منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 04 - 2024, 02:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,221,092

شكر ومديح يفيض من قلب بولس الرسول






شكر ومديح يفيض من قلب بولس الرسول. في جملة واحدة تمتدّ على 12 آية، يُنشد الكاتب عمل نعمة الله في الكنيسة، ولا يتوقّف إلاّ بعد أن يذكر حمد مجد الله ثلاث مرات. ينتمي هذا النصّ إلى فنّ أدبي معروف هو فنّ المباركة (2 كور 1: 3؛ 1 بط 1: 3) الذي اشتهر في الليتورجيا اليهودية. الله هو فاعل الأفعال. فعمله يتمّ في المسيح، ويتوزّع في عبارات المجدلة: لحمد مجد نعمته (آ 6). لحمد مجده (آ 12). نداء لشعب الله الذي اقتناه لحمد مجده (آ 14). بركة الله هي اختيار وفداء، ميراثٌ وُعدنا به وروح أُعطيناه. بركة تتمّ في لقاء بين فكرة الميثاق في العهد القديم وفكرة الكنيسة، جسد المسيح، في العهد الجديد. نصّ يبدأ به الرسول رسالته فيتداخل التأمل وتعابير الصلاة. نصّ يحمل مواضيع الرسالة الكبرى ويفتح قلوبنا لكي نسمع التوجيهات الأخلاقيّة التي تنبع من لاهوت نقرأه في القسم الأول من أف. بعد المقدّمة، نكتشف ثلاثة مقاطع، الأول: اختيار الله لنا. الثاني: الفداء الذي حمله يسوع المسيح. الثالث: عمل الروح القدس.

1- المقطع الأول: اختيار الله لنا (1: 4- 6)
ونبدأ بالمقدّمة (آ 3). فلفظة "تبارك" تعبرّ عن الإعجاب والمديح من أجل تدخُّلات الله في التاريخ. في الصلاة اليهوديّة، يُمتدح الله على أنه إله الآباء. وهنا يُنشد على أنه أبو ربّنا يسوع المسيح. كانت بداية سفر التكوين قد أشارت إلى بركة منحها الله إلى أول أسرة بشريّة (تك 1: 28). وتقبّل إبراهيم وعداً بأنّ به تتبارك جميع عشائر الأرض (تك 12: 3؛ غل 3: 8). ولكن في المسيح يسوع نلنا كمال البركة وملء النعمة.
"كل بركة روحيّة في السماوات". لفظة "السماوات" خاصة بالرسالة إلى أفسس. نقرأ في 1: 20: "حين أقام يسوع المسيح من بين الأموات، وأجلسه عن يمينه في السماوات". وفي 2: 6: "أقامنا مع يسوع المسيح وأجلسنا معه في السماوات". رج 3: 10؛ 6: 12. نجد في العالم السماويّ المسيح والكنيسة والمؤمنين. ونجد أيضاً أرواح الشر (6: 12: عالم الظلام والأرواح الشرّيرة). أما عبارة "في السماوات" فتجمع جمعاً وثيقاً المختارين إلى انتصار المسيح الذي قهر القوّات السماويّة. باركنا نحن. لم تصل البركة فقط إلى الرسول، بل إلى الكنيسة كلّها. فالرسالة هي رسالة جماعة تُرسل إلى جماعة أخرى. والرسول يعبرّ في كلامه عن تأمّلات الجماعة في كلمة الله التي هي ثمرة بركته. نحن مباركون في السماء بواسطة يسوع المسيح. نحن مباركون مع المسيح الجالس عن يمين، الله.
ويبدأ المقطع الأول (آ 4- 6) بحصر المعنى. "إختارنا فيه قبل إنشاء العالم". يعبرّ الكاتب عن موضوع الاختيار بسلسلة من الألفاظ تبدأ مع "المسبّق" (برو): سبق وأعدّنا على حسب مرضاته (آ 5). سبق وقصد في المسيح (آ 9). قصد سابق لدى من يعمل كل شيء حسب مرضاته (آ 11).
نستطيع العودة إلى مواضيع الاختيار في الكتاب المقدّس. نعود إلى النداء الاحتفالّي الذي تلقّاه أبرام (أي: إبراهيم): "أترك أرضك وعشيرتك وتعالَ إلى المكان الذي أريك إيّاه" (تك 12: 1- 3). ويتوسّع سفر التثنية بشكل خاصّ في موضوع الاختيار: "إختار الرب الإله أن تكون له أمّة خاصة من جميع الأمم، لا لأنكم أكثر من جميع الشعوب. فإنّما أنتم أقلّ من جميع الشعوب. غير أنّ الرّب أحبّكم وأتمّ ما وعد به آباءكم" (تث 7: 6- 8). إذا كان الله اختار شعبه فيجب على هذا الشعب أن لا يتكبرّ، بل أن يبقى أميناً للميثاق المجانيّ الذي منحه الله له (تث 9: 5- 6: لا تظنّ أنك مستحقّ بسبب برّك واستقامة قلبك).
والطابع الخاصّ في نصّ أف هو أنه يحدّد موقع اختيارنا بالنسبة إلى الحبيب، يسوع المسيح. هذا ما يشير إلى الإعلان السماوي ساعة عماد يسوع. نقرأ في مت 3: 17: "هذا هو ابني الحبيب، عنه رضيت". وهنا، يغمرنا الله بنعمته في ابنه الحبيب. إنّ مرضاته (اودوكيا، آ 5، 9) الإلهية تتفجّر من المسيح على المؤمنين. وهكذا تتحرّك الرسالة كلّها على هذا المستوى السامي الذي فيه يقرّر الله كلّ شيء منذ البداية (آ 3، 9). لسنا هنا أمام الهلاك، بل أمام تحقيق الخلاص (رج 2: 10)، حين نتحدّث عن قصد الله منذ إنشاء العالم.
أما هدف الاختيار، فلكي نكون قدّيسين وبلا عيب (5: 27) في المحبّة. سيتوسّع القسم الثاني من الرسالة (ف 4- 6) في هذا الموضوع، فيصوّر بإلحاح هذه الحياة في المحبّة. نقرأ في 1: 15: "سمعت بإيمانكم بالرب يسوع، وبمحبّتكم لجميع القدّيسين". فهذا الإيمان نعبرّ عنه بالمحبّة تجاه المؤمنين. ونقرأ في 3: 17: "تأصّلتم في المحبّة وتأسّستم عليها". نحن أمام شجرة قويّة تجد جذورها في المحبة. نحن أمام بناء شاهق يجد أساسه في المحبّة. وفي القسم الإرشادي يدعونا الرسول: "إحتملوا بعضكم بعضاً بمحبّة" (4: 2). "أعلنوا الحقيقة في المحبّة (4: 15) في حياة المحبّة اليوميّة. هكذا يُبنى الجسد "في المحبّة" (4: 16). ويتابع بولس كلامه: "أسلكوا في المحبّة على مثال المسيح" (5: 2). الرجل مع امرأته (5: 25، 28، 33)، والأبناء مع والديهم، والعبيد مع أسيادهم. بل يعيش كلّ منا كابن بفضل تدخّل ابن الله الحبيب "لحمد مجد" الآب.
إنّ عبارة "في المحبّة" تختتم عادة المباركات اليهودية. ولكن هناك من يربط العبارة بما يلي: وقضى بسابق تدبيره في المحبّة. وتأتي الأفعال التي تتحدّث عن مبادرة الله المطلقة، مبادرة نعمته. لقد عملتْ مسبقاً. وهي ما زالت تعمل ولن تزال حتى النهاية. والاختيار منذ البدء يشكّل البشرى التي تتحدّث عن الله الذي تبنّانا، الذي جعلنا أبناءَ له في الابن. هذا لا يعني "ضياع" مسؤوليتنا، بل إنّ الاختيار يُلزمنا بالمحبّة. يلزمنا بالتجاوب مع نداء الله.
في آ 6 نقرأ: لحمد مجد نعمته. نحمد نعمته المجيدة. لتمجيد نعمته السنيّة. مدحاً لمجد نعمته. يتوزّع "حمد المجد" هذه المباركة، فيجعل من مجد الله هدف كل عمله، كما يكوّن ينبوعَ هذا العمل قصدُه الحرّ.
وهكذا نجد في هذا المقطع فكرتين.
* الفكرة الأولى، نداء إلى المشاركة مع الله والاتحاد به
هذا هو المشروع الذي أراده الله لنا منذ البداية، قبل إنشاء العالم وبداية التاريخ. في هذا المجال نقرأ كو 1: 22: "صالحكم الآن بجسد ابنه البشريّ ليظهركم لديه قدّيسين، بغير عيب ولا مشتكى". وتحدّد الآية التالية أنّ كل هذا يتحقّق حين يبلغ المؤمنون إلى كمال رجائهم. "يجب فقط أن تستمرّوا في الإيمان، مثبّتين على أسس متينة، راسخين، غير متزعزعين على رجاء الإنجيل" (كو 1: 23).
أجل إنّ الله رتّب مجمل قصده بالنظر إلى العلاقة الاسكاتولوجية التي أراد أن يقيمها مع البشريّة. ونقرأ لفظة "أمامه" (في حضرته"، آ 4؛ كو 1: 22). هنا يكون المؤمنون مقدّسين بحسب قصد الله. ولكن الله هو "في السماوات". إذن، ما تشير إليه المباركة الأولى (بين المباركات الست، اختارنا، حدّد، فدانا، عرّفنا، فرزنا، ختمنا) (آ 4) وتلتقي به مع المباركة السادسة (آ 14) هو التمام الاسكاتولوجي عبر الميراث المحفوظ للمؤمنين.
ولكن بمَ يقوم هذا التمام الاسكاتولوجي الذي يتوخاه الله منذ البدء؟ ماذا يعني بالنسبة إلى المزمنين أن يكونوا أمام الله قدّيسين وبلا عيب؟ يعني كما تقول كو 1: 22 أن يعيشوا في اتحاد مع الله. ولكي نصل إلى هذه الحالة، نحتاج إلى الفداء والمصالحة معه. "كنتم غرباء وأعداء بضمائركم وأعمالكم الشّريرة، والآن قد صالحكم لتكونوا أمامه قدّيسين وبلا عيب". إذن، رغم الخطيئة، لم يتراجع الرب عن مشروع أعدّه منذ البدء، وهو أن يُشرك البشر في حياته وسعادته.
* الفكرة الثانية، نعمة التبنّي
"قضى بسابق تدبيره أن يتبنّانا بيسوع المسيح... في ابنه الحبيب". ليس فقط "فيه" أو "في المسيح" كما في سائر المباركات. فـ "الابن الحبيب" هو اللقب الذي يُعطى ليسوع كابن الله. نجد هنا في أف وفي آ 13 عبارة "ابن حبّه".
العلاقة البنويّة هي خاصّة بيسوع. فهو الابن الوحيد، كما أعلنته المباركة منذ البداية: "تبارك الله، أبو ربنا يسوع المسيح" (آ 3). ولكن الله أراد عبر هذا التبنّي أن يؤمّن هذه العلاقة للمؤمنين، بحيث يسمّون بدورهم أبناء الله الأحبّاء (كو 3: 12؛ 1 تس 1: 4؛ 2 تس 2: 13). هذا ما هيّأه الله مسبقاً بالنسبة إلينا. والفعل المستعمل هنا (بروأوريزو) قد استعمله بولس في روم 8: 29 في معرض الحديث عن قصد الله تجاه المؤمنين. لم تتحدّث روم عن التبنّي بل عن صورة الابن فقالت: "لأنّ الذين سبق فعرفهم، سبق أيضاً فحدّد أن يكونوا مشابهين لصورة ابنه، فيكون هكذا بكراً بين إخوة كثيرين. فالذين سبق فحدّدهم إيّاهم دعا. والذين دعاهم إيّاهم برّر أيضاً. والذين برّرهم إيّاهم مجّد أيضاً" (روم 8: 29- 30).


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بولس من رسالة بولس الرسول الي عبرانيين (7 : 18 - 8 : 13) يوم الأربعاء
بولس من رسالة بولس الرسول الي عبرانيين (11 : 17 - 27) يوم الثلاثاء
ظهور الرب لبطرس الرسول كما اكَّد بولس الرسول
ذكصولوجية القديسين بطرس الرسول و بولس الرسول - قبطي
البولس بولس، فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس (14 : 12 - 17) يوم الجمعة


الساعة الآن 03:18 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024