منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 08 - 2014, 03:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,541

ولا تدخلنا في تجربة
ولا تدخلنا في تجربة
إنّ حياةَ الإنسان كلّها مختبَرة. ولهذا السبب علّمنا المسيح أن نصلّي إلى الله كي لا يسمح بأن ندخل في التجارب. هذا تمامًا لأننا ضعفاء، ومرضى، وكلّ المشقات التي تحدث في حياتنا هي استمرار لنتائج الخطيئة للجبّلة الأولى التي قبِلت التجربة الكبرى في الفردوس، وهؤلاء انصاعوا للتجربة، بالرغم من أنّهم كانوا يملكون نعمة الله، وكانوا في شركة معه. فكم بالأحرى يحدث هذا معنا نحن الذين لنا جسد فانٍ سقيمٌ وشهوانيٌّ وكلّ ما ينجم عن ذلك.
الكلمة تجربة أتت من الفعل أجرّب الذي يعني امتحن، اختبر، وُضع في امتحان. وبالمعنى السيء تعني أطلب أن أضللّ. وبالتالي التجربة تعني كلّ ما يجربنا والذي يضعنا في التجربة والامتحان، ويطلب أن يضلّنا ويقودَنا بعيداً عن الله.
التجربة في الكتاب المقدس ليست وهمًا، لكنّها شخص خاص، لهذا وُصف الشيطان بالمجرّب. وهذا المجرّب جرّب المسيح في الصحراء بالتجارب الثلاثة المعروفة، وطبيعي أن ينتصر المسيح عليها، لأنّ الطبيعة الإنسانية للمسيح متحدّة بالطبيعة الإلهيّة، ولم يستطع الشيطان أن ينتصر على الإطلاق.
الأمور المختلفة في الحياة، من أفكار وتخيلات، وإثارة للحواس، والتي بها يجرّبنا ويضايقنا الشيطان ويحاول أن يبعدنا عن الله. التجارب بحسب تعليم آباء الكنيسة هي نوعان، تلك التي تأتي من اللذة، وتلك التي تأتي من الألم. التجارب الشهوانيّة هي إراديّة طالما أننا نهيّجها ونتلمسها بحريتنا ونسرّ بها. أما التجارب الألميّة ترتبط بالمرض والألم والفقر وموت الأشخاص الذين نودّهم، ونحن لا نطلبها بل تأتي إلينا بسبب فساد طبيعتنا. تتفاوت التجارب الشهوانيّة الإراديّة عن التجارب الألمية اللاإراديّة. ويجب أن نواجه هذه التجارب بطرق مختلفة. علينا بالتجارب الشهوانية الإراديّة أن نتجنّبها، ونتجنّب حتّى النظر والسمع إلى كلّ ما يثير الشهوة لدينا والمسّرة. أما بالنسبة للتجارب الألمية،كالمرض والألم وموت الأشخاص الذين نحبّهم، علينا أن نصلّي كي لا تأتي إلينا، لكن في حال إيتيانها علينا أن نصبر بجلادة وأن نطلب من الله المساعدة.
وقد علّمنا المسيح أن نطلب من الله أن لا يجربنا. ونحن نعرف وندرك التجارب الألمية بأنّها لاإراديّة، وبهذا نُظهر تفاهتنا لأننا ضعفاء ونلجم تكبرنا. هذا يعني أنّه يجب أن لا نهجم على التجارب بإرادتنا ، بل أن نطلب بتواضع من الله أن لا يسمح بذلك. وبعدئذ، بمثل هذا الفكر المتواضع، فإنّ النصر سيكون باهرًا بمعونة الله، أمّا انهزام الشيطان فسيكون مخزيًا.
وجملة لا تدخلنا في تجربة تدّل على شيء آخر، بأن نؤكد أن الله الذي يدبّر العالم وحياتنا الشخصيّة، يسمح أن تأتي إلينا التجارب وخاصّة التجارب الألمية اللاإرادية. والسؤال المطروح هو: لماذا يسمح الله بالتجارب كتبَ الآباء بأن الله يسمح بالتجارب، من جهة، بحسب مسّرته، حيث يريد الله أن يُظهر إيماننا وصبرنا كما يريد تقدّيسنا من خلال التجربة، ومن جهة ثانية، وبحسب تدبيره وتنازله ليحفظنا من أي شرّ سيحدث. فإن لم نتجرّب ونتب عن كلّ خطيئة ارتكبناها فمن جهة أخرى، ومن باب التخلي، يرفع نعمته بسبب بعض الخطايا التي اقترفناها ولم نشعر خلالها بحاجتنا إلى التوبة.
لا يوجد إنسان لم يقتبل التجارب في حياته، وهي إما الألمية اللاإرادية أو الشهوات الإراديّة، أو من الأفكار والرغبات التي يضعها الشيطان في وسطنا أو من الأشخاص الذين يضايقوننا بتحريض من الشيطان، فالموضوع المراد به هنا هو: كيف نواجه هذه التجارب لأنّ خلاصنا يتوقف على الطريقة التي نواجه بها التجارب، وأيضًا بمحاربة التجارب الشهوانيّة وهزمها. ونتضّرع إلى الله أن لايسمح بمجيء التجارب الألمية، لكن عندما تأتي، أن نصبر بجلادة وإيمان بالله فهو الذي سيساعدنا أن نعود من حيث سقط الجدّين الأولين وفقدوا الشركة الناتجة عن الخطيئة وفقدوا الفردوس. وسيحصل هذا بمساعدة الله وبحريتنا الشخصيّة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لا تدخلنا في تجربة
لا تدخلنا في تجربة يا رب
ولا تدخلنا في تجربة
لا تدخلنا في تجربة
لا تدخلنا في تجربة


الساعة الآن 06:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024