منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 05 - 2024, 05:25 PM   رقم المشاركة : ( 159781 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"النداء بالمجازفة" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الثاني



مُقدّمة



نقترب أيّها المؤمنين من مجيء الرّبّ من خلال هذا المقال الّذي سنتوقف فيه أمام النداء الكتابي الأخير من كِلّا العهديّن. بعد أنّ توقفنا على النداء باليقظة، ثمّ بالإستقامة وأخيراً جاء النداء بإعلان الفرح. نصل في نهايّة سلسلتنا الّتي تهيئنا لعيد التجسد الإلهي بالندء بالمجازفة، من خلال نصي صموئيل الثاني (7: 1- 16) الّذي يهدف إلى البحث عن طريقة لبناء بيت للرّبّ من قِبل داود! ثمّ نجد التوازي لهذا النص بالإنجيل بحسب لوقا (1: 26- 38) من خلال حوار الملاك مع مريم الّذي يدعوها بالمجازفة لتنطلق نحو مخطط يغير حياتها وحياة البشريّة، لنتأمل قلب حدث التجسد وهو الابن الإلهي الّذي يجاوف الله بمجانيّة كنعمة للبشر.





1. خيمة الرّبّ (2صم 7: 1- 16)



في النص التاريخي من سفر صموئيل الثاني، نجد روايّة خاصة تكشف عن مقصد داود الملك في بناء بيت للرّبّ، ليضع فيه تابوت العهد الّذي يحوي فيه الكلمات العشر، كرمز للحضور المستمر لله وسط شعبه. من خلال حوار داود مع ناثان نبي عصره إذّ قال: «أَنَّظرْ! أَنَّي ساكِنٌ في بَيتٍ مِن أَرزٍ، وتابوتُ الرَّبِّ ساكِنٌ في داخِلِ الخَيمَة» (2صم 7: 2). لدرجة أنّ ناثان أيّده ليُتمم ما يحمله من فكر إيجابي تجاه بناء بيت للرّبّ. ما نراه في هذا الحوار هو البدء في تقديم وعد من قِبل الله لداود بمملكة ونسل وهو الّذي سيدوم بلّ سيبقى الملك، الآتي من نسله، ثابتًا على عرشه إلى الأبد. إعتقد الملك داود إنه هو الّذي ينبغي أن يفكر في بناء هيكلاً وهو بمثابة بيتًا فخمًا للرّبّ، إلّا أنّه في ذات الليلة تأتي كلمة الله بنور جديد كاشفة لناثان النّبي قائلاً: : «اِذهَبْ فقُلْ لِعَبْدي داُود: هكذا يَقولُ الرَّبّ، أَأَنَّتَ تَبْني لي بَيتًا لِسُكْناي؟ أَنَّي لم أَسكُنْ بَيتًا مُذ يَومَ أَصعَدتُ بَني إِسْرائيلَ مِن مِصرَ إِلى هذا اليَوم، بل كُنتُ أَسيرُ في خَيمَةٍ وفي مَسكِن. [...] فقُلِ الآَنَّ لِعَبْدي داوُد: هكذا يَقولُ رَبُّ القُوَّات: أَنَّي أَخَذتُكَ مِنَ المَرْعى مِن وَراءَ الغَنَم، لِتَكونَ رَئيسًا على شَعْبي إِسْرائيل. [...] وسأقيمُ لَكَ اسمًا عَظيما» (2صم 7: 5- 9). إذن لا ينبغي أنّ يفكر داود، الإنسان، في بناء بيتًا للرّبّ والسبب هو أنّ الله نفسه سيبنيه لذاته. يبنون للملك بيتًا فيروي الكاتب قول الرّبّ: «مِن يَومَ أَقَمتُ قُضاةً على شَعْبي إِسْرائيل. وسأريحُكَ مِن جَميعِ أَعْدائِكَ. وقد أَخبَرَكَ الرَّبُّ أَنَّه سيُقيمُ لَكَ بَيتًا» (2 صم 7: 11). فالله هو الفاعل، هو الّذي إختار داود منذ صغره وأمسك بيده ليجعله ملكًا على شعبه (راج 1صم 16). الله هو الّذي يضمن الأمان لإسرائيل شعبه حتى يستقر آمن على أرضه. وأيضًا هو الله الّذي ينتصر على أعداء إسرائيل ويعظم اسم داود، الّذي سيبني مستقبلًا لإسرائيل، ولن يتوقف قربه وسيضمن نسلًا لداود وعرشه ثابتًا إلى الأبد. هكذا يكشف الله كل ادعاء بشري، ويضع دائمًا أمام أعين البشر تاريخًا طويلًا أثبت فيه أمانته في العمل لصالح شعبه. إننا أمام كشف كتابي جوهري وهو أنّ مَن يعمل أولاً ليس المؤمن بالله، كإعتقادنا أنا وأنت، بل الله ذاته. لسنا نحن مَن نفعل شيئاً مِن أجل الله، أو مَن نقدم له خدمتنا، بل هو الّذي يعمل دائما لصالحنا.





2. الوعد بالنسل الملكي (2صم 7: 12- 16)



تكشف كلمات الرّبّ لداود، من خلال ناثان، بوعد جديد قائلاً:«اقيمُ مَن يَخلُفُكَ مِن نَسلِكَ الَّذي يَخرُجُ مِن صُلبكَ، واثبِّتُ ملكَه. فهو يَبْني بَيتًا لإِسْمي، وأَنَّا اثبِّتُ عَرشَ مُلكِه لِلأَبَد. أَنَّا أَكونُ لَه أبًا وهو يَكون لِيَ ابنًا [...] بل يَكونُ بَيتُكَ ومُلكُكَ ثابِتَينِ لِلأبدِ أمام وَجهِكَ، وعَرشُكَ يَكونُ راسِخًا لِلأَبَد» (2صم 7: 12-16). يؤسس الله الـمـُلك الدائم الّذي سيصير الملك المستقبلي الّذي من الأصل الداودي وهو في حقيقة الأمر "إبنًا" للرّبّ. يتميّز هذا الـمُلك بالثبات والرسوخ الأبديّ. هذا ما يقوم الله بعمله لأجل الإنسان. ليس على داود أن يقلق للمستقبل فقط أن يجازف بأنّ يصير أمينًا ويؤمن بأنّ الوعد الإلهي سيتحقق. فهذا الوعد لم يتحقق في حياة داود أو أبناءه المستقبليين بل سيتحقق فيما سنراه لاحقًا بحسب كلمات لوقا الإنجيلي بالعهد الجديد.





3. المجازفة الإلهيّة (لو 1: 26- 33)



على ضوء ما قرأناه من سفر صموئيل الثاني وهو بمثابة النداء الرابع بالمجازفة الموجّه لداود والّذي يحمل تلبية لنداء مُجازف من مريم صبيّة الناصرة. هذا النداء هو بمثابة النداء الأخير كتابيًا الّذي يحمله لنا هذا العام زمن المجيء. هذا النداء بالمجازفة يُكلل مسيرتنا الصغيرة من المقالات الثلات السابقين، والّتي بدأناها مع بدء زمن المجيء والّذي حملنا على النداء باليقظة من غفلتنا ثم النداء بالإستقامة من المسارات المتعرجة، والنداء بالفرح بالمقال الأخير. وبهذا المقال الّذي أطلقتنا عليه النداء بالمجازفة الـمُنطلقة وهي تسرد كيف أنّ الكلمة الإلهيّة حملت النداء بالمجازفة لداود الملك سابقًا هي ذاتها الّتي تحمل ذات النداء لمريم أمّ المسيّا أيّ الملك المستقبلي الّذي لا نهاية لملكه. نجد مريم الصبيّة بعد تُلبي نداء الله الـمُجازف أيضًا ليدخل في البشريّة ويتممّ خلاصها. ففي المقطع الإنجيلي بحسب لُوقا (1: 26 – 38) نقرأ بُشارة الملاك لمريم، فهي الصبيّة الّتي تتحلى بروح المجازفة وتستجيب لمجازفة الله ليعيد للبشريّة سلامها وأمانها. بناء على ما قرأناه بحسب صموئيل الثاني 7، يتضح لنا تحقّق الوعد الإلهي ببناء بيت أو خيمة للرّبّ ولكن ليس من الحجر بل من اللحم البشري مثلنا. هذه البُشرى لا ينبغي أنّ نقرأها فقط من خلال الإشارة إلى سلالة داود الّتي ينتمي إليها يسوع، ولكن أيضًا كحدث يظهر فيه عمل الله الحرّ الّذي يقلب الموازين. من خلال "البيت" أو "الخيّمة" فما هي إلّا رمز لمريم الصبيّة الّتي تقبل النداء الإلهي وتلقي بذاتها في قلب المجازفة الإلهيّة. مريم هي الشخص الّذي يتعاون مع الله ليبني بيتًا للبشريّة جمعاء من خلالها كخيمة بشريّة بالحبل البتولي. يتضح هذا من خلال كلمات الملاك القائل:«لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله.فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» (لو1: 32- 33). تحقق وعد الله سيتمّ بعد مرور ألفيّة من الأعوام، وهي ما نطلق عليها الألفيّة العُظمى الّتي بدأت مع داود وتكلّلت في تجسد يسوع من نسل داود، فهو الملك المستقبلي للبشريّة.





4. الإبن الإلهيّ: قلب الحدث (لو 1: 34- 38)



فكما أنّ الله هو الّذي يُثبت نسله على عرش داود، كذلك هو الّذي يستطيع أنّ يمنحنا إبنه من خلال مريم خيمته البشريّة. نلاحظ هذا من خلال لفظ "النعمة" من اليوناني haris وهو لفظ عزيز على الإنجيلي لوقا، إذّ يستخدمه بكثرة في كلا إعماله سواء إنجيله أم بسفر الأعمال. تشير النعمة إلى عطية الله، الّتي هي دائمًا كالـمَّنّ الّذي قدمه الرّبّ طعامًا للشعب السائر في الصحراء نحو أرض الموعد. يأتي هذا اللفظ ليُنير بغناه رحلة المجيء الّتي تقترب الآن من نهايتها، لتشير إلى الإبن الإلهي وهو بمثابة قلب حدث التجسد. فبعد أنّ إقتربنا إلى أبواب الاحتفال بسر تجسد الكلمة وظهوره للعالم، نجد هذه النعمة الّتي تتجسد في يسوع تجعلنا نضع أنفسنا في موقف الترحيب المتواضع والامتنان الّذي يُولد في أولئك الّذين يعرفون جوهر النعمة ومصدرها. إنّه ليس لديهم ما يقدمونه سوى كل شيء ليحصلوا عليه كنعمة مجانية. إنه لفظ ثمين يساعدنا على فهم الديناميكيّات الأساسيّة للعلاقة بين الله وبينك بحسب الروحانيّة اليهوديّة والمسيحيّة.الانفتاح على النعمة أي على يسوع هو تصرّف مريم الّذي نواجهه في روايّة البشارة بحسب لوقا.





الخلّاصة



نختتم مسيرتنا لزمن المجيء من خلال نص لوقا (1: 26- 38) الّذي يروي حدث بشارة الملاك لمريم مُظهراً نفس منطق علاقة الله بالإنسان، كما وجدناه في سفر صموئيل الثاني (7: 1- 16). دعا الملاك مريم وهي "الممتلئة نعمة" لأن يسوع يملك على أحشائها، فهي قد وجدت نعمة عند الله. إن الله هو الّذي يبني في الابن بيتا لشعبه وشعبه. للبشرية، مكانًا للشركة الكاملة معه. وهذه هي المجازفة الإلهيّة. يتم إنجاز هذا المخطط الإلهي بشكل إعجازي بتولي مما يشير إلى أنّ كل شيء هو نعمة! ونتحقق بأنّ الله أمين في وعوده وبيته حقًا لا يُبنى بأيدي البشر (راج أع 7: 48) بل بيد الله ذاته. يكشف مقالنا اليوم عن "إعلان المستحيل" أيّ ولادة بلا علاقة بين رجل وامرأة. ظهر في هذا الحدث، المستحيل، بالتحديد عند ظهور النعمة. لسنا نحن من نفعل شيئًا لله، بل الله هو الذي يصنع لنا مستقبلاً رائعًا في إبنه.فإذا كان يوحنا هو رجل زمن المجيء، فإن مريم هي امرأة المجازفة وإمرأة زمن المجيء على وجه التحديد لأنها تظهر لنا الاستعداد الكامل للنعمة.



من خلال توقفنا على هذا النداء الـمُجازف من الله لمريم، نجد أمامنا النعمة، في شخص يسوع، والّتي يجلبها لنا زمن المجيء، لنصل أحرارًا ومتاحين للاحتفال بعيد الميلاد دون أنّ نمثل أنفسنا أمام الله وأيدينا ممتلئة، ولكن بقلب قادر على الإصغاء والقبول بنعمة الله التي ظهرت في المسيح يسوع. الكلمة الرابعة من زمن المجيء تنيرينا بالتحلي برّوح المجازفة دون تراجع وتجعل مصطلح الإنجيل وحقيقيًا، لأن كل شيء إذن هو بشرى سارة دائمًا؛ إنها تعطي معنى للإستقامة الّتي يجب قبولها، وتهيئنا لاستقبال متواضع. هذا هو خلاصة مسيرتنا لزمن المجيء. دُمتم متحليين برّوح المجازفة ليأتي الأبن الإلهي لعالمنا من خلالنا مثل مريم.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 159782 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






خيمة الرّبّ (2صم 7: 1- 16)



في النص التاريخي من سفر صموئيل الثاني، نجد روايّة خاصة تكشف عن مقصد داود الملك في بناء بيت للرّبّ، ليضع فيه تابوت العهد الّذي يحوي فيه الكلمات العشر، كرمز للحضور المستمر لله وسط شعبه. من خلال حوار داود مع ناثان نبي عصره إذّ قال: «أَنَّظرْ! أَنَّي ساكِنٌ في بَيتٍ مِن أَرزٍ، وتابوتُ الرَّبِّ ساكِنٌ في داخِلِ الخَيمَة» (2صم 7: 2). لدرجة أنّ ناثان أيّده ليُتمم ما يحمله من فكر إيجابي تجاه بناء بيت للرّبّ. ما نراه في هذا الحوار هو البدء في تقديم وعد من قِبل الله لداود بمملكة ونسل وهو الّذي سيدوم بلّ سيبقى الملك، الآتي من نسله، ثابتًا على عرشه إلى الأبد. إعتقد الملك داود إنه هو الّذي ينبغي أن يفكر في بناء هيكلاً وهو بمثابة بيتًا فخمًا للرّبّ، إلّا أنّه في ذات الليلة تأتي كلمة الله بنور جديد كاشفة لناثان النّبي قائلاً: : «اِذهَبْ فقُلْ لِعَبْدي داُود: هكذا يَقولُ الرَّبّ، أَأَنَّتَ تَبْني لي بَيتًا لِسُكْناي؟ أَنَّي لم أَسكُنْ بَيتًا مُذ يَومَ أَصعَدتُ بَني إِسْرائيلَ مِن مِصرَ إِلى هذا اليَوم، بل كُنتُ أَسيرُ في خَيمَةٍ وفي مَسكِن. [...] فقُلِ الآَنَّ لِعَبْدي داوُد: هكذا يَقولُ رَبُّ القُوَّات: أَنَّي أَخَذتُكَ مِنَ المَرْعى مِن وَراءَ الغَنَم، لِتَكونَ رَئيسًا على شَعْبي إِسْرائيل. [...] وسأقيمُ لَكَ اسمًا عَظيما» (2صم 7: 5- 9). إذن لا ينبغي أنّ يفكر داود، الإنسان، في بناء بيتًا للرّبّ والسبب هو أنّ الله نفسه سيبنيه لذاته. يبنون للملك بيتًا فيروي الكاتب قول الرّبّ: «مِن يَومَ أَقَمتُ قُضاةً على شَعْبي إِسْرائيل. وسأريحُكَ مِن جَميعِ أَعْدائِكَ. وقد أَخبَرَكَ الرَّبُّ أَنَّه سيُقيمُ لَكَ بَيتًا» (2 صم 7: 11). فالله هو الفاعل، هو الّذي إختار داود منذ صغره وأمسك بيده ليجعله ملكًا على شعبه (راج 1صم 16). الله هو الّذي يضمن الأمان لإسرائيل شعبه حتى يستقر آمن على أرضه. وأيضًا هو الله الّذي ينتصر على أعداء إسرائيل ويعظم اسم داود، الّذي سيبني مستقبلًا لإسرائيل، ولن يتوقف قربه وسيضمن نسلًا لداود وعرشه ثابتًا إلى الأبد. هكذا يكشف الله كل ادعاء بشري، ويضع دائمًا أمام أعين البشر تاريخًا طويلًا أثبت فيه أمانته في العمل لصالح شعبه. إننا أمام كشف كتابي جوهري وهو أنّ مَن يعمل أولاً ليس المؤمن بالله، كإعتقادنا أنا وأنت، بل الله ذاته. لسنا نحن مَن نفعل شيئاً مِن أجل الله، أو مَن نقدم له خدمتنا، بل هو الّذي يعمل دائما لصالحنا.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 159783 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الوعد بالنسل الملكي (2صم 7: 12- 16)



تكشف كلمات الرّبّ لداود، من خلال ناثان، بوعد جديد قائلاً:«اقيمُ مَن يَخلُفُكَ مِن نَسلِكَ الَّذي يَخرُجُ مِن صُلبكَ، واثبِّتُ ملكَه. فهو يَبْني بَيتًا لإِسْمي، وأَنَّا اثبِّتُ عَرشَ مُلكِه لِلأَبَد. أَنَّا أَكونُ لَه أبًا وهو يَكون لِيَ ابنًا [...] بل يَكونُ بَيتُكَ ومُلكُكَ ثابِتَينِ لِلأبدِ أمام وَجهِكَ، وعَرشُكَ يَكونُ راسِخًا لِلأَبَد» (2صم 7: 12-16). يؤسس الله الـمـُلك الدائم الّذي سيصير الملك المستقبلي الّذي من الأصل الداودي وهو في حقيقة الأمر "إبنًا" للرّبّ. يتميّز هذا الـمُلك بالثبات والرسوخ الأبديّ. هذا ما يقوم الله بعمله لأجل الإنسان. ليس على داود أن يقلق للمستقبل فقط أن يجازف بأنّ يصير أمينًا ويؤمن بأنّ الوعد الإلهي سيتحقق. فهذا الوعد لم يتحقق في حياة داود أو أبناءه المستقبليين بل سيتحقق فيما سنراه لاحقًا بحسب كلمات لوقا الإنجيلي بالعهد الجديد.



 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 159784 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






المجازفة الإلهيّة (لو 1: 26- 33)



على ضوء ما قرأناه من سفر صموئيل الثاني وهو بمثابة النداء الرابع بالمجازفة الموجّه لداود والّذي يحمل تلبية لنداء مُجازف من مريم صبيّة الناصرة. هذا النداء هو بمثابة النداء الأخير كتابيًا الّذي يحمله لنا هذا العام زمن المجيء. هذا النداء بالمجازفة يُكلل مسيرتنا الصغيرة من المقالات الثلات السابقين، والّتي بدأناها مع بدء زمن المجيء والّذي حملنا على النداء باليقظة من غفلتنا ثم النداء بالإستقامة من المسارات المتعرجة، والنداء بالفرح بالمقال الأخير. وبهذا المقال الّذي أطلقتنا عليه النداء بالمجازفة الـمُنطلقة وهي تسرد كيف أنّ الكلمة الإلهيّة حملت النداء بالمجازفة لداود الملك سابقًا هي ذاتها الّتي تحمل ذات النداء لمريم أمّ المسيّا أيّ الملك المستقبلي الّذي لا نهاية لملكه. نجد مريم الصبيّة بعد تُلبي نداء الله الـمُجازف أيضًا ليدخل في البشريّة ويتممّ خلاصها. ففي المقطع الإنجيلي بحسب لُوقا (1: 26 – 38) نقرأ بُشارة الملاك لمريم، فهي الصبيّة الّتي تتحلى بروح المجازفة وتستجيب لمجازفة الله ليعيد للبشريّة سلامها وأمانها. بناء على ما قرأناه بحسب صموئيل الثاني 7، يتضح لنا تحقّق الوعد الإلهي ببناء بيت أو خيمة للرّبّ ولكن ليس من الحجر بل من اللحم البشري مثلنا. هذه البُشرى لا ينبغي أنّ نقرأها فقط من خلال الإشارة إلى سلالة داود الّتي ينتمي إليها يسوع، ولكن أيضًا كحدث يظهر فيه عمل الله الحرّ الّذي يقلب الموازين. من خلال "البيت" أو "الخيّمة" فما هي إلّا رمز لمريم الصبيّة الّتي تقبل النداء الإلهي وتلقي بذاتها في قلب المجازفة الإلهيّة. مريم هي الشخص الّذي يتعاون مع الله ليبني بيتًا للبشريّة جمعاء من خلالها كخيمة بشريّة بالحبل البتولي. يتضح هذا من خلال كلمات الملاك القائل:«لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله.فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» (لو1: 32- 33). تحقق وعد الله سيتمّ بعد مرور ألفيّة من الأعوام، وهي ما نطلق عليها الألفيّة العُظمى الّتي بدأت مع داود وتكلّلت في تجسد يسوع من نسل داود، فهو الملك المستقبلي للبشريّة.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 159785 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






الإبن الإلهيّ: قلب الحدث (لو 1: 34- 38)



فكما أنّ الله هو الّذي يُثبت نسله على عرش داود، كذلك هو الّذي يستطيع أنّ يمنحنا إبنه من خلال مريم خيمته البشريّة. نلاحظ هذا من خلال لفظ "النعمة" من اليوناني haris وهو لفظ عزيز على الإنجيلي لوقا، إذّ يستخدمه بكثرة في كلا إعماله سواء إنجيله أم بسفر الأعمال. تشير النعمة إلى عطية الله، الّتي هي دائمًا كالـمَّنّ الّذي قدمه الرّبّ طعامًا للشعب السائر في الصحراء نحو أرض الموعد. يأتي هذا اللفظ ليُنير بغناه رحلة المجيء الّتي تقترب الآن من نهايتها، لتشير إلى الإبن الإلهي وهو بمثابة قلب حدث التجسد. فبعد أنّ إقتربنا إلى أبواب الاحتفال بسر تجسد الكلمة وظهوره للعالم، نجد هذه النعمة الّتي تتجسد في يسوع تجعلنا نضع أنفسنا في موقف الترحيب المتواضع والامتنان الّذي يُولد في أولئك الّذين يعرفون جوهر النعمة ومصدرها. إنّه ليس لديهم ما يقدمونه سوى كل شيء ليحصلوا عليه كنعمة مجانية. إنه لفظ ثمين يساعدنا على فهم الديناميكيّات الأساسيّة للعلاقة بين الله وبينك بحسب الروحانيّة اليهوديّة والمسيحيّة.الانفتاح على النعمة أي على يسوع هو تصرّف مريم الّذي نواجهه في روايّة البشارة بحسب لوقا.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 159786 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






حدث بشارة الملاك لمريم مُظهراً نفس منطق علاقة الله بالإنسان، كما وجدناه في سفر صموئيل الثاني (7: 1- 16). دعا الملاك مريم وهي "الممتلئة نعمة" لأن يسوع يملك على أحشائها، فهي قد وجدت نعمة عند الله. إن الله هو الّذي يبني في الابن بيتا لشعبه وشعبه. للبشرية، مكانًا للشركة الكاملة معه. وهذه هي المجازفة الإلهيّة. يتم إنجاز هذا المخطط الإلهي بشكل إعجازي بتولي مما يشير إلى أنّ كل شيء هو نعمة! ونتحقق بأنّ الله أمين في وعوده وبيته حقًا لا يُبنى بأيدي البشر (راج أع 7: 48) بل بيد الله ذاته. يكشف مقالنا اليوم عن "إعلان المستحيل" أيّ ولادة بلا علاقة بين رجل وامرأة. ظهر في هذا الحدث، المستحيل، بالتحديد عند ظهور النعمة. لسنا نحن من نفعل شيئًا لله، بل الله هو الذي يصنع لنا مستقبلاً رائعًا في إبنه.فإذا كان يوحنا هو رجل زمن المجيء، فإن مريم هي امرأة المجازفة وإمرأة زمن المجيء على وجه التحديد لأنها تظهر لنا الاستعداد الكامل للنعمة.



من خلال توقفنا على هذا النداء الـمُجازف من الله لمريم، نجد أمامنا النعمة، في شخص يسوع، والّتي يجلبها لنا زمن المجيء، لنصل أحرارًا ومتاحين للاحتفال بعيد الميلاد دون أنّ نمثل أنفسنا أمام الله وأيدينا ممتلئة، ولكن بقلب قادر على الإصغاء والقبول بنعمة الله التي ظهرت في المسيح يسوع. الكلمة الرابعة من زمن المجيء تنيرينا بالتحلي برّوح المجازفة دون تراجع وتجعل مصطلح الإنجيل وحقيقيًا، لأن كل شيء إذن هو بشرى سارة دائمًا؛ إنها تعطي معنى للإستقامة الّتي يجب قبولها، وتهيئنا لاستقبال متواضع. هذا هو خلاصة مسيرتنا لزمن المجيء. دُمتم متحليين برّوح المجازفة ليأتي الأبن الإلهي لعالمنا من خلالنا مثل مريم.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 159787 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"النداء بالفرحٌ الأَبدِيٌّ" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الثاني



مُقدّمة



تدنو بنا الأيام، أيّها القراء الأفاضل، من معايشة سرّ حبّ الله للإنسان وهو سرّ تجسد إبنه ودخوله في تاريحنا البشري. في هذا المقال سنتوقف أمام نداء خاص يحمل الفرح لحياتنا وينعش فينا لمسّات الإحتفالات الميلاديّة. مع النبي اشعيا سنتوقف أمام مقطع خاص (61: 1-11) يدعونا فيه إلى وعلى ضوئه سنقرأ معًا مقطع من الإنجيل اليوحنّاويّ (1: 6-8، 19-28) وهو الّذي يدعونا الإنجيلي للتأمل في شخصية صارت بمثابة الشاهد وصديق العريس الّذي يفرح بوجود العريس، شخصية المعمدان. في هذا المقال يهدفا كِلّا القرائتين من كِلا العهدين إلى دعوتنا للفرح بالمسيح الآتي حاملاً بُشرى السلام لعالمنا الأرضي.



1. الفرح الأبديّ: ميراث إلهي (اش 61: 1- 11)



تحوي كلمات اشعيا، في زمن إنتظار المؤمنين لتجسد الرّبّ، نور جديد يحمل الفرح لمختلف الفئات من البشر، خاصة الّتي تعُاني من أوضاع مؤلمة. ويبشر النبي بالرّوح الّذي يمنحه الرّبّ لمسيحه ليحمل رسالة غير منتظرة قائلاً: «رّوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَليَّ لِأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنى وأَرسَلَني لِأُبشِّرَ الفُقَرء وأَجبُرَ مُنكَسِري القُلوب وأُنادِيَ بِإِفْراجٍ عنَ المَسبِيِّين وبتَخلِيَةٍ لِلمَأسورين لِأُعلِنَ سَنَةَ رِضاً عِندَ الرّبّ وَيومَ انتِقام لِإِلهِنا وأُعَزِّيَ جَميعَ النَّائحين [...] لِأَمنَحَهمُ التَّاجَ بَدَلَ الرَّماد وزَيتَ الفَرَحِ [...] فيُدعَونَ بُطْمَ البِرّ وأَغْراساً لِلرَّبِّ يَتَمَجَّدُ بِها» (1:61-3). هذا النداء الإلهي يُبدّل الوضع البشري ويقلّب الموازيين والسبب هو التدّخل الإلهي الّذي يحمل الفرح لحياة كلّ مَن يؤمن بالرّبّ. وُيشدد النبي على التدّخل الإلهي مُعلنًا التغيير الشامل للأوضاع البشرع فيقول: «نصيبُهم يَرِثونَ في أَرضِهم ميراثاً مُضاعَفاً وفرحٌ أَبدِيٌّ يَكونُ لَهم. لِأَنِّي أَنا الرَّبُّ مُحِبُّ الحَقّ [...] وأُعاهِدُهم عَهداً أَبَدِيّاً» (61: 7-8). الـمُعاناة لن تستمر والألم لن يدّوم، سيحل الفرح الإلهي كميراث فهذا هو وعد الله لنا نحن اليّوم شعبه. مدعوين بالثقة من جديد في هذا الوعد حتى لا ننظر فقط لما يؤلمنا بل مدعوين لقبول الفرح بحياتنا لأننا نثق أننا كابناء الله الّذي منحنا بمجانيّة هذا الميراث وبشكل أبدي. دّون شكّ وبدون تذمّر علينا أنّ نقبل هذا الفرح من الآن قبل وفي المكان المتواجدين فيه، والسبب هو أنّ إلهينا إله الفرح ويشاركنا به.





2. رسالة المعمدان: إعلان الفرح (يو 1: 6-8)



بعد أن توقفنا في النص الأوّل على الرسالة النبويّة لاشعيا، يتابع كاتب الإنجيل الرابع، بصوت آخر الأنبياء ليبث رسالة الفرح من خلال المعمدان القائل عنه: «ظَهَرَ رَجُلٌ مُرسَلٌ مِن لَدُنِ الله اِسْمُه يوحَنّا جاءَ شاهِداً لِيَشهَدَ لِلنَّور فَيُؤمِنَ عن شَهادتِه جَميعُ النَّاس. لم يَكُنْ هو النُّور بل جاءَ لِيَشهَدَ لِلنُّور» (يو 1: 6- 8). يمنحنا الإنجيلي تمهيد عن الشخصية الكتابيّة الّتي صارت شهادة حيّة بموته الظلم وحينما يقدمة كشاهد للنّور فهو الشاهد الّذي يحمل الفرح لأن بحلول النّور ينتهي الظلام الّذي يعيش فيه البشر. كلّا منّأ اليّوم مدعوين أن نخرج من الظلمات الّتي تحيطنا ونُمهد قلوبنا وحياتنا للنّور الآتي لينير حياتنا ولا نظل في الظلمة. هذا النّور هو شخص يسوع الّذي ينزع كل عائق ليصلنا نوره وتستنير قلوبنا ونصير مثله مُنيرين بحسب قوله: «أنتم نور العالم» (يو 8) ليس بأي فضل منّا بل بسبب إستعدادنا لقبول النور الـمُفرح.





3. فرح الـشاهد (يو 1: 19- 28)



في هذا الجزء الثاني من الإصحاح الأوّل نسمع فيه صوت المعمدان وهو شاهد عيّان ليشوع الّذي عاصره ورآه وسمعه. اليّوم يدعونا هذا الشاهد والشهيد معًا إلى الفرح من خلال إعلانين؛ الأوّل يتضح في قوله الصريح: «لَستُ المسيح [...] لا! [...] أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ» (1: 20. 21. 23). يكشف هذا الإعلان حقيقة رسالة النبي الّذي يعلن بالنفي عن ذاته ليثبت حقيقة المسيح كمصدر للفرح، كاشفًا إنّه مجرد: صوت يعلن ويهيأ لهذا النور الّذي دخل العالم ولكنه مجهول. فهل يسوع بنوره الإلهي مجهول لك؟ هل تستطيع أن تتنبه لصوت المعمدان لتخرج من الظلمات اليّوميّة وتكتشف النّور الّذي يهمس في لمسّات بسيطة وصغيرة من حولك؟ لازال المعمدان يهيأنا لقبول النّور.



الغريب في كلمات يوحنّا إنه لم ينسب النّور لذاته كما فعل الملاك الساقط "حامل النّور" (راج اش 14). بل يأتي تأكيده في الإعلان الثاني بشكل تأكيدي موضحًا لا إستحقاقه: «أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه، ذاكَ الآتي بَعدِي، مَن لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه [...] يأتي بَعْدي رَجُلٌ قد تَقَدَّمَني لأَنَّه كانَ مِن قَبْلي» (يو 1: 26- 27). أن ننسب لله أعماله الـّتي تحمل الفرح لحياتنا فهو إعتراف منا بنّور الّذي يخترق ظلامنا. لازال النّور الإلهي يسطع من حولنا بفض الله وأضوات كثيرين كالمعمدان لنبدأ تهيئة حقة ومميّزة بالفرح الّذي لا ينزع منا، لأنه أبديّ وإلهي معًا. فكل ما هو بشري زائل إلا أن ما هو إلهي دائم. لا نخشى الخروج من الظلمات الّتي تحرمنا من التمتع بالنّور، يكفي أنّ نقبله في بساطته وليس في أعمال إعجازيّة عظيمة.





4. نداء إلهي بالفرح اليّوم (اش 61: 9- 11، يو 1: 34)



صوتي النبيين بكلا العهدين يكشفا لنا في زمن المجيء هذا قوة الطفل الّذي سيولد من أدلنا بعد أيام قليلة حاملاً نّور السّلام ونّو الفرح لعالمنا اليّوم. يختتم اشعيا كلماته في المقطع النبوي، بنداء لقبول الفرح لأننا ذريته بل علينا أن نعترف بصوت مبتهج: «ستُعرَفُ ذُرِّيَّتُهم في الأُمَم وسُلالَتُهم بَينَ الشُّعوب فكُلُّ مَنِ رآهم يَعرِفُهم لِأَنَّهم ذُرِّيَّةٌ بارَكَها الرَّبّ. أُسَرُّ سُروراً في الرَّبّ وتَبتَهِجُ نَفْسي في إِلهي لِأَنَّه البَسَني ثِيابَ الخَلاص وشَمِلَني بِرِداءِ البِرّ [...] السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنبِتُ البِرّ والتَّسبِحَةَ أَمامَ جَميعَ الأُمَم» (61: 9- 11). علينا أن نشهد للمسّات الفرح الّتي تزين حياتنا بهذا نعلن عمل الله فينا ولأجلنا. من جديد يأتي صوت المعمدان ليعلن هذا الدور العظيم ويشهد له: «وَأَنا رأَيتُ وشَهِدتُ أَنَّه هو ابنُ الله» (يو 1: 31. 34). ونحن كمؤمنين اليّوم ماذا نقول بهذا الفرح الإلهي؟





الخلّاصة



في هذا المقال الثالث لزمن المجيء مدعويّن لتلبية النداء الإلهي بالفرح الأبدي. من خلال رسالة اشعيا النبويّة (61: 1- 11) ما علينا إلّا أنّ نستعيد الثقة في الرّبّ إلهنا لأنّه سيُبدل حياتنا وسيغمرنا بفرح تجسد ابنه الإلهي. تجللّ النداء ذاته من خلال كلمات المعمدان الّذي يالنفي والإثبات أكدّ بأنّه شاهد ليسوع كمدر النّور الآتي إلى العالم من خلال كلمات كاتب الإنجيل الرابع (1. 6- 8. 19- 28). نعمة الفرح تحيط زمن الميلاد بأكمله، ليس بالأضواء أو بالهدايا بقدر اللقاء بالسيّد الرّبّ الّذي يدخل في عالمنا ويزيل ظلامنا بنّوره ويمنحنا فرح الميلاد فرح أبدي قلبي وحياتي. ما علينا أيّها القراء الأفاضل إلّا أنّ نقبل أنّ يغمرنا هذا الفرح بعمق في العلاقة بالابن الّذي سيأتي وبدرونا نصير حاملي الفرح حينما نقبله فنصير قنوات تبثه أينما ذهبنا. دُمتم حامليّ الفرح الأبدي والإلهي.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:38 PM   رقم المشاركة : ( 159788 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




"نداء بالإستقامة" بين كاتبي نبؤة اشعيا والإنجيل الثاني



مُقدّمة



زمن مجيء مبارك أيّها القراء الأفاضل.



نستكمل مسيرتنا الكتابيّة الصغيرة لهذا الزّمن الّذي يُهيئنا للإحتفال بجديّة معايشتنا لسّر تجسد يسوع هذا العام.



سنناقش في هذا المقال التوزاي الوارد بين مقطع من نبؤة اشعيا 40: 1-11 وهو مقطع يفتتح الجزء الثاني من السفر ويطلق عليه كتابيًا "اشعيا الثاني" ويشمل الإصحاحات 40 –55. يعلن مقطعنا اليوم عن نداء جديد وهو "النداء بالإستقامة". وسنتوقف أمام لفظ حيويّ بالعهد الثاني بحسب مرقس 1:1-8 يتسم بكشف جديد من خلال لفظ "الإنجيل" ليتوازى مع الإستقامة كلفظ ثانٍ لزمن المجيء. إخترنا بالمقال الأوّل "نداء باليقظة" ككلمة أخيرة ليسوع لتلاميذه قبل آلامه. وهذا اللفظ الثاني وهو بمثابة نداء يرتبط بالإستقامة حيث يفتتح إنجيل مرقس بشارته بلفظ "الإنجيل" (مر 1: 1). يليّ هذا العنوان الّذي تُلخص فيه رسالة الإنجيل بحسب مرقس، إهتمام يوحنّا المعمدان الخاص، في مسيرة التبشير فهو المبشر الأوّل، الّذي يبشر بَمن يأتي بعده مشيراً بأنه سيعمد بالروح القدس. يهدفانصي العهدين للتلاقي في نداء خاص بمقالنا اليّوم وهو يدعونا لاستقامة كل ما هو معوج وغير مستقيم بحياتنا.





1. دعوة للتقوّيم (اش 40: 1-11)



في هذا المقطع الأوّل من نبؤة إشعيا (40: 1– 11) والمأخوذ من الجزء الثاني للنبي يساعدنا على فهم كيف أن لفظ الإنجيل هو في الواقع محور مقالنا لهذا الأسبوع الثاني من زمن المجيء. حيث يظهر في عنصرين: الأوّل نجده حينما يفتتح كتاب التعزيّة (اش 40 - 55) بتعبير متميز يحمل فيه الرّبّ عزاء وخلاص لشعبه، الّذي يعاني محنة السبي، قائلاً: «أَعَزُّوا عَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم خاطِبوا قَلبَ أُورَشَليم ونادوها بأَن قد تَمَّ تجَنُّدُها وكُفِّر إِثمُها ونالَت مِن يَدِ الرَّبِّ ضِعفَينِ عن جَميعِ خَطاياها» (40: 1-2). فترة السبي بمثابة فترة إستقام فيها الشعب وعاد للرّبّ إذ تاب عن أثامه وهنا يأتي الغفران وهه هي البشرى السّارة الّتي يحملها النبي في كلماته الّتي تكشف عن النهوض والبدء من جديد كشعب ينتمي للرّبّ. أما العنصر الثاني فيظهر في النداء النبويّ قائلاً: «أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة. كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ ويَتَجَلَّى مَجدُ الرَبِّ ويُعايِنُه كُلُّ بَشَر لِأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم» (40: 3-5). هذه الكلمات ما هي إلّا نداء من جديد يدعونا للتأمل أمام المجد الإلهي الّذي يتجلى أمامنا من خلال كلمته الّتي تُقوّم كل ما هو متعرج، أيّ من خلال إستقامة العلاقة مع الرّبّ.





2. بُشرى الإنجيل (اش 40: 6-11)



يظهر لفظ الإنجيل مرتين بالنص وهو ما يعني تبشير بالنص النبوي. أصبح مصطلح إنجيل مصطلحًا تقنيًا للإشارة إلى تدخّل الله الخلاصي لصالح شعبه إسرائيل، وهو الحدث المنتظر والمرجى والمستدعى. العهد الأول بأكمله يتميز بانتظار الإنجيل وهو يكمن في كلمة جديدة تنطق من فاه الرّبّ وتعلن حضوره. يُعلن النبي اشعيا عن قدوم مُبشرين يحمل رسالة مُبهجة لشعب منفي ومحبط. الآن يبدأ تجسيد النداء بالإستقامة لأن هناك رسل تحمل البشرى الجميلة، ويشهدون بأنّه على الرغم من الضعف الّذي يشعر به الإنسان في نفسه ومن حوله، إلا أن كلمة إلهنا تبقى دائمًا حية وحاضرة (راج اش 40: 7- 8). هذه الكلمة الّتي تُجسد محتوى الإنجيل فهي أساس مؤكد يمكن بناء المستقبل الشعب عليه. وهذا ما نراه كيف يتجسد بالعهد الثاني بحسب مرقس!



يقدم اشعيا، من خلال إفتتاحيّة كتاب التعزيّة، الّذي يُخاطب فيه مسبيين بني إسرائيل ببابل، حاملاً إعلانًا للتعزية ونداء بالإستقامة. لفظ التعزية في الكتاب المقدس ليس مرادف لـقرب أو لدعم بسيط في وقت الألم، بل إعلان لإنقلاب الوضع المـُعاش. عندما يعزي الله، يُغيّر مصير شعبه للأفضل. إن ما دُعي النبي إلى إعلانه للشعب المضطهد في المنفى هو حمل الخبر السَّار أيّ الإنجيل. يحث النص على أن يكون النبي ذاته، ويطلق عليه حرفيًا، المبشر بالتحرير. هذا هو الخبر السَّار، الإنجيل، فيو يتمثل في حقيقة أن الله يأتي بقوة ليرشد شعبه ويخرجه من وضعه القمعي. ولكن لا بد من إعداد طريق في الصحراء ليأتي الله ويظهر مجده فهل هناك قلب يصغي لندائه بالإستقامة





3. المسيّا وابن الله هو ... (مر 1: 1-4)



يجمع هذا المقطع الإقتتاحي للإنجيل بحسب مرقس (1: 1-8) وعلى وجه التحديد لفظ الإنجيل أيّ التبشير نور بدأ من العهد الأوّل أيّ منذ بدء علاقة الله بشعبه، واستمر هذا التبشير بكل ما هو مُفرح لتوقعات إسرائيل في الحديث عن المسيّا المنتظر بلفظ المسيح. وبهذا الإسم يستعين كاتب الإنجيل الثاني بالتشديد على إسم يسوع كحدث إلهي وخلاصي قائلاً: «بَدءُ بِشارَةِ يسوعَ المسيحِ ابنِ الله» (مر 1: 1). يتذكر الإنجيليون المعاصرون ليسوع تجربتهم مع معلمهم ويسمون شخصه وإعلانه بلفظ إنجيلًا، لأنهم يكتشفون فيه بالتحديد تحقق كلمة الله النهائية القادرة على قلب الموازين من شفاءات وتحرير نساء ورجال كل العصور.



إنّ عبارة "بِشارَة يسوعَ المسيحِ ابنِ الله" لا تشير فقط إلى البشارة الّتي كانت إعلان يسوع المسيح بالأعمال والكلمات، بل أيضاً وقبل كل شيء البشارة الّتي كان يسوع نفسه، بكونه إنساناً، لأنه فيه وفي إنسانيته، يتم تدخل الرب النهائي لصالح شعبه والبشرية، وينكشف وجه الله بالكامل. تصير هذه العبارة أيضًا عنوانًا للإنجيل بحسب مرقس، وبدء لخيط ذهبي يُلخص المسار الكامل الّذي يريده الإنجيلي في كلّ الإصحاحات حتّى يتبعه القارئ ليكتشف حقيقة يسوع وأنه "المسيّا/المسيح" و"ابن الله" هو ذاته الخبر المـُبهج. سنصل إلى ذروة الهدف المرقسي في مسيرة الكشف من خلال إعترافين: الأوّل اعتراف بطرس (راج مر 8: 29)؛ والاعتراف الثاني بالإيمان سيصل عند أقدام الصليب نسمعه على شفاه قائد المئة الوثني (راج مر 15: 39). إن بشارة مرقس بأكملها هي عبارة عن رحلة بحث عن هذا "الإنجيل" أيّ هذا "الخبر السارة".





4. نداء بالإستقامة (مر 1: 1-8)



بعد كشف البشرى الـمُفرحة يقدم الإنجيلي شخصية المعمدان مرتديًا زي الأنبياء، هو بمثابة حلقة الوصل بين رسالة اشعيا ورّوح الإنجيل الـمُعلن بحسب مرقس 1:1. يُشار إلى المعمدان بكلمات اشعيا فهو الـ «صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ وَاجعَلوا سُبُلَه قَويمة [...] يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا» (مر1: 2- 4). في صورة يوحنّا ورسالته، يبدو الأمر كما لو كان يُعلن أنّ هذا "الإنجيل" الـمُعلن عنه والمنتظر في العهد الأول يُعترف به ويُقبل الآن وهو مُتجسد في مَن يعمد بالروح القدس. لذلك يصبح يوحنّا نموذجًا لرجل المجيء الذي يعرف كيف ينادي الجميع بالإستقامة من خلال "تمهيد الطريق" لمجيء إنجيل الله. يوجه المعمدان كلماته لي ولك، نحن الّذين ننتظر تجسد الخبر السَّار بحياتنا.





الخلّاصة



تحيطنا الكثير من النداءت في عالمنا اليّوم. وبعد أن أصغينا لنداء اليقظة بالمقال السابق، يأتي النداء الثاني داعيًا إيانا للإستقامة. ونودّ ان نُسلّط الضوء على الكلمات الختاميّة لكلّا الكاتبين. يشير اشعيا لدور الرّبّ الراعي حينما يرافق الحمل الّذي وُلدَّ حديثا وأمّه الّتي تسير ببطء بسبب ثقلّ صدرها باللبن بعد ولادة حملها قائلاً: «يَرْعى قَطيعَه كالرَّاعي يَجمَعُ الحُمْلانَ بِذِراعِه ويَحمِلُها في حِضنِه ويَسوقُ المُرضِعاتِ رُوَيداً» (اش 40: 11). فهو يقودنا حينما نستجيب لندائه باستقامة حياتنا وعلاقتنا به. نسمع صوت المعمدان يدعونا للإستقامة قائلاً: «يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. [...] هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس"» (مر1: 7-8). فهلا نستجيب بالذهاب نحو مَن يجعل حياتنا مستقيمة برّوحه القدوس وهو سيأتي خصيصًا ليًقوّيم إعوجاجنا.



يمكننا اليّوم أنّ نتسأل ماذا فعلنا بهذه الكلمة الّتي تحمل لقلوبنا خبر سّار؟ عاش شعب إسرائيل تجربة قوية مع الرّبّ وتمّ تقوّيمه بتدخله وأدرك في رسالة التعزيّة إنجيلاً له، فهل يمكننا أن نقول اليوم إننا ننتظر "مجيء الله" بنفس الحماس؟ إن زمن المجيء يعيد كلمة "الإنجيل" إلى مركز حياتنا ويدعونا للإستجابة بالإستقامة من كلّ إعوجاج حلّ بنا. زمن المجيء "يبشر" عصرنا، زمن كل رجل وامرأة، مُعلنًا أنّ هناك مّن ينتظرنا وأنّ هويّة هذا الشخص هي إنجيلاً لنا أي خبراً مبهج لحياتنا. يذكرنا زمن المجيء أننا كمسيحيين لسنا مَن ننتظر بخوف وحزن هذا المجئ الـمُفرح، بل نعرف أنّ زّمننا هو حارس البشرى السارة، يُخّمره الله من الداخل ويخلق الحداثة حيث يبدو كل شيء مستقيم بكلمته. مدعوين بالحرص بأمانة على هذه الكلمة الجديدة الّتي نطق بها الله في المسيح يسوع لتحرير الإنسان من كل مخاوفه الّتي تجعله معوجًا. نحن مسؤولون عن بث الخبر السّار، متى إستجبنا لنداء الإستقامة.



دُمتم مستقيميّن. زمن مجيء مبارك.

 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 159789 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




دعوة للتقوّيم (اش 40: 1-11)



في هذا المقطع الأوّل من نبؤة إشعيا (40: 1– 11) والمأخوذ من الجزء الثاني للنبي يساعدنا على فهم كيف أن لفظ الإنجيل هو في الواقع محور مقالنا لهذا الأسبوع الثاني من زمن المجيء. حيث يظهر في عنصرين: الأوّل نجده حينما يفتتح كتاب التعزيّة (اش 40 - 55) بتعبير متميز يحمل فيه الرّبّ عزاء وخلاص لشعبه، الّذي يعاني محنة السبي، قائلاً: «أَعَزُّوا عَزُّوا شَعْبي يَقولُ إِلهُكم خاطِبوا قَلبَ أُورَشَليم ونادوها بأَن قد تَمَّ تجَنُّدُها وكُفِّر إِثمُها ونالَت مِن يَدِ الرَّبِّ ضِعفَينِ عن جَميعِ خَطاياها» (40: 1-2). فترة السبي بمثابة فترة إستقام فيها الشعب وعاد للرّبّ إذ تاب عن أثامه وهنا يأتي الغفران وهه هي البشرى السّارة الّتي يحملها النبي في كلماته الّتي تكشف عن النهوض والبدء من جديد كشعب ينتمي للرّبّ. أما العنصر الثاني فيظهر في النداء النبويّ قائلاً: «أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَ إِلهِنا في الصَّحْراءِ قَويمة. كُلُّ وادٍ يَرتَفعِ وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يَنخَفِض والمُنعَرِجُ يُقَوَّم ووَعرُ الطَّريقِ يَصيرُ سَهلاَّ ويَتَجَلَّى مَجدُ الرَبِّ ويُعايِنُه كُلُّ بَشَر لِأَنَّ فَمَ الرَّبِّ قد تَكَلَّم» (40: 3-5). هذه الكلمات ما هي إلّا نداء من جديد يدعونا للتأمل أمام المجد الإلهي الّذي يتجلى أمامنا من خلال كلمته الّتي تُقوّم كل ما هو متعرج، أيّ من خلال إستقامة العلاقة مع الرّبّ.
 
قديم 08 - 05 - 2024, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 159790 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,220,624

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




بُشرى الإنجيل (اش 40: 6-11)



يظهر لفظ الإنجيل مرتين بالنص وهو ما يعني تبشير بالنص النبوي. أصبح مصطلح إنجيل مصطلحًا تقنيًا للإشارة إلى تدخّل الله الخلاصي لصالح شعبه إسرائيل، وهو الحدث المنتظر والمرجى والمستدعى. العهد الأول بأكمله يتميز بانتظار الإنجيل وهو يكمن في كلمة جديدة تنطق من فاه الرّبّ وتعلن حضوره. يُعلن النبي اشعيا عن قدوم مُبشرين يحمل رسالة مُبهجة لشعب منفي ومحبط. الآن يبدأ تجسيد النداء بالإستقامة لأن هناك رسل تحمل البشرى الجميلة، ويشهدون بأنّه على الرغم من الضعف الّذي يشعر به الإنسان في نفسه ومن حوله، إلا أن كلمة إلهنا تبقى دائمًا حية وحاضرة (راج اش 40: 7- 8). هذه الكلمة الّتي تُجسد محتوى الإنجيل فهي أساس مؤكد يمكن بناء المستقبل الشعب عليه. وهذا ما نراه كيف يتجسد بالعهد الثاني بحسب مرقس!



يقدم اشعيا، من خلال إفتتاحيّة كتاب التعزيّة، الّذي يُخاطب فيه مسبيين بني إسرائيل ببابل، حاملاً إعلانًا للتعزية ونداء بالإستقامة. لفظ التعزية في الكتاب المقدس ليس مرادف لـقرب أو لدعم بسيط في وقت الألم، بل إعلان لإنقلاب الوضع المـُعاش. عندما يعزي الله، يُغيّر مصير شعبه للأفضل. إن ما دُعي النبي إلى إعلانه للشعب المضطهد في المنفى هو حمل الخبر السَّار أيّ الإنجيل. يحث النص على أن يكون النبي ذاته، ويطلق عليه حرفيًا، المبشر بالتحرير. هذا هو الخبر السَّار، الإنجيل، فيو يتمثل في حقيقة أن الله يأتي بقوة ليرشد شعبه ويخرجه من وضعه القمعي. ولكن لا بد من إعداد طريق في الصحراء ليأتي الله ويظهر مجده فهل هناك قلب يصغي لندائه بالإستقامة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024