منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 04 - 2024, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 159161 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نشيد دخول الملك:

+ يقول القديس جيروم:
مزمور 118 الذي كُتب خصيصاً لأجل مجيء المخلِّص، نقرأ فيه: «الحجر الذي رذله البنَّاؤون قد صار رأساً للزاوية، من قِبَل الرب كان هـذا وهو عجيب في أعيننا. هذا هـو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ولنبتهج فيه. يا رب خلِّص الآن، يا رب سهِّل سبلنا. مبارك الآتي باسم الرب» (مز 118: 22-26).

وفي اللغة العبرية نجد كلمة: «يا رب خلِّص» هكذا: ”أنَّا أدوناي أو سيانَّا“ التي فسرتها ترجمة سيماخوس (وأخذت عنها طبعة King James الإنجليزية) هكذا: «أتوسل إليك يا رب خلِّصنا، أتوسل إليك». وهذا يعني أن مجيء المسيح هو خلاص للعالم: «لم آتِ لأدين العالم بل لأُخلِّص العالم» (يو 12: 47)، «ونحن قد نظرنا ونشهد أن الآب قد أرسل الابـن مخلِّصاً للعالم» (1يو 4: 14).
 
قديم 28 - 04 - 2024, 12:30 PM   رقم المشاركة : ( 159162 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم:
«الذين تقدَّموا» يشيرون إلى الذين سبقوا أن هلَّلوا للمسيح
الذي سيأتي (في العهد القديم)، و«الذين تبعوا» يُسبِّحون
مهلِّلين لمجيء المسيح الذي تمَّ الآن.
 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 159163 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلام وتعليم ووصايا سيدنا المسيح على لسانكم
هي بلسم جروح لكل من هم حولكم ،
لذلك إجعلوا الرب يستوطن قلوبكم حتى تكون
كلمة الله وبشارته دائماً وابداً هي واجهتكم للجميع
فأفضل طريقة للبشارة هي ان نعيش تعاليم
ووصايا الرب وكلمته في حياتنا اليومية
 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:06 PM   رقم المشاركة : ( 159164 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبنى الغالى .. بنتي الغالية
أعرف ما في قلوبكم وأعلم بكل احتياجاتكم وطلباتكم
لذلك تعالوا إلي وافتحوا قلوبكم لي وسلمولي دفة حياتكم
حينها فقط سأروي ارواحكم العطشى من نهر محبتي
 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 159165 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس بروثاوس قس أثينا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 159166 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أنادي الله وأصرخ طالبا العون
أنادي الله فلعله يصغي إلي

(مز 77: 1)


 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 159167 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع قريب منك ويسرع لنجدتك



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 28 - 04 - 2024, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 159168 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الصلاة هي ان نتصل مع الله بأرواحنا واجسادنا وننقطع عن كل ما في العالم
الصلاة هي أهم ركن من أركان إيماننا المسيحي لأنها تربطنا مباشرة بخالقنا القدوس الحي
الصلاة هي الأنطلاق في رحلة من الأرض الى السماء
في هذا الأحد المبارك لنرفع جميعنا نحن المؤمنين بقلب واحد
ككنيسة واحدة صلاتنا إلى الرب ولنجعل خطايانا وذنوبنا تذوب
من حرارة صلاتنا وايماننا وثقتنا بالله ، ولنتحد سوية بجسد
المسيح الحي بأرواحنا واجسادنا حتى نكون كنيسة المسيح
الجديدة المقدسة الخالية من كل عيب وخطيئة ، فصلوا من أجل
بعضكم البعض وتشاركوا بروح المحبة والإخوة
والفرح والسلام مع جميع إخوتكم المؤمنين .
 
قديم 29 - 04 - 2024, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 159169 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

Rose رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المزمور الثَّاني وَالثَّلاَثُونَ
بركات الله للتائبين

لداود . قصيدة

"طوبى للذي غفر إثمه" (ع1)


مقدمة:

كاتبه داود النبي.

متى كتب؟ بعد المزمور الحادي والخمسين، الذي يبدأ بكلمات إرحمنى يا الله كعظيم رحمتك. وقد كتب داود هذين المزمورين بعد حوالي سنة من سقوطه في الزنا مع إمرأة أوريا الحثى، إذ أتى إليه ناثان النبي ونبهه، فكتب المزمور الحادي والخمسين، ثم كتب هذا المزمور.

هذا المزمور مشجع للتائبين، فإن كان المزمور الحادي والخمسين مملوءًا بالانسحاق أمام الله، فهذا المزمور يبين بركات الله لكل من يتوب.

هذا المزمور من مزامير التوبة السبعة وهي (مز6، 32، 38، 51، 102، 130، 143).

يعتبر أيضًا هذا المزمور -كما ذكرنا- من مزامير الشكر وهي المزامير من (مز30-34)، فداود هنا يشكر الله الغافر الخطايا.

يذكر جزء من هذا المزمور في سر المعمودية؛ لأن فيه يتم غفران خطايا المعمدين.

يعتبر هذا المزمور من المزامير البولسية، أي التي تتشابه كلماتها وأفكارها مع كلمات وأسلوب بولس الرسول وهي (مز32، 130، 143).

كان القديس أغسطينوس يحب هذا المزمور ويحرص على ترديده حتى نهاية حياته.

يسمى هذا المزمور في العبرية "أشير"، وهو أحد أسباط بني إسرائيل ومعناه يالسعادة، لأن هذا المزمور يبدأ في الآيتين الأولتين منه بكلمة "طوبى" أي يالسعادة.

هذا المزمور لا يوجد في صلاة الأجبية.

(1) الاعتراف والغفران (ع1- 6):ع1: طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ.

يظهر داود فرحه بغفران خطاياه بعدما أخطأ خطيته الشنيعة وهي الزنا والقتل، فيقول يالسعادة من يغفر له الله خطاياه، فيرفعها وينقلها عنه، ويلقيها في بحر النسيان.

الله بمحبته يستر على خطايا التائب، فلا تعود تظهر، أي يمحوها. وهذه محبة إلهية تفوق العقل؛ لأن أكثر شيء يؤرق الإنسان هو خطيته. والله بمحبته يزيلها تمامًا.

إن كان المزمور الأول يحدثنا عن سعادة السالك بالاستقامة، والمبتعد عن الشر، فهذا يحدثنا عن الإنسان المعرض للسقوط أثناء حياته على الأرض، ولكنه يحب الله ووصاياه، فيعود بالتوبة إلى الله، وحينئذ ينال غفرانه، فيفرح بهذا الغفران.

من هذه الآية نفهم أن الغفران هبة إلهية مجانية يهبها الله للتائبين، فالله يشفق على أولاده الضعفاء إن أخطأوا، ورجعوا إليه بالتوبة، فيمحو عنهم خطاياهم كأنهم لم يعملوها.


ع2: طُوبَى لِرَجُل لاَ يَحْسِبُ لَهُ الرَّبُّ خَطِيَّةً، وَلاَ فِي رُوحِهِ غِشٌّ.

يالسعادة وفرح الذي يغفر له الله خطاياه، وبالتالي يصبح نقيًا، وبهذه النقاوة يقف أمام الله يعاينه، ولا يظهر فيه أية خطية أمام كل السمائيين، فيصبح من حقه التمتع بالله وهو على الأرض، إلى أن يصل إليه في السماء.

إذ يتمتع هذا الإنسان بغفران الله، ونقاوة قلبه، يشعر بجرم الخطية، وحلاوة النقاوة، فيبتعد عن كل شر، وكل غش، أي يدقق في حياته وتصبح روحه نقية لا تريد أن تخطئ لانشغالها بالله.

إن الخطية تدنس الإنسان، وهذا التدنيس يكون للروح أولًا، ثم للجسد لأنه من فضلة القلب يتكلم اللسان، ولكن الأصعب أن يوجد غش في روح الإنسان، فهو يخدع نفسه، وليس الله بالطبع. وهذا الغش يجعله يتمادى في الخطية، فتسكن في داخله، وتظهر على جسده، مثل كلامه ونظراته وأفعاله؛ لذا من يتنقى من الغش يصبح بالحقيقة نقيًا.

اقبتس بولس الرسول (ع1، 2) من هذا المزمور وقالها في (رو4: 6-8) تأكيدًا لأهمية عمل نعمة الله في غفران خطايا الإنسان وليس أعمال الناموس.



ع3: لَمَّا سَكَتُّ بَلِيَتْ عِظَامِي مِنْ زَفِيرِي الْيَوْمَ كُلَّهُ،

بعدما سقط داود سكت ولم يعترف بخطيته أمام الله، ولا أمام الكاهن، ولم يقدم ذبيحة عن خطيته، ولا أمام نبى مثل ناثان؛ لذا كان ضميره ينخسه، ويحاول الهرب منه، فظل مضطربًا، فاقدًا سلامه.

توبيخ ضمير داود له لم يهدأ، خاصة وأن داود إنسان روحي يعرف الله ووصاياه جيدًا، وتوبيخ الضمير أتعب داود، ليس فقط في روحه، فكانت مضطربة، بل تأثر جسده أيضًا. ويعبر داود عن عمق آلامه فيقول بليت عظامى، أي عانى متاعب داخلية كثيرة حتى كادت عظامه أن تتلف وتنحل، وهي أقوى شيء داخل الجسم.

ظهر ضيق داود وتأثره من توبيخ ضميره في تنهد قلبه المتوجع كل يوم وطوال اليوم، وعبر عن ذلك في أنه كان متوجعًا مع كل زفير يخرج من أنفه، أي كان متوجعًا توجع دائم، ولعل هذا التنهد كان بصراخ قوى، إما في داخله، أو حتى بصوتٍ عالٍ مسموع، لم يفهمه من حوله، أو لعلهم ظنوا أنه متألم من شيء ما؛ حتى أن بعضهم قالوا أنه أصيب بمرض جسدي من كثرة توبيخ ضميره له.

إن سكوت داود هو سكوت عن الصلاة وتسبيح الله، فالخطية تحجز الله عنا وتفصلنا عنه، فنفقد تمتعنا به، وتضعف، أو تقف صلواتنا، ولكن بالتوبة يمكن استعادة القدرة على الصلاة.



ع4: لأَنَّ يَدَكَ ثَقُلَتْ عَلَيَّ نَهَارًا وَلَيْلًا. تَحَوَّلَتْ رُطُوبَتِي إِلَى يُبُوسَةِ الْقَيْظِ. سِلاَهْ.

يبوسة:
جفاف.

القيظ: الحر الشديد.

يد الله كانت مساندة لداود، ولكن عندما أخطأ ثقلت عليه يد الله حتى يتوب، فبعدما أخطأ مع امرأة أوريا الحثى، وولد طفل من الزنا صلى داود، ولكن الطفل مات، ثم أخطأ آمنون بن داود مع أخته ثامار، وبعد ذلك قتله أخوه أبشالوم، ثم هرب وبعد رجوعه هيج الشعب وقام بخلع داود من على عرشه وطرده من المملكة. كل هذه هي يد الله التي ثقلت على داود؛ لتتعمق توبته، فينال مراحم الله.

بسبب الضيقات التي سمح بها الله لداود تحولت حياته الداخلية من الرطوبة؛ أي التمتع بعمل الله فيه إلى يبوسة شديدة، فشعر بالضيق والضغط، وحينئذ إلتجأ إلى الله الذي سامحه ونقل عنه خطيته.

تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه، وهي نغمة موسيقية، وتعنى هنا طلب مراحم الله؛ لأن داود في ضيقة ومحتاج إلى عطف الله وحنانه.



ع5: أَعْتَرِفُ لَكَ بِخَطِيَّتِي وَلاَ أَكْتُمُ إِثْمِي. قُلْتُ: «أَعْتَرِفُ لِلرَّبِّ بِذَنْبِي» وَأَنْتَ رَفَعْتَ أَثَامَ خَطِيَّتِي. سِلاَهْ.

وصل داود إلى حل مشكلته، وهو الاعتراف بخطيته أمام الله، وأمام رجله ناثان النبي، وبهذا تخلص من خطيته إذ نقلها الله ورفعها عنه.

تخطى داود حاجز الخجل، والكبرياء بأن اعترف بخطيته ولم يكتمها وكان اعترافه اعترافًا علنيًا؛ حتى أنه كتبها في مزاميره، وتذلل أمام الله، إذ شعر بجرم خطيته، فلم يعد يهمه كرامته أمام الناس.

الاعتراف الذي قاله داود يعلن رفضه وكراهيته للخطية، وفضح للشيطان الذي أسقطه، وبهذا استعاد داود بنوته لله، الذي غفر له وأعاد إليه نقاوته.

إن رفع الله خطية داود عنه أعطى داود سلامًا داخليًا، ولكن الله سمح له بقصاص في مشاكل مرت به ذكرناها في الآية السابقة. فإن كان الله قد غفر خطيته، ولكنه بهذا التأديب أراد أن يعمق فكر التوبة داخل داود؛ حتى يرفض بعد ذلك أية خطية.

الله يريد بمحبته أن يغفر خطايا أولاده، ولكنه ينتظر توبتهم واعترافهم، فعندئذ يسرع للغفران، ويعيدهم إلى بنوتهم له، فيتمتعون برعايته. وذلك لأن داود عندما واجهه ناثان اعترف في الحال بخطيته عكس ما حدث مع قايين الذي نبهه الله ليعترف بخطية قتله لأخيه، فرد بوقاحة، وقال أحارس أنا لأخى فلم تغفر له (تك4: 9). فداود وقايين سقطا في خطية، ولكن داود اعترف باتضاع أمام الله، أما قايين فرد على الله ببجاحة وكبرياء.

تنتهي هذه الآية بكلمة سلاه وهي نغمة موسيقية وتعنى هنا شكر الله والفرح بغفرانه. وبهذا تختلف عن كلمة سلاه التي في الآية السابقة، فالنغمتان مختلفتان بحسب معنى الآية السابقة لكلمة سلاه.



ع6: لِهذَا يُصَلِّي لَكَ كُلُّ تَقِيٍّ فِي وَقْتٍ يَجِدُكَ فِيهِ. عِنْدَ غَمَارَةِ الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ إِيَّاهُ لاَ تُصِيبُ.

غمارة المياه:
مياه كثيرة تغمر الأرض، أو الإنسان، مثل الطوفان.

لأن الله غافر الخطايا، فكل إنسان يخاف الله ويحيا معه، يؤمن بمحبته ويسرع إليه بالتوبة لينال غفرانه.

الصلاة ليست فقط للاعتراف بالخطية، ونوال الغفران، بل إن من يتقى الله ويسقط في الخطية، يشعر أنها تحجز الله عنه، وتضعف صلاته، فيسرع إلى التوبة ويستعيد صلاته، بل تصبح أكثر حرارة لشعوره باحتياجه لله.

عندما يشعر التقى بالتوبة عن خطيته، في هذا الوقت يستطيع أن يجد الله الرحوم، الذي يصلى إليه معترفًا بخطاياه، فينال غفرانه.

من يتقى الله دائمًا ويخافه، يشعر بوجوده الدائم، فالله موجود في كل حين، ولذا فالصلاة متاحة للإنسان في كل حين.

عندما تمر بالإنسان ضيقات شديدة حتى يكاد يهلك كما حدث أيام الطوفان، يسرع إلى الله بالتوبة، فلا يصيبه أذى، بل ينقذه الله، كما أنقذ نوح وأسرته.

غمارة المياه الكثيرة ترمز ليوم الدينونة، حيث يطلب الأشرار أن تغطيهم الجبال والآكام، أما أولاد الله فلا يصيبهم أذى، بل عندما يظهر الله يأخذهم إليه ويشبعهم بمحبته.

† إن باب التوبة والاعتراف هو أكبر نعمة يهبها الله لنا، فأسرع إليه بالتوبة إذا سقطت في خطية واثقًا من محبته وغفرانه، بل على قدر إحساسك بجرم الخطية قدم صلوات ودموع أمام الله طوال حياتك، وهكذا تمتزج دموعك بمشاعر السلام والفرح والشكر لله غافر خطيتك.


(2) بركات الله للمتكلين عليه (ع7-11)ع7: أَنْتَ سِتْرٌ لِي. مِنَ الضِّيقِ تَحْفَظُنِي. بِتَرَنُّمِ النَّجَاةِ تَكْتَنِفُنِي. سِلاَهْ.

تكتنفنى:
تحيط بى من كل جانب.

عندما يرى الله توبة أولاده يستر عليهم، فلا ينفضحون أمام الناس، فإذا فضحوا الشيطان بالتوبة يستر عليهم، وإذ كتموا خطاياهم ينفضحون أمام الناس، خاصة في اليوم الأخير.

ستر الله على التائب يعنى أيضًا أن يحميه من السقوط في خطايا جديدة، سواء نفس خطيته التي سقط فيها، أو أية خطايا أخرى.

إن مرَّت بهذا التائب ضيقات لتأديبه يحفظه الله فيها، فلا يسقط في الخطية، بل يتعلم من التأديب ويرجع إلى الله بكل قلبه، أي يحيا توبة أعمق.

عندما ينجى الله التائب من خطايا كثيرة، يفرح ويسبح الله ويرنم له، فيتمتع بالصلاة. وهكذا يمتلئ قلبه فرحًا، ويحوطه أيضًا الفرح، فيظهر على وجهه بابتسامة وسلام قلبى.

كلمة سلاه هنا هي نغمة موسيقية تعنى الفرح والتسبيح والشكر.



ع8: «أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ.

يعد الله داود وكل التائبين بأن يعلمه طريق الحياة معه حتى يسلك في الحياة الجديدة، بعدما تخلص من خطيته. وسلوكه هذا يمتعه بعشرة الله، فيرفض الخطية، وبهذا يحميه من السقوط في خطايا كثيرة.

الوعد الثاني أن يرشد الله التائبين للطريق التي يسلكون فيها، حتى لا يستطيع العالم أن يخدعهم بطرقه المعوجة، مهما كانت تشكيكات العالم. ويتغلبون أيضًا على كل يأس وإحباط اللذين يسدان الطرق أمامهم، فيرشدهم الله إلى الطريق المفتوح المؤدى إلى الحياة الأبدية.

الوعد الثالث هو أن ينصحه الله، حتى يحترس من السقوط مرة أخرى، وكذلك ليسعى في طريق الفضيلة، فتزداد عشرته مع الله.

الوعد الرابع هو عناية الله الدائمة ورعايته له، فتكون عينه على التائب؛ ليحفظه من كل شر وينبهه من أي خداع شيطانى، ويرعاه في كل خطواته، وبهذا يثبت في طريق البر.



ع9: لاَ تَكُونُوا كَفَرَسٍ أَوْ بَغْل بِلاَ فَهْمٍ. بِلِجَامٍ وَزِمَامٍ زِينَتِهِ يُكَمُّ لِئَلاَّ يَدْنُوَ إِلَيْكَ».لجام: قطعة حديدية توضح في فم الفرس، أو البغل لمنعه من السير، أو الجرى.

زمام: شريط من الجلد يربط اللجام من الناحيتين للتحكم في حركة الفرس، أو البغل.

يكم: يعتبر اللجام ككمامة، أي مانع يوضع على فم الفرس للتحكم في حركته.

يحذر الله أولاده أن يسلكوا كالحيوانات، مثل الفرس والبغل اللذين يتميزان بالكبرياء والشهوة، بل يكونون هادئين، متضعين، يحيون في طهارة؛ ليتمتعوا بعشرة الله.

إن الفرس والبغل يوضع في أفواههما اللجام والزمام؛ لضبطهما ومنعهما من الاندفاع، أما الإنسان فقد وضع الله فيه الضمير ليضبطه ويمنعه من كل شر. وفى العهد الجديد منحه الروح القدس؛ لينخس قلبه إن أخطأ ويحذره من كل شر.

الفرس والبغل يرمزان للأشرار المتكبرين، الشهوانيين، والله يمنعهم، حتى لا يقتربوا من أولاده ويؤذونهم، فيسمح للأشرار بضيقات؛ حتى لا يتمموا شرورهم ضد أولاد الله، أو ينبههم بوصاياه، ويخيفهم بالدينونة الأخيرة؛ حتى يبتعدوا عن الشر.



ع10: كَثِيرَةٌ هِيَ نَكَبَاتُ الشِّرِّيرِ، أَمَّا الْمُتَوَكِّلُ عَلَى الرَّبِّ فَالرَّحْمَةُ تُحِيطُ بِهِ.

نكبات:
مصائب.

الأشرار يتعرضون لضيقات كثيرة،سواء ضيقات خارجية، مثل الأمراض والمشاكل والمصائب الخارجية، أو ضيقات داخلية، وهي توبيخ ضمائرهم لهم، فهم فاقدو السلام دائمًا؛ حتى لو ضحكوا وانغمسوا في الشهوات المختلفة.

الإنسان الذي يحيا مع الله ويتكل عليه ويتوب عن خطاياه، ينال مراحم الله، وعلى قدر توبته يحوطه الله بمراحم وبركات كثيرة، فيزداد اتكاله على الله وتمتعه بحبه. ويحميه الله من فخاخ الشياطين؛ حتى لا يسقط في الخطايا المتنوعة.



ع11: افْرَحُوا بِالرَّبِّ وَابْتَهِجُوا يَا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ، وَاهْتِفُوا يَا جَمِيعَ الْمُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

يختم داود المزمور بدعوة أولاد الله للفرح بالله، الذي يحمى أولاده ويغفر خطاياهم، ويفيض عليهم بركات كثيرة، فيشكروه ويتمتعون ببركاته.

من يتمتع بالفرح هو من اقتنى القلب النقى المستقيم، ثم ظهرت نيات قلبه النقية في سلوك حسن هو سلوك الصديقين، فالبر الخارجي ناتج من نقاوة داخلية، ولذا ففرح الصديقين داخلي لا يُنزع منهم؛ لأنه داخل قلوبهم، أما الأشرار فأفراحهم خارجية زائلة.

إن كان الفرح هو نصيب الأبرار، فهذا عدل إلهى؛ لأن الأشرار نصيبهم هو النكبات -كما في الآية السابقة- فلا يمكن أن يتمتع بالسلام الداخلي والفرح الحقيقي إلا أولاد الله، الذين يخافونه.

يبدأ هذا المزمور بتطويب من غفرت خطاياه، وينتهى بفرح الصديقين ومستقيمى القلوب. وهذا يبين أهمية التوبة التي ترفع خطايا الإنسان وتملأ قلبه فرحًا، فيشكر الله كل حين.

† إن كانت التوبة تعطى كل هذه البركات، لذا ليتنا نسرع إليها كل يوم، بل بعد السقوط مباشرة، فنتضع أمام الله، ويفيض علينا بمراحمه وبركاته.


المزمور الثَّالِثُ وَالثَّلاَثُونَ
هتاف النصرة

"اهتفوا أيها الصديقون بالرب..." (ع1)


مقدمة:

كاتبه: لا يوجد في النسخة العبرية عنوان لهذا المزمور؛ ولذا فهو ضمن المزامير اليتيمة، ولكن الترجمة السبعينية تنسبه لداود.

متى قيل: بعد انتصار داود في معركة مع الفلسطينيين، ولكنه تعرض للموت فيها على يد أحد أبطال الفلسطينيين الذي يسمى "يشبى بنوب" ولكن أنقذه الله بمساعدة أبيشاى بن صروية، ابن أخت داود (2 صم21: 16، 17).

مزمور ليتورجى: كان هذا المزمور يرنم في الهيكل، خاصة في الأعياد، وكانت فرق الترنيم تردد هذا المزمور مقابل بعضها البعض، فكانت كل فرقة تردد آية، أو بضعة آيات، ثم يختمون في النهاية بآيات يرددها الكل معًا؛ وهي الآيات الأخيرة في هذا المزمور.

مزمور شكر: هذا المزمور أحد مزامير الشكر الخمسة. التي هي من مزمور 30-34. وبداية هذا المزمور مرتبطة بنهاية المزمور السابق له.

مزمور تعليمى: لأنه يعلم أن الله هو أقوى قوة في العالم، والمنتصر على الأمم؛ لذا يمجده شعبه.

لا يوجد هذا المزمور ضمن مزامير الأجبية.




(1) أسباب شكر الله (ع1-11):



ع1: اِهْتِفُوا أَيُّهَا الصِّدِّيقُونَ بِالرَّبِّ. بِالْمُسْتَقِيمِينَ يَلِيقُ التَّسْبِيحُ.

الصديقون:
الأبرار.

الهتاف هو أعلى تعبير عن التهليل. فهو ليس تهليلًا داخلي في القلب، ولكنه يعبر عن نفسه بصوت عالى. ومن يتهللون هم الأبرار؛ الذين تتسم حياتهم بالفرح الدائم بالله.

الهتاف والتهليل والفرح هو بالرب، أما الأشرار فيتهللون بالخطية،والجسدانيون يتهللون بالماديات الزائلة. ولكن الأبرار يكون تهليلهم بالله؛ وحتى لو فرحوا بأى شيء مادي يعتبرونه عطية من الله يشكرونه عليها، ولا يكون فرحهم بالماديات في حد ذاتها.

المستقيم القلب هو من يحفظ وصايا الله، ويرفض الشر، فيستنير قلبه، فيرى الله، وبالتالي ينجذب إلى تسبيحه، بل ويتمتع بهذا التسبيح، فهو أنسب شيء لحياته، بل إن أعماله وكلامه في كل نواحى الحياة هي شهادة لله وتسبيح لاسمه القدوس، وليس فقط كلمات التسبيح.



ع2: احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ.

العود: من أقدم الآلات الوترية، وهو صندوق خشبى كبير، يوجد بسطحه ثقوب تشد عليه الأوتار وهي خمسة أوتار ثنائية.

الربابة: آلة وترية عبارة عن صندوق خشبى صغير، يُشد عليه عشرة إلى إثنى عشر وتر، وكان يعزف قديمًا على الأوتار بالأصابع، أو ريشة طائر.

يدعو داود إلى شكر الله على عطاياه وإحساناته، ومصاحبة هذا الشكر بأنغام تضرب على آلة العود. وكانت العبادة اليهودية تصاحبها الآلات الموسيقية؛ لأن المستوى الروحي لليهود كان يحتاج إلى آلات موسيقية، ولكن في كنيسة العهد الجديد صار التسبيح دون آلات موسيقية؛ كما أعلن القديسون مثل يوحنا ذهبى الفم وديديموس. ولم تدخل الآلات الموسقية في العبادة المسيحية إلا من القرن الثالث عشر، فقبلتها الكنيسة الكاثوليكية ثم الكنيسة البروتستانتية، أما الكنيسة الأرثوذكسية فمازالت تعتمد على حنجرة الإنسان، ولم توجد إلا آلات إيقاعية لتنظيم الأصوات، وهي الدف والتريانتو.

الآلات الموسيقية ترمز إلى استخدام الإنسان لجسده ونفسه، أو لسانه وذهنه في تسبيح الله. أما العشرة أوتار التي للربابة فترمز لإسم يسوع الذي بدايته حرف يوتا "I" وهي رقم 10 في اللغة القبطية واليونانية.

العشرة أوتار ترمز للجسد والنفس؛ لأن الجسد له خمسة حواس، والنفس لها الحواس الداخلية، فيكون مجموع الإثنين عشرة، أي أن الإنسان يسبح الله بكل كيانه.



ع3: غَنُّوا لَهُ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً. أَحْسِنُوا الْعَزْفَ بِهُتَافٍ.

الأغنية الجديدة تقدم لله؛ لأن مراحم الله جديدة في كل يوم؛ لذا نقدم له أغنية وتسبيح متجدد كل يوم.

الأغنية الجديدة رمز لتسابيح الكنيسة في العهد الجديد، ورمز أيضًا لتسبيح السمائيين كما يحدثنا سفر الرؤيا (رؤ5: 9؛ 14: 3).

نسمع في سفر المزامير أن الخلائق كلها تسبح الله، الجبال، والأنهار، وكل المخلوقات. وهذا تسبيح جديد، أي خضوع الخليقة كلها لله خالقها، وشكره على إحساناته ورعايته لها، ويرأس هذا التسبيح الإنسان.

ينادى داود أيضًا أن يصاحب العزف الحسن هتاف، وهو أعلى تعبير عن الفرح والتهليل، وهو التسبيح بصوت عالى، وهذا يرمز إلى تسابيح العهد الجديد وهتافها العالى من القلب، فمع النمو الروحي يبدل الإنسان الأصوات العالية بالمشاعر العالية. وفى العهد القديم نجد صور لهذا الحديث القلبى القوى، كما قال الرب لموسى عند البحر الأحمر، عندما وجد فرعون وجيشه يتبعه وكان موسى صامتًا يصلى في داخله بعمق، فقال له لماذا تصرخ إلىَّ، مع أنه لم يفتح فاه (خر14: 15).



ع4: لأَنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَكُلَّ صُنْعِهِ بِالأَمَانَةِ.

كلمة الرب هي الأقنوم الثاني المسيح إلهنا، وهي مستقيمة أي ليس فيها اعوجاج، بل صادقة وكاملة.

كلمة الرب مستقيمة؛ لأنها تعلمنا الاستقامة بواسطة وصاياه، فنسلك باستقامة في كل أعمالنا، بالإضافة إلى أفكارنا ونياتنا.

إن كلمة الله تجذبنا وتقودنا لله، الذي هو الاستقامة، فنؤمن به ونحيا معه في استقامة.

إن كلمة الله المستقيمة تجعل داخلنا مثل خارجنا، فنكون أمناء مثل الله وليس عندنا أي رياء، أو نفاق.

إن كل صنائع الله، أي مخلوقاته عملها بدقة وأمانة، وكلها تشهد له أنه خالقها، فهي تدعو الإنسان أن يؤمن بالله. فكلما نظر إليها يمجد الله.



ع5: يُحِبُّ الْبِرَّ وَالْعَدْلَ. امْتَلأَتِ الأَرْضُ مِنْ رَحْمَةِ الرَّبِّ.

الله هو البار القدوس، فهو بطبيعته يحب البر، أي النقاوة والصلاح، وبالتالي يحب كل أولاده الذين يسلكون بالبر، وإن أخطأوا يعودون بالتوبة إلى النقاوة.

الله كامل في بره، وكامل في عدله، فهو يرفض الخطية ويتنافر معها.

وإن كان يعطف على الضعفاء ويرحمهم إن تابوا، بل ويدعوهم إلى التوبة برحمته، ولكنه لا يطيق المتمردين، والمستبيحين، والخطاة، الذين يبررون أخطاءهم، فيصرون عليها. وإن كان يطيل أناته عليهم، ولكن في النهاية لابد أن يواجهوا عدله في يوم الدينونة؛ ليعاقبوا عن خطاياهم.

الله كامل أيضًا في رحمته، ورحمته غير محدودة، فهي أوسع من جميع خطايا البشر، وقادرة أن تغفر لكل التائبين. والله يتقدم برحمته نحو كل الأبرار، والأشرار ليدعوهم إليه، ولكن الذي يتمتع بفيض مراحمه هم الأبرار.

الرحمة ناتجة من حب الله للبشر، فتسعى نحو الكل، ولكن البشر بسبب خطاياهم يحركون عدل الله ليعاقبهم. والله كامل في رحمته وعدله.



ع6: بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ، وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا.

نسمة فيه: الهواء الخارج من فمه؛ أي فم الله.

الله صنع السموات بأمره، أي بكلمته، وبكل سهولة وبقدرته الكاملة صنع السموات، ولم يحتج لأحد يعاونه في ذلك.

بنسمة فم الله، أي بروحه القدوس صنع جنود السموات. والمقصود بجنودها:

أ - الكواكب والشموس التي تتحرك بنظام دقيق في طاعة كاملة لله، كالجندى الملتزم بأوامر قائده.

ب - الملائكة المطيعون لأوامر الله، ويعملون كل ما يطلبه منهم.

يظهر في هذه الآية الثالوث القدوس الذي خلق السموات وما فيها. فيذكر الرب، أي الآب، وكلمته، أي الابن، ونسمة فيه، أى الروح القدس.

الله القدوس خلق السموات مقدسة؛ ليسكن فيها الإنسان بعد أن يكمل جهاده على الأرض ويصير نقيًا ومقدسًا؛ ليصلح لسكنى السماء. فالأبرار هم بشر سماويون يحيون بفكر السماء وهم على الأرض، فيتسحقون في النهاية أن يمجدهم الله في ملكوته السماوى.



ع7: يَجْمَعُ كَنَدٍّ أَمْوَاهَ الْيَمِّ. يَجْعَلُ اللُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ.

كند: الند هو الكوم، أو التل.

أمواه: مياه كثيرة.

اليم: البحر.

اللجج: المياه العميقة.

أهراء: مخازن.

تظهر هذه الآية قدرة الله الذي يضبط الأرض والبحار، كما أن السماء تحت سلطانه. فهو قادر أن يجمع المياه في أكوام. وهذا ضد طبيعة الماء، كما حدث عند شق البحر الأحمر بيد موسى، وصنع طريقًا بين سورين من الماء، وعبر شعبه على اليابسة.

البحار العميقة مخيفة جدًا، حتى ظنها البعض قديمًا مسكن الشيطان، لكن هذه الأعماق، أي اللجج يجمعها الله في مخازنه، وهو متحكم فيها، بل يملأها بالخيرات المفيدة للإنسان، مثل الأسماك.

إن البحر يرمز للعالم الذي هو تحت سلطان الله، فيتحكم فيه لمصلحة الإنسان، فلا يخشى أولاد الله من متاعب العالم؛ لأن الله يحميهم، فهو ضابط الكل.



ع8، 9: 8 لِتَخْشَ الرَّبَّ كُلُّ الأَرْضِ، وَمِنْهُ لِيَخَفْ كُلُّ سُكَّانِ الْمَسْكُونَةِ. 9 لأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ.

يدعو داود كل البشر إلى مخافة الله؛ لأنه خالق الكل، وبيده حياة الكل، وهو ضابط الكل أيضًا، ولذا فإن رأس الحكمة هو مخافة الله.

تظهر عظمة الله في أنه خلق كل شيء بكلمته، وكلمته هي الأقنوم الثاني، المسيح إلهنا. وبمجرد أن يأمر الله توجد الخليقة بكل حسنها وجمالها؛ لذا فينبغى أن تمجده كل الخليقة ويسبحه جميع البشر.



ع10، 11: 10 الرَّبُّ أَبْطَلَ مُؤَامَرَةَ الأُمَمِ. لاَشَى أَفْكَارَ الشُّعُوبِ. 11 أَمَّا مُؤَامَرَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الأَبَدِ تَثْبُتُ. أَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ.

الله خلق كل خليقته حسنة وجيدة، ولكن بعد سقوط الإنسان فكر الأشرار بالشر ودبروا مكايدهم، والله رأى كيف انحرفوا وساروا خطوات في الشر، لكنه تدخل وأبطل مؤامراتهم عندما كانت هذه المؤامرات موجهة لأولاده الأتقياء، فأنقذهم منها، كما أبطل مشورة أخيتوفل ضد داود، وأنقذه من يد أبشالوم ابنه (2 صم17: 23)، وكما أبطل مؤامرة هامان ضد شعب الله أيام أستير ومردخاى (اس7: 10).

مؤامرة الله هي فكره وتدبيره، فالمؤامرة هي ما يجتمع عليه الناس في مؤتمر، وهنا نجد الله بثالوثه القدوس له فكر، وهذا الفكر ثابت لا يمكن تغييره، ولا يستطيع أحد مهما كانت قوته أن يبطله، حتى لو ظن الناس أن الله يرجع في كلامه ويغير ما أعلنه، كما حدث مع أهل نينوى (يون3: 10) ولكن فكر الله ثابت، فقد دبر أن يهدد أهل نينوى، ثم يعود فيسامحهم عندما يتوبون، إذ أن الله بسابق علمه يعرف كل شيء، وبالتالي فكره ثابت.

حيث أن أفكار الله ثابتة، ومؤامرة الأشرار يمكن إبطالها، فلا ينزعج أولاد الله، بل يصلون في كل ضيقة، فينقذهم الله، ويبطل مشورة أعدائهم، كما حدث أيام حزقيا عندما هجم عليه سنحاريب فهلك جيشه.

إن الله عندما خلق البشر وكل العالم، لم يهملهم ويتركهم بعد ذلك، ولكنه وضع في خطته تدبير ورعاية أولاده، فلا يترك الأشرار يتحكمون فيهم، أي أنه يستطيع أن يحفظ أولاده وسط الضيقات، ويهلك الأشرار. وإن احتمل أولاده آلام، أو ماتوا لأجل اسمه، يكافئهم بالحياة الأبدية، ويعاقب الأشرار.

† إن كان الله هو ضابط الكل ويدبر كل شيء لخيرك، فلماذا تقلق؟ ! .. اتكل عليه واطلب احتياجاتك وألح عليه، فهو سيدبر كل شيء لخيرك.



(2) بركات الله لخائفيه (ع12-19):



ع12: طُوبَى لِلأُمَّةِ الَّتِي الرَّبُّ إِلهُهَا، الشَّعْبِ الَّذِي اخْتَارَهُ مِيرَاثًا لِنَفْسِهِ.

الله يُقَدِّر جدًا حرية الإنسان، فالأمة التي تطلب الله إلهًا لها بإرادتها تنال بركة عظيمة؛ لأن الله سيقودها في طريق الخلاص ويحميها، ويمتعها ببركاته.

يطوب الله أيضًا من اختاره؛ ليكون شعبًا له، وهذا الاختيار مبنى على تجاوب الشعب مع الله وإيمانه به. فالله يعرف القلوب، وكل شيء مكشوف وعريان أمامه.

اختيار الله لأولاده المؤمنين هو اختيار ليهبهم أمجاد على الأرض وفى السماء. فهم ميراث له يباركهم، ويثبتهم معه إلى الأبد.

إن شعب الله ميراث له، فهم البشر الذين أحبوا الله من وسط العالم كله. فالله يفرح بهم؛ لأنهم تجابوا مع حبه. وهم وحدهم الذين يحيون له، فهم ميراثه.

لعل في كلامه عن الأمة إشارة إلى دخول الأمم في الإيمان، حين يختارون الله إلهًا لهم، وهذا ما حدث في العهد الجديد عند إيمانهم بالمسيح إلهنا.

نلاحظ أن التطويب يرجع إلى الإيمان بالله ولشعب الله الذين اختاروه لهم إلهًا، وليس راجعًا للبر الذاتي، أو الأعمال الشخصية البعيدة عن الإيمان، أي أعمال الناموس.

إن اختيار الله لبعض الناس يعنى أن كثيرين لم يختاروا، فهذا يدعونا للتمسك بالله والثبات في الإيمان، حتى نكون من المختارين. لأنه لو كانت عبادتنا سطحية، أو تهاونا مع الخطية، فإننا نفقد مكاننا كأولاد الله.



ع13، 14: 13 مِنَ السَّمَاوَاتِ نَظَرَ الرَّبُّ. رَأَى جَمِيعَ بَنِي الْبَشَرِ. 14 مِنْ مَكَانِ سُكْنَاهُ تَطَلَّعَ إِلَى جَمِيعِ سُكَّانِ الأَرْضِ.

الله ينظر من السماء، فهو أسمى من كل الخلائق، ولكن حبه يدعوه إلى الاهتمام بخلائقه، فهو بطبيعته يسعى إلينا، ويتنازل ليقترب منا ويرعانا ويهتم بنا. وقد ظهر عظم حبه في تجسده، إذ اتحد بنا وعاش بيننا؛ ليكون مثالًا لنا، كيف نحيا أمامه.

إن الله يرى كل البشر، وليس شيئًا مخفيًا عنه، وهو يفيض بخيراته على الكل، وفى نفس الوقت ما دام كل شيء مكشوف أمامه، يلزم أن نخافه، وإن أخطأنا نسرع بالتوبة إليه، لنستعيد بنوتنا ونتمتع ببركاته.

إن الله ينظر إلى أعماق الإنسان، وليس فقط ظاهره، فهو يعرف النيات الداخلية لكل أحد، فيكافئ الأبرار، ويجازى أيضًا الأشرار المنافقين المرائين.

إن مكان سكنى الله ليس فقط في السماء إعلانًا عن سموه، ولكنه باتضاعه يسكن أيضًا في قلوب أولاده، ويتطلع إلى البشر الغير مؤمنين به؛ ليعلن نوره من خلال أولاده، فإذ يرى الناس أعمال أولاده الصالحة يمجدونه.

إن نظر الله إلينا هو نظر رعاية وحب؛ ليعتنى بنا بواسطة ملائكته، فيرسلهم إلينا ليعلن حبه لنا، واهتمامه بخلاصنا.

إن نظر الله إلينا ليس مجرد نظر للمعرفة، أي نظرة سلبية بلا فائدة، ولكنه نظر إيجابى؛ ليهتم بنا ويشجعنا. وإذ يرى أولاده المؤمنين في كنيسته يفرح بهم، ويقودهم في طريق الخلاص، لينالوا ملكوته.



ع15: الْمُصَوِّرُ قُلُوبَهُمْ جَمِيعًا، الْمُنْتَبِهُ إِلَى كُلِّ أَعْمَالِهِمْ.

إن الله هو مصور، أي خالق القلب، وهو يعرف مشاعر الإنسان ونياته الداخلية التي تحرك كل كيانه، وبالتالي ليس شيئًا مخفيًا عنه، فلا يستطيع أحد أن يكون مرائيًا أمامه.

الله يلاحظ كل أعمال الإنسان، فهو يرى المستقيم منها والمعوج. فمن يسلك بالاستقامة لابد أن يباركه ويجازيه خيرًا، فهذا يدعونا للتدقيق والجهاد الروحي، مهما أحاط بنا الأشرار.

لأن الله خالق القلب، فهو يستطيع أن يخلق فيه الضمير أي صوته؛ ليدعو الناس للحياة معه. وهو أيضًا القادر أن يضع روحه القدوس فيهم، فيجذبهم إلى الإيمان، ويعمل فيهم بكل قوته.



ع16، 17: 16 لَنْ يَخْلُصَ الْمَلِكُ بِكِثْرَةِ الْجَيْشِ. الْجَبَّارُ لاَ يُنْقَذُ بِعِظَمِ الْقُوَّةِ. 17 بَاطِلٌ هُوَ الْفَرَسُ لأَجْلِ الْخَلاَصِ، وَبِشِدَّةِ قُوَّتِهِ لاَ يُنَجِّي.

يبين داود أن القوة الحربية ليست بكثرة الجنود، ولا بشجاعة القائد وجنوده. وكذلك ليس بالعتاد الحربى الذي أهم ما فيه هو الخيل، ولكن بقوة الله وحده. فسنحاريب كان له جنودًا كثيرين، وجليات كان شجاعًا جدًا، وفرعون أيام موسى كانت له مركبات وخيل كثير، وكل هؤلاء أهلكهم الله بيد أولاده.

الشيطان يعزي الأشرار بالاعتماد على كثرة الجنود، أو شجاعتهم، أو الخيل الذي يمتلكونها، أو أية قوة مادية يعتمدون عليها، فكل هذه ترمز للشيطان الذي هو لا شيء إذا اعتمد المؤمنون على قوة الله. ولذا فشريعة موسى تأمر بعدم إكثار الخيل (تث17: 16)، فمن خطايا سليمان إكثاره للخيل، فهذا أبعده عن الاتكال على الله (1 مل4: 26).



ع18، 19: 18 هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ، 19 لِيُنَجِّيَ مِنَ الْمَوْتِ أَنْفُسَهُمْ، وَلِيَسْتَحْيِيَهُمْ فِي الْجُوعِ.

يختم داود كلامه في هذا الجزء عن بركات الله لأولاده وذلك بعنايته بهم. فهو يرعاهم ويكفى كل احتياجاتهم الجسدية والروحية؛ لذا فهم يعيشون في طمأنينة وشبع وفرح، فيسبحونه على الدوام.

مَن يتمتع بعناية الله يلزمه شرطين هما:

أ - مخافة الله.

ب - الاتكال عليه.

لأن من يخاف الله يبتعد عن كل شر، ومن يتكل عليه يعلن إيمانه به.

أولاد الله لا يخافون الموت ولا أية ضيقة؛ لأن الله قادر أن ينجيهم منها، فيصد عنهم الأعداء، ويشبعهم في المجاعة، ويحل كل مشاكلهم؛ لذا فهم يحيون في أمان دائم.

إن الشبع الذي يهبهم الله إياه هو أولًا الشبع الروحي قبل الجسدي. وهذا يكون بكلمة الله ووصاياه التي تنقذ أولاده من الموت الروحي. وفى كنيسة العهد الجديد يشبعهم فوق كل هذا بجسده ودمه الأقدسين.

† بركات الله وفيرة جدًا، وتنتظرك إذا اتكلت عليه بإيمان حقيقي. فإن كانت مخافة الله أمام عينيك؛ فستحميك من الشر، وتقودك للتوبة إذا سقطت، فلا تضيع بنوتك لله؛ لتتمتع بعشرته وحياتك الأبدية.

(3) الاتكال على الرب (ع20-22):



ع20: أَنْفُسُنَا انْتَظَرَتِ الرَّبَّ. مَعُونَتُنَا وَتُرْسُنَا هُوَ.

ترسنا: الترس هو آلة دفاعية يستخدمها الجندى لصد السهام عن نفسه، وهي عبارة عن قطعة خشبية لها عروة من الخلف، يضع فيها الجندى يده، ويحركها أمام رأسه وجسده؛ ليحمى نفسه بها.

يعلن داود أهمية الجهاد الروحي بقوله انتظرنا الرب. فهو يجاهد متكلًا على معونة الرب التي لابد أن تسانده وتنصره في النهاية.

الله في حربنا الروحية يعطينا قوة إيجابية وهي معونته، وقوة دفاعية هي الترس، فيحمينا من حروب الشيطان بالاتضاع والصوم، ويعطينا قوة لننتصر عليه بالصلاة، وكل أعمال الخير.



ع21: لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا.

الاتكال على اسم الله هو اتكال على الله نفسه، فهو قوة فوق كل قوة، وتستطيع أن تغلب كل قوى الأعداء.

إن ترديد اسم الله يملأ القلب قوة، بل وثبات فيه، فلا ينزعج أمام حروب الشياطين، بل يقهرها، كما نقول في التسبحة كل من يقول يا ربى يسوع كمن بيده سيف يصرع العدو (أبصالية الأثنين).

الثقة في قوة الله أثناء حروبنا الروحية، والانتصار على العدو الشيطان يفرح قلوب أولاد الله، فيتمسكون بجهادهم ويختبرون عمل الله المتجدد فيهم، فيتذوقون الملكوت وهم على الأرض.

إن الاتكال على الأمور المادية الزائلة يولد اضطراب في النفس، أما الاتكال على الله فيعطى ثبات وسلام داخلي، وبالتالي تمتع بعشرة الله، وعدم انزعاج من كثرة حروب الشياطين.



ع22: لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ.

إن مراحم الله لا نهاية لها، فهي وفيرة جدًا، ويهبها الله لكل من يجاهد ويتكل عليه بمقدار تعبه، وتمسكه بالله، فيتمتع بعشرة الله، ويشكر الله في تسبيح دائم، ويفرح فرحًا لا يعبر عنه.

† لا تخش حروب إبليس فهو ضعيف جدًا أمام قوة الله. اتكل على الله، واطلب معونته، فهي قريبة جدًا منك، وتسعى لمساعدتك في كل تفاصيل حياتك، بل بها تتذوق حلاوة جديدة في عشرة الله، فتتقدم بخطى واسعة نحو الملكوت.

 
قديم 29 - 04 - 2024, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 159170 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,218,619

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أبنى الغالى .. بنتي الغالية
أنا وحدي سندكم وقوتكم وعكازكم في الحياة
وسأبقى معكم دائما في كل الظروف واصعب اللحظات
وحتى في اقسى الاوقات التي تظنوا انكم لوحدكم
لا احد معكم سأتي وأنتشلكم من بؤسكم وحزنكم
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024