منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

القديس متى وإنجيله

الإنجيل للقديس متى يعد أكثر الأناجيل الأربعة استخدامًا وانتشارًا فى الكنيسة منذ لحظة تدوينه بالروح القدس وحتى الآن فقد اقتبس منه واستشهد به جميع آباء الكنيسة وكتابها فى القرن الأول والثانى وحتى اليوم.

1- القديس متى الرسول:

القديس متى الرسول هو أحد تلاميذ المسيح الأثنى عشر ورسوله لحمل الأخبار السارة إلى العالم سواء شفاهة أو مكتوبة. وهو فى الأصل عشار أو جامع ضرائب فى كفر ناحوم التابعة لهيرودس أنتيباس رئيس الربع، وقد دعاه السيد المسيح من عند مكان الجباية "وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنسانًا جالسًا عند مكان الجباية أسمه متى فقال له أتبعنى. فقام وتبعه (1)".

ويدل اتباعه للمسيح بعد عودته مباشرة وتركه لوظيفته التى كانت تدر عليه دخلًا كبيرًا على أنه رجل صاحب قرار وقادر على التضحية. ويذكره كل من القديسين مرقس ولوقا بأسمه الآخر "لاوى"، "وفيما هو مجتاز رأى لاوى بن حلفى جالسًا عند مكان الجباية. فقال له اتبعنى. فقام وتبعه (2)". وصنع للسيد وليمة عظيمة حضرها جمع كبير من أصدقائه القدامى من العشارين والخطاة (3) ودع بها حياته القديمة، وصار تابعًا للمسيح وتلميذًا له. وتدل وظيفته والوليمة التى صنعها للرب على المكانة الاجتماعية التى كانت له. وقد كان بحكم وظيفته يجيد اللغة اللاتينية، لغة السجلات الرومانية، واللغة اليونانية، لغة التخاطب مع الأجانب، خاصة من الرومان واليونانيين، كما كان كيهودى يجيد العبرية لغة أسفار العهد القديم واللغة الآرامية لغة التخاطب اليومى فى فلسطين. . وقد أهله كل ذلك، إلى جانب كونه شاهد عيان وتلميذ للمسيح، وأعده لجمع وتدوين الإنجيل وكتابته، بعد ذلك، باللغة اليونانية والروح العبرية والفكر والإيمان المسيحى والترتيب الموضوعى.

ويذكر فى الأناجيل الثلاثة الأولى وسفر الأعمال فى قوائم التلاميذ الأربع باسم متى (4)، ويذكر المؤرخون إنه بشر فى اليهودية وبلاد فارس وبارثيا (5).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

القديس متى هو كاتب الأنجيل الأول



كاتب الإنجيل الأول (جامعه ومدونه بالروح القدس):

أجمعت الكنيسة منذ البدء على أن كاتب الإنجيل الأول ومدونه بالروح القدس هو القديس متى الرسول تلميذ المسيح وهذا ما يؤكده جميع آباء الكنيسة بدون إستثناء. كما تبرهن نصوص وآيات الإنجيل نفسه على أن كاتبه أحد تلاميذ المسيح الاثنى عشر، وشاهد عيان لأعماله وأقواله.

1)- الدليل الخارجى على أن الكاتب هو القديس متى:


أجمع آباء الكنيسة وعلمائها فى نهاية القرن الأول وبداية القرن الثانى الذين كانوا تلاميذ وشهود عيان وخلفاء الرسل على أن الإنجيل الأول قد جمعه ودونه وكتبه بالروح القدس القديس متى تلميذ المسيح ورسوله وأحد الأثنى عشر. كما أجمع على ذلك جميع الآباء الذين استلموا التسليم الرسولى والإنجيل المكتوب من خلفاء تلاميذ الرسل، فى القرون الأولى للميلاد. فقد اقتبس منه واستشهد به جميع هؤلاء الآباء، فقد اقتبس منه إكليمندس الرومانى فى رسالته (2:13، 8:46)، وكذلك أغناطيوس الأنطاكى فى رسائله السبع، ويقتبس منه كاتب رسالة برنابا (14:22) ويقدم هذا الاقتباس بصيغة "مكتوب" والتى تعنى "كتاب مقدس وموحى به"، كذلك يقتبس منه كاتب الدياديكية (3:1-5) وأيضًا بوليكاربوس، وكان هذا الإنجيل هو المصدر الرئيسى الذى أخذ منه يوستينوس الشهيد معلوماته عن أقوال السيد المسيح وأعماله، وقد ضمه تاتيان تلميذ يوستينوس فى كتابه الدياتسرون، وقد بنيت الرسالة المعروفة بالرسالة الثانية لإكليمندس فى مجموعة أقوالها بالدرجة الأولى على هذا الإنجيل، كما استخدم آياته وأقواله ونصوصه كثيرًا الكاتب الفالنتينى بتولمى Potmy فى رسالته إلى فلورا فى منتصف القرن الثانى.

وقد ذكر كاتب هذا الإنجيل بالاسم بابياس أسقف هيرابوليس وسامع القديس يوحنا الرسول وجامع التقليد والأقوال عن الذين استمعوا للرسل وقال أن القديس متى "كتب الأقوال باللغة العبرانية"، وذكر فى الترجمة اللاتينية القديمة والسريانية البسيطة وكذلك إيريناؤس أسقف ليون الذى قال "نشر متى إنجيلًا" وترتليان الذي أكد ذلك أيضًا، وأوريجانوس الذى قال أن "أول الأناجيل الأربعة التى لم تقبل كنيسة الله سواها، بدون أي نزاع، كتبه متى الذى كان عشارًا ولكنه فيما بعد صار رسولًا ليسوع المسيح" ويوسابيوس القيصرى المؤرخ الكنسى واسع الإطلاع إذ قال "لأن متى الذى كرز أولًا للعبرانيين كتب إنجيله بلغته الوطنية"، والقديس أثناسيوس الرسولى الذى تجمع على قانونه جميع الكنائس فى كل أركان الأرض والذى قال "الأناجيل الأربعة هى التى بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا".

وهكذا تُجمع الكنيسة الأولى على أن كاتب الإنجيل الأول هو القديس متى الرسول. . وهذا البرهان يجب أن يوضع فوق كل اعتبار لأنه من غير المعقول أن تكون الكنيسة الأولى التى تسلمته بنفسها من هذا القديس نفسه غير واثقة فيما تسلمته. وهذا البرهان الخارجى يؤكده البرهان الداخلى أيضًا.

2)- الدليل الداخلى:

تبدو لنا من القراءة الأولى لهذا الإنجيل سماته اليهودية واضحة العيان، كما يبدو لنا قدم تدوينه وأن كاتبه يهودى مسيحى من تلاميذ المسيح وشهوده، شهود العيان، الذين عاشوا فى الجليل وتجولوا فى بقية المدن اليهودية فى فلسطين التى كان يعرف أماكنها وجغرافيتها وعاداتها وتقاليدها، كواحد منها. فيه نرى أورشليم لا تزال باقية، قبل أن يدمرها الرومان سنة 70م مما يدل على أن الإنجيل قد كُتب قبل ذلك بكثير، فنرى مبانيها السياسية والدينية ما تزال قائمة ونرى الكهنة والكتبة والفريسيين يتجولون فيها، ونرى عمل الكهنوت والذبائح، وإن كان ظلال نبؤات السيد المسيح عن دمار المدينة وزوال الهيكل الوشيكة الوقوع تخيم على الموضوع، فيسجل أقوال السيد عن "أورشليم مدينة الملك العظيم (6)" وتقديم القربان "على المذبح (7)" والحلف "بالهيكل (8)" و"المكان المقدس (9)" وتلميحه لخراب أورشليم عند ذكر نبؤة السيد عن ذلك بقوله "ليفهم القارئ (10)". وهذا الإنجيل وحده الذى يسجل أقوال السيد المسيح عن الناموس "ما جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل (11)" وعن بدء رسالته أولًا بخراف بيت إسرائيل الضالة (12). كما يسجل أقوال السيد عن جلوس الكتبة والفريسيين على كرسى موسى وحفظ وصاياهم، وكذلك حديثه عن إتمام وصايا موسى (13)، وكذلك أيضا إلتزام السيد المسيح بدفع ضريبة الهيكل مثل سائر اليهود (14)، وافتراض أن يصوم التلاميذ ويحفظوا السبت كيهود وأن يقدموا تقدمات حسب التقليد اليهودى (15).

ويؤكد دائمًا من اختياره وتدوينه لآيات معينة ومواقف معينة للسيد المسيح إنه يهودى مسيحى من تلاميذ المسيح وقد كتب لليهود وللمنتصرين من اليهود وليبرهن لهم أن يسوع الناصرى هو النسل الآتى والمسيح الموعود نسل المرأة ونسل إبراهيم وإسحق ويعقوب ووريث عرش داود، فيسجل نسبه من إبراهيم وداود "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم (16)" ويقسم سلسلة هذا النسب من إبراهيم إلى المسيح بأسلوب ربانى يهودى فى ثلاث حلقات وكل حلقة من أربعة عشر جيلًا "فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلًا. ومن داود إلى سبي بابل أربعة عشر جيلًا. ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشرًا جيلًا (17)". ويركز على تسجيل نبؤات أنبياء العهد القديم عن السيد المسيح ويطبقها على مواقف حياته وأعماله المختلفة كميلاده من عذراء (18) وفى بيت لحم (19) ودخوله أورشليم الأخير (20)، واستخدم صيغ "لكى يتم" و"حينئذ تم" و"لكى تكمل الكتب" 12 مرة (21) فى حين استخدمها القديس مرقس مرة واحدة".

ويبرهن القديس متى دائمًا على أن هذا الإنجيل هو حلقة الوصل بين العهد القديم، الذى اقتبس منه وأستشهد بآياته حوالى أربعين مرة، والعهد الجديد الذى هو الاستمرار الطبيعى له.

كما سجل الأحداث التى جاء فيها ذكر المسيح كملك اليهود، مثل مجيئ المجوس من المشرق والسجود له كملك اليهود (23) ودخوله أورشليم الأخير كملك اليهود (24) ومتمم لما تنبأ به عنه زكريا النبى (25)، وهروبه إلى مصر فى طفولته عند اضطهاد هيرودس له، كملك اليهود، ولجؤه إلى مصر التى كانت ملجأ ومكان عبودية إسرائيل فى القديم، وعودته منها، وهو بذلك يتمم تاريخ إسرائيل ويؤكد ذلك القديس متى باستخدامه قول هوشع النبى عن خروج إسرائيل من مصر كنبؤة عن لجوءالمسيح إليها وعودته منها "لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل من مصر دعوت ابنى (26)". ويظهر يوحنا المعمدان فى بداية الإنجيل كمكمل لرسالة النبؤة وأنبياء العهد القديم فى إعداد الطريق للمسيح الذى يبدأ رسالته العامة بعد المعمودية والتجربة على الجبل بالموعظة على الجبل التى تطابق الشريعة التى استلمها موسى من الله على جبل سيناء. وتحتوى هذه الموعظة على الناموس الجوهرى لملكوت المسيح، ويدور محورها ومحور الإنجيل أيضا على أن المسيح هو الذى جاء متممًا ومكملًا للناموس والأنبياء ولكن فى صورة جديدة وعهد جديد مبنى على الروحيات والسماويات وتقديم المسيح لذاته وخالى من تقاليد الشيوخ ومفاهيمهم الحرفية الجافة.

كما يُسجل الإنجيل كون المسيح قد جاء كأعظم نبى وملك وكاهن إلى جانب كونه كلمة الله المتجسد، والمسيح المنتظر "أنت المسيح ابن الله الحى (27)".

ويستخدم نفس تعبيرات اليهود دون أن يحاول تفسيرها، مما يدل على أنه من أصل يهودى ويكتب لليهود وللمسيحيين من أصل يهودى، فيسجل قول السيد عن "مدن إسرائيل (28)" وحديث الناس وتعجبهم لأعماله وقولهم "لم يظهر قط مثل هذا فى إسرائيل (29)" وإرسال السيد لتلاميذه إلى "خراف بيت إسرائيل الضالة (30)" وتمجيد الشعب ل "إله إسرائيل (31)"، ووصف أورشليم بـ"المدينة المقدسة (32)"، والإشارة إلى بنى إسرائيل باعتبارهم "بنو الملكوت (33)". ويستخدم الإنجيل تعبير "ملكوت السموات" مثل بقية اليهود، فى حين تستخدم الأناجيل الثلاثة الأخرى تعبير "ملكوت الله". وبدون كلمات يهودية مثل "راقا (34)" دون أن يترجمها لأنه يكتب لليهود، ولكنه يترجم التعبيرات اليهودية القديمة فقط مثل "عمانوئيل" و"جلجثة" و"إيلى إيلى لم شبقتنى" وذلك لليهود الذين كانوا يعيشون خارج فلسطين. كما لا يفسر اللهجات المحلية كقول الخدم لبطرس "حقًا أنت أيضا منهم فإن لغتك تظهرك (35)". بينما يفسر ذلك القديس مرقس لقرائه غير اليهود بقوله "أنت منهم لأنك جليلى أيضا ولغتك تشبه لغتهم (36)"، ويتكلم عن "أول أيام الفطير (37)" دون تعليق، فى حين يشرح ذلك القديس مرقس "وفى اليوم الأول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح (38)".

ويتكلم أيضا عن العادات اليهودية دون محاولة تفسيرها كشخص عاشها ويكتب لأناس يعيشونها، فى حين آلهتكم الإنجيليين الثلاثة الآخرين كانوا يفسرونها، وعلى سبيل المثال فعندما يدون الحديث عن الأكل بأيدى غير مغسولة ينقل قول شيوخ اليهود للمسيح "لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ. فأنهم لا يغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزًا (39)"، وذلك دون تفسير أو تعليق فى حين يقول القديس مرقس "ولما رأوا بعضًا من تلاميذه يأكلون خبزًا بأيد دنسة أي غير مغسولة لاموا. لأن الفريسيين وكل اليهود إن لم يغسلوا أيديهم باعتناء لا يأكلون. متمسكين بتقليد الشيوخ. ومن السوق إن لم يغسلوا لا يأكلون. وأشياء أخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس وأباريق وآنية نحاس وأسرة (40)". فهو يشرح لأناس أمور لا يعرفونها.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

عالمية إنجيل متى




وإلى جانب تركيز القديس متى على تسجيل أقوال السيد المسيح التى تميل إلى القومية كمحور أمال إسرائيل، فهو يدون أيضا وبغزارة أقوال السيد وتعاليمه عن عالمية وكونية الإنجيل والمدى غير المحدود لرسالته باعتباره مسيح العالم كله، مسيح الكون كله، فيذكر مجيئ المجوس من المشرق كباكورة الأمم ليسجدوا له ويقدموا له البيعة، ولجوء المسيح إلى مصر عند اضطهاد هيرودس له، ويذكر توبيخ المسيح لشيوخ اليهود وإعلانه طردهم من الملكوت ودخول الأمم فيه، ويمدح غيمان قائد المئة الأممى الذى فاق فى إيمانه بنى إسرائيل "الحق أقول لكم لم أجد ولا فى إسرائيل إيمانًا بمقدار هذا"، ثم يضيف "وأقول لكم أن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب فى ملكوت السموات أما بنو الملكوت فيطرحون إلى الظلمة الخارجية (41)" وفى مثل الكرامين الذين قتلوا المرسلين إليهم يوبخ اليهود على جلدهم ورجمهم وقتلهم للأنبياء وللرسل الذين أرسلوا إليهم بقوله "إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمه تعمل إثماره" (42). ويذكر رفض اليهود للسيد فى الجليل واليهودية ومحاولاتهم المتكررة لقتله وإنذار السيد لهم وتحذيرهم، بل وتفوق بعض الأمم عليهم فى الإيمان "رجال نينوى سيقومون فى الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا. ملكة التيمن ستقوم فى الدين على هذا الجيل وتدينه. لأنها أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمه سليمان. وهوذا أعظم من سليمان ههنا" (43).

كما يسجل ويلات السيد لقاده وشيوخ إسرائيل "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المرأوون لأنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس.." (44) إلى آخر سلسلة الويلات التى صبها عليهم بسبب انحرافهم عن طريق الملكوت ورفضهم له، والتى وصلت الذروة بإعلانه عقابهم على أعمالهم الشريرة وأنباؤه لهم بخراب أورشليم، مدينتهم المقدسة، الوشيك "يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة أفراخها تحت جناحيها ولم تريدوا هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا" (45). . ثم يذكر ويلات السيد على المدن التى صنع فيها أكثر قواته ولم تتب "ويل لك يا كورزين. ويل لك يا بيت صيدا. لأنه لو صنعت فى صور وصيدا القوات المصنوعة فيكما لتابتا قديمًا فى المسوح والرماد.. وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء ستهبطين إلى الهاوية. لأنه لو صنعت فى سدوم القوات المصنوعة فيك لبقيت إلى اليوم" (46).
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:09 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

أهم مخطوطات الإنجيل للقديس متى:

كان الإنجيل للقديس متى هو أكثر الأناجيل الثلاثة الأولى استخداما وانتشارا فى الكنيسة الأولى ويرجع أقدم اقتباس منه لسنة 95م كما يرجع استخدامه الكنسى لما قبل سنة 70م، أما أقدم مخطوطاته فترجع لسنة 200م ويوجد له فى المتاحف أكثر من ألفى مخطوطة. وفيما يلى أهم مخطوطاته:

ا- بردية ب64 وبردية ب67 وترجعان لسنة 200م وتضمان أعدادًا من متى 3،5و26، والبردية ب77 وترجع للقرن الثالث وتحتوى على (متى 30:23_39).

ب- بردية ب45 وترجع لسنة 220م وتحتوى على أجزاء كبيرة من الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل، والجزء الخاص بالقديس متى يحتوى على (متى 24:20_32، 13_19، 41:25_39:26)، والبرديات ب1، ب37، ب53، ب70 ويرجعون للقرن الثالث.

ج- وهناك ست برديات من القرن الرابع هم ب19، ب21، ب25، ب62، ب71، ب86، وهناك خمس مخطوطات بالخط البوصى (058، 160.، 231.، 242.) إلى جانب أهم وأقدم مخطوطتين تضمان كل أسفار الكتاب المقدس وهما المخطوطة (ألف عبرى) السينائية والتى ترجع لسنة 340/ والمخطوطة (B) الفاتيكانية والتى ترجع لما بين سنة 325 و 350م. وإلى جانب هؤلاء يوجد أكثر من ألفى مخطوطة من عصور مختلفة.


كيف كُتِبَ الإنجيل؟ وكيف وصل إلينا؟
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

القديس مرقس وإنجيله



حياة القديس مرقس الرسول:

اسمه الأصلى يوحنا أو يوحنان ويعنى "يهوه يوحنان"، "الرب حنان" ولقبه أو أسمه الرومانى "مرقس" ويعنى "مطرقة ذات رأس خشبية"، وأول ما ذكر، ذكر فى سفر الأعمال ب "يوحنا الملقب مرقس (53)"، وفيما بعد ساد لقب مرقس وأصبح يدعى به وحده.

ونعرف من سفر الأعمال أن منزل والدته "مريم أم يوحنا الملقب مرقس (53)" كان مقرًا لاجتماع الرسل فى أورشليم، وكان المؤمنون مجتمعين فيه للصلاة وقت سجن بطرس "فكان بطرس محروسًا فى السجن. أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله" (54) وبعد خروجه من السجن (سنة 44م) فى تلك الليلة جاء بطرس "وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون" (55). وقد أجمع أكثر العلماء والدارسون والمؤرخون على أن هذا البيت كان هو البيت الذى تنازل فيه السيد المسيح الفصح مع تلاميذه والعلية التى كان يجتمع فيها الرسل فى أورشليم قبل صعود السيد وبعد صعوده والتى حل فيها الروح القدس على التلاميذ (56)، وكان أول كنيسة فى العالم، أو كما تقول دائرة المعارف البريطانية فى طبعتها الحادية عشر أن بيت مرقس كان مركزًا للحياة المسيحية فى أورشليم (57).



ويؤكد جميع الدارسين أن القديس مرقس كان هو الشاب الذى تبع السيد ليلة القبض عليه والذى كان "لابسًا إزرارًا على عريه فأمسكه الشبان. فترك الأزرار وهرب منهم عريانًا" (58). فهو وحده الذى يذكر هذا الحدث، ولو لم يكن لهذا الحدث قيمه بالنسبة له لما ذكره. ويقول أحد العلماء ويدعى Lange أن والدته كانت تمتلك بستان جثسيمانى أو منزل قريب منه. كما يؤكد بعض الأباء مثل أوريجانوس وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص ويجمع جميع مؤرخى الكنيسة القبطية فى كل العصور على أن القديس مرقس كان أحد السبعون رسولًا الذين عينهم الرب "وأرسلهم الرب أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة أو موضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتى" (59). ومن ثم تلقبه ب "ناظر الإله الإنجيلى" باعتباره أحد الذين شاهدوا الرب وسمعوه، أحد شهود العيان.

وأول ما يذكر القديس بأسمه يذكر كأبن للسيدة التى كان بيتها مقرًا لاجتماع السيد المسيح وتلاميذه ورسله فى أورشليم، والتى كانت أيضًا إحدى المريمات تلميذات الرب (60). ثم يذكر بعد ذلك مع خاله برنابا وبولس الرسول (شاول) اللذان أخذاه معهما للكرازة (61) (سنة 49م) وكان معهما فى سلاميس ولكنه "فارقهم ورجع من بمفيلية" (63) إلى أورشليم" (64).

وفى سنه 51م رفض بولس الرسول أن يذهب معهما مرقس فى رحلتهما التالية بسبب تركه لهم "من بمفيلية"، فأخذه خاله برنابا وذهبا إلى قبرص بعد أن انفصلا عن بولس الرسول (65). . ولكن فى سنه 63م وبعد ذلك بحوالى 12سنه يتكلم عنه القديس بولس كالعامل معه فى حقل الكرازة ويوصى به أهل كولوسى "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معى ومرقس أبن أخت برنابا الذى أخذتم لأجله وصايا.. أن أتى إليكم فاقبلوه" (66). وفى سنه 67 وقبل استشهاد القديس بولس يستدعيه مع تيموثاؤس لحاجته إليه للعمل فى حقل الكرازة بروما، فيقول لتلميذه تيموثاؤس "خذ مرقس وأحضر معك لأنه نافع لى للخدمة" (67). وهذا يدل على أن القديس مرقس كرز فى اليهودية وفى قبرص وإنطاكية وبمفيلية فى آسيا الصغرى وفى كولوسى وروما، ويذكره القديس بولس ضمن العاملين معه فى روما "ومرقس وأرسترخُس وديماس ولوقا العاملون معى" (68).

ثم يدعوه القديس بطرس فى رسالته الأولى إلى "المغتربين من شتات بنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينينة" (69) بأبنه "تسلم عليكم التى فى بابل المختارة معكم ومرقس ابنى" (70) مما يوحى بأنه كرز معه فى هذه البلاد.

كرز القديس مع خاله برنابا وبولس الرسول، كما كرز مع القديس بولس والقديس بطرس بعد ذلك فى بلاد كثيرة وأشترك معهما فى تأسيس كنيسة روما ثم ذهب بعد ذلك للكرازة فى الخمس مدن الغربية بليبيا ومنها ذهب للكرازة فى الإسكندرية حوالى سنة 61م ونشر الإيمان بناء على طلبه سنة 67م. وبعد استشهاد القديس بطرس والقديس بولس عاد ثانيه إلى الإسكندرية حتى أستشهد فيها حوالى سنة 68م.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

علاقة مرقس ببطرس وبقية الرسل




كان القديس، كما أوضحنا أعلاه، أحد شهود العيان الذين شاهدوا السيد المسيح واستمعوا إليه واتبعوه أثناء تجسده سواء كأحد الرسل السبعين، أو على الأقل عندما كان السيد يذهب إلى أورشليم وعندما تناول السيد الفصح مع تلاميذه فى منزل والدته كما كان قريب من السيد فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه وبلا شك فقد تابع أحداث المحاكمة والصلب والدفن من بعيد، كما رأى السيد بعد قيامته فى ظهوراته العديدة للتلاميذ فى أورشليم والتى كان يجتمع فيها التلاميذ والرسل قبل الصعود وبعد الصعود. كما كانت أمه إحدى المريمات تلميذات الرب وكان القديس بطرس أحد أقاربه.

وكانت لدى القديس مرقس ميزة ثانية لمعرفة المزيد عما قاله وعمله السيد المسيح وهى اجتماع جميع الرسل، شهود العيان فى منزل والدته ولسنوات طويلة. وبلا شك فقد استمع منهم جميعًا، كأفراد أو كجماعات، سواء فى جلساتهم الخاصة فى منزل والدته أو فى عظاتهم وكرازتهم العامة للجموع أو فى تعليمهم للمنضمين حديثًا للإيمان، وعرف منهم أحداث كثيرة وتفاصيل كثيرة.

وكانت لديه أيضا ميزة ثالثة وهى الاستماع لبطرس ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخيه وهم الثلاثة المتقدمون فى التلاميذ والذين كانوا قريبين جدًا من السيد المسيح وقد أخذهم معه وقربهم منه فى أخص المواقف، فقد كانوا معه عند إقامة ابنة يايرس (71) وأخذهم معه على جبل التجلى وأراهم مجده (72) وكانوا أقرب التلاميذ إليه فى بستان جثسيمانى وقت القبض عليه. وبعد استشهاد يعقوب ابن زبدى، كان يعقوب أخو الرب مع بطرس ويوحنا فى أورشليم وكانوا معتبرين أنهم أعمدة (74)، وكان لدى القديس مرقس الفرصة أيضا ليعرف المزيد من يعقوب أخى الرب.

كما أعطته الكرازة مع خاله برنابا والقديس بولس، ثم مع القديس بولس بعد وفاة خاله برنابا فى قبرص ميزة رابعة، فقد كان القديس بولس أيضا شاهد عيان للرب بعد صعوده وأستلم منه الإعلان مباشرة. وأخيرًا فقد كانت كرازته مع القديس بطرس فى روما وغيرها ميزة خامسة. فقد عرف منه الكثير مما يختص به وحده ومما يختص به مع يعقوب ويوحنا ابن زبدى. ومن ثم فقد دون أحداث إقامة ابنة يايرس وتفاصيل التجلى وصلاة المسيح فى البستان بكل دقة، كما ذكر حادث إنكار بطرس للسيد ثلاث مرات بكل دقة وتفصيل كما تسلمها من القديس بطرس وسجلها كروايات شاهد عيان.

وهكذا دون القديس مرقس أعمال السيد وتعاليمه بتفصيل دقيق وحيوى ورائع كما شاهدها بنفسه وكما تسلمها من بقية التلاميذ والرسل شهود العيان.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

إنجيل مرقس شاهد عيان




دون القديس مرقس أحداث ومواقف وأعمال السيد المسيح تسجيلًا دقيقًا أهتم فيه بكل التفصيلات والأمور الدقيقة جدًا، وسجل ملحوظات دقيقة لكل موقف وأهتم بذكر انطباعات الناس وتصرفاتهم ومشاعرهم فى كل المواقف، وكذلك سجل بدون تردد مشاعر التلاميذ وحيرتهم فى بعض المواقف وعدم إدراكهم لأمور كثيرة. كما سجل تصرفات السيد وتحركاته ودون كل التفاصيل كما حدثت وكأنه كان يسجلها فى مذكراته لحظة حدوثها مباشرة. فيقول عن تأثير تعليمه على الجموع وعلى تلاميذه "فتحيروا كلهم (75)"، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه (76)"، "فتحير التلاميذ من كلامه (77)"، "فبهتوا إلى الغاية (78)"، "وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون (79)".

ويقول عن تأثير أعماله على الناس "بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط (80)"، "فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا … فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه (81)"، وبعد مشيه على الماء يقول "فبهتوا وتحيروا فى أنفسهم جدًا إلى الغاية (82)". ويصف تزاحم الجماهير الغفيرة على السيد المسيح سواء لنول الشفاء "حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء (83)"، "فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسنى (84)"، أو للاستماع إلى تعليمه "فأجتمع أيضا جمع حتى لم يقدروا أولًا على أكل خبز (85)"، "وكان الجمع جالسًا حوله (86)"، "فأجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض (87)"، "ولما أجتاز يسوع فى السفينة إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير (88)"، "فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلًا، لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل (89)".

ويصف آلام السيد المسيح وعواطفه ومشاعره كإنسان "فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعى لها (90)"، "وتعجب من عدم إيمانهم (91)"، "فنظر حوله بغضب حزينًا على غلاظة قلوبهم"، "فتنهد بروحه (93)"، "ولما رأى يسوع ذلك أغتاظ (94)"، كما وصف نظراته وإشاراته وحركاته "فتقدم وأقامها ماسكًا بيدها فتركتها الحمى حالًا وصارت تخدمهم (95)"، "وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت صحيحة كالأخرى (96)"، "فنظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمى وأخوتى (97)"، "وكان ينظر حوله ليرى التى فعلت هذا (98)"، "فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه فى أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا. أي انفتح (99)"، "فتنهد بروحه (100)"، "فألتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس (101)"، "فجلس ونادى الاثنى عشر (102)"، "ولما نظر حوله إلى كل شئ (103)"، وذكر نومه "وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائمًا (104)"، وجوعه "وفى البيت لما خرجوا من بيت عنيا جاع (105)". وذكر حبه للأطفال وحملهم على يديه "فأخذ ولدًا وأقامه فى وسطهم ثم احتضنه (106)"، "فأحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم (107)".

ويذكر تفصيلات أخرى كثيرة تختص بالأسماء والأماكن والمواقف لا تذكرها الأناجيل الثلاثة الأخرى، فيقول أن المسيح دخل "بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا (108)"، "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكى يهلكوه (109)"، ويصف ثياب السيد أثناء التجلى بكل دقة "وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (110)". ويذكر أحداث معجزة شفاء بارتماس الأعمى بكل دقة وتفصيل، فيذكر أسمه وصراخه وإسكات الناس له ومناداة السيد له وطرحه لردائه أرضًا وحديث السيد المسيح معه وشفائه (111). وفى معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين يذكر جلوس الجموع بتفصيل دقيق وبديع "فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقًا رفاقًا على العشب الأخضر. فأتكأوا صفوفًا صفوفًا مئة مئة وخمسين خمسين (112)". وذكر أن سمعان الذى حمل الصليب مع المسيح كان "قيروانيًا (113)" وإنه هو "والد الكسندر وروفس" اللذين كانا من التلاميذ المعروفين فى روما (114). ويذكر نوم السيد "على الوسادة (115)" فى السفينة، ووجود رغيف واحد مع التلاميذ فى السفينة (116)، ويحدد بدقة مكان الجحش الذى كان "مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق (117)". ويذكر أسماء البلاد التى جاء منها الجموع للاستماع إلى يسوع والتى ذهب هو إليها "ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتو إليه (118)"، "ثم خرج أيضًا من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل فى وسط حدود المدن العشر (119)". ويحدد المواقع والاتجاهات "ثم خرج أيضا إلى البحر (120)"، "وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاسًا فى الخزانة (121)"، "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل (122)"، "وخرج (بطرس) خارجًا إلى الدهليز (123)"، "ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله (124)".

وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله "وكان مع الوحوش (125)" عن السيد المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، "وكشفوا السقف (126)" الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل "لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد يذلله. وكان دائمًا ليلًا ونهارًا فى الجبال وفى القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة (127)".

هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل.



إنجيل مرقص وشهادة الآباء




الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذى ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال السيد المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوى كما جاء فى كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلى شهادتهم عنه:


(1) – بابياس: "إن مرقس إذ كان هو اللسان الناطق لبطرس كتب بدقه، ولو من غير ترتيب، كل ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله.. ولذلك لم يرتكب أي خطأ إذ كتب –على هذا الوجه- ما تذكره. لأنه كان يحرص على أمر واحد: إن لا يحذف شيئًا مما سمعه، وأن لا يقرر أي شئ خطأ".

(2) – يوستينوس الشهيد: "وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب فى مذكراته أيضًا أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابنى زبدى، أسم بوانرجس، أي ابنى الرعد.." (128). وهذا اللقب لم يذكر ألا فى الإنجيل للقديس مرقس (17:3) فقط.

(3) وقد ضم تاتيان السورى وتلميذ يوستينوس الإنجيل بالكامل فى كتابه الدياتسرون، أما الوثيقة الموراتورية فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل فى سطر واحد هو الذى تبقى مما ذكرته عنه ويقول "الذى فيه كان حاضرًا وهكذا دونه".

(4) إيريناؤس "سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس".

(5) أكليمندس الأسكندرى: "لما كرز بطرس بالكلمة جهارًا فى روما. وأعلن الإنجيل بالروح طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله لأنه لازمه وقتًا طويلًا وكان يتذكرها. وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه".

ولم تخرج شهادة الآباء مثل العلامة أوريجانوس ويوسايبوس القيصرى وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (350 م.) وجيروم عن ذلك كثيرًا بل كلها تدور فى هذا الإطار. ويجمع غالبيتهم على أن القديس مرقس دون الإنجيل فى حياة القديس بطرس أي قبل سنه 67م ولا يخرج عن ذلك سوى إيريناؤس الذى يقول إنه دونه بعد وفاته. ولكن الدليل الداخلى وشهادة العلماء تؤكد إنه كُتب قبل انتقاله بكثير.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

هدف إنجيل مرقس ومكونات تدوينه




كُتب الإنجيل بحسب شهادة الآباء فى روما وبناء على طلب الذين تسلموا الإنجيل الشفوى قبل انتقال القديس بطرس وقبل دمار أورشليم بفترة. وهو يقدم لنا الإنجيل فى أقوى وأقدم صورة ويتشابه بدرجة كبيرة مع عظات القديس بطرس والقديس بولس المدونة فى سفر أعمال الرسل. ويسجل فيه القديس مرقس الأعمال والمعجزات العظيمة التى عملها السيد المسيح ، ويقدم صورة حية لحياته النشطة المتدفقة كابن الله ومخلص العالم. وقد ترك أعمال السيد تعلن عن شخصه الإلهى ولاهوته فسجل الكثير من معجزاته الخارقة مثل مشيه على الماء وتهدئته للعاصفة بكلمة الأمر الإلهى "فقام وأنتهر الريح وقال للبحر أسكت. إبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" مما جعل من فى السفينة يقفوا فى خوف وذهول شديد أمام شخصه الإلهى "فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا، فأن الريح أيضًا والبحر يطيعانه" (129)، ونازفة الدم التى شفيت بمجرد أن مست ثوبه (130)، وأرتعاب الشياطين أمامه وسجودها له واعترافها بكونه ابن الله. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال مالى ولك يا يسوع ابن الله العلى.. أستحلفك بالله أن لا تعذبنى. لأنه قال له أخرج من الإنسان أيها الروح النجس… فخرجت الأرواح النجسة" (131)، وإشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين (132)، وإشباع أربعة آلاف بسبع خبزات وقليل من صغار السمك (133)، وكانت أكبر معجزاته هى قيامته من الأموات.

وكما قدم المسيح الإلهى صاحب الأعمال الخارقة، قدم أيضا المعلم الإلهى الذى لا مثيل له، الغازى الوحى الذى يخلب العقل الرومانى المادى، قدم المسيح المعلم العظيم الذى بُهتت الجموع من تعاليمه ذات السلطان الإلهى والتى لا مثيل لها بن معلمى البشر. "فُبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (134)، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه. وما هذه الحكمة التى أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه" (135).

ومما يدل أيضًا على إنه كتب للرومان خاصة وللأمم عامه هو عدم إشارته لنبوات العهد القديم إلا نادرًا ولجؤه إلى تفسير عادات اليهود، على عكس القديس متى الذى سجل عادات اليهود وتقاليدهم دون شرح أو إيضاح لأنه كان يكتب لليهود. أما القديس مرقس فقد شرح وفسر عاداتهم فى الأكل بأيدى مغسولة (136)، ووضح معنى اليوم الأول من الفطير بأنه اليوم الذى كانوا يذبحون فيه الفصح (137) وقدم تعريف لعادة إطلاق أسير فى كل عيد (138). كما فسر الكلمات الإجرامية مثل "طلبنا قومى. الذى تفسيره يا صبيه قومى" (139)، "وقال له إفثا. أي انفتح" (140)، "الوى الوى لما شبقتنى_ الذى تفسيره إلهى إلهى لما تركتنى" (141)، "وجعل لهما أسم نوانرجس أي أبنى الرعد" (142)، "موضع جمجمة" (142). وشرح معنى كلمة "الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامه" (144). وعلى العكس من ذلك فلم يفسر الكلمات اللاتينية التى أستخدمها مثل كلمة "دينار- Dunarion" و "قائد المئة- Kenturiwn" (146) و "جزيه- Ktnsos" (147) و "لجئون- Legiwn" (148) و "ريع-Kordantys" (149) و "دار الولاية- Praitwrion" (150)، بل وفى بعض الأحيان ترجم كلمات يونانية إلى ما يقابلها فى اللغة اللاتينية مثل "فلسطين قيمتها ربع- Kordantys" (151).
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

القديس لوقا وإنجيله



الكاتب وشهادة الأباء عنه:

أجمع أباء الكنيسة على أن كاتب الإنجيل الثالث هو القديس لوقا الذى تبع الرسل وتلميذ بولس الرسول. وقد أقتبس منه الأباء واستشهدوا بآياته منذ نهاية القرن الأول، واستخدموه بكثافة أكثر منذ بداية القرن الثانى. ولكن هؤلاء الأباء اقتبسوا واستشهدوا بآيات الإنجيل بأوجهه الأربعة باعتبارها "أقوال الرب" وكلمة الله الموحى بها، والتى استلموها أولًا شفاهة وحفظوها، ثم سلمت لهم مكتوبة بعد ذلك. ولذا فلم يهتموا بذكر مصدر الإنجيل أو السفر الذى اقتبسوا منه أو استشهدوا بآياته لأنها جميعًا تحتوى على "أقوال الرب" وأعماله. ولكن مع ظهور كتب أخرى فى أوساط الهراطقة دُعيت أناجيل ونُسبت لكتابها من الهراطقة أو لبعض الرسل، بدأ أباء الكنيسة يحددون الأناجيل القانونية الموحى بها ويميزونها عن الكتب الأبوكريفية الزائفة. وهكذا ظهرت قوائم بالكتب القانونية الموحى بها وأخذ أباء الكنيسة يدافعون فى كتاباتهم عن الأناجيل والأسفار التى كتبها الرسل بوحى الروح القدس وعن صحتها وقانونيتها. ومن ثم بدأ أباء الكنيسة منذ منتصف القرن الثانى يذكرون الأناجيل بأسماء جامعيها ومدونيها بالروح القدس من الرسل وكذلك بقيه أسفار العهد الجديد.

أما فيما يختص بالإنجيل للقديس لوقا فقد أقتبس منه وأستشهد به أباء الكنيسة وتلاميذ الرسل، كما اقتبس منه يوستينوس الشهيد كثيرًا وذكر نزول قطرات العرق مثل الدم من السيد المسيح عندما كان يصلى فى بستان جثسيمانى، والتى لم تسجل إلا فى هذا الإنجيل فقط. وينسب العلامة الإنجليزى وستكوت 50 إشارة لتاريخ الإنجيل و70 حقيقة خاصة برواية القديس لوقا أدخلها يوستينوس فى حواره مع تريفوا.



كما أقتبس منه إنجيل بطرس الابوكريفى كثيرًا، واستخدمت الرسالة الثانية المنسوبة لأكليمندس كثيرًا من آياته، وضمه تاتيان فى كتابه الرباعي "الدياتسرون". فيقول أحد العلماء ويدعى بلامر "من الثابت إنه فى النصف الثانى من القرن الثانى، كان هذا الإنجيل معترفًا بصحته كسفر موحى به ومن المستحيل إثبات إنه لم يكن معترفًا به من قبل ذلك بكثير". وقال آخر ويدعى بولخر "يتفق القدماء بالإجماع على إن الكاتب هو لوقا تلميذ بولس الذى ذكره فى رسالته إلى فليمون".

ومنذ الربع الأول من القرن الثانى أستخدمه الهراطقة مثل باسيليدس (152) الذى علم فى الإسكندرية حوالى (120م)، وسردوا Cerdo الذى عاش فى بداية القرن الثانى والذى يتكلم عنه ثيودوريت Theoret، ومارسيون (حوالى 140م) الذى أختار هذا الإنجيل فقط من الأناجيل الأربعة مع عشر من رسائل بولس الرسول كقانونه الوحيد، وترك صديقه هيراكليون تفسيرًا لهذا الإنجيل مع إنجيل يوحنا ماتزال صفحات منه باقية وقد أشار إليه أكليمندس الأسكندرى (153).

كما شهد لكتابه القديس لوقا لهذا الإنجيل الثالث كل الترجمات السريانية البشيتا واللاتينية القديمة واللاتينية الثانية التى تمت فى شمال أفريقيا فى عصر مبكر جدًا، وكذلك الترجمة القبطية الصعيدية.

وأقتبس منه أيضا كتاب "البطاركة الأثنى عشر" المكتوب فيما بين سنه 100 و 120م. وقد أقتبس منه 22 كلمة نادرة منها 19 كلمة نادرة لم يستخدمها أي كاتب معاصر آخر، كما أقتبس 24 كلمة من سفر الأعمال منها 20 كلمة لم توجد فى أي سف آخر من أسفار العهد الجديد سوى أعمال الرسل فقط.

وجاء فى الوثيقة الموراتورية (170م) "كتاب الإنجيل الثالث، الذى بحسب لوقا، هذا الطبيب لوقا، أخذه بولس معه بعد صعود المسيح كخبير فى الطريق (التعليم)، دونه بأسمه حسب فكره. مع أنه لم يرى الرب فى الجسد، ولأنه كان قادرًا على التحقق منه، فقد بدأ يروى القصة من ميلاد يوحنا".

وجاء فى الكتاب المسمى "مقدمه ضد المارسيونيين- Anti Marcionite Prologue". الذى أشتهر فى الكنيسة الرومانية، ويرجع إلى النصف الثانى من القرن الثانى "لوقا سورى انطاكى، سورى السلالة، طبيب المهنة، أصبح تلميذًا للرسل، وتبع بولس الرسول أخيرًا حتى استشهاده (بولس)، وخدم الرب بإصرار، لم يتزوج، ولم يكن له ولد، أمتلئ بالروح القدس، ومات فى الرابعة والثمانين من العمر فى بيوثية. فبعد أن كُتب الإنجيل الذى لمتى فى اليهودية والإنجيل الذى لمرقس فى إيطاليا، قاده الروح القدس لكتابه إنجيله هو فى إقليم اخائية، ويذكر فى مقدمته أن كتابات أخرى قد دونت قبله، لكن تراءى له ضرورة تدوين سيره كاملة وشاملة للمؤمنين من أصل يونانى" (154).

وقال إيريناؤس أسقف ليون "ودون لوقا –الذى كان ملازمًا لبولس- فى كتاب الإنجيل الذى أعلنه بولس" (155). وقال ترتليانوس فى شمال أفريقيا اعتادت الكنائس الرسولية أن تقرأ الإنجيل بحسب لوقا، ولأن لوقا هو تلميذ بولس وصاحب الإنجيل الذى أعتمده مارسيون دون سواه (156).

وقال أكليمندس الأسكندرى، إن المسيح وُلد فى عهد أغسطس قيصر "كما هو مكتوب فى الإنجيل الذى بحسب لوقا" (157). وقال العلامة أوريجانوس "والثالث كتبه لوقا، وهو الإنجيل الذى أقره بولس، وكُتب من أجل المنتصرين من الأمم" (158). وقال يوسايبوس القيصرى "أما لوقا الذى كان من أبوين أنطاكيين، والذى كان يمتهن الطب، والذى كان صديقًا حميمًا لبولس ومعروفًا عند سائر الرسل، فقد ترك لنا فى سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحى التى تعلمها منهم. أما أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذى يشهد بأنه كتبه كما سلمه الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة. والذين قد تتبعهم من الأول بتدقيق. وأما السفر الثانى فهو أعمال الرسل الذى كتبه لا بناء على رواية الآخرين بل بناء على ما رآه هو بنفسه. ويقال أن بولس كلما قال "بحسب إنجيلى" (159) إنما كان يشير إلى هذا الإنجيل الذى بحسب لوقا كأنه يتحدث عن إنجيله هو" (160).

وهكذا شهدت الكنيسة منذ البدء فى الشرق والغرب فى الشمال والجنوب إن كاتب الإنجيل الثالث الروح القدس هو القديس لوقا تلميذ الرسل ورفيق القديس بولس.



رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 - 11 - 2012, 06:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,724

القديس لوقا الطبيب


يُذكر القديس لوقا فى رسائل القديس بولس الرسول بالطبيب الحبيب "يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب" (161)، والعامل معه "مرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معى" (162). كما يذكره كالصديق الوفى الذى ظل معه وحده بعد أن تركه الآخرين "لوقا وحده معى" (163). ويتكلم القديس لوقا عن نفسه فى بداية الإنجيل وبداية سعر الأعمال كالكاتب لكليهما بضمير "أنا" "رأيت أنا أيضًا" (164) "الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس…" (165). ثم يتكلم عن نفسه بعد ذلك فى سفر الأعمال بضمير المتكلم الجمع "نحن"، "نا" عندما نقابله للمرة الأولى كرفيق للقديس بولس من تراوس بعد أن ظهرت لبولس "رؤيا فى الليل رجل مكدونى قائم بطلب إليه ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا. فلما رأى الرؤيا للوقت طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين إن الرب قد دعانا لنبشرهم" ويستمر بعد ذلك فى استخدام ضمير المتكلم الجمع "فأقلعنا… وتوجهنا.. فأقمنا… خرجنا… فجلسنا وكنا نكلم… وبينما كنا ذاهبين… أستقبلنا… بولس وإيانا" (166). وقد أصطحب القديس بولس إلى فيلبى. ويبدو أنه ظل هناك بعد رحيل القديس بولس وسيلا إلى كورنثوس (سنه 51م) لرعاية الكنيسة الناشئة، حيث يستبدل فجأة ضمير المتكلم "نحن" إلى "هم" (167). وبعد سبع سنوات أخرى (سنه 58م) ينضم للقديس بولس ثانيه عندما مر بفيلبى فى رحلته الأخيرة إلى أورشليم وتوقف لمده أسبوع فى تراوس (168). فمن تلك اللحظة يعاود القديس لوقا استخدام الضمير "نحن" و "وأما نحن فسافرنا… ووافيناهم… صرفنا" (169)، "وأما نحن فسبقنا إلى السفينة وأقلعنا… إلخ" (170).

ويستمر فى استخدام ضمير المتكلم الجمع هكذا حتى وصول القديس بولس ومن معه إلى روما وإقامته وحده مع حارسه" ولما أتينا إلى رومية … وأما بولس فأذن له أن يقيم وحده مع العسكرى الذى كان يحرسه (171)". وكان مع القديس بولس أو كان قريبًا منه فى رحلته إلى روما التى وصفها وصفًا دقيقًا وكان معه مدة سنتين فى قيصرية وظل معه إلى نهاية سجنه الأول فى روما (سنة 63م). وكانت أخر إشارة لوجوده مع القديس بولس هى عندما تحدث عن استشهاده "لوقا وحده معى (172)".

وقال بعض الآباء إنه من إنطاكية بسوريا ومما يبرهن على ذلك هو إشاراته الكثيرة إلى إنطاكية فى سفر الأعمال، فقد وضعها فى مكانة خاصة، فكانت نقطة البدء فى رحلات القديس بولس، وفيها دعى التلاميذ مسيحيين أولًا "ودعى التلاميذ مسيحيين فى إنطاكية أولًا (173)" ومن الشمامسة السبعة يذكر أن أحدهم من إنطاكية "نيقولاوس دخيلًا إنطاكيًا (174)" دون أن يذكر قومية الستة الآخرين. وقدم فى السفر معلومات كثيرة عن الكنيسة فى إنطاكية (175).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقد وصل الإنجيل إلينا فخلُصنا بدم المسيح الكفاري Mary Naeem قسم المواضيع المسيحية المتنوعة 0 08 - 10 - 2023 02:45 PM
ما معني قول الرب في الإنجيل " أحبوا اعداءكم " ( متي 5: 44) ؟.. وكيف يمكن تنفيذ ذلك …؟ merona ركن أرشيف المواضيع 1 15 - 11 - 2014 03:16 PM
كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟ Mary Naeem قسم الكتب الدينية 103 15 - 09 - 2014 09:24 AM
الإنجيل، كيف كتب، وكيف وصل إلينا؟ Mary Naeem معلومات عن الكتـاب المقدس 0 30 - 04 - 2014 04:49 PM
ما معنى قول الرب في الإنجيل: "أحبوا أعداءكم" (مت 44:5).. وكيف يمكن تنفيذ ذلك..؟ بنت معلم الاجيال سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث 0 01 - 09 - 2012 07:19 PM


الساعة الآن 03:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024