منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2024, 04:44 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,223,993

تشير عطيّة الرّوح إلى ملء تحقيق الفصح لأنها تتوافق مع عطيّة الشريعة






فيضّ الرّوح (يو 15: 26- 27؛ 16: 12- 15)



في مرحلة أخرى يخاطبنا الإنجيليّ بفكره اللّاهوتي عن إكتمال عيد الفصح في عطيّة الرّوح. تشير عطيّة الرّوح إلى ملء تحقيق الفصح لأنها تتوافق مع عطيّة الشريعة المكتوبة في قلوبنا (راج إر 31: 31 – 34)، ولكن أيضًا لأن الرّوح ينقش فينا، كتلاميذ مؤمنين، ملامح وجه يسوع القائل قبل عبوره سرّه الخلّاصي: «فَمتى جاءَ هوَ، أَي رُّوحُ الحَقّ، أَرشَدكم إِلى الحَقِّ كُلِّه لِأَنَّه لن يَتَكَلَّمَ مِن عِندِه بل يَتَكلَّمُ بِما يَسمَع ويُخبِرُكم بِما سيَحدُث. سيُمَجِّدُني لأَنَّه يَأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه. جَميعُ ما هو لِلآب فهُو لي ولِذلكَ قُلتُ لَكم إِنَّه يأخُذُ مِمَّا لي ويُخبِرُكم بِه» (يو 16: 13- 15). لا يتوجب علينا أن ننسى أن "الحقّ" بحسب فكر الإنحيليّ هو يسوع ذاته (راج يو 14: 6)، لذا فإنّ هبة الرّوح هي تحقيق ملء الفصح، لأنها تتقش فينا وجه الرّبّ القائم من بين الأموات، وتجعلنا حقًا تلاميذه، فالرّوح الفياض سيذكرنا بكل ما علّمه وذكره يسوع في أثناء حياته الأرضيّة (راج يو 14: 26).



هكذا يؤكد الإنجيليّ من خلال ما ذكرناه سابقًا بأنّ فضلّ هبة الرّوح، يمكن أنّ يُتّمم فينا كمال آلام المسيح، أي فصحه، الّذي تحدث عنه بولس في رسالته إلى أهل كولوسي: «يَسُرُّني الآنَ ما أُعاني لأَجلِكم فأُتِمُّ في جَسَدِي ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح في سَبيلِ جَسَدِه الَّذي هو الكَنيسة» (كو 1: 24). هذا هو قبولنا لفيض الرّوح فينا حينما نفهم أنّ تحقيق ملء الفصح ليس شيئًا خارجيًا عنا، بل هو واقع يفيض بباطننا. لقد كان فصح يسوع من أجلنا ولصالحنا. لهذا السبب لا يمكن إلا أنّ يتحقق فينا هذا الفيض الّذي أنعّم به علينا. هذا لا يعني أنّ الإنجاز يعتمد علينا بل علينا أن نتذكر دائمًا بأنّ فيض الروح هذا لهو نعمة مجانية من الله بشكل دائم. علينا أن ننفتح وندرك أنّ كلًّا منا كمُعمدّ يصير بقلبه وبجسده ذاك المكان الّذي يتحقق فيه ملء الفيضّ والكمال الإلهي. إنفتاحنا المطيع، اليّوم، على الرّوح القدس هو المكان الّذي يتحقق فيه فصح يسوع من خلال جعل ثمار الرّوح تنمو فينا وهذا يتطلب منا التفاعل بالتواصل بشكل شخصي مع الرّوح القدس وبدون إنغلاق (راج غل 5: 16 – 25). مدعوين اليّوم كمؤمنين بقبول هذا المنطق الإلهي الجديد وهو فيض الروّح ككمال للفصح في يسوع ذاته. يدعونا القبول لفيض الرّوح إلى الحياة بالرّوح وهي بمثابة الحياة المنعكسة بالعالم أيّ الّتي لا تتبع منطق العالم بل تعيش في العالم الأرضي برّوح إلهيّة ساميّة لها من القدرة التمييز على ما ينتمي لرّوح الرّبّ. فالحياة بحسب الرّوح، لا تجعلنا نرتكز على أعمال ما بل عن ثمار الرّوح متّى قبلنا فيضه بباطننا (راج غل 5: 22). تولّد فينا هذه الثمار الروحيّة بفضل إنفتاحنا على هذا الفيض وقبوله كعطيّة فيصير فيض الرّوح الـمُنسكب في قلوبنا كمؤمنين بالمسيح، ثمرة تجعلنا نعكس صورة المسيح فينا في منطق الحياة الّذي حقق فصحه فينا. إنّ الثمار الّتي يتحدث عنه بولس هي في الواقع ملامح الوجه الّذي رسمه فينا الرّوح المسكوب، وهذه هي ملامح وجه ابن الله الّذي سكبه في قلوبنا.



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلمة "متّى" فتعني "عطيّة الله"، وبالعبرانيّة "نثنائيل"
مريم العذراء | مريم أسهمت في هذا الحدث بقبولها عطيّة الله
مادامت عطيّة الله تفوق الإدراك تمامًا
الحقيقة كانت الله، ومن الله كلُّ عطيّة صالحة
الحياة عطيّة من الله لازم نحافظ عليها


الساعة الآن 10:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024