منتدى الفرح المسيحىمنتدى الفرح المسيحى
  منتدى الفرح المسيحى
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اسبوع الالام
 أسبوع الآلام 

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين

ثوك تى تى جوم نيم بى أوؤو نيم بى إزمو نيم بى آما هى شا إينيه آمين


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #91  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

القديس مرقس وإنجيله

حياة القديس مرقس الرسول:
اسمه الأصلي يوحنا أو يوحنان ويعنى "يهوه يوحنان"، "الرب حنان" ولقبه أو أسمه الروماني "مرقس" ويعنى "مطرقة ذات رأس خشبية"، وأول ما ذكر، ذكر في سفر الأعمال ب "يوحنا الملقب مرقس (53)"، وفيما بعد ساد لقب مرقس وأصبح يدعى به وحده.
ونعرف من سفر الأعمال أن منزل والدته "مريم أم يوحنا الملقب مرقس (53)" كان مقرًا لاجتماع الرسل في أورشليم، وكان المؤمنون مجتمعين فيه للصلاة وقت سجن بطرس "فكان بطرس محروسًا في السجن. أما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة إلى الله من أجله" (54) وبعد خروجه من السجن (سنة 44م) في تلك الليلة جاء بطرس "وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون" (55). وقد أجمع أكثر العلماء والدارسون والمؤرخون على أن هذا البيت كان هو البيت الذي تنازل فيه السيد المسيح الفصح مع تلاميذه والعلية التي كان يجتمع فيها الرسل في أورشليم قبل صعود السيد وبعد صعوده والتي حل فيها الروح القدس على التلاميذ (56)، وكان أول كنيسة في العالم، أو كما تقول دائرة المعارف البريطانية في طبعتها الحادية عشر أن بيت مرقس كان مركزًا للحياة المسيحية في أورشليم (57).

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
ويؤكد جميع الدارسين أن القديس مرقس كان هو الشاب الذي تبع السيد ليلة القبض عليه والذي كان "لابسًا إزارًا على عريه فأمسكه الشبان. فترك الأزرار وهرب منهم عريانًا" (58). فهو وحده الذي يذكر هذا الحدث، ولو لم يكن لهذا الحدث قيمه بالنسبة له لما ذكره. ويقول أحد العلماء ويدعى Lange أن والدته كانت تمتلك بستان جثسيماني أو منزل قريب منه. كما يؤكد بعض الآباء مثل أوريجانوس وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص ويجمع جميع مؤرخى الكنيسة القبطية في كل العصور على أن القديس مرقس كان أحد السبعون رسولًا الذين عينهم الرب "وأرسلهم الرب أثنين أثنين أمام وجهه إلى كل مدينة أو موضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتي" (59). ومن ثم تلقبه ب "ناظر الإله الإنجيلي" باعتباره أحد الذين شاهدوا الرب وسمعوه، أحد شهود العيان.
وأول ما يذكر القديس باسمه يذكر كابن للسيدة التي كان بيتها مقرًا لاجتماع السيد المسيح وتلاميذه ورسله في أورشليم، والتي كانت أيضًا إحدى المريمات تلميذات الرب (60). ثم يذكر بعد ذلك مع خاله برنابا وبولس الرسول (شاول) اللذان أخذاه معهما للكرازة (61) (سنة 49م) وكان معهما في سلاميس ولكنه "فارقهم ورجع من بمفيلية" (63) إلى أورشليم" (64).
وفى سنه 51م رفض بولس الرسول أن يذهب معهما مرقس في رحلتهما التالية بسبب تركه لهم "من بمفيلية"، فأخذه خاله برنابا وذهبا إلى قبرص بعد أن انفصلا عن بولس الرسول (65). ولكن في سنه 63م وبعد ذلك بحوالي 12سنه يتكلم عنه القديس بولس كالعامل معه في حقل الكرازة ويوصى به أهل كولوسي "يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي ومرقس أبن أخت برنابا الذي أخذتم لأجله وصايا.. أن أتى إليكم فاقبلوه" (66). وفى سنه 67 وقبل استشهاد القديس بولس يستدعيه مع تيموثاؤس لحاجته إليه للعمل في حقل الكرازة بروما، فيقول لتلميذه تيموثاؤس "خذ مرقس وأحضر معك لأنه نافع لي للخدمة" (67). وهذا يدل على أن القديس مرقس كرز في اليهودية وفى قبرص وإنطاكية وبمفيلية في آسيا الصغرى وفى كولوسي وروما، ويذكره القديس بولس ضمن العاملين معه في روما "ومرقس وأرسترخُس وديماس ولوقا العاملون معي" (68).
ثم يدعوه القديس بطرس في رسالته الأولى إلى "المغتربين من شتات بنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينينة" (69) بابنه "تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم ومرقس ابني" (70) مما يوحى بأنه كرز معه في هذه البلاد.
كرز القديس مع خاله برنابا وبولس الرسول، كما كرز مع القديس بولس والقديس بطرس بعد ذلك في بلاد كثيرة وأشترك معهما في تأسيس كنيسة روما ثم ذهب بعد ذلك للكرازة في الخمس مدن الغربية بليبيا ومنها ذهب للكرازة في الإسكندرية حوالي سنة 61م ونشر الإيمان بناء على طلبه سنة 67م. وبعد استشهاد القديس بطرس والقديس بولس عاد ثانيه إلى الإسكندرية حتى أستشهد فيها حوالي سنة 68م.
رد مع اقتباس
  #92  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:43 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

علاقة مرقس ببطرس وبقية الرسل


علاقة مرقس ببطرس وبقية الرسل:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كان القديس، كما أوضحنا أعلاه، أحد شهود العيان الذين شاهدوا السيد المسيح واستمعوا إليه واتبعوه أثناء تجسده سواء كأحد الرسل السبعين، أو على الأقل عندما كان السيد يذهب إلى أورشليم وعندما تناول السيد الفصح مع تلاميذه في منزل والدته كما كان قريب من السيد في بستان جثسيماني وقت القبض عليه وبلا شك فقد تابع أحداث المحاكمة والصلب والدفن من بعيد، كما رأى السيد بعد قيامته في ظهوراته العديدة للتلاميذ في أورشليم والتي كان يجتمع فيها التلاميذ والرسل قبل الصعود وبعد الصعود. كما كانت أمه إحدى المريمات تلميذات الرب وكان القديس بطرس أحد أقاربه.
وكانت لدى القديس مرقس ميزة ثانية لمعرفة المزيد عما قاله وعمله السيد المسيح وهى اجتماع جميع الرسل، شهود العيان في منزل والدته ولسنوات طويلة. وبلا شك فقد استمع منهم جميعًا، كأفراد أو كجماعات، سواء في جلساتهم الخاصة في منزل والدته أو في عظاتهم وكرازتهم العامة للجموع أو في تعليمهم للمنضمين حديثًا للإيمان، وعرف منهم أحداث كثيرة وتفاصيل كثيرة.
وكانت لديه أيضًا ميزة ثالثة وهى الاستماع لبطرس ويعقوب ابن زبدي ويوحنا أخيه وهم الثلاثة المتقدمون في التلاميذ والذين كانوا قريبين جدًا من السيد المسيح وقد أخذهم معه وقربهم منه في أخص المواقف، فقد كانوا معه عند إقامة ابنة يايرس (71) وأخذهم معه على جبل التجلي وأراهم مجده (72) وكانوا أقرب التلاميذ إليه في بستان جثسيمانى وقت القبض عليهوبعد استشهاد يعقوب ابن زبدي، كان يعقوب أخو الرب مع بطرس ويوحنا في أورشليم وكانوا معتبرين أنهم أعمدة (74)، وكان لدى القديس مرقس الفرصة أيضًا ليعرف المزيد من يعقوب أخي الرب.
كما أعطته الكرازة مع خاله برنابا والقديس بولس، ثم مع القديس بولس بعد وفاة خاله برنابا في قبرص ميزة رابعة، فقد كان القديس بولس أيضًا شاهد عيان للرب بعد صعوده وأستلم منه الإعلان مباشرة. وأخيرًا فقد كانت كرازته مع القديس بطرس في روما وغيرها ميزة خامسة. فقد عرف منه الكثير مما يختص به وحده ومما يختص به مع يعقوب ويوحنا ابن زبدي. ومن ثم فقد دون أحداث إقامة ابنة يايرس وتفاصيل التجلي وصلاة المسيح في البستان بكل دقة، كما ذكر حادث إنكار بطرس للسيد ثلاث مرات بكل دقة وتفصيل كما تسلمها من القديس بطرس وسجلها كروايات شاهد عيان.
وهكذا دون القديس مرقس أعمال السيد وتعاليمه بتفصيل دقيق وحيوي ورائع كما شاهدها بنفسه وكما تسلمها من بقية التلاميذ والرسل شهود العيان.
رد مع اقتباس
  #93  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

إنجيل مرقس شاهد عيان

إنجيل شاهد عيان:
دون القديس مرقس أحداث ومواقف وأعمال السيد المسيح تسجيلًا دقيقًا أهتم فيه بكل التفصيلات والأمور الدقيقة جدًا، وسجل ملحوظات دقيقة لكل موقف وأهتم بذكر انطباعات الناس وتصرفاتهم ومشاعرهم في كل المواقف، وكذلك سجل بدون تردد مشاعر التلاميذ وحيرتهم في بعض المواقف وعدم إدراكهم لأمور كثيرة. كما سجل تصرفات السيد وتحركاته ودون كل التفاصيل كما حدثت وكأنه كان يسجلها في مذكراته لحظة حدوثها مباشرة. فيقول عن تأثير تعليمه على الجموع وعلى تلاميذه "فتحيروا كلهم (75)"، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه (76)"، "فتحير التلاميذ من كلامه (77)"، "فبهتوا إلى الغاية (78)"، "وكانوا يتحيرون وفيما هم يتبعون كانوا يخافون (79)".
ويقول عن تأثير أعماله على الناس "بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط (80)"، "فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا.. فإن الريح أيضًا والبحر يطيعانه (81)"، وبعد مشيه على الماء يقول "فبهتوا وتحيروا في أنفسهم جدًا إلى الغاية (82)". ويصف تزاحم الجماهير الغفيرة على السيد المسيح سواء لنول الشفاء "حتى وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء (83)"، "فقال له تلاميذه أنت تنظر الجمع يزحمك وتقول من لمسني (84)"، أو للاستماع إلى تعليمه "فأجتمع أيضًا جمع حتى لم يقدروا أولًا على أكل خبز (85)"، "وكان الجمع جالسًا حوله (86)"، "فأجتمع إليه جمع كثير حتى أنه دخل السفينة وجلس على البحر والجمع كله كان عند البحر على الأرض (87)"، "ولما أجتاز يسوع في السفينة إلى العبر اجتمع إليه جمع كثير (88)"، "فقال لهم تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلًا، لأن القادمين والذاهبين كانوا كثيرين، ولم تتيسر لهم فرصة للأكل (89)".

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
ويصف آلام السيد المسيح وعواطفه ومشاعره كإنسان "فتحنن عليهم إذ كانوا كخراف لا راعى لها (90)"، "وتعجب من عدم إيمانهم (91)"، "فنظر حوله بغضب حزينًا على غلاظة قلوبهم"، "فتنهد بروحه (93)"، "ولما رأى يسوع ذلك أغتاظ (94)"، كما وصف نظراته وإشاراته وحركاته "فتقدم وأقامها ماسكًا بيدها فتركتها الحمى حالًا وصارت تخدمهم (95)"، "وقال للرجل مد يدك، فمدها فعادت صحيحة كالأخرى (96)"، "فنظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وأخوتي (97)"، "وكان ينظر حوله ليرى التي فعلت هذا (98)"، "فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا. أي انفتح (99)"، "فتنهد بروحه (100)"، "فألتفت وأبصر تلاميذه فانتهر بطرس (101)"، "فجلس ونادى الاثني عشر (102)"، "ولما نظر حوله إلى كل شيء (103)"، وذكر نومه "وكان هو في المؤخرة على وسادة نائمًا (104)"، وجوعه "وفى البيت لما خرجوا من بيت عنيا جاع (105)". وذكر حبه للأطفال وحملهم على يديه "فأخذ ولدًا وأقامه في وسطهم ثم احتضنه (106)"، "فأحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم (107)".
ويذكر تفصيلات أخرى كثيرة تختص بالأسماء والأماكن والمواقف لا تذكرها الأناجيل الثلاثة الأخرى، فيقول أن المسيح دخل "بيت سمعان وأندراوس مع يعقوب ويوحنا (108)"، "فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه (109)"، ويصف ثياب السيد أثناء التجلي بكل دقة "وصارت ثيابه تلمع بيضاء جدًا كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (110)". ويذكر أحداث معجزة شفاء بارتماس الأعمى بكل دقة وتفصيل، فيذكر أسمه وصراخه وإسكات الناس له ومناداة السيد له وطرحه لردائه أرضًا وحديث السيد المسيح معه وشفائه (111). وفى معجزة إشباع الجموع بخمس خبزات وسمكتين يذكر جلوس الجموع بتفصيل دقيق وبديع "فأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقًا رفاقًا على العشب الأخضر. فاتكأوا صفوفًا صفوفًا مئة مئة وخمسين خمسين (112)". وذكر أن سمعان الذي حمل الصليب مع المسيح كان "قيروانيًا (113)" وإنه هو "والد الكسندر وروفس" اللذين كانا من التلاميذ المعروفين في روما (114). ويذكر نوم السيد "على الوسادة (115)" في السفينة، ووجود رغيف واحد مع التلاميذ في السفينة (116)، ويحدد بدقة مكان الجحش الذي كان "مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق (117)". ويذكر أسماء البلاد التي جاء منها الجموع للاستماع إلى يسوع والتي ذهب هو إليها "ومن أورشليم ومن أدومية ومن عبر الأردن. والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتو إليه (118)"، "ثم خرج أيضًا من تخوم صور وصيدا وجاء إلى بحر الجليل في وسط حدود المدن العشر (119)". ويحدد المواقع والاتجاهات "ثم خرج أيضًا إلى البحر (120)"، "وجلس يسوع تجاه الخزانة ونظر كيف يلقى الجمع نحاسًا في الخزانة (121)"، "وفيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل (122)"، "وخرج (بطرس) خارجًا إلى الدهليز (123)"، "ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله (124)".
وهناك تفاصيل أخرى دقيقة وحية مثل قوله "وكان مع الوحوش (125)" عن السيد المسيح عندما كان على الجبل ليجرب من إبليس، "وكشفوا السقف (126)" الذين حملوا المفلوج. كما وصف أعمال مجنون كورة الجدريين بكل دقة وتفصيل "لأنه قد ربط كثيرًا بقيود وسلاسل فقطع السلاسل وكسر القيود. فلم يقدر أحد يذلله. وكان دائمًا ليلًا ونهارًا في الجبال وفى القبور يصيح ويجرح نفسه بالحجارة (127)".
هذه التفاصيل الدقيقة النابضة بالحياة تدل على أن الكاتب شاهد عيان، كما سجل بكل دقة تفاصيل ما تسلمه من شهود العيان الآخرين. كما تدل أيضًا على أن الكاتب يعرف دقائق البلاد وجغرافيتها ويعرف الناس وأسماءهم، وقد ساقه الروح القدس وذكره بكل التفاصيل.
رد مع اقتباس
  #94  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

إنجيل مرقص وشهادة الآباء



الإنجيل للقديس مرقس هو أكثر الأناجيل الأربعة الذي ركز عليه علماء الكتاب المقدس لاعتقاد غالبيتهم أنه أقدم الأناجيل لبساطه أسلوبه وقوته وحيويته وقدم لغته ولأنه يسجل أعمال السيد المسيح بصورة مكثفة وسريعة وقوية بدرجة كبيرة على روايات آلام السيد المسيح وصلبه وقيامته، ولأنه يقدم صورة حيه للإنجيل الشفوي كما جاء في كرازة القديس بطرس لكرنيليوس وقد شهد جميع آباء الكنيسة لصحته. وفيما يلي شهادتهم عنه:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
(1) بابياس: "إن مرقس إذ كان هو اللسان الناطق لبطرس كتب بدقه، ولو من غير ترتيب، كل ما تذكره عما قاله المسيح أو فعله.. ولذلك لم يرتكب أي خطأ إذ كتب –على هذا الوجه- ما تذكره. لأنه كان يحرص على أمر واحد: إن لا يحذف شيئًا مما سمعه، وأن لا يقرر أي شيء خطأ".
(2) يوستينوس الشهيد: "وعندما يقال إنه (المسيح) أعطى أسم بطرس لأحد الرسل وعندما يكتب في مذكراته أيضًا أن هذا حدث بعد أن أعطى أثنين آخرين من الرسل، ابني زبدى، أسم بوانرجس، أي ابني الرعد.." (128). وهذا اللقب لم يذكر ألا في الإنجيل للقديس مرقس (17:3) فقط.
(3) وقد ضم تاتيان السوري وتلميذ يوستينوس الإنجيل بالكامل في كتابه الدياتسرون، أما الوثيقة الموراتورية فقد جاءت مبتورة وذكرت هذا الإنجيل في سطر واحد هو الذي تبقى مما ذكرته عنه ويقول "الذي فيه كان حاضرًا وهكذا دونه".
(4) إيريناؤس "سلم لنا مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتابه ما بشر به بطرس".
(5) أكليمندس الأسكندرى: "لما كرز بطرس بالكلمة جهارًا في روما. وأعلن الإنجيل بالروح طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقواله لأنه لازمه وقتًا طويلًا وكان يتذكرهاوبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه".
ولم تخرج شهادة الآباء مثل العلامة أوريجانوس ويوسايبوس القيصري وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص (350 م.) وجيروم عن ذلك كثيرًا بل كلها تدور في هذا الإطار. ويجمع غالبيتهم على أن القديس مرقس دون الإنجيل في حياة القديس بطرس أي قبل سنه 67م ولا يخرج عن ذلك سوى إيريناؤس الذي يقول إنه دونه بعد وفاته. ولكن الدليل الداخلى وشهادة العلماء تؤكد إنه كُتب قبل انتقاله بكثير.
رد مع اقتباس
  #95  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

هدف إنجيل مرقس ومكونات تدوينه


كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
هدف الإنجيل ومكان تدوينه:
كُتب الإنجيل بحسب شهادة الآباء في روما وبناء على طلب الذين تسلموا الإنجيل الشفوي قبل انتقال القديس بطرس وقبل دمار أورشليم بفترة. وهو يقدم لنا الإنجيل في أقوى وأقدم صورة ويتشابه بدرجة كبيرة مع عظات القديس بطرس والقديس بولس المدونة في سفر أعمال الرسل. ويسجل فيه القديس مرقس الأعمال والمعجزات العظيمة التي عملها السيد المسيح ، ويقدم صورة حية لحياته النشطة المتدفقة كابن اللهومخلص العالم. وقد ترك أعمال السيد تعلن عن شخصه الإلهي ولاهوته فسجل الكثير من معجزاته الخارقة مثل مشيه على الماء وتهدئته للعاصفة بكلمة الأمر الإلهي "فقام وأنتهر الريح وقال للبحر أسكت. إبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم" مما جعل من في السفينة يقفوا في خوف وذهول شديد أمام شخصه الإلهي "فخافوا خوفًا عظيمًا وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا، فأن الريح أيضًا والبحر يطيعانه" (129)، ونازفة الدم التي شفيت بمجرد أن مست ثوبه (130)، وأرتعاب الشياطين أمامه وسجودها له واعترافها بكونه ابن الله. فلما رأى يسوع من بعيد ركض وسجد له وصرخ بصوت عظيم وقال مالى ولك يا يسوع ابن الله العلى.. أستحلفك بالله أن لا تعذبني. لأنه قال له أخرج من الإنسان أيها الروح النجس.. فخرجت الأرواح النجسة" (131)، وإشباع خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين (132)، وإشباع أربعة آلاف بسبع خبزات وقليل من صغار السمك (133)، وكانت أكبر معجزاته هي قيامته من الأموات.
وكما قدم المسيح الإلهي صاحب الأعمال الخارقة، قدم أيضًا المعلم الإلهي الذي لا مثيل له، الغازي الوحي الذي يخلب العقل الروماني المادي، قدم المسيح المعلم العظيم الذي بُهتت الجموع من تعاليمه ذات السلطان الإلهي والتي لا مثيل لها بن معلمي البشر. "فُبهتوا من تعليمه لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (134)، "وكثيرون إذ سمعوا بهتوا قائلين من أين لهذا هذه. وما هذه الحكمة التي أعطيت له حتى تجرى على يديه قوات مثل هذه" (135).
ومما يدل أيضًا على إنه كتب للرومان خاصة وللأمم عامه هو عدم إشارته لنبوات العهد القديم إلا نادرًا ولجوءه إلى تفسير عادات اليهود، على عكس القديس متى الذي سجل عادات اليهود وتقاليدهم دون شرح أو إيضاح لأنه كان يكتب لليهود. أما القديس مرقس فقد شرح وفسر عاداتهم في الأكل بأيدي مغسولة (136)، ووضح معنى اليوم الأول من الفطير بأنه اليوم الذي كانوا يذبحون فيه الفصح (137) وقدم تعريف لعادة إطلاق أسير في كل عيد (138). كما فسر الكلمات الإجرامية مثل "طلبنا قومي. الذي تفسيره يا صبيه قومي" (139)، "وقال له إفثا. أي انفتح" (140)، "الوي الوي لما شبقتني - الذي تفسيره إلهي إلهي لما تركتني" (141)، "وجعل لهما أسم نوانرجس أي أبنى الرعد" (142)، "موضع جمجمة" (142). وشرح معنى كلمة "الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامه" (144). وعلى العكس من ذلك فلم يفسر الكلمات اللاتينية التي أستخدمها مثل كلمة "دينار- Dunarion" و"قائد المئة- Kenturiwn" (146) و"جزيه- Ktnsos" (147) و"لجئون- Legiwn" (148) و"ريع-Kordantys" (149) و"دار الولاية- Praitwrion" (150)، بل وفى بعض الأحيان ترجم كلمات يونانية إلى ما يقابلها في اللغة اللاتينية مثل "فلسطين قيمتها ربع- Kordantys" (151).
رد مع اقتباس
  #96  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

القديس لوقا وإنجيله


الكاتب وشهادة الآباء عنه:
أجمع أباء الكنيسة على أن كاتب الإنجيل الثالث هو القديس لوقا الذي تبع الرسل وتلميذ بولس الرسول. وقد أقتبس منه الآباء واستشهدوا بآياته منذ نهاية القرن الأول، واستخدموه بكثافة أكثر منذ بداية القرن الثاني. ولكن هؤلاء الآباء اقتبسوا واستشهدوا بآيات الإنجيل بأوجهه الأربعة باعتبارها "أقوال الرب" وكلمة الله الموحى بها، والتي استلموها أولًا شفاهة وحفظوها، ثم سلمت لهم مكتوبة بعد ذلك. ولذا فلم يهتموا بذكر مصدر الإنجيل أو السفر الذي اقتبسوا منه أو استشهدوا بآياته لأنها جميعًا تحتوى على "أقوال الرب" وأعماله. ولكن مع ظهور كتب أخرى في أوساط الهراطقة دُعيت أناجيل ونُسبت لكتابها من الهراطقة أو لبعض الرسل، بدأ أباء الكنيسة يحددون الأناجيل القانونية الموحى بها ويميزونها عن الكتب الأبوكريفية الزائفة. وهكذا ظهرت قوائم بالكتب القانونية الموحى بها وأخذ أباء الكنيسة يدافعون في كتاباتهم عن الأناجيل والأسفار التي كتبها الرسل بوحي الروح القدس وعن صحتها وقانونيتها. ومن ثم بدأ أباء الكنيسة منذ منتصف القرن الثاني يذكرون الأناجيل بأسماء جامعيها ومدونيها بالروح القدس من الرسل وكذلك بقيه أسفار العهد الجديد.
أما فيما يختص بالإنجيل للقديس لوقا فقد أقتبس منه وأستشهد به أباء الكنيسة وتلاميذ الرسل، كما اقتبس منه يوستينوس الشهيد كثيرًا وذكر نزول قطرات العرق مثل الدم من السيد المسيح عندما كان يصلى في بستان جثسيماني، والتي لم تسجل إلا في هذا الإنجيل فقط. وينسب العلامة الإنجليزي وستكوت 50 إشارة لتاريخ الإنجيل و70 حقيقة خاصة برواية القديس لوقا أدخلها يوستينوس في حواره مع تريفوا.

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كما أقتبس منه إنجيل بطرس الابوكريفى كثيرًا، واستخدمت الرسالة الثانية المنسوبة لأكليمندس كثيرًا من آياته، وضمه تاتيان في كتابه الرباعي "الدياتسرون". فيقول أحد العلماء ويدعى بلامر "من الثابت إنه في النصف الثاني من القرن الثاني، كان هذا الإنجيل معترفًا بصحته كسفر موحى به ومن المستحيل إثبات إنه لم يكن معترفًا به من قبل ذلك بكثير". وقال آخر ويدعى بولخر "يتفق القدماء بالإجماع على إن الكاتب هو لوقا تلميذ بولس الذي ذكره في رسالته إلى فليمون".
ومنذ الربع الأول من القرن الثاني أستخدمه الهراطقة مثل باسيليدس (152) الذي علم في الإسكندرية حوالي (120م)، وسردوا Cerdo الذي عاش في بداية القرن الثاني والذي يتكلم عنه ثيودوريت Theoret، ومارسيون (حوالي 140م) الذي أختار هذا الإنجيل فقط من الأناجيل الأربعة مع عشر من رسائل بولس الرسول كقانونه الوحيد، وترك صديقه هيراكليون تفسيرًا لهذا الإنجيل مع إنجيل يوحنا ما تزال صفحات منه باقية وقد أشار إليه أكليمندس الإسكندري (153).
كما شهد لكتابه القديس لوقا لهذا الإنجيل الثالث كل الترجمات السريانية البشيتا واللاتينية القديمة واللاتينية الثانية التي تمت في شمال أفريقيا في عصر مبكر جدًا، وكذلك الترجمة القبطية الصعيدية.
وأقتبس منه أيضًا كتاب "البطاركة الاثني عشر" المكتوب فيما بين سنه 100 و120م. وقد أقتبس منه 22 كلمة نادرة منها 19 كلمة نادرة لم يستخدمها أي كاتب معاصر آخر، كما أقتبس 24 كلمة من سفر الأعمال منها 20 كلمة لم توجد في أي سف آخر من أسفار العهد الجديد سوى أعمال الرسل فقط.
وجاء في الوثيقة الموراتورية (170م) "كتاب الإنجيل الثالث، الذي بحسب لوقا، هذا الطبيب لوقا، أخذه بولس معه بعد صعود المسيح كخبير في الطريق (التعليم)، دونه باسمه حسب فكره. مع أنه لم يرى الرب في الجسد، ولأنه كان قادرًا على التحقق منه، فقد بدأ يروى القصة من ميلاد يوحنا".
وجاء في الكتاب المسمى "مقدمه ضد المارسيونيين- Anti Marcionite Prologue". الذي أشتهر في الكنيسة الرومانية، ويرجع إلى النصف الثاني من القرن الثاني "لوقا سوري أنطاكي، سوري السلالة، طبيب المهنة، أصبح تلميذًا للرسل، وتبع بولس الرسول أخيرًا حتى استشهاده (بولس)، وخدم الرب بإصرار، لم يتزوج، ولم يكن له ولد، أمتلئ بالروح القدس، ومات في الرابعة والثمانين من العمر في بيوثية. فبعد أن كُتب الإنجيل الذي لمتى في اليهودية والإنجيل الذي لمرقس في إيطاليا، قاده الروح القدس لكتابه إنجيله هو في إقليم أخائية، ويذكر في مقدمته أن كتابات أخرى قد دونت قبله، لكن تراءى له ضرورة تدوين سيره كاملة وشاملة للمؤمنين من أصل يوناني" (154).
وقال إيريناؤس أسقف ليون "ودون لوقا –الذي كان ملازمًا لبولس- في كتاب الإنجيل الذي أعلنه بولس" (155). وقال ترتليانوس في شمال أفريقيا اعتادت الكنائس الرسولية أن تقرأ الإنجيل بحسب لوقا، ولأن لوقا هو تلميذ بولس وصاحب الإنجيل الذي أعتمده مارسيون دون سواه (156).
وقال أكليمندس الإسكندري، إن المسيح وُلد في عهد أغسطس قيصر "كما هو مكتوب في الإنجيل الذي بحسب لوقا" (157). وقال العلامة أوريجانوس "والثالث كتبه لوقا، وهو الإنجيل الذي أقره بولس، وكُتب من أجل المنتصرين من الأمم" (158). وقال يوسايبوس القيصري "أما لوقا الذي كان من أبوين أنطاكيين، والذي كان يمتهن الطب، والذي كان صديقًا حميمًا لبولس ومعروفًا عند سائر الرسل، فقد ترك لنا في سفرين قانونيين براهين على موهبة الشفاء الروحي التي تعلمها منهم. أما أحد هذين السفرين فهو الإنجيل الذي يشهد بأنه كتبه كما سلمه الذين كانوا منذ البدء معاينين وخدامًا للكلمة. والذين قد تتبعهم من الأول بتدقيق. وأما السفر الثاني فهو أعمال الرسل الذي كتبه لا بناء على رواية الآخرين بل بناء على ما رآه هو بنفسه. ويقال أن بولس كلما قال "بحسب إنجيلي" (159) إنما كان يشير إلى هذا الإنجيل الذي بحسب لوقا كأنه يتحدث عن إنجيله هو" (160).
وهكذا شهدت الكنيسة منذ البدء في الشرق والغرب في الشمال والجنوب إن كاتب الإنجيل الثالث الروح القدس هو القديس لوقا تلميذ الرسل ورفيق القديس بولس.
رد مع اقتباس
  #97  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:48 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

القديس لوقا الطبيب


القديس لوقا:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
يُذكر القديس لوقا في رسائل القديس بولس الرسول بالطبيب الحبيب "يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب" (161)، والعامل معه "مرقس وارسترخس وديماس ولوقا العاملون معي" (162). كما يذكره كالصديق الوفي الذي ظل معه وحده بعد أن تركه الآخرين "لوقا وحده معي" (163). ويتكلم القديس لوقا عن نفسه في بداية الإنجيل وبداية سعر الأعمال كالكاتب لكليهما بضمير "أنا" "رأيت أنا أيضًا" (164) "الكلام الأول أنشأته ياثاوفيلس.." (165). ثم يتكلم عن نفسه بعد ذلك في سفر الأعمال بضمير المتكلم الجمع "نحن"، "نا" عندما نقابله للمرة الأولى كرفيق للقديس بولس من تراوس بعد أن ظهرت لبولس "رؤيا في الليل رجل مكدونى قائم بطلب إليه ويقول أعبر إلى مكدونية وأعنا. فلما رأى الرؤيا للوقت طلبنا أن نخرج إلى مكدونية متحققين إن الرب قد دعانا لنبشرهم" ويستمر بعد ذلك في استخدام ضمير المتكلم الجمع "فأقلعنا.. وتوجهنا.. فأقمنا.. خرجنا.. فجلسنا وكنا نكلم.. وبينما كنا ذاهبين.. استقبلنا.. بولس وإيانا" (166). وقد أصطحب القديس بولس إلى فيلبى. ويبدو أنه ظل هناك بعد رحيل القديس بولس وسيلا إلى كورنثوس (سنه 51م) لرعاية الكنيسة الناشئة، حيث يستبدل فجأة ضمير المتكلم "نحن" إلى "هم" (167). وبعد سبع سنوات أخرى (سنه 58م) ينضم للقديس بولس ثانيه عندما مر بفيلبي في رحلته الأخيرة إلى أورشليم وتوقف لمده أسبوع في تراوس (168). فمن تلك اللحظة يعاود القديس لوقا استخدام الضمير "نحن" و"وأما نحن فسافرنا.. ووافيناهم.. صرفنا" (169)، "وأما نحن فسبقنا إلى السفينة وأقلعنا.. إلخ" (170).
ويستمر في استخدام ضمير المتكلم الجمع هكذا حتى وصول القديس بولس ومن معه إلى روما وإقامته وحده مع حارسه" ولما أتينا إلى رومية.. وأما بولس فأذن له أن يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه (171)". وكان مع القديس بولس أو كان قريبًا منه في رحلته إلى روما التي وصفها وصفًا دقيقًا وكان معه مدة سنتين في قيصرية وظل معه إلى نهاية سجنه الأول في روما (سنة 63م). وكانت أخر إشارة لوجوده مع القديس بولس هي عندما تحدث عن استشهاده "لوقا وحده معي (172)".
وقال بعض الآباء إنه من إنطاكية بسوريا ومما يبرهن على ذلك هو إشاراته الكثيرة إلى إنطاكية في سفر الأعمال، فقد وضعها في مكانة خاصة، فكانت نقطة البدء في رحلات القديس بولس، وفيها دعى التلاميذ مسيحيين أولًا "ودعى التلاميذ مسيحيين في إنطاكية أولًا (173)" ومن الشمامسة السبعة يذكر أن أحدهم من إنطاكية "نيقولاوس دخيلًا إنطاكيًا (174)" دون أن يذكر قومية الستة الآخرين. وقدم في السفر معلومات كثيرة عن الكنيسة في إنطاكية (175).
رد مع اقتباس
  #98  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:51 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

خصائص إنجيل لوقا وأسلوبه



خصائص الإنجيل وأسلوبه:
وصف بولس الرسول القديس لوقا بـ"الطبيب الحبيب"، وكان القديس لوقا، كما جاء عنه في كتابات الآباء، وكما يبدو لنا من أسلوبه في التدوين والكتابة سواء في الإنجيل أو في سفر الأعمال، شخصية متعددة الجوانب والمواهب، فقد كان طبيبًا وأديبًا وشاعرًا وفنانًا واسع الفكر، ورحالة غير محترف ولكن معتاد على الرحلات البحرية وله خبرة واسعة بها، إلى جانب كونه تلميذًا للرسل ومسيحيًا يونانيًا وكارزًا عملاقًا، دون الإنجيل وسفر الأعمال بالروح القدس. وكان ذو ثقة عالية ومؤرخًا دقيقًا يرى الدارسين أنه أحسن كاتب يوناني بين الإنجيليين الأربعة، ويقول رينان عن إنجيله هذا "أنه أروع كتاب في العالم"، وقد استخدم مفردات كثيرة، فهو غنى بالمفردات وإيقاعي في تركيبه، وكمؤرخ فهو حريص جدًا ودقيق إلى أبعد حد. ويبدأ الإنجيل بمقدمة مؤرخ، وهى، كما يرى العلماء، أبلغ قطعة في العهد الجديد، وعندما يبدأ في رواية أحداث ميلاد يوحنا المعمدان والسيد المسيح في الإصحاحين الأول والثاني، يبدو اللون العبري والصبغة العبرية واضح جدًا أكثر من بقية أجزاء الإنجيل، فهو يسجل أناشيد زكريا والعذراء القديسة مريم وأليصابات وسمعان الشيخ، والتي يترجمها من العبرية والآرامية، وكذلك نشيد الملائكة كآخر المزامير العبرية وأول الترانيم المسيحية، فهذا الجزء من الإنجيل عبري يوناني وبقية الإنجيل يوناني خالص.

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
كما تميز الإنجيل الثالث، هذا، بمفردات كثيرة عن الأناجيل الثلاثة الأخرى إذ يتميز وحده ب 180 تعبير في حين يتميز الإنجيل للقديس متى بحوالي 70 والإنجيل للقديس مرقس ب 44 والإنجيل للقديس يوحنا ب 50 تعبير. وكطبيب فقد استخدم عبارات واصطلاحات طبية كثيرة مثل "المفلوج، جراح، ضمد، صب زيتًا وخمرًا، مضروبًا بالقروح، الجذع، يغشى من الخوف (176)"، وأهتم بمعجزات شفاء المرضى، ويتحدث عن الأمراض بدقة، واتفق في وصفه للأمراض مع كُتاب الطب القديم مثل جالينوس، فوصف حمة حماة بطرس بأنها "حمة شديدة (177)" والروح الذي كان على الابن الوحيد لأبيه "فيصرعه (178)" والمرأة التي كانت بها روح ضعف "كانت منحنية (179)"، وهو وحده إلى سجل قول المسيح "على كل حال تقولون لي هذا المثل أيها الطبيب أشف نفسك (180)"،ولأنه طبيب فقد تكلم عن الأطباء بلهجة مخففة عن لهجة القديس مرقس في نفس الحديث، فيقول "وامرأة بنزف الدم منذ اثنتي عشرة سنة وقد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد (181)"، ويقول القديس مرقس ".. وقد تألمت كثيرًا من أطباء كثيرين وأنفقت كل ما عندها ولم تنتفع شيئًا بل صارت إلى حالة أردأ (182)".
وقد كتب القديس لوقا الإنجيل الثالث للمسيحيين من الأمم، وبصفة خاصة اليونانيين، كما كتب القديس متى لليهود والقديس مرقس للرومان والقديس يوحنا للمتقدمين في الإيمان من يهود ورومان ويونانيين ومن كل الأمم. ومن ثم فقد شرح القديس لوقا مواقع المدن الفلسطينية وأسمائها "مدينة من الجليل اسمها ناصرة (183)"، "كفر ناحوم مدينة من الجليل (184)"، وكذلك المسافات بين البلاد "قرية بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس (185)"، وشرح عادات اليهود "وقرب عيد الفطير الذي يقال له الفصح (186)". ولأنه كتب للأمم فقد ركز على تدوين المواقف والأحداث التي تؤكد وتبين أن المسيح جاء ليخلص جميع الأمم والشعوب من جميع الخطايا والأتعاب ومن جميع الأمراض، ومن فقد تجنب تسجيل جميع الأقوال التي قال فيها السيد إنه أرسل إلى خراف بيت إسرائيل أولًا، وعلى العكس من ذلك فقد سجل الأحداث التي تمجد الأمم وتفتح الطريق أمامهم للخلاص الأبدي مثل قائد المئة الذي بنى لليهود مجمعًا "يحب أمنا وهو بنى لنا المجمع (187)"، ومثل السامري الصالح الذي كان أكثر صلاحًا من اللاوي والكاهن اليهوديين (188)، والسامري الذي شفاه السيد من برصه وعاد ليشكره في حين كان معه تسعة من اليهود لم يفعلوا مثله (189).
كما ركز على تدوين الأقوال والعمال التي تؤكد شمولية الخلاص وعموميته، وغن المسيح قد جاء مخلصًا وفاديًا لكل البشرية في العالم كله من كل جنس ولون ولسان، وليس اليهود فقط، ولذا يرجع بنسب المسيح إلى آدم، أب البشرية كلها "ابن آدم ابن الله (190)"، وكانت بشارة الملاك وجمهور الجند السماوي للرعاة تعلن ميلاد مخلص كل البشرية "إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.. المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (191)"، ويعلن سمعان الشيخ بالروح القدس أن المسيح جاء لخلاص جميع الشعوب والأمم "لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدًا لشعبك إسرائيل (192)"، في نبوءة إشعياء عن يوحنا المعمدان معد الطريق للمسيح، يقول "ويبصر كل بشر خلاص الله (193)". وهو وحده الذي يسجل قول المسيح عن إرسالية إيليا للأرملة الوثنية في صرفة صيدا (194)، وتطهير أليشع لبرص نعمان السرياني (195). وهو وحده الذي يسجل إرسالية السبعين رسولًا (196) والذين يتفق الجميع إنها كانت للأمم، كما يسجل شفاء المسيح لعبد قائد المئة الروماني (197)، كما يسجل قول السيد المسيح "يأتون من المشارق ومن المغارب ومن الشمال والجنوب ويتكئون في ملكوت الله (198)"، كما يسجل إرسال المسيح لتلاميذه ورسله ليكرزوا بالإنجيل لجميع الأمم وإلى أقصى الأرض "وأن يكرز باسمه (المسيح) بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأً من أورشليم (199)"، "وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفى كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (200)".
كما دون الأحداث والأقوال التي تقدم المسيح صديق الخطاة وفاديهم ومخلصهم الرحيم، ومريح التعابى وشافي المرضى من جميع أمراضهم وأتعابهم، ومحب البشرية والراعي الصالح الذي يبحث عن الضال في مثل الخروف الضال "هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى توبة (201)"، وفى مثل الابن الضال "ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد (202)"، وفى مثل الدرهم المفقود "هكذا أقول لكم يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب (203)"، وكذلك في مثال الفريسي والعشار (204)، قدم المسيح غافر الخطايا مهما كانت، وفى قصة المرأة الخاطئة (205)، نرى المسيح الذي يبرر حتى الزواني. وعلى الصليب يقدم لنا المسيح الذي غفر لصالبيه "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (206)"، وعلى الصليب أنها يقبل توبة اللص المصلوب التائب ويعده بالفردوس (207).
كما يقدم المسيح محب الإنسانية، الذي يحب الجميع كأفراد، فهو يهتم حتى بأحقر الناس، ويحب الوضيع والمحتقر ويعطف على المريض، بل ويعطف حتى على الزواني والعشارين ويدعوهم للتوبة، ويطوب المساكين والفقراء بالروح والجائعين، ويشفى المقعد والعرج والأعمى، ويحب السامريين ويوبخ على التعصب الأعمى ضدهم ويرفض الانتقام من القرية السامرية التي رفضت استقباله وينتهر يعقوب ويوحنا لأنهما طلبا أن تنزل نار من السماء لتهلك هذه القرية "وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص (208)"، ورفض الفكر الطائفي "من ليس معي فهو على. ومن لا يجمع معي فهو يفرق (209)".
ويسجل الأحاديث والأحداث التي تقدم لنا المسيح كإنسان، فهو يدون قصة طفولته وميلاده بالتفصيل، فيذكر الحبل به بالروح القدس (210) وميلاده في الشهر التاسع (211) من الحبل به وختانه في اليوم الثامن لميلاده (212) ونموه في القامة والحكمة كإنسان "وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (213)، كما يسجل سموه وتفوقه منذ صبوته، فيذكر جلوسه في الهيكل كمعلم وسط العلماء وهو في سن الثانية عشر واهتمامه بما للأب "ينبغي أن أكون في ما لأبى (214)". ويذكر صلاته بجهاد ولجاجة في البستان ونزول "عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض (215)" وظهور ملاك له من السماء ليقويه كإنسان (216).
ويقدم المسيح الذي يكرم المرأة من خلال تسجيله لقصص مجموعة من النساء البارات القديسات، فيقدم العذراء القديسة مريم "الممتلئة نعمة" والتي استحقت أن تدعى ب "أم الرب (217)" لأنها ولدت الإله المتجسد، وأليصابات التي عرفت بالروح القدس المسيح وهو جنين في بطن أمه وحيت والدته (218)، وحنة النبية التي ظلت في الهيكل ولم تفارقه "نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلًا ونهارًا (219)"، ومريم أخت لعازر التي اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها (220)"، ومرثا أختها المضيافة، ومريم المجدلية ويونا وسوسنة وبقية النساء التلميذات اللواتي "كن يخدمنه من أموالهن (221)"، ثم يذكر عطف السيد المسيح على النساء المتألمات مثل أرملة نايين التي كانت تنوح على وحيدها الذي مات، فأقامه لها الرب (222)، والمرأة الخاطئة التي دهنت قدميه بالطيب وبدموعها ومسحتها بشعرها (223)، ونازفة الدم التي صرفت كل معيشتها على الأطباء (224)، والمرأة المنحنية (225)، والأرملة التي أعطت كل ما لديها لله (226)، وكذلك إشفاقه على بنات أورشليم اللواتي كن ينحن عليه وهو حامل الصليب (227). فقدم لهن السيد الحنان والحب والعطف والكرامة في عصر لم يبالى بالنساء وفى مجتمع كان الرجل فيه يشكر الله لأنه لم يخلقه امرأة، وكان الكتبة والفريسيون يجمعون أرديتهم في الشوارع والمجامع لئلا يلمسوا امرأة، وكان يعتبرونها جريمة أن ينظر رجل لامرأة غير محجبة. ولكن السيد المسيح عطف على المرأة ورفعها وكرمها واخرج من امرأة سبعة شياطين.
كما قدم المسيح محب الأطفال؛ إذ يضع هالة مقدسة وسحر سماوي على الطفولة التي تخلد الفردوس وتقدم البراءة في عالم خاطئ، فهو وحده الذي روى تفاصيل طفولة المعمدان وتفاصيل طفولة السيد المسيح وختانه وصبوته. ويروى لنا قصص "الابن الوحيد لأمه" ابن أرملة نايين، وابنة يايرس الوحيدة، والابن الوحيد الذي كان به روح يصرعه.
وأخيرًا يقدم لنا إنجيل الشعر الروحي؛ يقول الدارسون أن الإنجيل للقديس لوقا هو إنجيل الترانيم والتسابيح والتماجيد، وأفضل مرنم وأول كاتب ترانيم مسيحي هو القديس لوقا. فهو يقدم الشعر الروحي والديني الذي يستقر على حقائق وحق أبدى، والإنجيل كله مملوء بالحيوية الدرامية والتشويق، إذ يبدأ بالشكر والتسبيح. ويفيض الفصلين الأولين فيه بالفرح الاحتفالي والسرور والبهجة، إنهما فردوس من شذى الأزهار، وعزف بأحلى الألحان السمائية يرتل أجمل الترانيم والمزامير العبرية المسيحية السمائية، وفيهما نسمع تسبحة أليصابات وتسبحة القديسة مريم وبركة زكريا وترنيمة المجد التي شدت بها الملائكة في الأعالي، وتمجيد سمعان الشيخ بلسان الأجيال ووحي الروح القدس، ترانيم وتسابيح أبدية. والإنجيل كله ملئ بتمجيد الله وحمده، ففيه نرى الرعاة "وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه وقيل لهم (228)" بعد مشاهدتهم للطفل الإلهي، والمفلوج الذي شفاه الرب "مضى إلى بيته وهو يمجد الله (229)"، وجميع الذين شاهدوا معجزة شفائه أخذتهم "حيرة ومجدوا الله وامتلئوا خوفًا قائلين أننا قد رأينا اليوم عجائب (230)"، وعندما أقام الرب ابن أرملة نايين من الموت "أخذ الجميع خوف ومجدوا الله (231)"، وبعد أن شفى المرأة التي كان بها روح ضعف "استقامت ومجدت الله (232)"، والسامري الذي شفاه الرب من البرص "رجع يمجد الله بصوت عظيم (233)"، والأعمى الذي شفاه الرب بالقرب من أريحا "تبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب إذ رأوه سبحوا الله (234)".
رد مع اقتباس
  #99  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

مصادر إنجيل لوقا وتاريخ تدوينه


ويبدأ القديس لوقا الإنجيل الثالث بالمقدمة التالية "إذ كان كثيرون قد أخذوا يدونون قصة تلك الأحداث التي جرت يقينًا بيننا. كما تسلمناها من أولئك الذين رأوا بأعينهم وكانوا خدامًا للكلمة. رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء منذ الابتداء بتدقيق، أن أكتبها لك بحسب ترتيبها أيها العزيز ثيئوفيلوس. حتى تتحقق من صحة تلك الأمور التي تعلمتها (235)".
ومن هذه المقدمة نعرف الحقائق التالية:

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
إنه كان هناك كثيرون قد سبقوا القديس لوقا في تدوين رواية التسليم الرسولي كما سلمه تلاميذ المسيح ورسله شهود العيان.
وهذه الأحداث التي جرت كانت معاصرة للقديس لوقا وكانت معروفة لديه معرفة يقينية "التي جرت يقينًا بيننا"، وقد تسلمها من الرسل شهود العيان الذي تبعهم وتتلمذ على يديهم وكرز معهم.
وقد قام هو أيضًا بتدوين ما عمله وعلمه السيد المسيح متتبعًا كل شيء من الأول بتدقيق وسجل كل شيء ودونه بحسب ترتيبه الصحيح وبكل دقة المؤرخ المدقق وروحه.
فقد تبع القديس لوقا تلاميذ المسيح ورسله شهود العيان واستلم منهم الإنجيل شفاهة وأجزاء منه مدونة، حيث زار الكنائس الرسولية الرئيسية فيما بين أورشليم وإنطاكية وروما، وكرز مع مؤسسيها وقادتها من الرسل وخدم معهم وتعامل معهم مباشرة. فقد تقابل مع القديسين بطرس وبرنابا ومرقس في إنطاكية، كما تقابل مع القديس مرقس أنها في روما، وفى أورشليم تقابل مع يعقوب أخي الرب وكثيرًا من الرسل والشيوخ الذين كان الكثيرون منهم ما يزالون أحياء (236)، وكان في إمكانه أن يقابل العذراء القديسة مريم هناك أيضا، وذلك في رحلة القديس بولس الأخيرة، كما قابل فيلبس المبشر وبناته ومن كان معهم من الرسل في قيصرية وقضى سنتين مع القديس بولس فيها (237). وكان أمامه خلال سنوات سجن القديس بولس الأربع في قيصرية وروما وقت كافي ليقوم بعملية جمع شاملة للتسليم الرسولي الشفوي والمكتوب والذي استلمه من الرسل شهود العيان مباشرة، وليقوم أيضًا بدراسة واسعة وبحث دقيق للاستلام والحصول على المعرفة والمعلومات والنصوص والآيات سواء المكتوبة أو المحفوظة شفويًا. وكان أمامه كم كبير من الأقوال والأعمال التي تسلمها من الرسل شهود العيان ومن العذراء القديسة مريم والتي تسلم منها روايات وأحداث الفصلين الأولين، خاصة أحداث الحبل بالمسيح وميلاده وطفولته وصبوته، ويشير هو نفسه إلى ذلك بقوله "وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها (238)"، وكانت أمامه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها (239)". ويحتمل إنه قابلها فيما بين سنة 57 وسنة 59 م (أو 58-60).
وكان عليه أن يختار بإرشاد الروح القدس وينتقى بدقة مما تسلمه سواء شفاهة أو مكتوب، ويقوم بتدوين الإنجيل وكتابته على التوالي وبحسب الترتيب الدقيق والصحيح للأحداث وهو مسوق من الروح القدس الذي قاده وعلمه وأرشده وذكر أثناء التدوين والكتابة وساعده على اختيار الأقوال والأعمال بحسب الهدف الذي كان يكتب الإنجيل لأجله وبحسب غاية الروح القدس نفسه وتوجيهه وإرادته، وحفظه من الخطأ والزلل وعصمه.
وقد كُتب الإنجيل للقديس لوقا فيما بين سنة 58 و63 م قبل انتهاء سجن بولس في روما، وقد كتبه قبل كتابة سفره الثاني، سفر أعمال الرسل قبل إلى يتقرر مصير بولس الرسول حيث ينتهي السفر والقديس بولس أسير في روما.
رد مع اقتباس
  #100  
قديم 02 - 05 - 2014, 04:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem غير متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,216,768

الإنجيل للقديس يوحنا


بعد أن دُونت الأناجيل الثلاثة الولي قبل سنة 70م، دون القديس يوحنا تلميذ الرب والرسول الذي كان أحد التلاميذ الثلاثة المقربين من الرب، بل والتلميذ الذي كان الرب يحبه والذي اتكأ على صدره وقت العشاء، والذي سلمه السيد المسيح والدته وهو على الصليب ليرعاها كأمه. وقد دون الإنجيل في نهاية القرن الأول الميلادي حيث كان التلميذ الوحيد الباقي من تلاميذ الرب على قيد الحياة، فقد سبق أن وعده الرب بالعمر الطويل (240). وكان القديس يوحنا بطبيعته مؤهلًا من الروح القدس ليحفظ أعمق كلمات السيد المسيح اللاهوتية والروحية، وقد دون الإنجيل كما قال في نهايته "وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا إن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (241)". ولأنه دون هذا الإنجيل بهدف تأكيد الإيمان بأن يسوع هو "المسيح ابن الله"، كما دونه بعد انتشار الأناجيل الثلاثة الأولى بسنوات، لذا فقد تجنب ذكر أكثر ما دُون فيها وركز على تدوين أعمال السيد وأقواله التي تمت في قانا الجليل واليهودية والسامرة وبيت عنيا وحواراته مع رؤساء اليهود في أورشليم والهيكل وخطابه الوداعي الطويل بعد العشاء وصلاته الأخيرة قبل القبض عليه، كما دون شهادة يوحنا المعمدان عن المسيح كحمل الله الذي يرفع خطية العالم وكونه ابن الله النازل من السماء. وقد بدأ القديس يوحنا هذا الإنجيل بمقدمة لاهوتية تبرهن كون المسيح "كلمة الله" الأزلي والخالق الذي نزل في ملء الزمان و"اتخذ جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده (242)". وقد ركز على تسجيل أقوال المسيح التي تعلن إنه "كلمة الله" و"ابن الله" و"نور العالم" و"مخلص العالم" و"الواحد مع الآب" في الجوهر والإرادة والعمل، و"الطريق والحق والحياة" و"حمل الله الذي يرفع خطية العالم" و"الراعي الصالح" و"الملك السمائي" و"النازل من فوق" و"ماء الحياة" و"خبز الحياة" و"شافي الأمراض الميئوس من شفائها" و"خالق العينين للأعمى" و"محي الميت الذي تعفن جسده" وكلى القدرة الذي لا يستحيل عليه شيء "مهما عمل ذاك (الله الآب) فهذا يعمله الابن كذلك (243)" وكلى المعرفة الذي لا يخفى عليه شيء، ومرسل الروح القدس، والموجود في كل مكان، في السماء وعلى الأرض في آن واحد،.. إلخ. ومن ثم فقد وصفه بعض آباء الكنيسة مثل إكليمندس الإسكندري "بالإنجيل الروحي"، فهو "قدس أقداس" الأناجيل الأربعة بل والعهد الجديد.

كتاب الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟
وكما ركز القديس يوحنا على لاهوت المسيح فقد ركز أنها على ناسوته وإنسانيته وسجل أقوال كثيرة للرب عن تعبه وآلامه وجوعه وعطشه وأكله وشربه وكماله الجسماني كإنسان مكون من لحم ودم وعظام، وكماله الإنساني كإنسان مكون من جسد ونفس وروح. فقد سجل القديس يوحنا أقوال السيد وأعماله التي تبرهن على أنه ابن الله وكلمة الله الذاتي الذي نزل من السماء وحل بين البشر في صورة إنسان بعد أن اتخذ جسدًا "والكلمة صار جسدًا وحل بيننا"، ومن ثم فقد قدم المسيح الإله والإنسان، الإله المتجسد، الذي كان هو ابن الله وكلمة الله وابن الإنسان وآدم الثاني، كلمة الله الذي صار جسدًا وابن الإنسان الآتي على سحاب السماء وديان البشرية.
وقد دون القديس يوحنا الإنجيل الرابع وكتبه بالروح القدس، والقديس يوحنا هو الوحيد من الإنجيليين الأربعة الذي ذكر ودون أقوال السيد المسيح عن إرساله للروح القدس من الآب، ضمن خطابه الوداعي الطويل بعد العشاء الأخير وأوضح فيه عمل الروح القدس في التلاميذ والرسل أثناء شهادتهم للمسيح ودوره معهم: "يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم"، "فهو يشهد لي"، "فهو يرشدكم إلى جميع الحق.. ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني لأن يأخذ مما لي ويخبركم (244)". وهذا ما عمل الروح القدس تمامًا مع القديس يوحنا أثناء كرازته وعند تدوينه للإنجيل، فقد علمه ما لم يكن يعلمه وذكره بما قاله وعمله الرب وشهد للسيد المسيح ومجده. كان الروح القدس هو ضامن الحق للصورة الإلهية في الإنجيل الرابع وفى كل العهد الجديد، هذه الصورة التي لا يمكن لفنان مهما كان إيداعه في فنه أن يرسمها بدون وحي إلهي وعمل الروح القدس، وقد أصبح الإنجيل الرابع وكل العهد الجديد، كما يقول المؤرخ الكنسي فيليب شاف لغز في تاريخ الأدب وغير قابل للحل العقلي.
وقد آمنت الكنيسة ولمدة ثمانية عشر قرنًا تقريبًا على امرأة كاتب الإنجيل الرابع هو القديس يوحنا الرسول، تلميذ المسيح الذي كان يحبه إلى امرأة جاء من يدعى إيفانسون Evanson الإنجليزي (1792م) وقال بناء على ما تصور إنه اختلاف بين أسلوب سفر الرؤيا وأسلوب الإنجيل الرابع وزعم امرأة هذا الإنجيل لم يكتبه القديس يوحنا بل كتبه فيلسوف أفلاطوني من القرن الثاني، وانقسمت أراء النقاد بعد ذلك ودار بينهم صراع ما تزال آثاره موجودة، وتلقف أراء النقاد هذه بعض المهتمين بدراسة مقارنة الأديان في الشرق دون امرأة يهتموا بالمرة بالبراهين التي قدمها علماء الكنيسة أو بما تطورت إليه أراء هؤلاء النقاد بعد ذلك لأنها لا تحقق أهدافهم. وقد تراجع النقاد ومن تبعهم من العلماء عن هذه الآراء أمام البراهين الساطعة التي تأكدت تباعًا حتى وصلوا إلى حقيقة هامة ومجمع عليها، وهى أن هذا الإنجيل، الرابع وثيق الصلة بالقديس يوحنا ولا يبعد عنه بأي حال من الأحوال، فقد خرج من دائرته ومن تسليمه ومن تعليمه. وانقسمت أراء هؤلاء النقاد والعلماء إلى ثلاثة اتجاهات كلها تبدأ من القديس يوحنا وتنتهي إليه، وهى:
أن القديس يوحنا قد كتب هذا الإنجيل بمعونة أحد تلاميذه الذين كانوا معه، وهذا التلميذ لم يذكر اسمه وتحت ضغط القديس يوحنا لم يجعل أسمه، اسم القديس يوحنا، واضحًا في طيات الكتاب.
أن واحدًا من تلاميذ القديس يوحنا قد جمع هذا الإنجيل واستخدم في ذلك مذكرات أو مواعظ القديس يوحنا التي سمعها منه.
إنه كانت هناك مدرسة أسمها مدرسة يوحنا انتشرت فيها أفكار ومواعظ ومذكرات القديس يوحنا عن السيد المسيح، وهذه المدرسة هي المسئولة عن جمع هذا الإنجيل وكتابته.
ولكننا نؤمن إيمان راسخ مبنى على الحق والواقع ومؤيد بالدليل والبرهان على أن مدون هذا الإنجيل، الرابع، وكاتبه بالروح القدس هو القديس يوحنا، وبنفسه، سواء كان قد كتبه بقلمه أو أملاه على أحد تلاميذه.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لقد وصل الإنجيل إلينا فخلُصنا بدم المسيح الكفاري Mary Naeem قسم المواضيع المسيحية المتنوعة 0 08 - 10 - 2023 02:45 PM
«الإنجيل» أول كتاب تمت طباعته في العالم Mary Naeem معلومات عن الكتـاب المقدس 0 14 - 03 - 2018 02:03 PM
ما معني قول الرب في الإنجيل " أحبوا اعداءكم " ( متي 5: 44) ؟.. وكيف يمكن تنفيذ ذلك …؟ merona ركن أرشيف المواضيع 1 15 - 11 - 2014 03:16 PM
الإنجيل، كيف كتب، وكيف وصل إلينا؟ Mary Naeem معلومات عن الكتـاب المقدس 0 30 - 04 - 2014 04:49 PM
كيف كُتِبَ الإنجيل؟ وكيف وصل إلينا؟ Mary Naeem قسم الموضوعات المسيحية المتكاملة 15 20 - 11 - 2012 06:20 PM


الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024