب، وقال:

أنا، سأعلّمك!

- أتعرِف ذلك؟

- نعم، أعرِف .

ومنذ ذلك الوقت أصبحا صديقَين عزيزَين إلى حدّ أحزن الأستاذ القديم، الذي كان يراه. شعر أنّه لم يكن كفوءاً لفرض ذاته على التلميذ.

تحدث مرّات كثيرة أن يوجد في المدرسة أَولاد يتامى. اليتم شيء صعب. كلّ مَن حُرِم من أهله، وفي عمرٍ مبكرٍ، أصبح بائساً في الحياة. إن حدث واكتسب والِدَيْن روحِيَّين، المسيح والكلّيّة القداسة، أصبح قدّيساً. تصرّفوا مع الأولاد اليتامى بمحبّة وتفهّم، واجتهدوا خصوصاً بربطهم بالمسيح وبالكنيسـة .



• علّموا الأولاد أن يطلبوا مساعدة الله

الدواء والسرّ الكبير لتقدّم الأولاد هو التّواضع. الثّقة بالله، تُعطي ضمانةً مطلقةً. الله هو الكلّ. لا يستطيع أحد القول بأنّه هو الكلّ. هذا القول يدعم الأنانيّة. ألله يريد أن نقود الأولاد إلى التّواضع. لن نقوم نحن بشيء ولا الأولاد بدون التّواضع. علينا أن ننتبه، عندما تشجِّعون الولد، يجب أن لا تقولوا له:» أنتَ ستحقِّق كلّ شيء، أنت مهمّ، أنت شابٌ، أنت شجاعٌ، أنت كامل !........« بهذا الكلام لا تفيدون الولد. يمكنكم أن تطلبوا منه الصّلاة. قولوا له:» يا بنيّ، المواهب التي لديك نِعَمٌ قد وهبك إيّاها الله. صلِّ لِيُعطِيَك الله قدراتٍ لكي تزرعها وتُنمِّيها وتنجح بها. ليُعطيَك الله نعمته«. بهذا يكون الكمال.

على الأولاد أن يطلبوا مساعدة الله في كلّ المواضيع. المديح للأولاد مؤذٍ. ماذا تقول كلمة الله؟ »يا شعبي ! إنّ مرشديك يضلّونك وقد أفسدوا سبيل طرقك ( أشعياء 3 : 12 ). كلّ مَن يمدُحنا، يضلّنا ويفسد طرق حياتنا.

كم هي حكيمة أقوال الله ! المديح لا يُهيِّئ الأولاد لأيّة صعوبة في الحياة، فينشـأون غير متأقلمين إجتماعيّاًَ فيتيهون وفي النهاية يفشلون. الآن، فَسُدَ العالم. يقولون للولد كلّ أنواع المديح. علينا أن لا نزعجه ولا نعاكسه ولا نضغط عليه . يتلقّى الولد هذا ولكنّه لا يستطيع أن ينفعل حقّاً حتى و في أصغر صعوبة. وفي أيّة لحظة يعاكسه أحد، ينفجر غضباً، فيَفْقُدُ طاقته .

الأهل هم أوّل مَن يتحمَّل فشل الأولاد في الحياة ومن ثَمّ المعلِّمون والأساتذة، لأنّهم يمدحونهم باستمرار. يقولون لهم أقوالاً ذاتيّةً وأنانيّةً. لا يجلبونهم إلى روح الله، يبعدونهم ويغرِّبونهم عن الكنيسة. عندما يكبرون قليلاً ويذهبون إلى المدرسة مع هذه الأنانيّة، يهربون من الديانة ويحتقرونها، يفقدون الإحترام تجاه الله، تجاه الأهل وتجاه الجميع . يصبحون مقاوِمين، وقساةً، لا يشعرون بالألم، ولا يحترمون، لا الديانة ولا الله . ونكون هنا قد خرّجْنا إلى الحياة أنانيّين لا مسيحيّين .



• لا يُبنى الأولاد بالمديح المتواصل

لا يُبنى الأولاد بالمديح المتواصل. بل يُصبحون أنانيّين ومحبّين للمجد الباطل والفارغ. يرغبون أن يُمتَدحوا من الجميع باستمرار في حياتهم كلّها حتى ولو كان المديح كذباً. تعلّم الجميع القول مصحوباً بالأكاذيب وللأسف ويتقبّلها محبّو المجد الفارغ وهي غذاؤهم، »ويؤيّدون قولها ولو كانت كذبةً ولو كانت مذمّة«.لله لا يريد ذلك. الله يريد الحقيقة. لكن، هذا و للأسف لا يفهمه الجميع ويفعلون عكسه بالكلِّية.

عندما تَمدح الأولاد بصورة متواصلة دون تمييز، ينزعجون ممّن يعاكسهم. تثيرهم سِهام الأنانيّة التي اعتادوها من الصِّغر من ضلال مديح الأهل والمعلّمين، ربّما يتقدّمون في الدروس، لكن ما الفائدة؟ في الحياة يخرجون أنانيّين وغير مسيحيّين. الأنانيّون لا يقدرون أبداً أن يكونوا مسيحييّن. يريد الأنانيّون باستمرار أن يمدحهم الجميع، أن يحبّهم الجميع، أن يقول عنهم الكلّ أقوالاً حسنة وهذا شيء لا يريده إلهنا، كنيستنا، ولا مسيحنا .

لا تريد ديانتنا هذه الطريقة، هذه التنشئة. بل على العكس، تريدهم أن يتعلّموا من الصِّغر عن طريق الحقيقة .

حقيقة المسيح تؤكِّد على أنّ، إذا امْتدحتَ إنساناً تجعله أنانيّاً. الأنانيّ هو المرتبك، الأنانيّ مُقادٌ من الشيطان ومن الروح الشرّير. وهكذا، يكون عمله الأوّل - وهو ينمو ضمن الأنانيّة - أن ينكر الله وأن يكون إنساناً أنانيّاً غير متآلف داخل المجتمع. يجب أن تقول الحقيقة، أن يتعلّمها الانسان. وإلاّ تدعمه في جَهْل علمه. عندما تقول الحقيقة لواحدٍ ما، يُرشَد هذا إلى مَوقعه، ينتبه، يسمع الآخرين ويضبَط نفسه، وهكذا، ستقول الحقيقة إلى الولد، تلومُه، لِيُدرك أنّ ما يقوم به غير صالحٍ. ماذا يقول سليمان الحكيم:» مَن لم يستعمِل عصاه يُبغِض إبنه والذي يحبّه يبتكر إلى تأديبه. ( (أمثال13 : 2). لكن، لا أن تضربه بالعصا . عندها نبتعد عن الحدود ويصير العكس.

نقود الأولاد بالمديح منذ صِغرهم إلى الأنانيّة. والأنانيّ يمكنك أن تسخر منه، يكفي أن تقول له إنّه صالح، أن تنفخ أناه. فيجيبك: »آه، هذا الذي يمدحني هو إنسان صالح«.

ليست هذه أشياءُ حقّة. لأنّ الانسان يكبر مع الأنانيّة، يبدأ الإرتباك في داخله، يعاني، ولا يعرف ماذا يفعل؟ الأنانيّة هي سبب عدم استقرار النّفس، حتى أطبّاء النّفس، إن فتّشوا عن عدم هذا الإستقرار، سيجدون أنّ الأنانيّ هو إنسان مريض.

يجب أن لا نمدح أبداً الناس العائشين معنا وأن لا نلاطفهم، بل علينا أن نقودهم إلى التّواضع، وإلى محبّة الله. كما ولا نطلب نحن محبّة الآخرين بمدحنا لهم . لِنتعلّم أن نحبَّ، لا أن نطلب المحبّة من الآخر. لِنحبَّ الجميع ونقوم بقدر المستطاع بتضحياتٍ كبيرةٍ دون مقابل لكافة الإخوة في المسيح، دون أن ننتظر مدحاً ومحبّة منهم. وهؤلاء سيقدّمون لنا ما يقوله الله لهم. إن كانوا هم مسيحيّين، يعطون مجداً لله، لأنّنا وُجدنا معهم أو ساعدناهم أو قلنا لهم كلمةً جميلةً.

وهكذا عليكم أن تقودوا أولاد المدرسة. هذه هي الحقيقة، وبغير ذلك لا يُصبحون متآلفين مع الآخرين. لا يعرفون ماذا يفعلون ولا أين يسيرون، وسبب ذلك هو نحن.

لم نَقِدْهم إلى الحقيقة، إلى التّواضع، إلى محبّة الله. جعلناهم أنانيّين وها هي النّتيجة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ الآن!

هناك أولاد يأتون من صِغرهم من أهل متواضعين، كلّموهم عن الله وعن التّواضع المقدَّس. هؤلاء الأولاد لا يأتون بمشاكل مع الناس العائشين معهم. لا يغضبون عندما تشير إلى غلطهم، بل يحاولون أن يصحّحوه، ويصلّون إلى الله أن يساعدهم كي لا يصبحوا أنانيّين.

أنا، ماذا أقول لكم؟ عندما قد ذهبتُ إلى الجبل المقدَّس، زرتُ آباءً شيوخاً كثيريّ القداسـة. هؤلاء لم يقولوا لي أبداً كلمةBravo " " كانوا ينصحونني دائماً كيف أحبّ الله و كيف أكونُ متواضعاً. أن أسأل الله لكي يقوِّيني في نفسي و أن أحبَّه كثيراً. ولم أكن أعرف هذا ال »برافو» وما طلبته أبداً. على العكس، كنتُ أنزعج إذا لم يَلُمْني آبائي الشـيوخ. كنتُ أقول : »بالله، لم أجد آباءً شيوخاً صالحين!».كنتُ أريد أن يعذِّبوني، أن يلوموني، أن يتصرّفوا معي بقساوة. هذه الأمور التي أقولها لكم الآن، إن سمعها مسيحيٌّ،ماذا سيقول؟ سيفقد صوابه وسيرفضهم.

ولكن، هذا هو الصحيح، الوضيع، النقيّ. لم يقلْ لي أهلي أبداً كلمة "Bravo " وما كنت أرغب بها ال "Bravo" لهذا، كلّ ما كنتُ أقوم به، كان دون مقابل. والآن عندما يمدحني الناس، أشعر بامتعاضٍ كبير. ماذا أقول لكم.....أنغلق في داخلي، عندما يقـول الآخرون لي" Bravo " لكن، لم تؤْذِني هذه الكلمة لأنّني تعلَّمت التّواضع. والآن، لماذا لا أُريد أن يمدحوني؟ لأنّني أعرف أنّ المديح يجعل الإنسان فارغاً ويطرد نعمة الله. ونعمة الله تأتي فقط بالتّواضع المقدَّس. الإنسان المتواضع هو الإنسان الكامل. أَليست هذه كلّها جميلةً؟ أَليست حقيقيّة؟…...

إذا قلتَ كلّ هذا لأيّ إنسان، »يُجيب ماذا تقول يا صاحبي، إن لم تمدح الولد فليس بمقدوره أن يدرس، لن، ولن، ولن…..». نعم، يقع هذا، لأنّنا نحن هكذا ويكون الولد حصيلة عملنا. أي إنَّنا قد ابتعدنا عن الحقيقة. الأنانيّة أخرجت الإنسان من الفردَوس، هي شرٌّ عظيم. الناس الأوّلون، آدم وحوّاء، كانوا بسطاء ومتواضعين، لهذا، كانوا يعيشون في الفردَوس. لم يكن عندهم أنانيّة. كان عندهم، كما يُقال في اللغة اللاهوتيّة، الولادة الأصليّة –Archégono- عندما نقول الولادة الأصليّة -Archégono-، نقصد النِّعَم التي أعطاها الله في البدء، عندما كوَّن الإنسان. يعني الحياة، عدم الموت، الضّمير، الإكتفاء، المحبّة، التّواضع، إلخ.....

بعدها، حقَّق الشيطان نجاحه بالمديح وضلّلهم. امتلأوا أنانيّة. لكنّ طبيعة الإنسان، كما جبلها الله في البدء هي طبيعة تواضع . في حين أنّ الأنانيّة شيء غير طبيعيّ،هي مرض، هي ضدّ الطبيعة .

حسناً، عندما نخلق نحن عند الولد «الأنا الفائق» عن طريق المديح، ننفخ فيه الأنانيّة، ونؤذيه كثيراً، ونجعله أكثر مَيْلاً للأشياء الشيطانيّة. وهكذا مع تنميتنا له "الأنا الفائق"، نبعده عن كلّ قِيَم الحياة. ألا تعتقدون أنّ هذا هو سبب ضياع الأولاد وإثارة الناس؟

السَّبب هو الأنانيّة التي قد زرعها الأهل فيهم ونشأوا -هُمْ- (أي الأهل) عليها.

الشيطان هو الأنانيّ وكوكب الصبح الأكبر، أي إنَّنا نعيش الشيطان في داخلنا، لا التّواضع.

التّواضع هو من الله، هو شيء ضروريّ لنفس الإنسان، كما وإنّه شيء عضوي. وعندما ينقص التّواضع يكون كما لو نقص القلب من الجسد. القلب يُعطي الحياة لبنية الإنسان والتّواضع يُعطي حياة للنَّفس. الإنسان بأنانيّته في النهاية، شريك مع الروح الشرّيرة، أي إنَّه ينمو مع روح الشرّ لا مع الصّالح.

هذا ما استطاع الشيطان أن يفعله، حوَّل الأرض جحيماً، كي لا نستطيع أن نتفاهم فيما بيننا. ما الذي حلّ بنا ولا نفهمه؟

أَرأيتم كيف ضُلِلنا؟ حقّاً، أرضُنا وعصرُنا أضحيا مستشفى للأمراض النفسيّة! ولا نفهم سبب ذلك؟ الكلّ يتساءل:" ماذا حلّ بنا؟، أين نحن ذاهبون؟ لماذا شرد أولادنا في الطرقات؟ لماذا رحلوا من بيوتهم، لماذا تخلّوا عن الحياة، لماذا تركوا ثقـافتهم؟ لماذا، لماذا كلّ هذا؟...."

استطاع الشيطان أن يُخفِيَ ذاته وأن يجعل الناس يستخدمون أسماءَ أخرى. يقول غالباً الأطبّاء ومحلِّلو النفس عندما يمرض الانسان: «آه! عندك عصبيّة!» أو ما يشابهها، «آه! عندك قلق!» وما إلى ذلك.لا يعترفون بأنّ الشيطان هو الذي يحرِّك ويثير الأنانيّة عند الإنسان. ولكن الشيطان موجود، هو الروح الشرّير. إن قلنا لا يوجد الشيطان، نكون كمن نرفض الإنجيل الذي يتكلّم عنه. هذا هو عدوّنا، محاربُنا في الحياة، معاكس المسيح، ويقال عنه ضدّ المسيح.

أتى المسيح إلى الأرض، ليُحرِّرنا من الشيطان ويمنحنا الخلاص.

النتيجة التى نستخلصها هي: علينا أن نعلّم الأولاد أن يعيشوا بتواضع وببساطة، و أن لا يطلبوا المديح وال Bravo ».» لِنعلِّمهم أنّ التّواضع موجود وهو صحّةُ الحياة.

تفكير مجتمع اليوم يُسيء إلى الأولاد. له نفسيّةٌ أخرى، تربيةٌ أخرى، تتوجَّه إلى أولاد ملحدين. هذا التفكير يقود إلى الإستقلاليّة. النتائج ظاهرة عند الأولاد وعند الشـباب الذين يصــرخون اليوم ويقولون: «يجب أن تفهمونا!». يجب ألاّ نذهب إليهم، بل على العكس، سنصلّي من أجلهم، سوف نقول الحقّ، سنعيشه، سنعظه، لكن لا نتأقلم بروحهم. أن لا نفسد عظمةَ إيماننا. ليس من المعقول مساعدتهم في تبنّي تفكيرهم. يجب أن نكون ما نحن وأن نكرز بالحقيقة وبالنور.

من الآباء الروحيّين يتعلَّم الأولاد. تعليم الآباء الروحيّين يُعلِّم أولادنا عن الاعتراف، عن الأهواء، عن الشّرور، كيف كان ينتصر القدّيسون على ذواتهم الشرّيرة. ونحن نضرع إلى الله لكي يسكن في داخلهم
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:43 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

التلفزيون
وتأثيره في البيت المسيحي



الأرشمندريت توما (بيطار) رئيس دير القدّيس سلوان


التلفزيون ومشتقّاته، في بيئتنا، هو أداة التسلية الأولى، إن لم تكن الوحيدة، بالنسبة لشريحة كبيرة من مجتمعنا. بالنسبة للأكثرية التلفزيون ضرورة حتى ليتعذّر على معظم الناس أن يتصوّروا أن يكون هناك بيت، اليوم، من دون تلفزيون. ولعلّه لا مبالغة إذا ما قلنا إنّ التلفزيون يأتي في سلّم الحاجات البيتيّة الأوليّة، بعد الأكل والشرب، أو يكاد. وهو، في هذا الإطار، محور الاهتمام الأول في المنزل. يخطف الأبصار لساعات في اليوم لا يقلّ معدّلها عن الأربع إلى الستّ الساعات فيما يمضي الكثيرون وقتاً إضافياً يتحدّثون فيه عمّا شاهدوه وعمّا سيشاهدونه.
إذاً الناس يقضون مقدار ربع وقتهم، يومياً، في مشاهدة التلفزيون. هذا ما يألفه الناس. التلفزيون ومَن هم وراءه بات مؤسّسة يفوق تأثيرها في الناس تأثير أي مؤسّسة أخرى في العالم، بما فيها النظم التربوية والحكومات والكنائس أيّاً تكن. ولكن ما لا يعرفه الناس أنّ التلفزيون أداة خطرة إذا لم يُحسن المرء استعمالها، سواء من ناحية اختيار البرامج المناسبة أو من ناحية الوقت الذي يمضيه المرء في مشاهدة هذه البرامج.

إذا كان عدد من الدارسين يرى في التلفزيون بعض الفائدة على الصعيد التربوي أو المعلوماتي، فإنّ ثمّة مَن يرى فيه أداة مؤذية في كل حال من الأحوال لأنّ بنية الإنسان العصبية لا تناسبها طبيعة التلفزيون. في تقرير Emery الذي أعدّه مركز التربية المتواترة في الجامعة الأسترالية الوطنية في كمبيرا (1978) أننا حين نشاهد التلفزيون فإنّ "المسارات العادية للفكر والقدرة على التمييز تكون عاملة بنصف طاقتها في أحسن الأحوال". وتضيف الدراسة أنّه "فيما يبدو التلفزيون وكأنّه يمكن أن يزوّد المشاهدين بمعلومات مفيدة وينوَّه به باعتبار وظيفته التربوية، فإنّ تقنيّة التلفزيون والطبيعة الملازمة لخبرة المشاهدة تشكّل، عملياً، كابحاً [أو عائقاً] للتعليم الصحيح كما يُفترض بالتعليم أن يكون".
وتجزم الدراسة بأنّ "الثابت هو أنّ التلفزيون لا يعطّل قدرة المشاهد على الحضور وحسب بل إذ يَشغل التلفزيون مسارات عصبية معقّدة، مباشِرة وغير مباشِرة، يجعل الصحو يتدنّى وكذلك حالة اليقظة العامة التي يُفترض بها أن تعدّ بنية الإنسان للمبادرة متى لفت مثيرٌ محدّد انتباه المرء".

- المسألة الأولى التي نطرحها تتعلّق بما يُحدثه التلفزيون من تأثير في الدماغ، أو في الجهاز العصبي بعامة.
تحديداً لذلك نستعين بدراسة وضعها Walsh و Gentile سنة 2002. عنوان الدراسة "التسلّل في غفلة عن الرادار: الدعاية التجارية والعقل" (Slipping Under the Radar: Advertising & the Mind). الغرض من الدراسة هو شرح الأسباب التي تجعل رسائل وسائل الإعلام (Media) مؤثّرة بالشكل التي هي عليه.
الكهرباء تجري في أسلاك وقدرات الإنسان الفكرية والشعورية تجري في شبكات عصبية. هناك، بصورة أساسية، ثلاثة أنظمة في الدماغ. هذه تعمل بانسجام وتكامل. النظام الأول هو ما يُعرف بـ "ساق الدماغ" (brainstem) وهو يحكم الوظائف الفيزيولوجية الضرورية للحياة كضبط الحرارة ونبض القلب. والنظام الثاني هو المعروف بـ "نظام الأوصال" (Limbic system) وهو مجال الإنفعالات والمشاعر والعواطف. والنظام الثالث هو "اللحاء" أو "القشرة الدماغية" (Cortex) وهو يحكم الوظائف الدماغية الرفيعة المستوى كاللغة والتمييز والتفكير. النظام الذي يعمل مَن هم وراء التلفزيون، ووسائل الإعلام، بعامة، على التأثير فيه هو نظام الأوصال أو المشاعر.
لماذا؟ لأنّ المشاعر تركّز الانتباه وعليها يتوقّف، بخاصة، ما يتذكّره الإنسان، وهي مكوِّن أساسي من مكوِّنات مواقف الإنسان. والمواقف هي التي تؤثّر في خيارات الإنسان وقراراته وسلوكه المتواتر. والمشاعر، أيضاً، هي أساس الدوافع التي عنها تنتج الحركة والفعل. كذلك الرباط بين المشاعر والسلوك أقوى من الرباط بين الفكر والسلوك. والسبب هو أنّ في الدماغ طرقاً مختصرة أو قل قادوميات (shortcuts) تتّصل بالخلايا العصبية الآلية التي ينتج عنها السلوك. المهم هنا أنّ هذه القادوميات تتفعّل بقوّة المشاعر. فحين تكون هناك مشاعر قوّية بشأن أمر محدّد فإنّ ردّ فعل فيزيولوجي يحدث حتى قبل أن يدرك الإنسان ويفكّر ويفهم ماذا يجري. المشاعر، إذاً، لا تبعث على التفكير بالضرورة ومع ذلك تؤثّر في المواقف والدوافع والسلوك. الرسائل الإعلامية، وخصوصاً الرسائل التلفزيونية، تضرب على وتر المشاعر. بقدر ما تؤثّر هذه الرسائل في مشاعر الإنسان، وتالياً في سلوكه، دون أن تتنبّه قواه الفكرية إلى الأمر، بقدر ما تكون التقنية الإعلامية ناجحة.
الموضوع موضوع تقني بحت. المهم أن تخلق حالة شعورية قوّية لدى الإنسان ثم تربط الرسالة التي تريد إيصالها بهذه الحالة. هذا يحرّك القادوميات العصبية وهذه تبعث على السلوك المرجو. قد يختار الإنسان، طبقاً لهذا المسار، ما ينفع وما يضر سواء بسواء طالما التفكير لا يتدخّل في الأمر. لذلك آخر ما يشاء صاحب الدعاية التجارية فعلَه مثلاً أن يدفع الإنسان إلى التفكير. همّه أن يتسلّل إلى نفس المشاهد في غفلة عن رادار تفكيره. أقل ما يُقال في الأسلوب المتّبع هذا لتأثير أهل الإعلام، وخصوصاً التلفزيون، في الناس، أنّهم يعاملون الإنسان كآلة... ليس من مصلحتهم أن يفكّر. بكلام آخر يتحايلون على أهمّ ما لديه، كإنسان، يتحايلون على تفكيره ليلعبوا على مشاعره ويؤثّروا في قراراته الصغيرة والكبيرة.

- المسألة الثانية التي نطرحها هي أنّ للتلفزيون ومشتقّاته ما يدنو من الجاذبية المغناطيسية. يحدّدون التنويم المغناطيسي بأنّه "ما يشبه حالة النشوة المحدَثة اصطناعياً والمتميِّزة بتغيير في الوعي ونقص في قوّة الإرادة والاستجابة المتزايدة للإيحاء (أو الإيهام)".
أليس هذا حال المفرطين في مشاهدة التلفزيون بخاصة، لا سيما الصغار؟ أمام الألوان الطبيعية الزاهية، التي تتآلف مع نظام ذاكرتنا بحسب K. Gegenfurtner، والموسيقى المدروسة والصور السريعة الإنطباعية والشخصيات المختارة المتميّزة بحسنها أو حدّة ذهنها أو ظرفها، أمام كل ذلك ينتشي العقل ويتخدّر ويقع المرء، بسهولة، تحت تأثير الرسائل التلفزيونية التي يسعى المنتجون التلفزيونيون إلى تمريرها من خلال نظام الأوصال لديه.

- المسألة الثالثة هي أنّ ما يتسبّب، عموماً، في وضع المشاهد موضع المنوَّم مغناطيسياً أو يكاد أنّ التلفزيون، بطبيعته، يجعل الإنسان في موقع المنفعل (passive) لا الفاعل (active) أو المتفاعل، في موقع التلقّي لا في موقع التبادل. وهذا يتعارض وطبيعة نمو الذهن لدى الإنسان. الإنسان تنمو قدراته بالتفاعل مع غيره، لا بالانفعال وحسب، خصوصاً الصغار. فحين يجد المرء نفسه في وضع المنفعل أمام شاشة التلفزيون فلا شكّ أنّ ذلك يخلق لديه، قليلاً قليلاً، حالة داخلية مرضية ليست أقلّ تداعياتها خمول الذهن وانحطاط القوى العقلية والتخدّر والبلادة والركون إلى راحة كذوب والعزلة عن المحيط الذي ينتمي إليه والدخول في واقعية إيهامية.
ما يحدثه التلفزيون في وجدان الأولاد، بخاصة، يعبِّر عنه البحّاثة، في علم النفس، يوري Bronfenbrenner بالكلمات التالية: "... إنّ الخطر الأول المتمثِّل في شاشة التلفزيون يكمن لا فقط في السلوك الذي يحدثه بل في السلوك الذي يحول دونه أيضاً: الأحاديث، الألعاب، الاحتفالات العائلية، المناقشات التي يتمّ، من خلالها، فعل التعلّم عند الولد، ومن خلالها يتكوّن خُلُقُه Character. تشغيل التلفزيون يمكن أن يوقف عملية (Process) تحوّل الأولاد إلى بشر".

- المسألة الرابعة هي أن علاقة المشاهد بالتلفزيون تحلّ محلّ علاقته بالعائلة والأصدقاء. شيئاً فشيئاً تتّسم العلاقات الإنسانية بطابع العلاقات السطحية. بدل أن تكون الجماعة، وخصوصاً العائلة، هي الإطار الذي ينمو فيه الإنسان، ويتكوّن كإنسان اجتماعي مسؤول، يصير التلفزيون كواقع إنساني إيهامي بديلٍ هو هذا الإطار. يظنّ نفسه أنّه بالتلفزيون يطلّ على العلم وعلى المعرفة وعلى العالم. إلاّ أنّه ولو حصّل بعض المعلومات هنا وهناك فإنّه لا يكون قد تعلّم، لأنّ التعلّم يستدعي التفاعل. كذلك لا يصير أكثر معرفة بالأمور لأنّ المعرفة الحقّ بالخبرة تكون. ولا يكون قد صار أكثر دراية بما في العالم، لأنّه ما دام قد عزل نفسه عن محيطه فكيف يسهم في إغناء العالم وكيف يكون جزءاً فاعلاً منه؟
لا شكّ أنّ مَن يقارن ما كان عليه الواقع الإنساني عندنا قبل العامين 1959 و 1962 –وهما السنتان اللتان دخل إلينا التلفزيون فيهما عبر شبكة تلفزيون لبنان وتلفزيون المشرق– لا شكّ أنّ مَن يقارن الواقع الإنساني يومذاك بالواقع الإنساني الذي صرنا إليه اليوم يلاحظ مقدار التحوّل الهائل الذي حصل عندنا. بالأمس كانت الجماعة هي إطار حياة الناس على كل صعيد: الاقتصادي والإجتماعي والثقافي والترفيهي الخ... واليوم صارت الفردية هي الواقع: كلٌّ لنفسه! التلفزيون زكّى فردية الإنسان، وتالياً عُزلته عن الجماعة فصارت العلاقات الإجتماعية شكلية. حتى ضمن البيت الواحد صار كل فرد من أفراد العائلة مائلاً إلى الاستقلال عن الآخرين. حياته الخاصة صارت هي المرجع وهي الأساس. بات الأولاد في بيوتهم كأنّهم نزلاء في فندق أكثر ممّا هم أعمدة في إشادة صرح العائلة الواحدة. نمط الحياة تغيّر. والتلفزيون ومشتقّاته كانت له المساهمة الأولى في تزكية هذا التغيير.

- المسألة الخامسة هي أنّ التلفزيون لمّا صار موضع انجذاب أفراد الأسرة الواحدة أخذ وجهُ العائلة ككنيسة في الإمّحاء. لم يعد ممكناً بإزاء تفكّك العائلة، وضعياً، واستلاب التلفزيون ومشتقاته لاهتمام أعضائها أن يكون اللهُ ومسيحُه مَن يتحلّق حوله أفراد العائلة ويجتمعون. في العائلة المسيحيّة كل شيء يُفترض به أن يتمحور حول المسيح. فإذا كان مَن في البيت يتناول الطعام وهو يشاهد التلفزيون وكلّه لهف إلى مطالعة مباراة البسكتبول فهذا معناه أنّه لا يعود هناك مجال للصلاة قبل المائدة وبعدها إلاّ شكلاً. الموضوعات الإلهية لا يعود لها مكان لأنّ أهل البيت لا يتحدّثون. فقط يكلّم أحدهم الآخر عبوراً. ثمّ لا وقت يبقى لا للصلاة المشتركة ولا لحكايات القدّيسين ولا لقراءة الكتاب المقدّس. التعوّد على مشاهدة صور الحياة تتداعى أمام الأعين بالألوان الزاهية لا يترك مجالاً للحوار بالكلمة. الكلمة تصبح ثقيلة، وسطحية.
الكلمة بحاجة إلى فكر واعتياد الذهن على الاكتفاء بالإنفعال دون التفاعل يجعل التعبير ذات المعنى صعباً وضامراً ومزعجاً. أفراد العائلة يكلّمون بعضهم البعض، بالأحرى، إذا ما تكلّموا، بانفعال. ثمّ إذا كان أفراد العائلة، أحياناً، لا يُكلّم أحدهم الآخر في مسائل شخصية أو ذات أهمية إلاّ لدقائق في الأسبوع، كما تبيِّن الدراسات، مستعيضين عن الكلام بملازمة الصمت بإزاء برامج التلفزيون حتى لا يفوتهم شيء، فلا شكّ أنّ كشف الفكر أو كشف القلب والاستعانة بالآخرين لتضميد الجراح الداخلية في النفس وطلب النصح لا يعود له مكان. الاستنارة بما يقوله الكتاب المقدّس أو الآباء القدّيسون ومطالعة كيفية السلوك في الوصيّة الإلهية، في هذه الوضعية أو تلك، يصبح متعذّراً. كذلك لا يعود هناك مجال للقراءات الروحيّة ولا للصلوات الشخصية. كيف يصلّي مَن ذهنه مشحون بالصور والحركات والأصوات والانفعالات التي تتسقّط عليه من التلفزيون؟!
الصلاة بطبيعتها رقيقة حسّاسة. تفرّ من التلوّث الفكري، من الضجيج الداخلي. الصلاة بحاجة إلى هدوء الذهن، إلى صفاء النفس. فإذا ما اعتاد المرء الإثارة في ما يُعرَض عليه واستطلاعَ كل جديد وسرعةَ الحركة وكثرةَ الأصوات فلا شكّ أنّ الصمت الداخلي سوف يكون ثقيلاً عليه، وعملياً غير ممكن، وسوف تكون نفسه مشوّشة، تتجاذبها الصور والخيالات والأحاسيس. ثمّ الصلاة لا تأتي إلاّ من صمت داخلي، من سماع. "تكلّم يا ربّ فإنّ عبدك يسمع". الصلاة تصبح في غير سياقها. مستحيل على مَن يُغرِق في مشاهدة التلفزيون أن يصلّي، إلاّ شكلاً أو عاطفياً. حتى الإلهيات يسعى مشاهدو التلفزيون – المؤمنون بينهم – إلى استمدادها، أحياناً كثيرة، من الشاشة الصغيرة: الصلوات والقداديس الإلهية والتراتيل والأفلام التقويّة والبرامج الدينية. التقوى يصير مقياسها، إلى حدّ بعيد، مشاهدة T L أو ما يعادلها. حتى صورة ملك الملوك على السيّارات تُستمدد من الأفلام. الذهاب إلى الكنيسة يصير ثقيلاً. التقوى المنفعلة (Passive) والاكتفاء بالاستجابة الشعورية العاطفية لما يُعرَض، هنا وهناك، يصير بديلاً عن الصلاة والسجود والركوع وعمل المحبّة والسلوك في فضائل الصبر والوداعة والاتضاع. هذا كلّه يجعل العائلة تكتفي ببعض الرموز الدينية في البيت، صورةً أو إيقونةً أو تمثالاً، هنا وهناك. ولا يعود لله، في العمق، مكان في المنزل. يُجعل الله، في الحقيقة، خارجاً كما في مذود البهائم. الله يصير أسيراً لمبنى الكنيسة التي قد يذهب إليه بعض أفراد العائلة متى عنّ على بالهم أو لحاجة يطلبونها من الله عند اللزوم، على طريقة الوثنيّين.
أمّا العلاقات بين العائلات المسيحية فقلّما تعود واردة إلاّ من باب الواجبات الاجتماعية، وهذه تكون ثقيلة ويميل الكثيرون إلى الاستغناء عنها حيثما أمكن. أصلاً، في كثير من الأحيان، حين يزور الناس بعضهم بعضاً يتفرّجون معاً على البرامج التلفزيونية ولا يتبادلون الكلام إلاّ تعليقاً عليها. لا يعود لديهم ما يقولونه خارج حدود ما يشاهدون ويسمعون إلاً قليلاً وسطحياً. استفقاد المريض والفقير والمضنوك لا يعود من صُلب الحياة. التوحّد بالناس من باب المحبّة المسيحيّة – "المسيح معنا وفيما بيننا" – لا يعود موضع اهتمام الناس. كل يؤثر الدفء والراحة أمام التلفزيون. والكل، نتيجة ذلك، ينتهي غارقاً في همومه، لا هو يبالي بغيره ولا غيره يبالي به. ثمّ صحو الذهن بالنسبة للمؤمن لا يعود موضع اعتبار. يصير المشاهد المدمن في موقع مَن تخدّر إحساسه وبات كأنّه نصف نائم. رصد الأفكار السمجة ومقاومتها لا يعود ممكناً. فمن كثرة ما تكون النفس مشحونة بالصور والخيالات تتداخل الأفكار، الغثّ والثمين منها، المقبول وغير المقبول، الجيّد والرديء ولا يعود إمكان تنقيتها أمراً واقعياً. ومن كثرة تعرّض المشاهد لما هو فاسد يصبح الفاسد مطبّعاً لديه. ثمّ من كثرة ما تتبلّد النفس تُصاب الإرادة بالضمور. القوّة الداخلية يصيبها الوهن، والقدرة على التمييز تضعف حتى الإضمحلال، وتعتور النفس حالة من اللامبالاة واللاحسّ.

- المسألة السادسة هي أنّ النظرة المسيحيّة إلى الوجود وكذلك الأخلاق المسيحيّة لا تتّفق ونظرة القابضين على دفّة الإعلام. ونحن إذا ما تركنا أولادنا، بخاصة، لأخلاقية ما يشاهدونه على الشاشة الصغيرة نكون قد أسلمناهم للرذائل لا إلى الفضائل التي نرغب فيها لهم. أبطال الكنيسة هم الودعاء. "طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض". أبطال التلفزيون هم العنفاء الظرفاء الذين يقوون على أعدائهم، عن حقّ أو عن باطل لا فرق. الوصيّة الإنجيلية تعلّم العفّة. التلفزيون يستعمل الفتيات الحسان والشباب الوسيمين ليبثّ الرغبة في الفسق وروح الزنى. المسيحيّة تدعو إلى حفظ مضجع الزوجيّة. التلفزيون يشجّع على التفلّت باسم الحرّية ويجعل الخيانة الزوجيّة والطلاق أمرين عاديين. الوصيّة تعتبر أنّ الحرّية تتحقّق بالحبّ والأمانةِ لمَن تحبّ. التلفزيون يعتبر أنّ الإنسان يصير حرّاً إذا ما فعل كل ما ترغب فيه نفسه. الوصيّة تأتي من الله. أخلاقية التلفزيون تأتي من العدمية (Nihilism)، من تقديس الإنسان لأهواء نفسه. حتى حين يكون التلفزيون إنسانوياً، في بعض برامجه، لا يقيم أيّة علاقة بين أنسانوية الإنسان وعبادة الله.
الله، بعامة، يصير كأنّه خارج أفق الإنسان. الله، بعامة، يُعتبر اختصاصه العجائب. الحياة الروحيّة باعتبارها شاملة لكل ما للإنسان، من حيث هي حياة جديدة المسيح فيها هو القلب النابض، الحياة الروحيّة هذه لا محلّ لها من الإعراب في الإطار الإعلامي. بالعكس الصورة التي يعكسها الإعلام، وخصوصاً التلفزيون، عن المسيحيّة تصوِّر الإنسان المؤمن، عموماً، محدودَ الأفق أو متعصّباً أو أصولياً. المسيحيّة يصوِّرونها، في العادة، وكأنّها رجعية، إلى حدّ بعيد، وضدّ التقدّم وتعيق الحرّيات ولا تماشي التطوّر وتتدخّل فيما لا يعنيها. ثمّ هذه الصبغة السياسية الطاغية على صورة المسيحيّة عندنا مشوِّهة إلى حدّ بعيد. هناك دائماً مَن يريد أن يعرف رأي الكنيسة في تأليف الحكومة وفي المواقف السياسية الداخلية والخارجية. حتى عندما يعرضون ما قاله بطريرك أو أسقف في عظة الأحد يقتطعون ما له مغزى سياسي أو ما فيه تعرّض لفريق من الأفرقاء. التلفزيون، بعامة، لا يعتبر نفسه معنياً لا بالحياة الروحيّة ولا بالأخلاقيّة المسيحيّة. حتى عندما يعرض لموضوعات دينية يعرضها بشكل مُغرِض ومبتور أو حتى مشوّه.

استنتاج

لعلّنا لا نبالغ إذا قلنا إنّ التلفزيون مرض إن لم يكن وباء. صار يتحكّم بحياة الناس إلى حدّ بعيد. صار الإطار المرجعي لحياتهم بلا منازع. وفيه هذه المفارقة أنّه فيما هو جهاز يصل الناس بعضهم بالبعض الآخر يكرِّس عزلة الناس أحدهم عن الآخر. من هنا مرضيّته. شيوعه واعتماد الناس الكبير عليه، لا سيما الفقراء، يحتّم ضبطه. بعض الفائدة، ولا شكّ، يمكن جنيها من الشاشة الصغيرة، إذا ما استُعملت بتبصّر. المشكلة، في أكثر الأحيان، أنّ الناس، بإزائها، يصعب عليهم ضبط أنفسهم، لطبيعته المغناطيسيّة وسهولة إدمانه. أنّى يكن من أمر فإنّ التلفزيون آلة وليس استعمالها، بوعي ومسؤولية، متعذَّراً، ولا يليق ولا ينفع أن نترك للتلفزيون فرصة القضاء على الأنشطة الإنسانية والشهادة المسيحيّة الطيّبة. ما الذي بإمكاننا فعله؟
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:45 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

تربية الأطفال تبدأ من الكنيسة

موضوعات بخصوص تربيه الأبناء


تربية الأطفال تبدأ من الكنيسة، منذ دخول الطفل لأول مرة إليها، إلى جرن المعمودية، حيث يتعمَّد الطفل وينال الولادة الثانية، أو الميلاد الجديد من الماء والروح، حيث يدخل في بنويَّة الله بالمسيح يسوع وبالروح القدس، ثم يُوسم بالمسحة المقدَّسة لتقديس الروح والجسد. وكما تقول الصلوات الطقسية عن الطفل المُعمَّد أنه:

”خروفاً في القطيع المقدس للمسيح،
عضواً مُكرَّماً في الكنيسة الجامعة،
إناءً طاهراً،
ابناً للنور،
وارثاً للملكوت،
حتى إذا جاهد كوصايا المسيح، وحرس خاتم الروح القدس مـن أي سارق، وحفظ اللباس غير المضمحل؛ يفـوز بطوبـاويـة أصفيائك بالمسيح يسوع ربنا“

ومن هنا، ومنذ دخوله في رعوية المسيح، فقد صار المولود الجديد مسيحياً كاملاً (ليس من جهة السلوك، بل من جهة المقوِّمات)، مسيحياً مثل والديه، وإناءً للروح القدس. وفي الحال يتقدَّم إلى التناول من الأسرار المقدسة، إذ ليس في طقس الكنيسة ثغرات زمنية بين لحظة المعمودية، ولحظة المسحة المقدسة، ولحظة التناول من الأسرار المقدسة؛ كما في بعض الكنائس الأخرى التي قد تدوم فيها مثل هذه الثغرات شهوراً أو أسابيع


والآن، ومنذ صرف الكاهن الوالدين من الكنيسة بإعطائهما السلام من الرب ليكون معهم ومع ابنهم وليدهم الجديد لله، يكون قد استقرَّ في ابنهما المصدر الحقيقي للقوة الروحية.

ثم تبدأ بعد ذلك مسئولية الوالدين، ليبدآ في المساهمة في التكوين الروحي لوليدهم، ليسقياه في البيت من كل ما يُنمِّيه في ”النعمة والحكمة والقامة أمام الله والناس“ على مثال المسيح.
وبالإضافة إلى تغذية الوليد في البيت، فهناك تغذيته في الكنيسة باصطحابه معهما لحضور الليتورجية المقدسة (القداس الإلهي)، حيث بالفعل وبالجو الذي يسود القداس، يُداوم على التناول من الجسد والدم المُحييين الأقدسين، حيث يعمل فيه ربنا يسوع المسيح وروحه القدوس عملهما في تنشئة الطفل وإنمائه روحياً.
أما الوالدان، فيبدآن بتغذية وليدهما أولاً بالمحبة والحنان اللذين هما الأساس الوطيد لصحة وليدهما النفسية والروحية والأخلاقية.
ثم بعد الكنيسة، في أسرار المعمودية والمسحة المقدسة وسر الإفخارستيا، ينتقل دور التربية إلى البيت. وهذا يرجع إلى أن عملية التربية تقع على عاتق وبصلوات الوالدين والجدِّ والجدَّة. وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ”إن قدوة هؤلاء هي كل شيء“.
ويُحذِّر القديس يوحنا ذهبي الفم ضد أي شكل من أشكال القهر والغصب المادي أو النفسي على الطفل. وهو يؤكِّد على أن تكون الكلمات التي تخرج من أفواه الآباء والجدود، وطريقة التخاطُب بينهم وبين كل واحد تجاه الآخر وتجاه طفلهم، صالحة وبطريقة تؤثِّر تأثيراً إيجابياً في طريقة كلام الطفل وتخاطُبه هو الآخر مع الآخرين.
وعموماً، هناك عوامل هامة ينبغي التأكيد عليها في تنشئة أطفالنا:
+ الانتباه إلى توفير المحبة الشديدة لحياة الطفل، وهذه المحبة يجب أن تظهر كصورة لمحبة الله تجاه البشرية التي أظهرها في شخص المسيح.

هذه المحبة يجب أن تظهر في الظروف المختلفة لحياة الطفل، ومقياسها يكون حينما يُسيء الطفل السلوك. فطبعاً لابد أن يتعلَّم الطفل الفرق بين الخطأ والصواب. والأطفال حسَّاسون جداً لمعنى ”العدل“ في مواجهة أفعال الطفل، ولكن الطفل لا يفهم لماذا يصير الوالدان (أو أحدهما) غاضباً بعنف على الطفل بسبب بعض التوافه الصغيرة. ربما يحدث هذا حينما يظن الوالدان (أو أحدهما) أن الطفل يتعمَّد الخطأ لإحراج والديه أمام الناس.

وعلى الوالدين أن يتذكَّرا دائماً أنهما حينما يُحذِّران الطفل ويُهدِّدانه بالعقاب، فإنهما يفعلان ذلك في نطاق ما سيفعلانه فعلاً، أي دون مغالاة في نوع العقاب، ثم بعد العقاب الرسمي يجب أن يُظهرا الاستعداد للمغفرة. وكثيراً ما يترك الوالدان الطفل تحت الفكر الخاطئ بأنهما لا يحبانه لأنه شرير.

وكما في كل حالات المغفرة، يجب إظهار أننا نكره الخطية، ولكننا لا نكره الخاطئ، وعلينا أن نُظهِر لأطفالنا ذلك.

وبنفس الطريقة، فإذا ما اعترف الطفل بسوء فعله، أو أظهر الندم والتوبة، فلابد أن تكون الاستجابة بناءً على ذلك: التخفيف من التوبيخ أو العقوبة. وهذا لا يعني أن نتغاضى عن الخطأ، بل أن نُشجِّع الطفل ألاَّ يخفي خطأه أو يُنكره.

والخداع الذي يحاوله الطفل، هو أكثر خطورة من أي شرٍّ أو خداع بين الوالدين والطفل. وسواء هذا أو ذاك، فستتزايد الصعوبة في حفظ وتصحيح علاقات المحبة داخل الأسرة.

+ وبنفس الطريقة، فإن أي طفل ينمو وهو محاط بجوٍّ من الصلاة التي تصعد داخل البيت، سوف يجد نفسه بالتأكيد منجذباً إلى نمط الصلاة بانتظام وبلا أي مجهود. والمقصود من ”بلا أي مجهود“، ليس أن لا نبذل أي مجهود في الصلوات التي نؤدِّيها داخل البيت، بل المقصود هو ذلك البيت الذي يؤدِّي الصلوات دون كسر في نظامها ومواعيدها.

إن قلب الطفل، بقدوة المحبة والصلاة داخل البيت، سوف يتأثر دون كلام ووعظ كثير عن أهمية الصلاة، إذ سوف ينجذب إلى الصلاة كعمل طبيعي ومعتاد داخل الأسرة.
إن مفتاح هذا العمل الطبيعي والمعتاد داخل الأسرة هو المثابرة على الصلاة بمحبة، ولكن مع كثير من الأشكال المختلفة للعبادة، مثل: استخدام الأيقونات، والترتيل، ورشم الصليب، إن أمكن السجود
والاقتداء بكل ما يمكن استخدامه للتركيز على الشيء الواحد الذي نحن جميعاً محتاجون إليه، وهو الصلاة ومحبة الله كما أحبنا الله؛ وقليلاً قليلاً كلما نما الطفل، سيكتشف ماذا يريد الله منه أن يؤدِّيه ويفعله في حياته.

+ أما السؤال الهام، والذي يخشى البعض سؤاله هو عن الطاعة. ولكن، مرة أخرى، إن قدوة الوالدين ذات أهمية لا يمكن إغفالها. فإذا لم يَرَهما الطفل وهما يحترمان أحدهما إرادة الآخر، فلن يتعلَّم ويُمارس الطاعة لهما.

إن كل آباء الحياة المسيحية يُعلِّمون بأن الطاعة هي مطلب روحي هام. والأبناء الذين لا يتعلَّمون هذه العادة في أيامهم الأولى، سيجدونها صعبة التعلُّم فيما بعد. والأطفال الذين يخترعون الحِيَل ليسلكوا حسب هواهم، لن يتعلَّموا أن يحبوا، لأن المحبة الحقيقية هي النتاج الحقيقي للطاعة.

+ ويحث القديس يوحنا ذهبي الفم الوالدين أن يراقبا مشاعر أطفالهما. فنحن لا يمكن أن نضع على أعينهم غمامة، بل علينا أن نتأكَّد من أنهم يـرون الأشياء ليس بمناظرهـا السلبية التي كثيراً ما تظهر على شاشات التليفزيون أو الكمبيوتر.

فيمكننا أن نساعد أطفالنا على أن يقبلوا الجمال الذي خلقه الله في العالم. وهذا يمكن أن نُنفِّذه عملياً بكثرة التنزُّه في الأماكن الريفية، وأيضاً باقتناء بعض القطع الجمالية داخل بيوتنا، مثل جمال اللوحات الفنية، أو جمال الموسيقى. قد يسمع أو يرى أطفالنا هذه الأمور، ولكن بصراحة في المدرسة أو من الأصدقاء، ولكن الوالدين لابد أن يُكملوا ما يراه أو يتعلَّمه أطفالهم هناك بما يُصحِّح أو يُكمِّل ذلك إلى الأفضل.

إن كل الاحتمالات واردة طبعاً، وكل طفل - على حِدة - مختلف عن غيره. لذلك، فمن الأفضل أن نحاول أن نتأكَّد من أن أطفالنا يتربَّون وهم مُحاطون بالمحبة والصلاة والحق والجمال، بالإضافة إلى قدوة الوالدين التي تُشيع السلام والوحدة والمحبة والطاعة داخل البيت. حينئذ سينمون كأشخاص روحيين، ويُكمِّلون دعوتهم الإنسانية كأولاد لله. آمين.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:45 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

آباء وأبناء نحو تربية مسيحية مثلى
بقلم السيدة حياة حنا

موضوعات بخصوص تربيه الأبناء
إن للوالدين أثراً بالغاً في التربية الدينية سواء قاموا بها مباشرة أو لم يقوموا، إنهم شاؤوا أم أبوا يرسمون في نفس الطفل صورة عن اللّه سواء أحدثوه عنه أم لم يحدثوه، ونظراً لعمق الأثر المبكر الذي يتركه الوالدان في وجدان الطفل، من هنا لا بدّ للتربية الدينية اللاحقة أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الأثر لكي تتحاشى مغبة الوصول إلى عكس ما تبتغيه.

فكيف يمكن إذاً للعائلة أن تهيّئ لدى الطفل أفضل البنى النفسية على قبول ربنا ومخلصنا يسوع المسيح في العمق دون زيف أو تشويه، حيث أن ما يسمعه الطفل عن يسوع لا يسجل على ما يشبه الورقة البيضاء، إنما يتفاعل مع الإنسان الحي وما يحمله هذا الإنسان من بنى نفسية. فقد تتناغم هذه البنى معه مفسحة المجال أمام تسربه إلى أعماق النفس وانطباع الكيان به في الصميم، أو بالعكس تثير العوائق في وجهه بحيث يصبح قبوله أمراً عسيراً.

ومن هنا أهمية ما يسمى اليوم بالتمهيد للتربية الدينية، فكما أن مهمة يوحنا المعمدان كانت أ ن «يعد طريق الرب ويجعل سبله مستقيمة» (مت 3: 3)، كذلك ينبغي إعداد البنى النفسية بحيث تصبح أكثر مطواعية للتربية المسيحية مما يساعدها في تنشئة اعتقاد وإيمان مستقيم بل وخبرة معاشة تحرك الكيان كله وتعمده بالنور.
هذه البنى النفسية تتكون خطوطها العريضة في الست أو السبع سنوات الأولى من الحياة، وذلك من خلال التفاعل بين عملية النمو البيولوجي عند الطفل من جهة، وتأثير ما يتلقاه من محيطه وبخاصة المحيط العائلي الذي يرتبط به الطفل في هذه الفترة من عمره ارتباطاً بالغ العمق والأهمية من جهة أخرى. فمن خلال العلاقات المبكرة التي تتكون بين الطفل ووالديه، يبني الطفل شخصيته بكامل أبعادها ويحدد أنماط علاقاته سوية فإن كلا الوالدين يؤمن له شروط الحماية والأمان ولكنه يفسح المجال له ليشق طريقه بنفسه ويقوم باختباراته الشخصية بقدر نمو إمكانياته.

أما إذا افتقد عنصر القرب والاتصال بما يعينه من دفء وعطف وأمان وحماية وعطاء، هذا الفقدان يتسبب في إيقاظ شعور بعدم الثقة بالذات وبالحياة وباللّه، وبهذا الصدد استشهد احدهم بهذه العبارة لفتاة في العشرين من العمر تخلى عنها والدها في طفولتها: «لا أستطيع أن أؤمن بأن اللّه يحبني أو بأن أحداً ما يحبنى لأنني لم أُحب فقط» كما أن فتاة أخرى قد عانت من حرمان بالغ من العطف الوالدي صرّحت رغم كونها فتاة مؤمنة أنه عندما يقال إن اللّه خلق العالم حباً فهي لا تؤمن بذلك.
وقد يرافق مثل هذا الشعور عدم قبول الذات وعدم الثقة بالحياة ورفض عنيف للّه حيث ينظر إليه كمسؤول عن كون شرير، أو أنه المسؤول عن متاعب الأبناء، أما إذا فقد بعد التمايز والانفصال بما يتطلبه من سلطة ضرورية يمارسها الوالدان على ولدهما مع محافظتهما على استقلاليته وحدوده، وتبعية مفرطة تحول دون تعهده لنفسه كذات متميزة، وكثيراً ما يطالب الأهل بتوجيهات تعطى لهم في ما ينبغي أن يتصرفوا حرصاً على سلامة العلاقة بينهم وبين أبنائهم.

إن تحديد نوعية العلاقة بين الآباء والبنين إنما يعود إلى شخصية الآباء وكيانهم العميق أكثر بكثير مما يعود إلى ما يقولونه ويفعلونه، لذا من أجل تأمين أفضل الشروط النفسية لنمو روحي سليم ينبغي أن تتوفر في الأهل الصفتان التاليتان:

ـ النضج الانفعالي: وهذا يعني أن يكون قد بلغ المرء مرحلة الرشد لا على صعيد العمر أو النمو البيولوجي أو حتى القدرة العقلية فحسب بل على صعيد الحياة الانفعالية أيضاً بما تحتويه من مشاعر وميول كالمقدرة على تخطي مركزية الأنا لمواجهة الآخر في فرادته والاعتراف به في استقلاليته، وإقامة علاقة أصيلة معه يتوازن فيها التمايز والاندماج، الأخذ والعطاء، ومنها وعي للقيمة والقدرات الذاتية يوازيه شعور بالحدود الموضوعية للذات ومنها قبول المرء لجنسه الخاص كالذكر أو الأنثى والارتياح العميق له. هذه الصفات إن توافرت في الوالدين تمكنهم من إقامة علاقة عفوية أصيلة بأولادهم دون أن يسحقوهم ويوفقون في موقفهم منهم بين القرب والابتعاد، بين الحضور والتواري في علاقة لا ذوبان فيها تعترف بالآخر وليس كامتداد للذات. هذا النضج الإنفعالي يجنب الأهل فخ التسلط لأنها نابعة من شخصية واثقة بنفسها لا تحتاج إلى طمأنة ذاتها بتحكم الآخر أو بمحاولة التعويض من خلاله عن إحباطات غير مقبولة لديها بل تجد فرحها في إنماء الآخر. تمده بما تتمتع به من حرية وانشراح وتدفعه في طريق مستمر لبناء الذات يمكنه شيئاً فشيئاً الاستغناء عن سلطتها.

ـ الانسجام الزوجي: ليس المقصود منه حالة من الاتفاق التام بحيث تنفي كل توتر وخلاف إنما هو تناغم بين الزوجين يسمح بتخطي الأزمات وبالاستفادة من الخلافات نفسها في سبيل بناء متواصل لوحدة ديناميكية تغتني بالتجارب وتتعمق بها. وهذا التناغم العميق الذي يدرك الطفل وجوده بحدسه رغم الظواهر المضادة، كما أنه بالعكس يحس بالتفكك العميق بين والديه رغم تجنبهما المتعمد لمظاهره، هذا التناغم العميق يساعد الولد، الطفل أن يحيا بعفوية لأنهما يشعران به على أنه ثمرة اتحاد ناجح وسعيد بينهما كما أنه يحول دون استخدام الولد كميدان وهدف لصراع خفي أو معلن بينهما مما يمزقه ويحرمه من الاستقرار والطمأنينة اللذين هو بأمس الحاجة إليهما من أجل نمو سوي.

ومن جهة أخرى فالانسجام بين الوالدين إنما هو بالنسبة لكل منهما مصدر انشراح شخصي عميق يؤكد نضجهما واستقلالهما ويغنيهما بالتالي عن محاولة سحق ولدهما تحت وطأة حب استيلائي تعويضي «وهذا ما يحدث خاصة للأم إذا كانت غير راضية عن حياتها الزوجية».
وإذا كانت تلك الشروط النفسية التي ينبغي أن تتحقق لدى الوالدين من اجل تأمين سلامة علاقة الطفل بوالديه وبالتالي توفير أفضل الشروط النفسية لنمو ديني سليم فهل هي محققة يا ترى؟

يقول سهيل إدريس في كتابه «الخندق العميق» إن العلاقة بين الآباء والأبناء في العائلة العربية تتسم غالباً بظاهرتين هما السلطوية من جهة والحماية المفرطة من جهة أخرى يمارسها الوالدان على أولادهما فينتج عنهما اضطراب خطير في العلاقة بين الطرفين.

فما هي الأسباب التي تكمن وراء السلطوية والإفراط في الحماية اللذين يطبعان غالباً علاقة الآباء بالبنين في بيئتنا؟
ـ التربية التي تلقاها الوالدان في طفولتهما سواء في العائلة أو المدرسة.
ـ الشروط الاجتماعية والحضارية السائدة في بيئتنا والضغوطات وأنواع القهر والقمع على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي حيث تقولبوا بشكل سلبي وفق نظام مفروض ومعلومات تُحشى حشواً في أذهانهم، تلك التربية حرمت الكثيرين من مقومات الانشراح والحرية اللذين لا يحصل نضج حقيقي بدونهما. وهنا تجدر الإشارة إلى أن المرأة تتحمل القسط الأكبر من الاستلاب الذي يعاني منه الإنسان عامة في مجتمعنا ذلك أن التقييم المفرط للذكورة في هذا المجتمع الأبوي يسحق المرأة مخضعاً إياها لتبعية ثقيلة تحول دون نضجها إذ تحكم عليها بأن تبقى قاصرة ومن جهة أخرى فالمجتمع لا يعترف بها ولا يحترمها إلا من حيث هي أما وبالتالي يدفعها إلى السعي إلى تحقيق ذاتها بشكل حصري في مجال الأمومة مما يشجع قيام علاقة خانقة بينها وبين طفلها «الطفل الذكر على وجه الخصوص» فالأمومة في الشرق قوية جداً وإذا كان الرجل يمتلك المرأة في علاقة السيطرة والتبعية فإنها تجد لنفسها تعويضاً عن ذلك في امتلاك الأطفال.

فمن خلال تضخيم قيمة الأمومة تتضخم قيمة الطفل ولكن كشيء تمتلكه الأم أساساً كجزء من كيانها وهكذا نصل إلى العلاقة التملكية ويدفع الطفل في النهاية ثمن تعويض المرأة عن الغبن الذي يلحقه بها المجتمع لذلك فمن النادر أن يستقل الصبي عن أمه نفسياً في المجتمع المتخلف مهما كبر فسيظل مرتبطاً بروابط خفيفة بالأم.
ـ غياب التربية الجنسية السليمة، غياب الاختلاط بين الجنسين في الحياة المدرسية أو الاجتماعية التي توفر شروط اللقاء والتعارف المتبادل بين أفراد الجنسين وكثرة الزيجات المبنية على اعتبارات مادية واجتماعية أو عائلية، التعظيم المفرط للذكورة الذي يحول دون قيام تبادل وتداخل حقيقيين في الحياة الزوجية ويغذي فيها عناصر الصراع الخفي والمعلن.
ـ الخلط الشائع بين السلطة الأبوية والسلطة الإلهية توحي به وتغذيه عبارات يكثر تردادها مثل «رضى اللّه من رضى الوالدين» هذا نوع من الخلط يتجسد أيضاً في الممارسة التربوية اليومية ضمن عائلاتنا فكم نسمع «إذا لم تأكل من هذا النوع من الطعام سيغضب منك الله، أو إذا استمريت بالضجيج سيعاقبك اللّه، إذا لم تقل الحقيقة سيخنقك اللّه» وإذا خالف الولد هذه التحذيرات وأصيب بسوء إذ بتعابير الشماتة تنهال عليه متخذة من اللّه ذريعة ومحاولة إقناع الولد بأن ما أصابه من سوء إنما هو عقاب من اللّه على مخالفة أوامره، وكأن اللّه يستخدم وكأنه شرطي ذو قدرة خارقة مسخر لخدمة أغراض الأهل التربوية وذلك دون مبرر سوى إرضاء سلطوية الأهل أو قلقهم المفرط أو حاجتهم إلى الهدوء. إن هذا الاستناد إلى اللّه لتبرير الحماية المفرطة التي يمارسها الأهل أو تسلطهم، من شأنه أن يزيد الأمر خطورة، مع ما يلحقه من سلبيات على الصعيدين الإنساني والديني، ومن جهة أخرى فإن صورة اللّه على هذا النمط القمعي تعارض رغبة الولد العفوية في النمو وحاجته إلى تأكيد استقلاليته.

والآن كيف العمل للمساعدة على تأمين شروط تربية عائلية أفضل مع ما تعنيه من انعكاسات إيجابية على الصعيد الديني؟
فتح المجال أمام الوالدين لاكتساب مستوى أفضل من النضج من خلال: أحاديث نفسية تربوية ـ استشارات حرة مفتوحة للأهل ـ اجتماعات دورية للأهل على شكل مجموعات يناقشون فيها ما يواجهونه من مشاكل في علاقاتهم مع أولادهم بحضور أحد الاختصاصيين.
لمثل هذه الاجتماعات إيجابيات كبيرة منها مقارنة وجهات النظر ومواقف أخرى عند عائلات أخرى وبذلك يسهل على كل واحد ملاحظة أخطائه ويساعد الأهل على إجراء هذا النقد الذاتي وإعادة النظر في مواقفهم، بالإضافة إلى المؤازرة والدعم من الفريق المساعد والوصول إلى حلول يستفيد مها الجميع. أضف إلى ذلك أن المشاركين في مثل فرق العمل يتمرسون على الإصغاء والحوار اللذين هما من عوامل النضج ولا بدّ من أن ينعكس ذلك على علاقاتهم بأولادهم.

إن وسائل التوعية الوالدية من أحاديث واستشارات واجتماعات فرق عمل هي من مقومات مؤسسة حديثة منتشرة في العديد من البلاد المتقدمة وتدعى مدارس الأهل. وأتمنى لو أن الكنائس في منطقتنا تأخذ هي نفسها المبادرة في إنشاء مثل هذه المؤسسات وفتحها أمام الجميع. ذلك أن كل ما يساعد الإنسان على الانطلاق والتحرر وتحقيق كافة أبعاد إنسانيته من شأنه أن يوفر حظاً أكبر بعلاقة أسلم وأنضج بين الوالدين وأولادهم.

وإذا كان النقص في الانسجام الزوجي عاملاً من عوامل اضطراب علاقة الوالدين بأولادهم وجب بالتالي القيام بالأمور التالية:
ـ تشجيع قيام تربية جنسية حقيقية سواء في العائلة أو المدرسة والمقصود ليس مجرد تقديم معلومات تشريحية وفيزيولوجية، إنما مساعدة الولد ثم المراهق والشاب على اكتشاف وتعهد سائر أبعاد الجنس بما فيه بعده العلائقي الأساسي، مما يجعل التربية الجنسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتربية بمعناها العام.
ـ تشجيع لقاء الجنسين وتعارفهما في جو من البساطة والعفوية والاحترام المتبادل والعمل المشترك البناء مما يساعد على اكتساب قسط أكبر من النضج الانفعالي ويضع أساس الانسجام الزوجي للمستقبل.
ـ إيجاد مراكز للإعداد الزوجي تجمع أزواج الخاطبين الذين لا يكتفون بتلقي معلومات عن سائر أبعاد الزواج البيولوجي، النفسي، الاجتماعي، والروحي، بل يناقشونها فيما بينهم بحضور ومشاركة اختصاصيين.
ـ تنظيم الإرشاد الزوجي المتخصص الذي يقدم عند الاقتضاء مساعدة للمتزوجين تسمح بمواجهة أفضل للصعوبات والأزمات والمشاكل التي تعترض الحياة الزوجية وأخيراً أن نكافح باسم الإنجيل التصورات التي تضفي على السلطة الأبوية طابع القدسية فتلحق الأذى إما بالأصالة الدينية أو بالنمو الإنساني.
صحيح أن يسوع أكد على واجب إكرام الوالدين (مت 15: 3ـ7، مت 19: 17ـ19) ولكنه نقض بصراحة الأحكام المطلقة في العلاقات الوالدية وهذا ما يبدو منذ حادث افتراق يسوع عن أبويه
عندما كان له من العمر اثنا عشر عاماً ووجوده بالهيكل بعد أن فتش ابواه عنه (لو 2: 41ـ51) هنا نرى يسوع في فترة المراهقة يتصرف مع أبويه بحرية تسمح له كما قال J. Guillet أن يضعهما أمام قرار غريب عن إرادتهما مع استمراره في اعتبارهما أبويه إذ يقبل بالعودة إلى الناصرة حيث كان من جديد خاضعاً لهما (لو 2: 51) وعندما بدأ يسوع بشارته لم يتنكر للروابط العائلية التي كانت بالغة الأهمية في المجتمع الأبوي العشائري الذي كان ينتمي إليه، ولم يحتقر تلك الروابط، ولكنه لم يتورع عن إعلان صفتها النسبية وذلك من خلال جوابه الصارم لذلك الذي طلب منه أن يسمح له قبل أن يتبعه أن يذهب ويدفن أباه أولاً إذ قال اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم (مت 8: 22)، مع أن يسوع يعترف بقيمة الأبوة البشرية ويعتبرها صورة للأبوة الإلهية في عبارته «من منكم إذا سأله ابنه رغيفاً أعطاه حجراً وإذا سأله سمكة أعطاه حية، فإن كنتم أنتم الأشرار تحسنون العطاء لأبنائكم فما أحرى أباكم الذي في السموات بأن يحسن العطاء للذين يسألونه» (مت 7: 9ـ11)، ولكن الأبوة البشرية هي بنظره مجرد صورة بمعنى أنها وإن شاركت في مصدرها الإلهي فلا يمكن الخلط بينها وبينه، من هنا تنبيه يسوع «لا تدعوا أحداً أباكم في الأرض لأن لكم أباً واحداً هو الآب السماوي» (مت 23: 9)، وهذا يعني أن الآب المطلق الوحيد هو اللّه وأن الآباء الجسديين هم آباء بالمساهمة ليس إلا، وأن أبوتهم لا تحقق أصالتها إلا بمقدار مساهمتها في الأبوة الإلهية ولكن هذه لم تنكشف لنا تماماً إلا في المسيح فبه وقد صار أخاً لنا حتى موت الصليب.

تجلت أبوة اللّه على أنها (تضحوية) أي تقبّل كلي وعطاء لا تحفّظ فيه، فالأبوة الجسدية عوضاً عن أن تهب الحياة باندفاع سخي لا رجعة فيه تحاول استعادتها لصالح الوالدين، والسلطة حسب الإنجيل لا غاية لها سوى الخدمة «من أراد أن يكون كبيراً فيكم فليكن لكم خادماً. هكذا ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم ويفدي بنفسه جماعة كبيرة» (مت 20: 26ـ28)، وهذا يصح بالنسبة للعائلة فيقول بولس الرسول: «كما أن الرجل رأس المرأة كذلك المسيح رأس الكنيسة ويبذل نفسه عنها» (أف 5: 22ـ29)، فالسلطة هنا حسب المسيح هي سلطة تضحوية والأمانة للرسالة المسيحية تقتضي التذكر بأن السلطة الوالدية ليست غاية بحد ذاتها، وإنما غايتها أن تؤمن للطفل أفضل الشروط لنمو يسمح له بتحقيق ذاته ضمن علاقة أصلية مع الآخرين يغتني بها ويغني، وبممارسة استقلاليته الذاتية مع مشاركة خلاقة في حياة الجماعة، وبالمقابل فالطاعة ليست هدفاً بحد ذاتها ولا يمكن تبريرها إلا في إطار الاحترام المتبادل بين المطيع والمطاع وخضوعهما المشترك للحق، لذا كان الرسول يوصي البنين بأن يطيعوا والديهم بالرب (أف 6: 1) فإنه بالمقابل يوصي هؤلاء بأن يتجنبوا كل سلطوية خانقة ترتد على هدف التربية وتحكم عليه بالفشل:
«وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أبناءكم لئلا تضعف عزيمتهم» (كو 3: 21) فلا يتورع الأهل عن الإقرار أمام أولادهم بحدودهم وأخطائهم بل يقفون وأولادهم أمام اللّه تعالى الإله الواحد الذي يتساوى تجاهه الآباء والبنون، إذ كل من هؤلاء صغير وخاطئ أمامه وكلّ منهم مشمول بالرحمة التي لا تحد، إن موقفاً كهذا إذا وقفه الوالدان يحرر الولد ويسمح له بأن يختبر بشكل حاسم العلاقة الأصيلة باللّه.

خلاصة القول.. إن الأسرة تضع من خلال علاقة الطفل بوالديه الأسس العميقة التي لا بدّ أن ترتكز عليها كل تربية مسيحية، وذلك بأن يشعر الطفل بأنه مقبول عميقاً من والديه وأنه ينعم بالعطف والمحبة والحماية والأمان والتقييم في كنف أبوين متحابين، متحدين ويشعر بآن معاً بأنه معترف به كذات مستقلة والمجال مفتوح أمامه ليشق طريقه الخاص ويمارس حرية متزايدة ويؤكد كيانه الفريد وينمي قدراته ويضطلع بالمسؤوليات ويأخذ المبادرات، يتمرّس على الخلق والابتكار دون أن يردعه قيد خانق، عاطفياً كان أو سلطوياً، يكبله بوالديه، أن يشعر بأن سلطة الوالدين التي لا بدّ منها لنموه السليم وإشاعة الطمأنينة في نفسه، إنما هي مسخرة لخدمة هذا النمو وليست سلاحاً مسلطاً عليه لقمعه واحتوائه لصالح نرجسية الأهل وخوفهم من الحياة، وإن الإله الذي يتخذه الوالدان أساساً ومرجعاً للوجود ليس إلا الذريعة المطلقة لتثبيت سلطويتهما وتبريرها، وإنما هو ذاك الذي تصبح أمامه كل سلطة وكل أبوة نسبيتين، ذاك الذي يتساوى أمام تعاليه الآباء والأبناء في دعوة واحدة إلى تجاوز ذواتهم بلا انقطاع، محركين بمحبته المحيية الخلاقة، مشمولين برحمته الغنية العظمى.

إن توفير مثل هذا النمط من العلاقات بين الوالدين وأولادهم يتطلب اليقظة الدائمة والاهتداء المستمر، النضج الانفعالي، الانسجام العميق بين الزوجين، رؤية مسيحية واضحة لمعاني الأبوة والسلطة. ومسؤولية الكنيسة كبيرة في مساعدة الوالدين لاكتساب هذا النضج والانسجام وهذه الرؤية من أجل تحقيق تربية مسيحية مثلى.
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:45 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

تعالو نربي ولادنا تربيه مسيحيه
لمسات عن التربيه المسيحيه فى مرحلتى
الطفوله والمراهقه

موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

من وجهة النظر النفسية يقول العلماء أن الأساس الذي يؤمن به الولد بالله هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله، وهو نفس الأساس الذي يجب أن يحب به الطفل والديه. فالطفل يؤمن بالصورة
التي تحددها كلمات الأهل عن الله حرفياً.
عندما يتحدث الوالدان إلى الطفل عن الله، يميلان إلى تأكيد الصفات والقدرات الإلهية التي يؤمنان بها ويحرصان على أن ينتقل هذا الإيمان بالمطلق إلى الأولاد.

فالأب القاسي مثلاً يحكي عن إله قاس، والأب الرحيم والحنون يحكي عن إله رحيم وحنون... وهكذا ينتهي الطفل إلى أن يرسم في ذهنه صورة عن الله تشبه جلاله إلى حد ما.

إن الطفل الذي يتربى وهو يعرف أن والديه غير صادقين في إيمانهم بالله، يكون من الصعب اجتذابه إلى القيم الدينية. أما الطفل الذي لا يسمع شيئاً عن الله خلال مراحل سنواته الأولى، فهو طبعاً لا يملك صورة عن الله ولا تتكون عنده أية مشاعر وأحاسيس عن الخالق العظيم.
هذا ولا شك له تأثير في اختيار هذا الطفل لمعتقداته ومبادئه الدينية عندما يكبر.
إذاً، تربية الإيمان في الصغر تتجلى في الكبر. ومن واجب الأهل أن يقدموا لابنهم منذ بداية مرحلة الطفولة صورة عن الله أو أن يساعدوه في تكوين صورة عن الله الخالق المبدع كما هم يعرفونها.

مشكلة التربية الدينية تكون أخف وطأة عند الأسرة المتدينة أو المؤمنة. فالأسرة المؤمنة التي تعيش إيمانها باطمئنان وبكل أحاسيسها تستطيع أن تنقل للطفل الحقائق والممارسات الدينية التي تؤمن بها، وتستطيع أيضاً أن تنقل للأولاد صورة واضحة لا غموض فيها عن الخالق العظيم. ومن هنا نجد أن من واجب الوالدين أن يتحدثا للأولاد عن الله وكأنهما يتحدثان عن كائن بشري يشعران نحوه بالحب وبالإخلاص وبالولاء وبالانتماء.
وطالما أن الأسرة تقدّس هذا الكائن العظيم فإن الأولاد بدورهم سيتعلمون ويتجهون إلى تقديسه وحبه.

من المفيد جداً أن نؤكد للطفل في مرحلة العمر الثالثة وحتى الثامنة صفات "إيجابية" عن عظمة الخالق مثل الرحمة والحب والمغفرة والمسامحة.
ومن المفيد أكثر ممارسة هذه الصفات بطريقة عملية في المعاملة اليومية وعدم إقحام الله في مسألة العقاب الوالدي على فعل ما للولد. (مثلاً: أن نعاقب الطفل على فعل ما بأن نقول له بأن ملاك الله سيأتي أثناء الليل ليعاقبك على فعلك).

إننا بذلك نطبع في ذهن الطفل صورة قاتمة عن الله وملائكته بأنهم موجودون للعقاب والقصاص والأخذ بالثأر، ونـُقنع الطفل بأن ما أصابه من سوء مثلاً إنما هو عقاب من الله على مخالفته للأوامر الوالدية.
وبالتالي تبتعد عن ذهن الطفل صورة الآب الحنون والرحيم. إن الأهل وبتصرفهم البسيط والساذج هذا إنما يستخدمون الله ***يلة قمع وإرهاب ذي قدرة خارقة مسخّرة لخدمة أغراض الأهل التربوية. كثير من الأهل يستخدمون الله ***يلة لقمع حيوية أولادهم وحاجتهم للاستقلال والتعبير عن ذواتهم واختبار قدراتهم الشخصية وكذلك عناصر الكون المحيطة بهم.

يقول المربّي ***تي بندلي في هذا الصدد: "إن صورة الله قمعية على هذا النمط تعارض رغبة الولد العفوية في النمو وحاجته إلى تأكيد استقلاليته، لا بد وأن تثير عند الولد موقفاً مطبوعاً بالازدواجية يقترن فيه الخوف العبودي من تراجع انفعالي، بتمرد خفي كثيراً ما ينفجر عند حلول المراهقة، إذ أن المراهق، بدافع رغبته في التحرر من تبعيته الطفولية لوالديه، قد يتخذ الميدان الديني كمجال مفضل لصراعه من أجل التحرر من الوصاية".
(الأسرة والطفل المسيحي في المجتمع المعاصر ـ ***تي بندلي).

هذا ما ينقلنا إلى الحديث عن مرحلة المراهقة حيث قد يحدث فيها نوعان من ردود الفعل نحو الدين. الأولى هو أن بعض المراهقين تحدث لهم صدمة عنيفة نتيجة التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على أجسامهم. وقد تسبب لهم الشعور بالخوف والرعب والنقص. وقد تؤدي ـ وهم يبحثون عن الطمأنينة والأمن ـ إلى نوع من الإلحاد أو الع** الإفراط الشديد في التديّن فيزداد معها ميل المراهق الزائد إلى العبادة والصلاة شعوراً منه بأن أي خطأ صغير يقترفه في حياته سوف ينال عليه العقاب من السماء. هذه حالة يجب معالجتها لا لأن المراهق يقوم بواجباته الدينية بل لشعوره بالخوف من العقاب.

أما ردة الفعل الثانية فهي أن بعض المراهقين يستغلون الشعور الداخلي لديهم بالاستقلال الشخصي عن الأبوين ليهاجموا فيها الدين. ويعبّروا عن ذلك برفضهم الذهاب إلى الكنيسة للصلاة أو النشاط الكنسي. هذا بالنسبة للمراهقين تعبير عن الاستقلالية في الحياة وأن الاعتماد على الأبوين هو نوع من الطفولة ولـّى عهده.
ويريد المراهق بهذا أن ينتقل بسرعة من مرحلة الطفولة إلى النضج. ولكن في نفس الوقت في أعماقه شك في قدرته على تحقيق أهدافه وذاته في الاستقلالية. التمرد هنا هو الصفة الغالبة على حياة المراهق وخاصة فيما يتعلق بحياة الأسرة وبسلطة الوالدين التي يعتبرها المراهق حالة رجعية لا تسمح له بشق طريق حياته بمفرده.
ومن هنا أيضاً ينبع التمرد على الدين اعتقاداً من المراهق بأنه يستطيع أن يضع أسس دين جديد أكثر إقناعاً وعدالة وتحقيقاً لذاته من دين أبويه. ردة الفعل هذه رغم أنها مرحلة عابرة في حياة المراهقين إلا أنه يجب التعامل معها بلطف وتأن.

في نهاية هذه الصورة العائلية عن تقديم الدين للطفل وما يترتب عليه من نتائج في المراهقة، نؤكد أن رسالة السيد المسيح تقول بأن السلطة الوالدية ليست غاية بحد ذاتها، إنما غايتها هي أن تؤمّن للطفل أفضل الشروط لنمو يسمح له في المستقبل بتحقيق ذاته، فينمو " في الحكمة والقامة".

بقلم : رازق سرياني - باحث تربوي
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:46 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

تعليم الأولاد عن الله والمال
نيكولا تودا كراوس
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي


موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

إن عائلاتنا تُمطَر يومياً بالدعايات التلفزيونية وإعلانات الصحف التي تخبرنا عن أشياء لا نحتاجها بالحقيقة وهي تريدنا أن نشتري أشياء أكثر وأكثر. أغلب الناس غارقون ببطاقات الاعتماد وصكوك الرهن والقلق المالي الذي هو عامل أساسي في المشاكل الصحية المرتبطة بالضغط.

بما أن المال هو الوسيلة الأكثر انتشاراً لتبادل الخيرات والخدمات في المجتمع المعاصر، علينا أن نعلّم أولادنا منذ عمر مبكر نسبياً عن كيف يقارب الأرثوذكسي المال. "محبة الفضة رأس كل شر" (1تيموثاوس 10:6). فيما المال بحد ذاته حيادي، إنّما طريقة جمعنا له وصرفه هي إما "حسنة" أو "سيئة" وتؤثّر على رحلتنا نحو الخلاص. انظروا ما حدث ليهوذا الإسخريوطي الذي اشتهى الفضة.

ما هو المال بالنسبة للأرثوذكسي؟

لخّص المجمعان المسكونيان الأول والثاني في دستور الإيمان أسس الإيمان الأرثوذكسي بما فيها الاعتقاد بأن الله الآب خلق "ما يُرى وما لا يُرى"، أي العالم كما نراه ونعرفه وعالم الملائكة الذي لا نراه، وقد خلق كل شيء من العدم (تكوين 31:1). لقد خلق الأرض والنباتات والحيوانات، وقد خلقنا نحن وخلق كل ما فينا من القدرات: أن نتأمّل ونفكّر وأن نقرر أن نحبه أو نرفضه. لقد خلق في كل منا مواهب ومهارات فريدة حتى نتمكن من الاهتمام بباقي الخليقة ونتوسّط بينه وبين العالم، مقدمين جزءً من العالم له بالمديح والشكر، ومستعملين الباقي لغذائنا.

كانت التقدمات لله في العهد القديم أفضل الطيور والعجول والخراف التي تؤخَذ إلى الهيكل ليقتَلها الكهنة وتُحرَق. لقد كان الإنسان يُقدَّم لله أول ما يربّيه وزبدته.

بعد تقدمة المسيح، تقدّم الكنيسة ثمار عمل الإنسان لله، الخبز المصنوع من القمح الذي صنعه الله والخمر المصنوع من كرمته، فقط ليعادا إلينا متحوّلَين لخلاصنا. نحن نفهم أيضاً الخدمة: تقديم محبتنا وموهبتنا ووقتنا وثمار عملنا، كتقدمات شخصية لله من خلال الكنيسة.

في مجتمعنا، نحن نطبّق مواهبنا ومهاراتنا على المهمة أو في المهنة. لا يمكن أن نرى نتيجة عملنا وتقييمها بسهولة. بالمقابل نتسلّم شيكاً أو إشعاراً بالقبض وهو ما يقيس به العالم قيمة أعمالنا. بالنسبة لنا، المال هو ما نملك في نهاية اليوم الذي نستعمل فيه المهارات والمواهب التي أعطانا إياها الله في خليقته. المال هو الثمرة التي يمكننا أن نعيدها إلى الله، والمال هو الثمرة الأكثر معنى في إطارنا الثقافي كونه معيار كل أشكال التبادل. في أي وقت نجمعه ونعيد بعضه إلى الله يكون المال أداة نستعملها لعمل الله، أي لمساعدة الجائع والمشرّد كما لنشر الإنجيل، ولتأمين الضروريات لحياة عائلاتنا: الطعام واللباس والمسكن والتربية كما للتوفير للطوارئ والتقاعد.

كيف يمكننا تعليم هذا للأولاد؟

يتضمّن الاقتراح الذي قدّمه مكتب الخدمة في الكنيسة الأرثوذكسية في أميركا (OCA) "تقديم فرصة العطاء للأولاد" مقاربة من خمس خطوات لتعليم الأولاد موقفاً أرثوذكسياً من المال ودعم الكنيسة مادياً.

دعوا أولادكم يرونكم تعطون ودعوهم يعطوا

أول ما يمكن للأهل أن يقوموا به هو التأكّد من أن أولادهم يرونهم يضعون مالاً في سلة التقدمات في كل مرة تمر. الأولاد مقلِّدون، وسوف يرغبون بالقيام بالعمل نفسه. المتدرّجون يمكنهم أن يأخذوا المال من أهلهم ويضعوه في السلة.

علّموا أولادكم المشاركة

فيما يتقدّم الأولاد بالعمر، يتعلّمون أمرين: أنهم قادرون على امتلاك الأشياء، وأن الآخرين أيضاً يمكنهم امتلاك الأشياء أيضاً. وعندما يصلون إلى إدراك الأمر الثاني يمكنكم تعليمهم احترام ممتلكات الغير وسبب اهتمامنا بالأشياء، كما يمكنكم تعليمهم عن كيفية المشاركة. يجب أن نخبر الأولاد في هذه المرحلة، وبعبارات بسيطة، أن الله يملك كل شيء، لأنه خلقه، وأن كل ما نملك هو عطية من الله. إنه يشاركنا وعلينا أن نكون مستعدين للمشاركة أيضاً.

شجّعوا أولادكم على مشاركة كل الهدايا المالية التي يحصلون عليها في أعياد ميلادهم وأعياد شفعائهم وعيدي الميلاد والفصح، وأن يشكروا الله على الهدية التي حصلوا عليها من أحد أفراد العائلة، وذلك عن طريق ردّ شيء منها لله في الكنيسة.

علّموا أولادكم أن يعطوا جزءً من المال الذي يجمعونه بأنفسهم.


هذه هي الخطوة التالية: اشرحوا لأولادكم أن الناس قادرون على العمل وجمع المال لأن الله أعطاهم الصحة والمواهب والمهارات والمواد الخام التي يستعملونها في أعمالهم. وهم، أي الأولاد، أيضاً يجمعون مالهم الخاص وهم مسؤولون عنه وهم يقررون كيف يصرفونه، لكن عليهم أن يتذكروا بأن يردّوا بعضاً منه للرب كل اسبوع، كما يفعل الأب والأم. لهذا السبب يجب على الأهل أن يكونوا المثال في المواظبة على العطاء من البداية.

أغلب الأهل يجلسون مع أولادهم يعلّمونهم كيف يقسّمون مالهم إلى "توفير" و "مصروف". لهذا سهل جداً أن يشملوا الله والكنيسة كجزئين قانونيين. لا ينبغي إرغام الأولاد على تقديم جزء من مدخراتهم، بل ينبغي أن يقدّموا من ذاتهم، بغض النظر عن حجم التقدمة. وإذ يبدأون بهذا، يجب تشجيعهم على الالتزام والعطاء بشكل ثابت.

يجب أن يكون الجزء المقدّم لله "من الأفضل"


في العهد القديم، كانت الحيوانات المقّدَمة لله تؤخَذ إلى الهيكل لكي تُذبَح وكانت دائماً من زبدة المحاصيل. لم يكن لائقاً تقديم ما هو دون ذلك. مع المال، يمكن البدء بهذه الفكرة بتعابير بسيطة: يمكن للأولاد أن يختاروا القطع النقدية الأكثر لمعاناً ليضعوها في الصينية. لاحقاً يمكن شرح فكرة القطعة الأولى وتقويتها وتعليم الأولاد أن اختيار الأفضل يكون في النظر إلى كل شيء فصل الجزء الذي سوف يُخصَّص لله قبل كل شيء. التقديم لله يأتي أولاً لأن بدونه لم يكن لنا شيء.

يجب أن تكون حصة الله مهمّة


بالإضافة إلى كون الجزء الذي لله من الأفضل وأنه يُقدَّم بشكل ثابت، ينبغي أن يكوّن هذا الجزء جزءً مهماً من مدّخراتنا.

ختاماً، من الضروري أن يتعلّم الأولاد أن الغنى العالمي ليس إشارة إلى بركات الله: ليس الأغنى هو المميز، كما أن الفقير ليس الأقلّ أهمية. يحذّرنا الكتاب المقدس من أن نكنز كنوزاً على الأرض وبالمقابل يعلّمنا أن نركّز على الثروات الروحية وبأن نستعمل بحكمة ما هو مسوح استعماله. كان يوسف الرامي واسع الغنى لكنه كان أيضاً مؤمناً وصاحب محبة عظيمة لله. لقد استعمل ماله ليشتري كتاناً نقياً ليلفّ به جسد المسيح، كما اشترى قبراً احتواه لفترة قصيرة. لقد امتدح المسيح الأرملة الفقيرة لأنها أعطت فلسين فقط لتساعد مَن هم في ضيقة أكبر مما هي فيه، بالرغم من أن غيرها أعطى أكثر مما أعطت هي بكثير
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:46 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

المسيحية و تنظيم الأسرة في مصر

لنيافة الأنبا موسى




قد يتساءل البعض عن رأى المسيحية فى تنظيم الأسرة، وهل هذا تدخل فى إرادة الله، أو ومعارضة للطبيعة الإنسانية، أو عدم إيمان بأن الله قادر أ، يرعى مواليدنا مهما كان عددهم؟ وهل هو مجرد مجاملة للدولة، وهل يعنى ذلك التناقص المستمر فى عددنا كمسيحيين مما قد يهدد المسيحية بالأنقراض؟ وهل فى التناسل بلا حدود نوع من تجربة الرب؟ وما هو الموقف من الآية التى تقول : "ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً" ... إذن فإذا كنت لا تريد أولاداً فلتمتنع عن العلاقة الزوجية!! وماذا عن أونان الذى كان "يفسد فى الأرض حتى لا تحبل امرأته" (تك 6:38-10)، فأماته الرب .. هل لأنه منع الحمل أم لأنه رفض أن يقيم نسلاً لأخيه ؟



تساؤلات كثيرة حول قضية يومية وهامة، على مستوى الفرد (المرأة أو الطفل) والأسرة والكنيسة والمجتمع، وها نحن نرى الأمم المتحدة تعقد مؤتمراً دولياً ضخماً من أجل هذا الموضوع الهام، إذ يتزايد الفقراء فقراً، مع تزايد معدلات إنجابهم، بينما يزداد الأغنياء غنى، مع تناقص أنسالهم !! الأمر الذى يهدد البشر كأفراد، وكدول، وكأمن عالمى شامل أيضاً.

أولاً : ضرورة تنظيم الأسرة :


إذا كان الإنسال أحد أهداف الزواج، فإن هذا لا يعنى أن نطلق له العنان دون تنظيم ... ونحن هنا نفرق بين (تنظيم النسل) و(تحديد النسل) .... فالتحديد يعنى الإنقاص بإستمرار، ولكن التنظيم يعنى أن تتخذ كل أسرة قرارها الخاص، حسب ظروفها الروحية والصحية والأقتصادية والإجتماعية، بحيث يرتفع عدد الأولاد أو ينخفض طبقاً لظروفها الخاصة.

ولا شك أن تنظيم الأسرة ضرورة عامة، وضرورة خاصة :

1- الضرورة العامة :

كما أن المجتمع مسئول عن الأسرة والفرد، فالفرد والأسرة مسئولان عن المجتمع ايضاً ... هذا أمر هام يجب أن تتحدد ملامحه المسيحية فى وجداننا وذهننا!!
نعم الدولة مسئولة عن توفير الغذاء، والكساء، والدواء، والتعليم، والأسكان، وضروريات الحياة المنزلية: كالأجهزة الكهربائية، والإنارة، والمياه الصالحة للشرب، والصرف الصحى، ووسائل الأعلام ... مسئوليات جسيمة تقوم بها الدولة نحو المواطن .. أفلا ندرك أن هناك مشاركة فى المسئولية من جهة المواطن بأن لا يتناسل بلا حدود، فلا يضيف على الدولة أعباء لا طاقة لها بها؟! المنطق السليم "إذا أردت أن تطاع، سل ما يستطاع"، ومن غير المعقول أن تزداد مصر - مثلا - مليوناً وثلث مليون نسمة سنوياً، ثم نقول للدولة : دبرى لهم كل احتياجاتهم السابقة !!

ما هى الدولة ؟ هى مجموعة المواطنين، على رقعة أرض، تنظمهم قوانين، وتسوسهم قيادات منتخبة ... فماذا يمكن أن تفعل القيادات أمام الموارد المتاحة، إذا لم يبذل المواطنون جهدهم فى القيادات أمام الموارد المتاحة. إذا لم يبذل المواطنون جهدهم فى أمرين :

أ - الأنتاج : الزراعى والصناعى والسلعى وغيره.
ب- الأنسال المعقول الذى يتناسب مع هذا الأنتاج.

إن الضمير المسيحى يرفض أن نعيش حياة إعتمادية على الدولة دون أن نسهم بدورنا فى الأنتاج والأنسال المعقول، ومعروف أن آية زيادة فى الناتج القومى، تأكلها الزيادة المخفية فى السكان !! وبعد ذلك نقول : أين الدولة ؟!

نحن هنا لا نجامل الحكم، ولكننا نخاطب الضمير المسيحى، بل والضمير الإنسانى ... نحن نطالب بالمجانية، وضبط الأسعار، وضبط تكاليف الحياة.
ومن ناحية أخرى نتزايد بسرعة جنونية .. فهل هذا منطق؟ وهل هذا عدل ؟ وهل هذه مسيحية حقيقة؟ أن نطلب الحقوق دون أن نقوم بالواجبات؟!
وفى هذا يقول قداسة البابا شنودة الثالث : إن زيادة النسل أصبحت ضارة بالبلد، فتحديد النسل بصورة عامة على المستوى القومى أصبح ضرورة إجتماعية وإقتصادية، لها تأثيرها الكبير على مستقبل بلادنا. لذلك علينا أن نتصدى لمشكلة الأنفجار السكانى، الذى ينسف كل مشروعاتنا، وأقتصادنا القومى.

حجم المشكلة السكانية :

يقول رجال الأحصاء أنه عند اكتشاف الزراعة، كان سكان العالم ما بين 5 - 8 ملايين نسمة.
 وعند ميلاد السيد المسيح كان سكان العالم 300 مليون.
 وسنة 1600 ميلادية بلغ عددهم 450 مليون نسمة.
 وسنة 1800م أصبحوا 919 مليون نسمة.
 وسنة 1900م صاروا 1,7 مليار نسمة.
 وسنة 1950م أصبحوا 2,5 مليار نسمة.
 وسنة 1982م كان عددهم 4,8 مليار نسمة.
 وسنة 1992م صادروا 5,4 مليار نسمة.
 وسنة 1998م سيصل عددهم إلى 6,00 مليار نسمة.
 وسنة 198م سيصل عددهم إلى 6,00 مليار نسمة.
 وسنة 2050م سيصل عددهم إلى 8,50 مليار نسمة.
- وهكذا تضاعف العالم ما بين 1600 - 1800م (200سنة).
- ثم تضاعف مرة أخرى ما بين 1950 - 1982م (32 سنة).
- وفى عام 2000 سيتجاوز العدد 6 مليار نسمة.

فى مصر :

 سنة 1800 - 2,44 مليون نسمة
 سنة 1900 - 10,00 مليون نسمة
 سنة 1950 - 20,00 مليون نسمة
 سنة 1960 - 26,00 مليون نسمة
 سنة 1978 - 40.00 مليون نسمة
 سنة 1989 - 52,00 مليون نسمة
 سنة 1993 - 56,50 مليون نسمة
 سنة 2000 - 75,00 مليون نسمة
 سنة 2013 - 143,00 مليون نسمة
+ إذا كانت نسبة الزيادة فى العالم = 1,5% سنوياً
+ فإن نسبة الزيادة فى مصر = 2,7% سنوياً

+ نحن نزداد (فى العالم) بمعدل 76 - 80 مليون نسمة، أى 220 ألف كل صباح، أغلبهم فى الدول الفقيرة ... (حوالى 75 مليون من إجمالى 80 مليون).


أسباب الزيادة السكانية فى مصر :

1- نقص معدل الوفيات :
 سنة 1950 : المواليد 43 فى الألف والوفيات 19
 سنة 1960 : المواليد 39 فى الألف والوفيات 16
 سنة 1970 : المواليد 40 فى الألف والوفيات 10
 سنة 1980 : المواليد 39,8 فى الألف والوفيات 9,4
 سنة 1991 : المواليد 30.8 فى الألف والوفيات 7,5
وذلك بسبب التقدم الطبى والرعاية الصحية.

2- الزواج فى سن مبكر :

تقول الأحصائيات أن الريفى يرى فى الزواج (سترة). ولذلك يسرع الريفيون فى تزويج بناتهم (42% من فتيات مصر يتزجن قبل العشرين، .. والبعض قبل سنة 14 ..) وحيث أن سن الأنجاب هو من 15 - 40 أو 45 يزداد عدد الأولاد فى الريف ...

إذ تقول الأحصائيات أن :

+ 20% من عائلات ريف مصر عدد أطفالها 6 - 8.
+ 40% من عائلات ريف مصر عدد أطفالها 9 فأكثر.

وفى المدن :

+ 40% من عائلاتها - عدد أطفالها أقل من 5.
+ 28% من عائلاتها - عدد أطفالها من 6 - 8.
+ 25% من عائلاتها ..- عدد أطفالها 9.

ومعروف أن الزواج المبكر مشكلة للزوج والزوجة حيث لا يقدران مسئولية الزواج وتربية الأطفال.

والزواج المبكر لا يحمى الفتاة من الفساد، بل هناك الوعى، والأمانة الروحية والتربية السليمة ...

3- كثرة الأولاد عزوة ومعونة :

يرى الريفى فى كثرة الأولاد (عزوة) (أى مصدر قوة) ومعونة فى الحياة اليومية والرزاعة.
4- كثرة الأولاد أمان للمرأة :
فهى خوفاً من الطلاق (تربط) زوجها بالأولاد، حتى لا يتجه نحو غيرها إذ يصير مسئولاً عنهم طوال العمر.

5- تعدد الزوجات وكثرة الطلاق :

إذ يسفر عن مزيد من الأطفال.

6- إنتشار الأمية خصوصاً لدى المرأة :

فلا يوجد وعى صحى أو تربوى، مع جهالة فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة أو حتى فى مجرد الوعى بها وبأهميتها.
كما أنهم لا يفكرون فى تطوير حياتهم وتنمية أولادهم ثقافياً وإجتماعياً بالطبع.

7- عدم توافر وسائل الترفيه فى القرية :

أدى إلى أن تصير العلاقات الزوجية هى الوسيلة المتاحة بدرجة أكبر وأسهل.

8- إنخفاض مستوى المعيشة :

يجعل الزوجين غير قادرين على ضبط النسل، والرعاية الصحية والطبية اللازمة ... رغم جهود الدولة فى جعل كل ذلك نظير مقابل رمزى بسيط للغاية.

نتائج التزايد السكانى :

1- انخفاض دخل الفرد : كثرة العرض وقلة الطلب
2- البطالة : إستحالة استحداث أعمال لكل هذه الأعداد.
3- عدم كفاية الخدمات : الطعام والمسكن والملابس والمستشفيات والمدارس والمواصلات ... إذ ليس فى طاقة الدولة خدمة كل هذا العدد.
4- ضعف صحة المرأة : نتيجة جهد العمل والأبحاث والتربية ورعاية الأسرة والمنزل.


2- الضرورة الخاصة :

ونقصد بها ظروف كل أسرة ... فهناك أبعاد هامة يجب أن نضعها فى إعتبارنا اليوم .. بصفة عامة (لها إستثناءات قليلة) .

( أ ) جهد المرأة المعاصرة :

لا شك أن هناك فرق كبير بين الجهد الجسمانى والعصبى للمرأة المعاصرة، والمرأة منذ 50 سنة .. فالمرأة المعاصرة عاملة، تقضى نصف اليوم وربما أكثر فى عملها، وعمل المرأة أصبح واقعاً عصرياً لا يهم فقط إقتصاديات الأسرة لكن إجتماعياتها واسلوب تربتيها لأبنائها .. كذلك فالمرأة المعاصرة ليست فى القوة البدنية التى كانت للمرأة منذ نصف قرن .. وذلك بسبب ضغوط الحياة والتعليم والمجتمع والأعلام .. ألخ.
لذلك لا تستطيع المرأة المعاصرة انجاب الكثير من الأطفال دون تأثير بالغ على صحتها الجسدية والنفسية والروحية، وعلاقاتها بالمجتمع وحركة الحياة.
(ب) جهد التربية المطلوب :
بل أنها بالقطع - لا تستطيع، من زوجها المشغول بالعمل فترتين أحياناً كل يوم، أن تربى أولادها حسناً لو إزداد عددهم، سواء من جهة حياتهم المدرسية أو الروحية أو الإجتماعية أو حتى الصحية.
إننا لا يمكنا أن نحمل المرأة أحمالا عسرة الحمل، دون أن نحركها بأحد اصابعنا ... الأمر الذى سبق وانطبق على الدولة أيضا!

فإن كان الرب سيسألنا عن أولادنا وما قمنا به نحوهم من جهد تربوى روحى ونفسى وإجتماعى، فمن العدل والمنطق أن نكتفى بعدد قليل من الأولاد، نحسن رعايتهم وتربيتهم، فليس المهم (كم) الأولاد ولكن المهم (كيفهم) ... وقديماً قال الحكيم : "لا تشته كثرة لا خير فيهم، ولا تفرح بالبنين المنافقين، ولا تسر بكثرتهم إذا لم تكن فيهم مخافة الرب" (سى 1:16) ... "ولد واحد يتقى الرب، خير من ألف منافقين" (سى 3:16).


أضف إلى جهد التربية الروحية جهد التربية التعليمية والنفسية للأولاد .. إذ يحتاج الوالدان لرعاية ابنائهما دراسياً ومساعدتهم فى الوجبات المدرسية الثقيلة، خصوصاً مع ضعف التحصيل المدرسى الآن.


(ج) الجهد الأقتصادى المطلوب :

فلا شك أن الظروف الأقتصادية الآن تجعل تكلفة رعاية الطفل أكبر بكثير مما مضى، سواء فى الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة أو التغذية، أو التعليم، أو الصحة، أو التربية الجسمية والذهنية والنفسية والإجتماعية.
الطفل الآن لابد من دخوله الحضانة منذ السنوات بل ربما الشهور الأولى من ميلاده، حتى يتفتح ذهنه، ويصير كأقرانه قبل دخوله إلى المدرسة، قادراً على التعليم واللعب والتفاعل والنمو الذهنى والتحصيل الدراسى، وإلا تعرض لإحباط رهيب لو أنه خرج من البيت إلى التعليم الأبتدائى مباشرة، إذ يرى نفسه أقل من أقرانه فى امور كثيرة.

ماذا أيضاً عن مصاريف التعليم، والملبس اللائق، والسكن، والصحة، والمواصلات … مجرد بند الدروس الخصوصية أصبح رهيباً، ومن العسير التخلص منه، ليس فقط بسبب إحتياج الطفل والشاب لعدم كفاءة العملية التعليمية لأسباب مختلفة أهمها تكدس الفصول، ولكن لأسباب نفسية إذ يرى الطالب نفسه غريباً عن أقرانه، فالجميع يأخذون دروساً خصوصية، وهكذا يخاف أن يتخلف عنهم، فيأخذها بدافع نفسى محصن، فى كثير من الأحيان.

ماذا عن تكدس السكن، الذى صار الآن محدود المساحة جداً .. كيف يتنفس الأولاد، وكيف يتحركون ويلعبون؟‍ هذا ضار جداً بنفسية الأجيال الصاعدة، وبحياتهم الأسرية والمجتمعية!!
إن بند (الألعاب الذهنية) المطلوبة للأطفال، أصبح يحتاج الكثير من المال، وكذلك إمكان اشتراكهم فى نواد جيدة، تبنى أجسادهم وأعصابهم ونفوسهم وعلاقاتهم …
وها قد تأخر سن الزواج، وأصبح (الأولاد والبنات) يستمرون فى بيت الأسرة لسنوات طويلة وينتظرون من الوالدين إسهاماً فى تكاليف الزواج الرهيبة، التى كثيراً ما تستعصى عليهم.

( د ) تناقص نسبة الوفيات :

كانت الأمهات ِ- فى الماضى - يلدن العديد من الأطفال وكانت نسبة وفيات الأطفال مرتفعة جداً. أما الآن وبسبب الرعاية الصحية والتعليم، أنخفضت هذه النسبة للغاية. لذلك فإن كان تنظيم الأسرة غير مناسب فى الماضى لوفاة أكثر من نصف الأولاد، إلا أنه الأن أصبح ضرورة، وإلا شاهدنا إنفاجاراً سكانياً رهيباً … بالإضافة إلى متاعب التربية مبمشتملاتها.
أمام هذه الضرورات العامة والخاصة، كان لابد من تنظيم الأسرة لنحصل على النسل الصالح، الذى يمجد الله، ويهتم بخلاص نفسه، ويسهم فى بناء وطنه، شهادة للمسيح، وحملا للأمانة
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2012, 09:46 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

تنظيم الأسرة من وجهه نظر إلهية

موضوعات بخصوص تربيه الأبناء

قد يتسائل البعض عن رأى المسيحية في تنظيم الاسرة ، وهل هذا تدخل في ارادة الله ؟ أو معارضة للطبيعة الانسانية ؟ أو عدم ايمان بأن الله قادر أن يرعى مواليدنا مهما كان عددهم ؟ وهل هو مجرد مجاملة للدولة ؟ وهل يعنى ذلك التناقص المستمر في عددنا كمسيحيين مما قد يهددنا بالانقراض !؟ وهل في التناسل بلا حدود نوع من تجربة الله ؟ وما هو الموقف من الآية ( ما يزرعه الانسان اياه يحصد ) . أذن أن كنت لا تريد اولاد " فلتمتنع عن العلاقة الزوجية " ( وماذا عن أونان الذى كان يفسد في الارض حتى لا تحبل امراته ( تك38 : 6 – 10 ) فأماته الرب ، هل لانه منع الحمل أم لانه رفض أن يقيم نسلا لاخيه . انها تساؤلات كثيرة حول قضية يومية وهامة

- أن تنظيم الآسرة يقصد به ان تنظيم الاسرة انجابها للاطفال حسب ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وحسب قدرتها على القيام بمسئوليتها نحو رعاية ابنائها روحيا واقتصاديا واجتماعيا حتى يتم تربية هؤلاء الاطفال تربية صالحة أن وعى الاسرة بمسؤليتها تجاه ابنائها امر ضرورى ، وهذا هو جوهر قضية تنظيم الاسرة بالكنيسة . أن وجود الضرورة التى تجعل الاسرة غير قادرة على التربية المتكاملة للابناء هو سبب هام لقبول مبدأ تنظيم الاسرة ، ومن أهم الآسباب التى تجعل مبدأ تنظيم الاسرة مقبولا هو الانفجار السكانى الذى يهدد مستقبل بلادنا يجعلنا ككنيسة وطنية تخلص لبلدها ووطنها ان تتصدى لهذه المشكلة التى تهدد بنسف كل مشروعاتنا واقتصادنا القومى ، ولهذه الضرورة العامة نحن ككنيسة نوافق على تنظيم الاسرة من جهة المبدأ

أهداف الزواج المسيحى
من اهداف الزواج المسيحى " الانجاب " ولكن ليس الانجاب هو الهدف الوحيد للزواج فالزواج المسيحى يستمر حتى لو لم ترزق الاسرة بابناء فالعقم ليس سببا من أسباب الطلاق في المسيحية

اتحاد الحب الروحى : وهو الهدف الاول من الزواج ( ان يصير الاثنان واحدا ) ( مت19 : 5 ) وهذه الوحدة هى بفعل الروح القدس العامل في سر الزيجة المقدس ( ما جمعه الله لا يفرقة انسان ) . ( مت19 : 6 ) والزواج شركة حب روحانى مقدس يتسامى فوق التقلب والشهوة الحسية التى تزيل بمرور الوقت

التعاون في الحياة : قال الرب ( ليس جيدا ان يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره ) ( تك2 : 18 ) وكعالم بأعماق الطبيعة الانسانية أراد الله ان يشعر ىدم بحاجته الى آخر و كذا خلق له " حواء من نفس كيانه ، من جسده " لتقوم بدورها معه في الحياة في شركة تعاون مؤسسة على الحب الروحانى

خلاص النفس : لاشك ان هذا من اسمى اهداف الزواج المسيحى ، فالمهم أن يخلص الانسان في النهاية ، والزواج المقدس يساعد الانسان في ضبط مسار حياته الروحية فتشبع غرائزة بطريقة مقدسة : الجنس ، والابوة ، والامومة . وهكذا يساعد الزواج في الحماية من الغواية والخطيئة

استمرار النوع الانسانى : لاشك ان ثمرة الزواج انجاب الاطفال ، وهو هدف مقدس ومبارك حيث يستمر من خلاله النوع الانسانى وتتعاقب اجيال البشر وفي هذه الاجيال البشرية تقدم الاسرة المسيحية ابنائها القديسين والقديسات وبذلك تزداد قائمة هؤلاء القديسين والقديسات في السماء ويسعدون بفاديهم ومخلصهم . غير انه بخلاف النقاط التى اوضحنا فيها اهداف الزواج المسيحى نضع النقاط التاليه الهامة لنلقى الضوء على جوانب اخرى لهذا الموضوع

النسل بركة من الله فالله بارك نوحا وبنيه وقال ( اثمروا واكثروا واملأوا الأرض ) ( تك9 : 1 ) والله ابرك ابراهيم قائلاً ( فاجعلك أمة عظيمة واباركك واعظم اسمك ) تك12 : 2 ووعده ( ان يكون نسله كتراب الأرض وكنجوم السماء ) تك14 : 16 ، تك15 : 5 وأيضاً قال له ( واجعلك أبا لجمهور كثير ) تك17 : 5 ( والبنون هم ميراث من الرب ) ( مز127 : 3 ) ولكن ليس اى نسل هو بركة من الله فالله الذى بارك ابراهيم بركات النسل ووضع لذلك شروطا ( اما انت فتحفظ عهدى انت ونسلك من بعدك في اجيالهم ) . ( تك17 )

من نسل اسحق اختار الله يعقوب ، النسل الصالح والابناء الخائفون الله هم الميراث وهم البركة التى تنالها الاسرة من الله . ولكننا نرى ان اسرة عالى الكاهن لم تنل بركة بسبب ابنائه الاشرار " 2صم 2 : 27 – 35 "

تنظيم الاسرة لايتعارض مع الطبيعة : فالله وضع تنظيما طبيعيا للنسل في الانسان . فالمرأة تتوقف عن القدرة على الانجاب عند سن معين ، كما ان فترة الخصوبة في المرأة فترة محددة يمكن للمرأة فيها الانجاب وفى باقى الاوقات لا يمكنها الانجاب

تنظيم الاسرة لا يتعارض ارادة الله : مما سبق نرى ان الله وضع مبدأ تنظيم النسل كأمر طبيعى والانسان بمعرفته لهذه الحقائق العلمية استطاع ان يستخدمها كوسيلة طبيعية لتنظيم الاسرة وبنفس القياس استخدم الانسان الاكتشافات العلمية من الادويه والاجهزة الطبية والعمليات الجراحية التى تؤدى الى اطالة متوسط عمر الانسان لا يتعارض مع ارادة الله

يذكر البعض قصة " اونان بن يهوذا " تك38 : 6 – 10 كدليل على رفض مبدأ تنظيم الاسرة ولكن الواضح من القصة ان " اونان " ( كان يرفض ان يكون نسلا لاخيه ) تك38 : 9 الله امات " اونان " لسبب رفضه السير حسب الشريعة التى اعطاها الله لبنى اسرائيل في ذلك الوقت

الكنيسة توافق على تنظيم الاسرة من جهة المبدأ طالما توجد ضرورة لذلك وبشرط ان تكون وسيلة تنظيم الاسرة

لا تسبب ضرراً يهدد صحة الام

لا تسبب قتل للجنين " اجهاض

ان لا يتم تنظيم الاسرة ببتر أو اجراء جراحة يقصد بها بتر او نزع عضو من اعضاء جسم الانسان دون وجود ضرورة حتمية لذلك

ان الضمير المسيحي يرفض ان نعيش حياة اعتمادية على الدولة ان نسهم بدورنا في الانتاج ، الانسال المعقول نحن لا نجامل ، الحكم ولكننا نخاطب الضمير المسيحى والضمر الانسانى في ان يتصدى الميع لهذه المشكلة كواجب حتمى حبا فى وطننا وذلك لارتباطنا المصيرى بهذه الارض .

ان نشر الوعى الصحى والتربوى وكذا الاهتمام بنشر الثقافة ومحو الاميه مسئولية هامة يجب ان يسهم كل قطاعات المجتمع وكذا الافراد لان الفقر وانخفاض مستوى المعيشة الثقافى عوامل خطيرة تسهم في زيادة النسل بصورة رهيبة وهذه الزيادة بدورها يهدد الاقتصاد القومى

ان الضرورات الخاصة مثل وجود المرأة المعاصرة العاملة خارج المنزل في عملها الذى يستغرق منها اكثر من نصف اليوم ، وكذلك جهد التربية المطلوب للابناء ، سواء التربية الروحية الايمانية ، أو التربية السلوكية ، وكذا الجهد المطلوب لتنظيم حياة ابناء المدرسية والتعلمية والاجتماعية والصحية ، وكذا الجهد الاقتصادى للاسرة التى يشقى فيها عائلها في معظم الاحيان في عملية مع عمل الزوجة لتسديد احتياجات الحياة اليومية ، ومصروفات المدارس والتعليم ، ومصروفات الغذاء والملبس ، كل هذه الضرورات تجعلنا نقبل ككنيسة فكرة تنظيم الاسرة من حيث المبدأ كما ذكرنا

ما دام الطب يحاول علاج " العقم والعقر " لدى الرجل والمرأة ولا يعتبر ذلك ضد ارادة الله فلماذا نعتبر تنظيم الاسرة ضد ارادة الله

وسائل تنظيم الآسرة

هناك وسائل كثيرة لتنظيم الاسرة نورد بعضا منها تاركين التفاصيل العمليةو لأهل التخصص

كيف يحدث الحمل

يفرز المبيضان بويضة كل شهر بالتبادل

تلتقط الاهداب الموضوعة عند قمع " قناة فالوب " البويضة " ويبدأ تكوين " الخلية الأولى للجنين "

تتدغم البويضة المخصبة " النواه الأولى للجنين " فى بطانة الرحم لتكون جنينا بعد ذلك

تبدأ المشيمة في افراز الهرمونات التى كان المبيض يفرزها قبلا وذلك يمنع التبويض " الاباضة " مما يتسبب في توقف الدورة الشهرية اثناء الحمل

اذا لم يحدث اخصاب البويضة في " قناة فالوب " تسير نحو الرحم ثم تندفع الى الخارج مع بطانة الرحم التى تضعف وتتقشر وتنزل مع بعض الدماء " الدورة الشهرية " والسبب ان عدم الاخصاب ينتج عن انخفاض هرمون " البروجستيرون " المسئول عن تثبيت بطانة الرحم تحسباً للاخصاب والحمل

يبدأ المبيض الاخر في العمل لتنمو بويضة جديدة يفرز منها هرمون " الاستروجين " الذى يبدأ في تكوين بطانة " البروجستيرون " الذى يثبت بطانة الرحم انتظارا للاخصاب ، فاذا لم يحدث اخصاب تقل نسبة " البروجستيرون " فتضعف بطانة الرحم وتنزل مع البويضة غير المخصبة وبعض الدماء … وهكذا

أولاً : وسائل منع الحمل للسيدات
( أ ) الوسائل التقليدية " غير المضمونة "

الجمع المقطوع " اى عدم وصول السائل المنوى الى الرحم "

الرضاعة تقلل احتمالات الحمل ولكنها غير مضمونة

فترة الامان : في الفترة ما بين دورتين شهريتين توجد ثمانية ايام خصبة تكون بها البويضة قابلة للتلقيح حيث يمكن ان يتباعد الزوجان ولا يحدث حمل فتكون فترة الامان كما يللى

من اليوم الاول للدورة حتى اليوم العاشر " امان "
من الحادى عشر الى الثامن عشر " اخصاب ممكن "
من الثامن عشر حتى الثامن والعشرون " امان "
ولكن تكمن المشكلة في حدوث خطأ في الحساب

( ب ) الوسائل الحديثة " المضمونة بدرجة جيدة "

الاقراص : وهى توقف اشارات المخ لافراز الهرمونات التى تحت المبيض على الاباضة فلا يفرز المبيض بويضات . ولكن يجب اخذ الاقراص تحت اشراف طبى حتى لا تحدث اعراض جانبية او اضرار قد تحدث

اللولب : وهو عدة انواع يختار منها الطبيب النوع المناسب لكل سيدة على حده . وهو له مميزات كثيرة إذ أنه لا يحتوى على هرمونات ولا يؤثر على الرضاعة . ولكن الطبيب المتدين ينصح بالآضافة لاستخدام اللولب استخدام وسيلة اخرة مثل

فترة الامان . وسيلة موضعية أخرى

الحقن : وهى عبارة عن هرمون " البروجستيرون " بتركيز معين تتصرف بمعدل ثابت يوميا بالجسم لمدة ثلاث شهور وهى اقل ضررا من الاقراص ولكن يجب ان يكون ذلك ايضا تحت الاشراف الطبى

الوسائل الكيمائية : من مراهم او وسائل موضعية للسيدات تقتل الحيوانات المنوية

ربط قناتى فالوب : بموافقة الزوجين خصوصا بعد اجراء اكثر من قيصرية او الاكتفاء بعدد معين من الاولاد

ثانيا : وسائل منع الحمل للرجال

الواقى الذكرى 2 – هرمونات تمنع تكوين الحيوانات المنوية

ملحوظة هامة

تمنع الكنيسة نهائيل " الاجهاض " لانه قتل للجنين ولان هذا يخالف وصية الكتاب المقدس القائلة ( لاتقتل )

وايضاً : تحرم الكنيسة الاجهاض حتى ولو لعلاج مشكلة " مثل حمل الفتيات اللائى يغرر بهن فلا يمكن علاج مشكلة بخطأ
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طرزان لم تربيه غوريلا!
أنا فى تالته تربيه
كليه تربيه سنه رابعه
معلومات عن تربيه الكلاب
معلومات عن تربيه القطط


الساعة الآن 12:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024