منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 04 - 2014, 07:24 AM
الصورة الرمزية emy gogo
 
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  emy gogo غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

روعة الألحان الكنسية

" مُكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني
روحية
مترنمين ومُرتلين في قلوبكم للرب " ( أفسس 19 : 5 )

الألحان الكنسية تتميز في أنها لا تخضع للضبط الموسيقي الآلي والأكاديمي
الجاف ، فالمُلحن الكنسي منذ القرون الأولى لا يرتبط بأصول الأوزان
والقواعد الموسيقية ، لأن الكنيسة على مر التاريخ الآبائي كله لم يكن هدفها
أن تضع منظومة موسيقية لتعجب المستمعين أو لتصير ذات شهرة وإعجاب من
الجماهير ، أو ينشدها الناس لتريح أنفسهم وتهدئها نفسياً ...

فالملّحن الكنسي مرتبط بمعنى اللحن الروحي ويصوره بإحساسه الروحي واللاهوتي
، معتمداً على آلة الشفاه ، مستبدلاً المعدات الموسيقية بالتسبيح القلبي :
" مرتلين في قلوبكم للرب " ، باستثناء آلة واحدة من آلات هيكل الله في
العهد القديم وهي الدف ( الصنوج ) لضبط وزن النغمات بما يُعرف بالإيقاع أو
الرتم الهارموني ؛ والهزات الصوتية في اللحن لا تخضع لمجرد قانون صوتي أو
دقة الأداء على قدر الخضوع للإحساس الروحي الأصيل والعميق على مستوى عمل
الروح القدس في داخل القلب ، لذلك تنطلق الكلمات مُلَّحنة بكلمات تخرج
كصلاة تسبيح من القلب ، كبخور عطر يعطر الكنيسة كلها بعطر نسائم الروح ...

فاللحن هو لغة الروح التي تستمد منها النفس وعيها السماوي ، لذلك تنظم
الكنيسة تسبيحها في شركة الروح القدس الوديع الهادئ ، بعيداً عن الصخب
والضجيج وعن كل تشويش يعوقها عن الدخول في شركة السمائيين والقديسين ، لا
اعتماداً على الآلات أو المؤثرات الخارجية ، وإنما بالاحتفاظ بهدف تقديم
تسبيح يليق بالله في جو روحي على مستوى السماء بدون الاعتماد على أشياء
منظورة وذلك إقتداءً بالملائكة الذين يسبحون في خورسهم السمائية

لذلك نجد أن اللحن القبطي لا يحتاج إلى آلات موسيقيه لإظهار جماله أو لكي
يؤثر في الآخرين ، بل أن نغماته الظاهرة في هزاته بدون مساعدة آلات موسيقية
تؤثر بقوة وسلطان عجيب في القلب بقوة ، ولا عجب لأن كلماته ليست بالكلمات
العادية ولا هزاته هزات عادية ، بل هي لاهوتيه سماوية على مستوى الروح في
الجو السماوي معطر برائحة المسيح الزكية جداً ...

يا أحبائي لنعلم جيداً – عن خبرة أقول – أن اللحن في الكنيسة بكلماته
الذاخرة بالعمق اللاهوتي هو بحد ذاته عبادة ، سواء كنا نقول اللحن بأفواهنا
أو نسمعه ونشترك فيه بقلوبنا وصمت شفتينا ، وهذا العمق الروحي واللاهوتي
على المستوى العملي والذي نُتممه بهدوء ظل مستمر منذ العصر الرسولي لهذا
اليوم ، فهو جزء هام من التقليد الكنسي بل وأساسي فيه ، بل هو سرّ عميق كل
من يدخل إليه بمهابة وبسرّ الشكر يتعرف على عمقه المتسع والذي يفوق في
طياته أعظم المعجزات وأقواها سلطاناً ، وبعيني رأيت أناس تُشفى روحياً
وتتأصل في حياة التوبة بعمق بسبب هذا الكنز السماوي الرائع ، وكم كنت أود
أكتب خبرات كثيرة عملية على مستوى التوبة وتغيير القلب ، ولكن لا أقدر لكي
لا أُطيل وأصيب القارئ بملل ...

أقول لكم سرّ عظيم : أن الذي يتعلّم سرّ التسبيح لا بالشفتين ولا كمجرد
تعليم شكلي لكي يكون مجرد شماس ، بل يتعلم التسبيح بوعي قلبي ، بروح
الكنيسة الأصيل ، يُعتبر خادم موهوب يحمل سرّ عظيم من أسرار الكنيسة ، وهو
سرّ التسبيح لله الحي ، الذي هو عمل الملائكة في السماء أمام العرش الإلهي
المجيد والمهوب جداً ...

فلندخل بمهابة عظيمة لبيعة الله ونقف باستقامة ومهابة وتقوى أمام عرش الله ،
أمام المذبح المقدس ، حيث جسد ودم عمانوئيل إلهنا ، لننطق مع صفوف
السمائيين بأفواه مقدسة ونخرج أصواتنا من قلوبنا بمشاعر روحية رافعين
قلوبنا ، خاضعين لله ، ساجدين بالروح والحق أمامه بمخافة عظيمة وحب صادق
بكل إخلاص وأمانة ، حتى نكون متشبهين بالملائكة منضمين مع صفوف القديسين
الحاضرين معنا بالروح لنشترك في عبادة الله الواحد ببهجة سماوية لا تنحل أو
تفتر ....

هل يشعر من يقرأ كلماتي بهذا السرّ العظيم ، أنا عن نفسي تهتز مشاعري
وتبتهج روحي بالله مخلصي في هذا الجو السماوي الرائع الذي يحثني ويشدني
ويشجعني على أصالة حياة التوبة ، ويحرك قلبي ويخرجني من كل برودة أشعرها ،
ويرفعني من كل سقطة أو ضعف بشري ، وهذا سرّ أسلّمه لكم لكي تتذوقوا هذا
العمق الأصيل لأنه معجزة عظيمة في حد ذاتها ، وأُشير على كل شماس وكل إنسان
في الكنيسة مهما كان وضعه ، أن يدخل لهذا السرّ العظيم لا بصخب بل بهدوء
وتقوى ومخافة الله وصوم وبكل مهابة ، وسوف يرى عجائب لم يراها من قبل حينما
لم يكن منتبهاً له ويدخل إليه بصخب وعدم اكتراث ، حقيقي هذا سرّ عظيم ....

وهبنا الله جميعاً انفتاح البصيرة على كنوز الكنيسة وندرك العمق اللاهوتي
والروحي والزخم الآبائي الأصيل المخطوط لا بحبر وقلم إنما بنار الروح القدس
بكل تقوى حتى ننضم بسهولة وقوة للطغمات السماوية ، النعمة معكم يا أحباء
يسوع والكنيسة
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الارتباط الاجتماعى يعنى العضوية الكنسية والخدمة الكنسية
أجمل الألحان الكنسية + تسبحة باكرعربي + مكتوبة
الألحان الكنسية للمتنيح المعلم حبيب حنا
في عيد القديس مارمرقس | الألحان الكنسية
طقـس الألحان الكنسية


الساعة الآن 05:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024