منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2013, 06:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,214,940

أليشع ودعوته
أليشع ودعوته

عندما ذهب إيليا إلى جبل اللّه حوريب ، لم يكن يعلم أن اللّه سيتحدث إليه هناك عن ثلاثة أسماء سيدعوها لخدمته ، وتنفيذ إرادته ، فهو سيدعو أليشع بن شافاط ليحل محل إيليا ، وسيدعو حزائيل ملكاً على آرام ، وسيدعو ياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل ، ... وأدرك إيليا أن اللّه متسلط فى مملكة الناس ، وأنه يدعوالأنبياء والملوك وكل ذى سلطان وفقاً لمشيئته العليا وإراداته الكاملة ، وأنه يسيطر على الخير والشر فى كل مكان وزمان ، ... وبينما كان إيليا نائماً تحت الرتمة ، وقد استبد به اليأس ، وطوحت به الضيقات والآلام ، كان هناك شاب عظيم يعده اللّه فى آبل محولة ( مروج الرقص ) ويجهزه للخدمة المقدسة ... ، وهكذا يتغير الناس ، ويبقى اللّه ، ومع أن أليشع حمل رداء إيليا وحل محله ، إلا أنه ثمة فروق بين الاثنين ، ... كان إيليا - كما ذكرنا فى الحديث عنه - من بلاد جبلية ، وكان أليشع من أرض زراعية كان إيليا أشبه بالمعمدان، يحيا حياة الخشونة والصلابة والشدة والعنف والرعد القاصف ، وكان أليشع أدنى إلى حياة المسيح فى الرقة والعطف والجود والإحسان ، كان إيليا لا يأكل ولا يشرب ، وكان أليشع يأكل ويشرب ، كان الأول يعيش فى الجبال أو العزلة ، وكان الثانى يعيش فى المجتمعات ، وبين الناس ، ... ومع ذلك فقد كان الاثنان من روح واحدة فى السمو والرفعة وعزة النفس ، كان الرداء الذى يحتويهما واحداً ، وعندما يطرح هذا الرداء على أليشع ، فهو يترك ثروته الواسعة ، ويذبح فدان البقر ، ويضع يده على المحراث الخالد ، ولم يعد للمال سلطان على نفسه وهو يأبى أن يقبل من نعمان السريانى هدية تقدر بما يعادل خمسين ألفاً من الجنيهات ، ولا يخرج لمقابلته إذا هو أعلى من المال ومن نعمان ومن العالم كله ، ... لقد ذهب إيليا وطرح الرداء عليه ، ومد الشاب بصره ، فرأى كل شئ يتغير ، وهو يستبدل محراث أبيه ، بمحراث أخلد وأعظم ، ... ويستبدل حقل أبيه بحقل أوسع وأكبر ، حقل الخدمة العظيم والأكمل والأجل ، ... ومنذ ذلك التاريخ ولمدة خمسين عاماً عاشها فى الخدمة ، لم يتراجع قط عن محراثه العظيم ، ولم ينظر إلى الوراء ، حتى بكاه يوآش ملك إسرائيل : " يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها " ... ومن الملاحظ أن هناك فرقاً كبيراً بين قول أليشع : " دعنى أقبل أبى وأمى وأسير وراءك " " 1 مل 19 : 20 " ... وقول الشاب الذى دعاه المسيح : " إئذن لى أن أمضى أولا وأدفن أبى " " مت 8 : 21 " ... كان أليشع يريد أن يلقى على أبيه قبلة الوداع ، فهو مع وفائه لأبيه يريد أن يرسل إليه تحيته الأخيرة ، ولكل ما يمكن أن يرث عن هذا الأب ، ... أما الآخر فلم يكن أبوه قد مات حتى يدفنه ، ولكنه أراد أن يؤجل الخدمة ، حتى يموت أبوه ، ويدفنه ، ثم يذهب بعد ذلك لعمل اللّه ، كما أن هناك فرقاً عظيماً بينه وبين القائل : " أتبعك ياسيد ، ولكن ائذن لى أن أودع الذين فى بيتى " " لو 9 : 61 " ... وهذا الفرق واضح فى أن أليشع حرق المحراث الذى كان يحرث عليه دون أدنى تردد ، كأنما ينسف جميع الكبارى التى تربطه بالعالم ، وهو يضع يده على محراث اللّه العظيم الذي دعى إليه !! ... ولم يمنعه إيليا عن أن يودع أبويه ، وقد تركه ليقبل أو يرفض ، .. وما أسرع ما عاد إلى أبيه الروحى ، بعد الوداع والقبلة لأبيه فى الجسد !! ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس مار أنطونيوس حياته ودعوته
بطرس ودعوته
الخدمة ودعوته
بطرس وحياته ودعوته
رؤيا إشعياء ودعوته


الساعة الآن 04:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024