منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #157831  
قديم 16 - 04 - 2024, 03:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






رسالة بولس إلى القدّيسين والمؤمنين
إن تسمية قرّاء أف تدلّ على الطريقة التي بها فهصت الجماعة نفسها. والاختلافات بين رسالة ورسالة تعلّمنا الشيء الكثير. هنا نجد صفتين مستعملتين بشكل موصوف: "القدّيسين"، "المؤمنين". القدّيسون هم الذين أخذهم الله بيده، حرّرهم من أي انتماء، وكرّسهم من أجل خدمته. إنّ لهذه اللفظة ماضياً بيبلياً عريقاً، قبل أن تدلّ بشكل خاص على أعضاء الكنيسة. إن لفظة "قدّيسين" حلّت محلّ لفظة "إخوة" (رج كو 1: 1: الإخوة الأمناء في المسيح).
على مستوى الإيمان، هناك المعنى السلبي: من يستحقّ أن نثق به. والمعنى الإيجابي: أولئك الذين يؤمنون. هناك الله الذي نتكل عليه. وهناك الذين جعلوا ثقتهم في المسيح يسوع. إذا توقّفنا عند النصّ المعتمد حالياً، يرتبط "القدّيسون" بمكان من الأمكنة هو "أفسس". كما تدلّ لفظة "المؤمنين" على انتماء إلى المسيح. إنّ المؤمنين يقيمون في المسيح منذ الآن كما يقول حرف الجرّ اليوناني.

  #157832  
قديم 16 - 04 - 2024, 03:04 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






رسالة بولس إلى الذين في أفسس
نقرأ في روم 1: 7: "إلى جميع أحبّاء الله الذين في رومة، المدعوّين القدّيسين". وفي فل 1: 1: "إلى جميع القديسين في المسيح يسوع، الذين في فيلبي. أما في كو 1: 2 فنقرأ: "إلى القدّيسين الذين في كولسي". دمجت أف بين روم وفل وبين كو فقالت: "إلى القدّيسين الذين في أفسس". ولكن نتساءل: هل بولس هو صاحب أف؟ وهل وجّهت هذه الرسالة إلى كنيسة أفسس؟ ففي 1: 15 الذي يبدو مأخوذاً من كو 1: 4- 9، نفهم أنّ الكاتب يتوجّه إلى مؤمنين لم يعرفهم من قبل: "سمعت بإيمانكم في الرب".
وإذا عدنا إلى وضع النصّ نجد أنّ عبارة "إلى أفسس" قد شكّلت صعوبة بالنسبة إلى الكنيسة في الأجيال الأولى. والاختلاف بين المخطوطات يزيد المسألة تشعّباً.
* أقدم مخطوط للرسالة إلى أفسس هو بردية 46. نقرأ فيه: "إلى القدّيسين الذين هم والمؤمنين". وهكذا غابت "كنيسة خاصة" تتوجّه إليها الرسالة. أما عبارة "الذين هم" فهي معروفة، فنقرأها مثلاً في روم 13: 1؛ أع 5: 17. وهكذا تصبح أف 1: 1: "إلى القدّيسين والمؤمنين في يسوع المسيح".
* ويتبع المخطوط البازي البردية 46. ولكن هناك اعتراضات: ما هذه الصيغة الغريبة في تحية تبدأ الرسالة؟ ثم، إن كانت البردية 46 هي أقدم مخطوط فليست المخطوط الأصلي. وقد يكون الناسخ نسي كلمة "إلى أفسس".
* السينائي والفاتيكاني يجعلان أل التعريف أمام اسم الفاعل، ولكننا لا نجد مفعولاً: القديسين، الذين هم (حقاً)، المؤمنين في المسيح. إذن، لا بدّ من اسم مكان لكي نكمّل المعنى. هل ضاع اسم المكان صدفة واتفاقاً، أم هل أسقط عمداً؟
* إنّ مجمل سائر المخطوطات ومجمل الترجمات وعنوان النصّ وتوقيع الناسخ حتى في السينائي والفاتيكاني، والتقليد الآبائي بشكل عام... كلّ هذا يتضمّن عبارة "الذين في أفسس" أو "الأفسسيين".
* رفض مرقيون (كما يقول ترتليانس) هذه التسمية وجعل مكانها "إلى اللاودكيين" كما في كو 4: 16: "تلك التي نسمّيها إلى الأفسسيين" يسمّيها الهراطقة إلى اللاودكيين. مهما كان هذا النصّ قديماً، إلاّ أنّ التصحيح المطروح لا يجد له أساساً في الرسالة.
ماذا نقول في كل هذا؟
نحن أمام رسالة دوّارة توجّهت إلى جماعات مختلفة. كانت هناك فسحة بيضاء يدوّن فيها اسم هذه الكنيسة أو تلك. نحن أمام رسالة عامّة لا تتوجّه إلى كنيسة محدّدة دون غيرها من الكنائس. نحن أمام رسالة توجّهت إلى كنائس آسية الصغرى (= تركيا)، والإشارات الملموسة في هذه الرسالة تدلّ على الوضع في هذه الكنائس ولاسيّما ذكر "تيخيكس، الأخ الحبيب، والمعاون الأمين في الرب" (6: 21؛ رج كو 4: 7؛ أع 2: 4؛ 2 تم 4: 12).

  #157833  
قديم 16 - 04 - 2024, 03:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






إن السلام حسب النموذج البولسيّ يتوسّع في التحيّة القديمة الموجزة، وينبع من المباركة اليهوديّة (رج 2 كور 1: 1). النعمة، الرحمة والحنان، السلام. وهذا ما يدلّ على ملء ملكوت الله. وتبرز هذه العبارة الشائعة في أف بشكل خاص بقدر ما سوف يشكّل إعلان السلام قلب التعليم ولاسيّما في ف 2: "لأنه (أي المسيح) هو سلامنا. هو الذي جعل من الشعبين واحداً، إذ نقض الحائط الحاجز بينهما، أي العداوة" (آ 14).
واختلف بولس عمّا اعتادت عليه الرسائل، فلم تصدر التحيّةُ من المرسِل.
فالمرسِل يكتب باسم شخص آخر، من قبل آخر. إنه وسيط بين هذا الآخر والقارىء ثم إنه لا يعبرّ عن تمنٍّ من التمنّيات، بل يشارك في موهبة نالها هو بدوره: لقد نال النعمة والسلام.
"من قبل الله أبينا والرب يسوع المسيح". هذه العبارة التي نجدها أيضاً في 1 كور 1: 3، تكرّس توسّعاً مزدوجاً بالنسبة إلى ما نجده في العالم اليهودي. حل محل اسم "يهوه" (الرب الذي هو) لقب الآب. وهذا ما نجده في آ 3: "تبارك الله أبو ربّنا يسوع المسيح". ثمّ إنّ ترجمة "يهوه" بالربّ، قد انتقلت إلى يسوع المسيح الذي هو مساوٍ لله الآب في الجوهر.
جعل النصّ ضمير المتكلّم الجمع "نا" مع الآب، فقال "أبينا" على مثال ما نجد في العهد القديم مع لفظة "الله" إلهنا. فالله هو إله إبراهيم وإسحق وإسرائيل. هو إله شعب من الشعوب. ولهذا ينادونه إلهنا. هذا لا يعني أننا نمتلك الله ونجعله في خدمتنا دون غيرنا. بل يدلّ على الالتزام تجاهه، على الإقرار بفضله، على إعلان الإيمان به والثقة بتدخّلاته من أجلنا.

خاتمة
إنّ النعمة والسلام تأتيان من الله. هذا ما عرفه بولس قبل ارتداده. والآن، ارتبط الرب يسوع المسيح بالله الآب (مع عبارة واحدة "من قبل" تجمع بين الإثنين، لأنهما متساويان)، فدلّ بولس المسيحي بهذا الإرتباط على المكانة التي يحتلّها الرب. بعد أن رفعه الآب "وأعطاه الإسم الذي يفوق كل إسم" (فل 2: 9). إنّ النعمة الإلهيّة والسلام يُعطيان بشكل سامٍ في خلاص يُعلنه الإنجيل ويقدّمه الله والمسيح معاً. والنعمة التي تكمن وراء هذا الخلاص (2: 5، 8) تسمّى أيضاً "نعمة الله" (3: 2)، "نعمة المسيح" (غل 1: 6). والسلام الذي ينشئه هذا الخلاص (2: 14- 17؛ 6: 15) يسمّى أيضاً "سلام الله" (فل 4: 7)، "سلام المسيح" (كو 3: 15).


  #157834  
قديم 16 - 04 - 2024, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبنى الغالى .. بنتي الغالية
أنا القادر على محو خطاياكم وكسر قيود الشر
قادر أن أوقف بكلمة مني كل العواصف والامواج
وقادر ان أقلب ما تظنوهُ شراً ليكون سبب لخيركم
فآمنوا وضعوا ثقتكم الكاملة بي وسلمني مفاتيح حياتكم
  #157835  
قديم 16 - 04 - 2024, 05:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

لكي ينصف الملك المساكين
ويغيث المحتاج ويعاقب الظالمين
(مز 72: 4)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


  #157836  
قديم 16 - 04 - 2024, 05:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

آمنوا وضعوا ثقتكم الكاملة بي





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
  #157837  
قديم 16 - 04 - 2024, 06:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


القبض على يسوع ومحاكمته






(1) القبض على يسوع (ع 1-12):

1 قَالَ يَسُوعُ هذَا وَخَرَجَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ، حَيْثُ كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. 2 وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ يَعْرِفُ الْمَوْضِعَ، لأَنَّ يَسُوعَ اجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيرًا مَعَ تَلاَمِيذِهِ. 3 فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. 4 فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» 5 أَجَابُوهُ: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». قَالَ لَهُمْ: «أَنَا هُوَ». وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ. 6 فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: «إِنِّي أَنَا هُوَ»، رَجَعُوا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى الأَرْضِ. 7 فَسَأَلَهُمْ أَيْضًا: «مَنْ تَطْلُبُونَ؟» فَقَالُوا: «يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ». 8 أَجَابَ يَسُوع: «قَدْ قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هؤُلاَءِ يَذْهَبُونَ». 9 لِيَتِمَّ الْقَوْلُ الَّذِي قَالَهُ: «إِنَّ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَدًا». 10 ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ، فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. وَكَانَ اسْمُ الْعَبْدِ مَلْخُسَ. 11 فَقَالَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ: «اجْعَلْ سَيْفَكَ فِي الْغِمْدِ! الْكَأْسُ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ أَلاَ أَشْرَبُهَا؟». 12 ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ،

ع1: انتهى الحديث الختامى الفصحى الذي شغل الأصحاحات 14، 15، 16، وكذلك صلاة الرب يسوع إلى الآب في (يو 17)، وبدأت أحداث المشهد الأخير في حياة الرب يسوع على الأرض، بخروجه إلى بستان جَثْسَيْمَانِي في وادي قدرون شرق أورشليم ناحية جبل الزيتون، وصحب معه تلاميذه.

ع2-3: نلاحظ أن القديس يوحنا لم يذكر تفاصيل اتفاق يهوذا مع الكهنة، أو ثمن تسليم الرب، مكتفيا بما جاء في البشائر الثلاث الأخرى، مشيرا إلى معرفة يهوذا للمكان الذي جمع المسيح مع التلاميذ في خلوات عديدة، ويصور أيضًا مشهد خروج الجمع للقبض على الرب يسوع.

ع4-6: "خرج... عالم...": أي ذهب للموت بنفسه لمواجتهه، ولم يدخلوا هم إليه. وأشار القديس يوحنا لعلم المسيح بإشارة جديدة لتأكيد لاهوته، وسألهم عن مرادهم الذي يعرفه جيدا، فإجابة السيد المسيح "أنا هو"، توضح لنا رد فعل مملكة الظلمة بأكملها أمام الله وكلمته، فهم جنود وخدام وجموع، والمسيح وحده، ومع هذا، تراجعوا وسقطوا، وكأن المسيح يقول ليس لكم أن تقبضوا علىَّ، ما لم أسلِّم أنا لكم ذاتي للموت.

ع7-9: أعاد المسيح السؤال، وأعادوا نفس الإجابة، فقدّم نفسه هذه المرة لِما أتى من أجله، ولم يَفُتْهُ أن يفتدى تلاميذه، بل طلب إطلاقهم. ويشير القديس يوحنا إلى ما سبق وقاله السيد المسيح في (يو 17: 12) في صلاته للآب، بألا يهلك منهم أحد.

ع10: راجع (مت 26: 51؛ مر 14: 47؛ لو 22: 50)، ولكن لاحظ أن القديس يوحنا ذكر اسم بطرس واسم العبد، وهما لم يذكرا في البشائر الثلاث الأخرى.

ع11: راجع (تمت 26: 52 و54)، ولاحظ أن السيد المسيح رفض الأسلوب البشرى الانفعالى الذي قام به بطرس، موضحا أن هناك عملا أعظم يجب على المسيح إنجازه، وهو قبول كأس الألم، أي إتمام الفداء على الصليب.

ع12: "الجند والقائد": أي الرومان. وبالرغم من أنهم مع خدام اليهود يمثلون جماعة، والمسيح كان وحيدا، إلا أنهم أوثقوه، ربما خوفا من هروبه في الظلام، أو إمعانا في وضعه في شكل المتهم المذنب، إذ كان الحقد أخذ منهم نصيبا. وفي وثق المسيح أيضًا تطابق مع قصة إسحاق، الذي أوثقه إبراهيم ليقدمه ذبيحة.
يا جابل الخليقة كلها وفاديها ومحررها، أوثقوك طوعا، وأنت القادر أن تأمر جيوش الملائكة... أىّ حب هذا أن يطلَق المذنب حرا ويؤخذ البرئ موثقا... افهمى يا نفسى، ويا ليتك تفهمين.



(2) مقابلة حنّان وإنكار بطرس (ع 13-27):

13 وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. 14 وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. 15 وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16 وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. 17 فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!». 18 وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. 19 فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21 لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلًا: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» 23 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» 24 وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 25 وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفًا يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا!». 26 قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» 27 فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ.

ع13-14: كان قَيَافَا رئيسا للكهنة، وكان حماه حنّان رئيسا أيضًا أسبق للكهنة، ويحتفظ كل رئيس كهنة بعد مدة رئاسته بلقبه. والمقابلة مع حنّان لم يذكرها سوى يوحنا، أما باقي البشائر، فاكتفت بذكر اللقاء مع قَيَافَا. ويذهب البعض أن اللقاء بحنّان كان لقاءً عابرا في الطريق إلى قَيَافَا، ولكن حَرِصَ الخدام على هذا اللقاء السريع بحنّان لكبر سنه، وتقدمه في الكرامة كرئيس كهنة سابق. أما قَيَافَا، صهره، فقد أراد القديس يوحنا أن يذكّرنا به، فهو صاحب الرأى بأن يموت إنسان عن الشعب (ص 11: 49 و50)؛ وهذه الإشارة لها أهميتها في توضيح أن المحاكمة اليهودية صورية، وأن القرار بموت الرب يسوع كان مُبَيّتا.

ع15-18: لم يشر يوحنا إلى هروب التلاميذ كما فعل متى (مت 26: 56)، ولكنه اكتفى بأن يذكر أنه، مع بطرس، تبعا يسوع. ولعلاقة يوحنا بالوسط الكهنوتى، استطاع أن يدخل داخل البيت. أما بطرس فوقف خارجا إلى أن أدخله. ولكن، قبل إدخاله، إذ وقف بطرس مع الخدام والحراس يستدفئون خارجا، يذكر القديس يوحنا حادثة إنكار بطرس الأولى أمام الجارية التي سألته، فأنكر بسبب خوفه أمام الجمع.

ع19-21: السائل هنا هو حنّان، والغرض من السؤال أنه ربما يجد شكاية على المسيح يقدمها إلى قَيَافَا والمجلس من بعده. وكان موضوع السؤال عن تعاليم المسيح للجموع، وعن تعاليمه الخاصة لتلاميذه. أما إجابة يسوع، فجاءت مبددة تمامًا لآمال حنّان، فهو لم يعلّم شيئًا سرا أو في الخفاء، فكل تعاليمه سمعها الجميع، سواء في الهيكل أو المجامع أو الأماكن الأخرى. ولهذا أيضا، يرد المسيح بسؤال: "لماذا تسألنى أنا؟!"، اسأل بالحرى كل الجموع التي سمعتنى!

ع22-23: احتد أحد الخدام، معتبرا أنها إجابة غير لائقة، فلطمت يد الأثيم وجه البار، وكانت هذه اللطمة تحمل مجاملة لرئيس الكهنة على حساب الحق والعدل. ولهذا، علّق السيد المسيح، مونجا من لطمه، فالمسيح لم يخطئ في حق رئيس الكهنة بحسب ناموس موسى (خر 22: 28): فلماذا لطمتنى؟! أي أنك صرت أنت أيها العبد الشرير كاسرا للشريعة التي لم أكسرها أنا...
وفي هذا النص دروس مستفادة:
الأول: ماذا احتمل المسيح من أجل خلاصي أنا؟ فها هوذا الإله قد صار مشهدا لكل متشفٍ، ملطوما من يد الخادم. فهل أحتمل أنا إساءة الناس لى؟!
الثاني: أنه لا مانع من أن يوضح المظلوم للظالم بيان ظلمه عليه، حتى يبيّن له أي شيء هو واقع فيه، طالما كان ذلك بحُلم ومحبة.
وفي هذا الصدد، كتب القديس أغسطينوس تأملا رائعا عن هذه اللطمة، إذ يقول: "إن المسيح لم يحوّل خده الآخر فقط للطم، بل سلم جسده كله للصلب، ليتم بذلك أكثر مما علّم به في (مت 5: 39).



ع24: كانت المحاكمة أمام قَيَافَا، هي المحاكمة الرسمية اليهودية للمسيح. ومع هذا، لم يركز عليها يوحنا، مكتفيا بما أورده كل من متى ومرقس في تفاصيلها. لكنه ذكر ما لم يذكره الاثنان عن المقابلة الأولى مع حنّان، ثم أشار إلى قَيَافَا، وتعدّاه، عابرا بالمسيح إلى المحاكمة الرومانية الرسمية أمام بيلاطس.

ع25-27: يذكر القديس يوحنا هنا الإنكارين الثاني والثالث لبطرس، وحادثة صياح الديك، وقد كان عرضه أكثر تفصيلا، فقد أبرز الإنكار الأول عند حنّان، والثاني والثالث عند قَيَافَا. أما كل من متى (مت 26: 69-73) ومرقس (مر 14: 66-71) ولوقا (لو 22: 55-62)، فقد أجملوا الإنكارات الثلاثة بعد المحاكمة، حتى لا يقطعوا الكلام، ويظل حوار المحاكمة متصلا.
ويلاحظ أيضًا أن القديس يوحنا لم يذكر هنا أقسام بطرس بالنفى، أو نظر المسيح إليه، أو بكائه المر وتوبته كما جاء في البشائر الثلاث الأخرى.
يتعجب الكثيرون كيف أنكرك بطرس بعد هذه السنوات، وما رآه وسمعه فيها...؟!
ولكن، لعل كان لبطرس عذرا أمام خوفه، وعدم استعلان لاهوتك بقيامتك، أو حلول الروح القدس عليه. فما عذر الكثيرون اليوم، الذين يعلنون بألسنتهم إيمانهم وتبعيتهم. أما بقلوبهم وأعمالهم، ينكرونك، ويصيروا سببا لتجديف الآخرين على اسمك؟! نعم يا إلهي... سامحنا وارحمنا؛ فما أحوجنا لدموع بطرس المُرّة.
(3) بدء المحاكمة أمام بيلاطس (ع 28-40):

28 ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29 فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟» 30 أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!» 31 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا». 32 لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. 33 ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟» 35 أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: «أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟» 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا». 37 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». 38 قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39 وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». 40 فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.

ع28-29: كما قلنا، لم يذكر القديس يوحنا تفاصيل محاكمة المسيح أمام قَيَافَا، والتي أعلن فيها بوضوح أنه المسيح ابن الله، والذي اعتبره اليهود تجديفا (مت 26: 65؛ مر 14: 64؛ لو 22: 71). ولم يذكر أيضًا اجتماع الرؤساء صباحا - مجلس اليهود - وأخْذ القرار، بل نقلنا مباشرة إلى المحاكمة أمام بيلاطس.
"دار الولاية": مبنى بناه هيرودس الكبير، مخصص لنزول وإقامة الوالي الروماني أثناء زياراته لأورشليم. واعتُبرت عند اليهود نجسة، لأنها من ديار الأمم، ولهذا لم يدخلوها، بل خرج بيلاطس إليهم في الساحة التي أمام الدار، وسألهم عن سبب تجمهرهم، وسبب شكواهم على الرب يسوع.
"فيأكلون الفصح": أي استمرارية احتفالات الفصح. ولكن، ما نتعجب له حقا، هو تمسك قادة اليهود بالطهارة الجسدية الشكلية، بينما قلوبهم أضمرت تسليم دما طاهرا بريئا؟!

ع30-31: لم يقدم رؤساء اليهود اتهاما على الرب يسوع، بل أرادوا قرارا بموته فحسب، ولهذا قالوا لبيلاطس: "لو لم يكن فاعل شر."
أي أننا حققنا وتأكدنا من وجوب موته، وما عليك سوى القرار، أي الأمر بصلبه، وهو ما ليس لنا سلطان عليه كيهود، بل من سلطانك أنت وحدك (كان الصلب من سلطان الحاكم الروماني). ولكن، يلاحظ تمهل بيلاطس، وعدم الاندفاع وراء رأيهم.

ع32: "ليتم": أي ما تنبأ به المسيح، له المجد، بأن موته سيكون بواسطة الصليب كما جاء صراحة في (مت 20: 19)، وضمنا في (مر10: 21؛ لو 9: 23، 14: 27)، وذلك لأنه لو حكم اليهود على المسيح دون بيلاطس، لكان موته رجما بالحجارة. ولكن، كل ما تنبأ به المسيح، كان ينبغي أن يتم بالحرف الواحد. ولهذا، سعى اليهود بحقدهم إلى بيلاطس ليصلبه، وهم لا يعلمون أنهم بهذا يتممون المشيئة الإلهية العليا.



ع33-34: انفرد بيلاطس بالمسيح، وسأله عما أثير من الكهنة وخدامهم، في ادعاء المسيح عن نفسه أنه ملك اليهود، عالمين أن مثل هذا الاتهام وحده كافٍ لصلب المسيح، فالمُلك لقيصر وحده، وأية محاولة لنسب المُلك لغيره، تعتبر تمردا وانقلابا. إلا أن المسيح لم يُجِبْ، بل رد بسؤال جديد، يعتبر تحذيرا وإيقاظا لضمير بيلاطس. ومعنى سؤال المسيح: هل هذا رأيك، أم أنك تردد الوشايات التي أبلغك بها هؤلاء عنى، حتى تجد سببا تحاكمنى عليه؟

ع35: "أَلَعَلِّى أنا يهودي؟!": سؤال استنكارى، يوضح فيه بيلاطس موقفه بأنه لا يعتبر المسيح ملكا، فهو ليس بيهودي؛ وكأنه يقول: لا شأن لى بكل هذا، فهذه أقوال اليهود. ويرى البعض أن القول: "أَلَعَلِّى أنا يهودي؟!" تعني استنكارا واستنفارا من الكبرياء الروماني نحو أمة اليهود في أن يكون له ملكا سوى قيصر، ملك العالم القديم كله. ويستكمل بيلاطس استفساره من المسيح بخبرته كمحقق: "ماذا فعلت؟"، خاصة وأن كل الأمة اليهودية - أي الجماهير الكثيرة خارج دار الولاية - قد أسلمتك مشتكية عليك؟!

ع36: يدفع المسيح عن نفسه ما ألصقه به رؤساء الكهنة من اتهام.
ولكن هذا الدفاع ليس الغرض منه إبعاد الصليب الذي أتى وتجسد من أجله، بل ليعلّمنا جميعا قانونا ودستورا روحيا. فإذا كان المسيح ملكنا يعلن لنا أنه لا ينتمى إلى هذا العالم، بل له ملكوتا آخر سمائيا أبديا، فكيف يكون إذن حال رعاياه، سوى ارتفاعهم أيضًا عن هذا العالم بكل شهواته، بل يقولون، كما قال المسيح قبلا: "نحن من فوق، ولسنا من هذا العالم" (راجع يو 8: 23)، ولا يسود علينا العالم في شيء، بل نبغى ملكوت إلهنا السمائى.
ويضيف المسيح قرينة لكلامه، أنه لو كان ملكا أرضيا، لاهتم أن يكون له خداما - حراسا - يدافعون عنه، فلا يمسكه اليهود، بل على العكس تماما، طلب أن يسلم نفسه بوداعة في مقابل إطلاق التلاميذ.

ع37: "أفا أنت إذًا ملك؟": سؤال يعبر عن الحيرة والتعجب. فالمسيح يعلن أنه ملك، وينكر الملكوت الأرضى الذي يفهمه بيلاطس. أما إجابته، فجاءت مؤكدة للمعنى الروحي لملكوته، فهو لم ينكر كونه ملكا، بل يضيف أنه تجسد ليفدى البشرية، ويملك على قلبها.
"كل من هو من الحق": أي كل من قبل كلامى، وعمل الروح القدس بداخله، أو كل من هو خاضع لله الذي هو الحق، وعرف المسيح كما تعرف الخراف صوت الراعى وتتبعه (يو 10: 4).



ع38: "ما هو الحق؟": لم يفهم بيلاطس الكلام الذي قاله المسيح. ولهذا، سأل سؤلا، ولم ينتظر حتى يسمع إجابته، وكأنه في الحقيقة غير مهتم بأن يفهم... ولكنه كان مجرد سؤال. ومما لا شك فيه، لم يجد بيلاطس في المسيح علة تستوجب الموت. ولهذا، خرج ثانية لليهود المنتظرين بالخارج، معلنا حكم البراءة الأولى بأنه ليس فيه علة واحدة. ولعل الله جعل بيلاطس بنطق بهذه الجملة بالذات لبيان شيء واحد، فالمسيح هو الفصح الحقيقي الذي بلا عيب واحد، وهو ذبيحة الإتم التي افتضت أيضًا أن تكون بلا عيب... فما نطق به بيلاطس، ما هو إلا تأكيد لكمال ذبيحة المسيح المقدمة.

ع39-40: أخطأ بيلاطس عندما تخلى عن مهام منصبه، كقاضٍ للحق، في إطلاق من رآه بريئا، بل تنازل عن سلطانه في القضاء، وأعطى الحق في الاختيار للشعب، وهو ما لم يُسمع عنه، واعتقد أن إعلانه براءة المسيح، يعفيه من المسئولية التي تركها للشعب. ولعله اعتقد أنه يفتح باب الاختيار، سيطلبون إطلاق من ليس علة فيه، ولكن المفاجأة كانت في طلبهم إطلاق من هو معلوم عنه أنه لص وصاحب فتنة.
عجبا لشعب أطلق لصا وصلب بارا!!
إن خطأ بيلاطس الفاحش، يعطى لنا جميعا درسا في الشهادة للحق. فقد يساوم السياسيون، أو يعقدوا الصفقات، وتصير حدود الحق واسعة جدًا. أما أبناء الله فليسوا كذلك، بل الحق هو الحق، فإن "مُبَرِّئُ المذنب ومذنِّب البريء، كلاهما مكرهة الرب" (أم 17: 15).
  #157838  
قديم 16 - 04 - 2024, 06:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


† يا جابل الخليقة كلها وفاديها ومحررها،
أوثقوك طوعا، وأنت القادر أن تأمر جيوش الملائكة...
أىّ حب هذا أن يطلَق المذنب حرا ويؤخذ البرئ موثقا...
افهمى يا نفسى، ويا ليتك تفهمين.




  #157839  
قديم 16 - 04 - 2024, 06:41 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مقابلة حنّان وإنكار بطرس (ع 13-27):

13 وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. 14 وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. 15 وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 16 وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. 17 فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!». 18 وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. 19 فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. 20 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. 21 لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلًا: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» 23 أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» 24 وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. 25 وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفًا يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا!». 26 قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» 27 فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ.
ع13-14: كان قَيَافَا رئيسا للكهنة، وكان حماه حنّان رئيسا أيضًا أسبق للكهنة، ويحتفظ كل رئيس كهنة بعد مدة رئاسته بلقبه. والمقابلة مع حنّان لم يذكرها سوى يوحنا، أما باقي البشائر، فاكتفت بذكر اللقاء مع قَيَافَا. ويذهب البعض أن اللقاء بحنّان كان لقاءً عابرا في الطريق إلى قَيَافَا، ولكن حَرِصَ الخدام على هذا اللقاء السريع بحنّان لكبر سنه، وتقدمه في الكرامة كرئيس كهنة سابق. أما قَيَافَا، صهره، فقد أراد القديس يوحنا أن يذكّرنا به، فهو صاحب الرأى بأن يموت إنسان عن الشعب (ص 11: 49 و50)؛ وهذه الإشارة لها أهميتها في توضيح أن المحاكمة اليهودية صورية، وأن القرار بموت الرب يسوع كان مُبَيّتا.
ع15-18: لم يشر يوحنا إلى هروب التلاميذ كما فعل متى (مت 26: 56)، ولكنه اكتفى بأن يذكر أنه، مع بطرس، تبعا يسوع. ولعلاقة يوحنا بالوسط الكهنوتى، استطاع أن يدخل داخل البيت. أما بطرس فوقف خارجا إلى أن أدخله. ولكن، قبل إدخاله، إذ وقف بطرس مع الخدام والحراس يستدفئون خارجا، يذكر القديس يوحنا حادثة إنكار بطرس الأولى أمام الجارية التي سألته، فأنكر بسبب خوفه أمام الجمع.
ع19-21: السائل هنا هو حنّان، والغرض من السؤال أنه ربما يجد شكاية على المسيح يقدمها إلى قَيَافَا والمجلس من بعده. وكان موضوع السؤال عن تعاليم المسيح للجموع، وعن تعاليمه الخاصة لتلاميذه. أما إجابة يسوع، فجاءت مبددة تمامًا لآمال حنّان، فهو لم يعلّم شيئًا سرا أو في الخفاء، فكل تعاليمه سمعها الجميع، سواء في الهيكل أو المجامع أو الأماكن الأخرى. ولهذا أيضا، يرد المسيح بسؤال: "لماذا تسألنى أنا؟!"، اسأل بالحرى كل الجموع التي سمعتنى!
ع22-23: احتد أحد الخدام، معتبرا أنها إجابة غير لائقة، فلطمت يد الأثيم وجه البار، وكانت هذه اللطمة تحمل مجاملة لرئيس الكهنة على حساب الحق والعدل. ولهذا، علّق السيد المسيح، مونجا من لطمه، فالمسيح لم يخطئ في حق رئيس الكهنة بحسب ناموس موسى (خر 22: 28): فلماذا لطمتنى؟! أي أنك صرت أنت أيها العبد الشرير كاسرا للشريعة التي لم أكسرها أنا...
وفي هذا النص دروس مستفادة:
الأول: ماذا احتمل المسيح من أجل خلاصي أنا؟ فها هوذا الإله قد صار مشهدا لكل متشفٍ، ملطوما من يد الخادم. فهل أحتمل أنا إساءة الناس لى؟!
الثاني: أنه لا مانع من أن يوضح المظلوم للظالم بيان ظلمه عليه، حتى يبيّن له أي شيء هو واقع فيه، طالما كان ذلك بحُلم ومحبة.
وفي هذا الصدد، كتب القديس أغسطينوس تأملا رائعا عن هذه اللطمة، إذ يقول: "إن المسيح لم يحوّل خده الآخر فقط للطم، بل سلم جسده كله للصلب، ليتم بذلك أكثر مما علّم به في (مت 5: 39).
ع24: كانت المحاكمة أمام قَيَافَا، هي المحاكمة الرسمية اليهودية للمسيح. ومع هذا، لم يركز عليها يوحنا، مكتفيا بما أورده كل من متى ومرقس في تفاصيلها. لكنه ذكر ما لم يذكره الاثنان عن المقابلة الأولى مع حنّان، ثم أشار إلى قَيَافَا، وتعدّاه، عابرا بالمسيح إلى المحاكمة الرومانية الرسمية أمام بيلاطس.
ع25-27: يذكر القديس يوحنا هنا الإنكارين الثاني والثالث لبطرس، وحادثة صياح الديك، وقد كان عرضه أكثر تفصيلا، فقد أبرز الإنكار الأول عند حنّان، والثاني والثالث عند قَيَافَا. أما كل من متى (مت 26: 69-73) ومرقس (مر 14: 66-71) ولوقا (لو 22: 55-62)، فقد أجملوا الإنكارات الثلاثة بعد المحاكمة، حتى لا يقطعوا الكلام، ويظل حوار المحاكمة متصلا.
ويلاحظ أيضًا أن القديس يوحنا لم يذكر هنا أقسام بطرس بالنفى، أو نظر المسيح إليه، أو بكائه المر وتوبته كما جاء في البشائر الثلاث الأخرى.
  #157840  
قديم 16 - 04 - 2024, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,084

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


† يتعجب الكثيرون كيف أنكرك بطرس بعد هذه السنوات، وما رآه وسمعه فيها...؟!

ولكن، لعل كان لبطرس عذرا أمام خوفه، وعدم استعلان لاهوتك بقيامتك، أو حلول الروح القدس عليه. فما عذر الكثيرون اليوم، الذين يعلنون بألسنتهم إيمانهم وتبعيتهم.
أما بقلوبهم وأعمالهم، ينكرونك، ويصيروا سببا لتجديف الآخرين على اسمك؟! نعم يا إلهي... سامحنا وارحمنا؛ فما أحوجنا لدموع بطرس المُرّة.
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024