منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,954

بولس الرسول وتحرير من الخطيئة كشف عن السّر






المعنى اللاهوتي
نكتشف في هذه القطعة الثانية ثلاثة أفكار. تحرير من الخطيئة. كشف عن السّر. آفاق الرجاء.
* تحرير من الخطيئة
مع آ 7 نبدأ مرحلة جديدة. لم نعد أمام تكوين قصد الله وتثبيته قبل الزمن، بل بالحريّ أمام تحقيقه في الزمن. وإذ أراد الله أن يحقّق مخطّطه، كان عليه أن "يصلح"، أن يكفّر. كان الكائن البشري خاطئاً. فلا بدّ من العمل الفدائي ليصير الإنسان مقدّساً، بلا عيب. تدخّلَ الله، فكان لنا به الفداء وغفران الخطايا.
يتحدّث النصّ هنا عن الفداء وسيتحدّث عنه في آ 14 (كما في 4: 30) حيث نكون أمام المعنى الإيجاب للتتمة الإسكاتولوجيّة. وهكذا يكون الفداء في أف قد تمّ على مرحلتين: بدأ مع موت المسيح (آ 7). وتمّ بامتلاك الميراث النهائي (آ 14). في آ 7، فُهم الفداء في المعنى السلبي: غفران الخطايا (كو 1: 14). وارتبط بدم المسيح. وهكذا يعود الكاتب إلى التاريخ، إلى حدث يسوع، دون أن يشير إشارة صريحة إلى التجدد. إذن ننتقل من آ 3- 6 إلى آ 7- 8 وبشكل مباشر من مخطّط الله إلى التحرير من الخطايا.
أما تدخّل المحرّر فقد ربطته آ 7 مع "غنى نعمته". والنعمة لا تدلّ فقط على الرضى السابق، بل على الرحمة. لقد انتقلنا من النعمة التي تهيّىء مخطّط الله إلى النعمة التي تصلحه: إنّ نعمة الله كانت من الغنى بحيث قامت بعمل الغفران. هذا ما يعبرّ عنه أيضاً 2: 7 الذي يتحدّث عن "غنى نعمة" الله. ولكن قبل ذلك، ارتبطت هذه النعمة بغفران الذنوب فتماهت مع الرحمة بشكل صريح. "ولكن الله بواسع رحمته وفائق محبته لنا، أحيانا مع المسيح بعد أن كنّا أمواتاً بزلاّتنا. فبنعمة الله نلتم الخلاص" (2: 4- 5).
* الكشف عن السّر
تحدّثت المباركة الرابعة عن الكشف عن السّر. موضوع مهمّ في كو (يُذكر 4 مرات) وفي أف (يُذكر 6 مرات). وهو يرتبط بفعل "عرّف، كشف". "هذا السّر الذي ما كشفه الله لأحد من البشر في العصور الماضية، وكشفه الآن في الروح لرسله وأنبيائه القدّيسيين" (3: 5). المنظار هو هو، هنا وفي آ 9- 10: كان السّر خفياً في الله الذي كوّنه من قبل، وها هو يُكشف الآن. وهذا الكشف يرتبط مع ملء الأزمنة في آ 10 (رج غل 4: 4). تحدّث بولس في غل عن ملء الأزمنة بالنظر إلى الإسكاتولوجيا التي تحقّقت بمجيء يسوع. أما أف 1: 10 فيوجّهنا إلى الإسكاتولوجيا الأخيرة. فجمع كلّ الكائنات (هكذا يتحقّق السّر) يتحدّد موقعُه ساعة يصل قصد الله إلى تمامه النهائي.
منذ بداية المباركة في آ 3 تحدّث النمو عن مخطّط الله وعمله تجاه البشر. أما آ 10 فقد وسّعت الآفاق: فعملُ الله وتصميمُه لا يعنيان البشريّة فقط، بل الكون كله. وهكذا يكون عمل فداء على مستوى الكون كما على مستوى البشر. هناك غفران خطايا وهنا استعادة الكون وجمعُه في شخص المسيح.
قامت المباركة السابقة (آ 7- 8) بافتداء البشريّة. إنطلقت النظرة من بشر مطبوعين بالخطيئة إلى مجمل الكائنات المخلوقة (آ 9- 10). والنظرة عينها نقرأها في كو 1: 15- 20. بعد أن أعلن النشيد خَلْق جميع الكائنات في المسيح، بالمسيح، للمسيح (آ 16)، قال إنّ "الله صالح به لنفسه كلّ الخلائق صانعاً السلام بدم صليبه" (آ 20). فبفضل دم المسيح تمّ فداء البشريّة، بل مصالحة الكون وإعادة ترتيبه لجمعه في المسيح.
* آفاق الرجاء
ونصل إلى المباركة الخامسة. "فيه أيضاً". هنا يختلف الشرّاح. يرى البعض أنّ فعليَ "حدّد مسبقاً" و"سبق وترجّى" يعودان إلى اختيار إسرائيل الذي كان رجاؤه مشدوداً إلى المسيح. في هذه الحالة، نجد نفوسنا أمام اليهود والوثنيين. ويرى البعض الآخر أننا أمام مجمل المؤمنين الذين اختارهم الله مسبقاً (آ 4) فرجوا قبل الأوان ملء تحقيق قصد الله في المسيح. في هذه الحالة، تدلّ صيغة المخاطب الجمع (أنتم) على قرّاء الرسالة الذين يتوجّه إليهم الكلام بشكل خاص.
يبدو أنّ التفسير الثاني هو الأفضل. فمجمل المؤمنين (لا جزء منهم) ينعم ببركات الله، لا فئة من الفئات. فكلّهم مدعوّون إلى ميراث الله. وان عنت آ 11- 12 مجمل المؤمنين المتطلّعين إلى ملء تحقيق مخطّط الله، فهذا يعني أننا في خط ما رُسم في آ 10 (كل شيء)، وقبل آ 13- 14 اللتين تفتحان الباب على نظرة إسكاتولوجية. أما إذا عنت آ 11- 12 اختيار إسرائيل، وجب أن تأتيا قبل آ 7- 10 لكي نراعي ترتيب المراحل في تحقيق مخطّط الله.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بولس على شموليّة الخطيئة في العالم
يشاهد بولس هذا السّر حتى يحلّ محلّ التوسّل والدعاء
ظهور الرب لبطرس الرسول كما اكَّد بولس الرسول
ذكصولوجية القديسين بطرس الرسول و بولس الرسول - قبطي
البولس بولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس (14 : 12 - 17) يوم الجمعة


الساعة الآن 09:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024