منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 06 - 2012, 11:10 AM
الصورة الرمزية الصخره
 
الصخره Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  الصخره غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 97
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 44
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 4,087


الجفاف الروحي، والشعور بيبوسة النفس - خبرة تهذيب النفس
(( إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوَّ لي ..
يبسَتْ مثل شَقْفَةٍ قوتي، ولصق لساني بحنكي . )) ( مز22: 2و15 )
إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوَّ لي ..

حينما تدخل النفس في خبرة الجفاف الروحي لأول مرة تخاف بل تجزع جداً، وعلى الأخص لو كانت في حالة إخلاص في الصلاة والتدقيق في حياتها الروحية وسلوكها، ويبدأ الإنسان يضطرب ويتساءل ويفتش في نفسه لعله يجد عيباً أو يجد أي سبب ولا يهدأ بل يظل يسأل ويسأل في حيرة واضطراب عظيم ويشكو حالة ولا مجيب، لا يجد إجابة واضحة من الله لأنه يشعر وكأنه تخلى عنه، ولا يجد جواباً شافياً عند الناس، فهو دخل في حيرة أيوب الصديق الذي ظن الناس أن فيه سوء أو أنه ظن أنه أبرّ من الله لاندهاشه للحالة التي دخل فيها، مع أن الأمر يختلف عن أيوب، لأن أيوب كان يسال لماذا هذا الألم الذي وقع عليه، والإجابة التي تلقاها أخيراً هو ما قاله بفمه: [ بسمع الأذن قد سمعت عنك وأما الآن فقد رأتك عيناي ] !!!

ولكن – معظم الناس الذين يمرون بتلك الحالة – لا يدركون أن هذه هي حالة اسمها الجفاف الروحي، وهو ليس علامة على فقدان أي شيء أو وجود مشكلة في علاقتنا مع الله، وإنما هي مرحلة في منتهى الأهمية لازمة جداً لتهذيب النفس وإعدادها داخلياً لحياة روحية أكثر تقدماً ترتفع فيها فوق المسرات الذاتية أو المشجعات النفسية من فرح أو حماسة المشاعر واندفاعها في عبادة الله الحي...
وهذا الجفاف ما هو إلا بمثابة غذاء قوي للبنين والخروج من حالة الغذاء الطفولي السهل الهضم للأطفال، أي باختصار هو خبرة الدخول في حياة النضوج الروحي ...

فإذا خضعنا لهذا الاختبار واجتزناه بقبول وثقة في الله الحي، ورضا ووعي وتأني وصبر كالشهداء الذين صبروا على آلام التجارب، ولم تذبل أرواحنا بسبب عدم التشجيع بالتعزيات وأفراح الله التي كنا نتلذذ بها، واكتفينا بالاعتماد على صدق مواعيد الله ووضعنا ثقتنا كلياً فيه، فنحن ندخل بواسطة هذا الاختبار إلى قامة أبناء كاملين، ونُؤهَّل للمحبة العالية التي لا تطلب ما لنفسها والتي لا تعتمد على الأخذ بل تكتفي بالعطاء والبذل ...

ونجد في هذا الاختبار الصعب على كل نفس، خبرة النضوج والخروج عن العاطفة لمرحلة أعلى وأعمق، وهو نضوج يخلو من أي اضطراب يصيب النفس، فالجفاف الروحي يوقف عمل المشاعر والعواطف فقط، ولكن الإنسان يبقى في حالة سلام في الصلاة وقراءة الكلمة، ولكن سلاماً بلا حرارة عاطفية وهدوء بلا جاذبية أو مسرة أو تشجيع ...

ولا يتأثر من تجربة الجفاف الروحي إلا أصحاب النفوس المدللة الذين يعيشون بحماسة العاطفة ويحيون على التعزيات والمشجعات، التي هي مرتبطة بالأخذ دون عطاء. ونموهم في نظرهم يعتمد على البراهين الحسية من جهة الشعور واهتياج العواطف تجاه الله ...

*** خطر هذه المرحلة : هو أن يشك الإنسان في الطريق ويعتقد أن علاقته بالله قد انقطعت تماماً، والله تخلى عنه، فيتوقف عن الصلاة، مع أن حدود هذا الاختبار – أي الجفاف الروحي الذي تسوقه النعمة على الإنسان – يسمح بوجود واستمرار الصلوات وكل أشكال العبادة بالروح، وهو لا يسلب من الإنسان قدرته على الصلاة والمداومة فيها، إنما يسلبه فقط التعزيات والأفراح وإحساسه أنه يريد أن يُصلي أو يبتهج بانفعال الصلوات أو الكلمة التي كان يعتمد عليها في الصلاة والتقدم الروحي، لأنه تعود على أن يتحمس ويشعر بتأجج المشاعر العاطفية المؤثرة في النفس ...

فإذا أوقف الإنسان الصلاة بحجة أنه لا يشعر أو يحس بما كان يشعره فيما سبق، سيدخل – بدون داعٍ – في تجربة سلبية خطيرة وهي التذمر على الله في النهاية.

العلاج الفعال لهذه المرحلة :

أعظم وصية تفيد الإنسان في هذه المرحلة هي قبوله الجفاف الروحي بداعي الأتضاع واكتفاؤه بأن يكون أقل الناس وليس أهلاً للتعزيات، وحتى لو اعتبر أنه تأديباً فهذا أمر جيد لنفسه ( مع أنه ليس تأديباً إنما هو تهذيب للنفس )
ولن ينفع الإنسان في هذه المرحلة أن يقف يفتش نفسه عن الأسباب أو يحاول أن يضع خططاً للخروج من هذه الحالة بأي شيء ولو حتى بمضاعفة السهر أو الخروج عن قانونه أو وضع قانون زائد أو إفراط في أي شيء، سواء صلاة أو صوم أو حضور اجتماعات أو قراءة أو اعتراف.. الخ...

بل بهدوء وصبر كمن يركض في الطريق الصحراوي المشمس بنهار شديد الحرارة، وليله شديد البرودة، يواظب على قانونه بكل عزيمة ولو بغصب نفسه للصلاة وقراءة الكلمة، ولا تغريه ملذات التعزيات والأفراح بل يصبر على حر الصحراء ويمضي في طريقه متأكداً أن الله معه لأن هذا هو وعده [ أنا معكم كل الأيام ] فهو يتكل على صدق مواعيد الله وأمانته، وهذا هو قوة الإيمان العملي والحي العامل بالمحبة، لأنه ثقة شديدة في محبة الله لا تُزعزعها المواقف وهذه الحالة الصعبة التي يمر بها الإنسان، لأن عادةً يكون النضوج صعب بالنسبة للأطفال...

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(مز22: 2) في الليل أدعو فلا هدو لي
يا إلهي القدوس.. قد تناهى الليل وتقارب النهار
إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب،
أنت مدعو
إلهي... في الليل أدعو فلا هدوَّ لي (مز2:22)


الساعة الآن 09:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024