منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 07 - 2012, 02:49 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

"ولد يسوع الْمَسِيح حَسَب الْجَسَد مَن سيدتنا القديسة المعظمة مَرْيَم وَالِدَة الإِْلَه الدائمة البتولية"
البابا بطرس خَاتَم الشهداء
"كانت بتولاً قَبَّل الْحَبَل والْوِلادَة، وظلّت بتولاً حَتَّى الْوِلادَة وَبَعْدَهَا
وَهَذِه الأقوال الَّتِي أؤمَن بصحّتها تدعم وبكلّ تَأْكِيد الْحَقِيقَة الْقَائِلَة إنّ مَرْيَم هِي وَالِدَة الإِلَه"
مارتن لوثر

مقدمة:
إن دوام بتولية مريم العذراء، وإنجابها الطفل يسوع، وصلب المسيح إبن الله، من الأسرار العظمى التى أخفاها الله عن الشيطان رئيس هذا العالم، ثلاثة أسرار تحققت فى صمت الله ولكن تم إعلانها جهراً، وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ (1تيمو 3: 16). فقد عملت حكمة الله في سر، الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا، والتي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ (1كو 2: 8).
وكما قال البابا بطرس خاتم الشهداء: "ولد يسوع المسيح حسب الجسد من سيدتنا القديسة المعظمة مريم والدة الإله الدائمة البتولية".
وأكد ذلك مارتن لوثر أبو الإصلاح البروتستانتى عن مريم العذراء بقولة: "كانت بتولاً قبل الحبل والولادة، وظلّت بتولاً حتى الولادة وبعدها، وهذه الأقوال التي أؤمن بصحّتها تدعم وبكلّ تأكيد الحقيقة القائلة إنّ مريم هي والدة الإله".
نعم، لقد كان ميلاداً معجزياً من عذراء بتول ومخطوبة، فكما خرجت حواء من جنب آدم (تكوين 2 : 21)، وكما ظهر ملاك الرب لموسى فى العليقة بلهيب نار ولم تحترق (خروج 3 : 2)، وكما جرت المياه من الصخرة (خروج 17 : 6)، وكما شاهد دانيال حجر المقطوع من الجبل ولم تلمسه يد إنسان البته (دانيال 2: 34)، وكما مشى السيد المسيح على الماء ولم يخرق غشاء الماء (متى 14 : 26)، وكما خرج المسيح من الأكفان عند قيامتة وهى ملفوفة حول جسدة (لوقا 24 : 12)، وكما دفن المسيح فى قبر لم يوضع فيه إنسان (لوقا 23 : 53)، (يوحنا 19 : 41) وخرج من القبر بعد قيامتة وهو مغلق (مرقس 16 : 4-5)، وكما دخل العلية بعد قيامتة على التلاميذ والأبواب مغلقة (يوحنا 20 : 19)، وكما يمر النور من زجاجة مليئة بالماء وينفذ إلى الجهة الأخرة دون أن يثقب الزجاجة وبدون أن يسيل الماء من الزجاجة، وكما سمح الله أن تحبل مريم بالمسيح كلمة الله وبتوليتها مختومة (متى 1 : 18)، فكم بالأحرى أن يولد المسيح من بطن العذراء مريم البتول بدون أن ينقض بتوليتها، وهكذا تمت ولادة المسيح من رحم العذراء مريم دون أن تفقد بكارتها وظلت عذراء. فهو الوحيد القادر أن تلد العذراء وتظل بكوريتها مختومة.
ولقد دعانا السيد المسيح من محبتة لنا وتواضعه إخوة له، أما نحن فعبيدة، وقيل عن يعقوب ويهوذا أنهما من إخوة الرب، أما يعقوب فقد قال: "يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ" (يعقوب 1: 1)، ويهوذا قال: "يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ" (يهوذا 1: 1)، ويوحنا الحبيب التلميذ الذى كان يسوع يحبه قال عن نفسة "ِعَبْدِهِ يُوحَنَّا" (رؤيا 1: 1).
أما إصرار الكنيسة على بتولية العذراء مريم، فلا يعني أن الأرثوذكسية تقلل من شأن الزواج الذى هو أحد أسرار الكنيسة السبعة أو تحقر من شأن الجسد. ولكنها تحارب فكرة مشاركة الإنسان لهيكل الله الذى تجسد فيه (رحم العذراء).
ولقد حاربت الكنيسة منذ القديم بدعة أن مريم العذراء قد تزوجت وأنجبت أولاداً بعد ولادة السيد المسيح، فمن منطلق أن أحشاء العذراء كانت مسكنا وهيكلاً مقدس لكلمة الله المتجسد الذى حل فيه، فلا يعقل أن يوجد إنسان آخر (جنين) فى هيكل الله (أحشاء مريم العذراء)، ولا يعقل أيضاً أن تتزوج العذراء بعد ذلك بإنسان وتلد بنين وبنات، وقد أشارت نبؤة حزقيال النبى إشارة واضحة إلى بتولية العذراء الدائمة فقد حل عليها الروح القدس والكلمة الأزلى إتخذ جسداً من لحمها ودمها وحل فى أحشائها تسعة أشهر وخرج، وصارت أحشائها هيكلا لله. فلقد كانت بطن العذراء مسكن الله المتجسد فى أحشائها فهو رمز لهيكل الله لا يجلس فية سوى الله وحده، وعلى ذلك لا يمكن لأى إنسان آخر أن يشارك الله فى مسكنة وهيكلة.
ومن الخطأ القول بأن البروتستانت ينكرون بتولية مريم العذراء، فقد أقر زعماء الإصلاح البروتستانت أنفسهم في القرن السادس عشر أنّ مريم دائمة البتوليّة وعلى رأسهم مارتن لوثر. ولكن الواقع الحالى أن منكرى بتولية العذراء وإن كانوا يندسون الآن وينتمون للمذهب البروتستانتى وهو برئ منهم، فهم فى الأساس أبيونيون ونساطرة ولا يعلمون، ويتبعون بدعة نسطور الذى أنكر بتولية العذراء وأنكر عليها لقب والدة الإله، ليس إنكاراً لذاتها، بل إنكاراً للاهوت المسيح نفسه. ومن جهة أخرى كانت مغالاة الكاثوليك فى تكريم العذراء مريم خلال القرن الماضى، أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت بعض البروتستانت للهجوم على العذراء مريم وإنكار لقب والدة الإله عليها وأنها ليست دائمة البتولية، هو الفكر الكاثوليكى المتطرف الذى غالى فى تكريم مريم العذراء لدرجة العبادة، نعم!! فالكاثوليك الآن يؤمنون بعبادة مريم (حاشاً)، وأنها هى الوحيدة من البشر المعصومة من الخطأ والتى حبلت بها أمها حنة بلا دنس الخطيئة الأصلية لآدم، بل ولقبها الكاثوليك أيضاً بأنها سيدة المطهر التى سوف تتشفع من أجل الخطاة الذين ماتوا وذهبوا إلى الجحيم لكى ما ينقلهم المسيح إلى الفردوس!!. بل ووصل الأمر أن بابا الكاثوليك هو أيضاً معصوم من الخطأ. والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترفض كل ذلك ولكن لم تدفعها عقائد الكاثوليك إلى مهاجمة العذراء نفسها والإقلال من شأنها وكرامتها الموحى بها فى الكتاب المقدس، بعكس بعض البروتستانت الذين ردوا على تطرّف الكاثوليكى بتطرّف آخر معاكس، فأنكروا إكرام مريم، وأنكروا شفاعة العذراء والقدّيسين. وأنكروا أن العذراء دائمة البتولية، بل وتزوجت وأنجبت أولادا وإستشهدوا بعبارات إخوة يسوع المقصود بهم أبناء خالتة وأقرباؤة بأنهم إخوة أشقاء له ولدتهم مريم. وأخذوا يشيهون العذراء مريم بأنها لا تمثل سوى قشرة بيضة خرج منها الكتكوت فلا قيمة للقشرة بعد ذلك، وأنها لا تعدو كعلبة قطيفة تحوى فى داخلها جوهرة غالية الثمن فإذا أخذنا الجوهرة لا قيمة للعلبة... ألخ، ولعلهم قد تناسوا أنهم بذلك يفصلون بين جسد العذراء وجسد السيد المسيح الذى إتخذة من مريم العذراء، فالطبيعة الجسدية واحدة ومتجانسة لهما، بعكس علبة القطيفة والجوهرة، وقشرة البيضة والكتكوت فلا تجانس بينهم وطبيعتهم المادية مختلفة. كما أن تشبيه العذراء بعلبة القطيفة معناه أن جسد المسيح ليس مأخوذاً منها بل كان موضوعا فيها "فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم إشترك هو أيضاً كذلك فيهما" (عبرانيين 2: 14)، ولذلك قال بولس الرسول عن المولود إبن الله، أن الله أرسل إبنه مولودا من إمرأة (غلاطية 4: 4)، ونقول فى قانون الإيمان: "تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس".
فالله قدس بطن العذراء حينما حل داخل أحشائها مثلما قدس صندوق تابوت العهد الخشى عندما وضع فيه لوحى الشريعة وقسط المن، لدرجة أن من يلمس تابوت العهد الخشى كان موتاً يموت من قبل الرب.
وكما أن تابوت العهد قديماً كان يوضع فيه لوحى الشريعة (كلام الله) وقسط المن، هكذا حل المسيح كلمة الله المن الحقيقى فى بطن العذراء، وإستحقت أن تكون قسطاً للمن الجديد السماوى الذى يأكلة لا يموت (يوحنا 6: 50-51)، فمن يقول أن العذراء تزوجت وأنجبت أولاداً، فهو يقر بإمكانية وضع كلام آخر وخبز آخر داخل تابوت العهد (رحم العذراء) بجوار إبنها الكلمة المن الحقيقى خبز الحياة.
نعرف أنه قديماً مَدَّ عُزَّةُ يَدَهُ إِلَى تَابُوتِ اللَّهِ وَأَمْسَكَهُ... فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى عُزَّةَ وَضَرَبَهُ فَمَاتَ (2صم 6: 6-7)، فمن هو الذى إذن يجرؤ وأن يمس تابوت الله وهيكلة المقدس ويجلس فى مكان القدوس؟!!، ومن يقول أن العذراء مثل قشرة البيضة وعلبة القطيفة لا قيمة لها، يقول أن تابوت العهد لا قيمة له (حاشاً) فقد تقدس التابوت الخشبى عندما تم وضع كلام الله فيه، فكم بالأولى مريم العذراء أم المن الحقيقى كلمة الله المتجسد والمولود منها هو قدوس فإستحقت أن تكون والدة الإله أم القدوس.
وفى الواقع تعود جذور تلك الفكرة الشيطانية، إلى زمن سقوط الشيطان نفسة الذى فكر أن يأخذ مكان الله، ويجلس فى هيكل الله على العرش الإلهى، فإنحدر إلى أسافل الجحيم:
(أشعياء 14: 12-15) 12كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ 13وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللَّهِ وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاِجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشِّمَالِ. 14أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. 15لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.
وبعد أن فشل مخطط الشيطان وإنحدر مسحوقاً إلى أعماق الجحيم منذ قديم الأزمان، عاد إبليس ببث سمومة من جديد وأغوت الحية القديمة حواء بالأكل من الشجرة قائلة لها "تَكُونَانِ كَاللهِ" (تكوين 3: 5)، وهكذا سقط الإنسان فى خطيئة الكبرياء التى سبقها الشيطان لها لأنه أراد أن يكون مثل الله، ثم عاد الشيطان مرة أخرى بنشر بدعة إنكار بتولية العذراء مريم وإنها أنجبت أبناء آخرين هم إخوة يسوع وكأنهم هكذا أصبحوا مثل الله جلسوا فى هيكلة وشاركوه فى نفس موضع سكنة وكانوا معة فى نفس تابوت العهد (رحم مريم العذراء)!!!
وهكذا يتحقق لنا أنه بسبب خطيئة الكبرياء سقط الشيطان وأعقبة الإنسان العتيق آدم وحواء، أما العذراء مريم والدة الإله فقد إستحقت أن تدعى أُمُّ الرَّبِّ لأنها قالت: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ».
هذا ونؤكد أن بتولية القديسة مريم العذراء ليس أمراً يخص حياتها الشخصية، لكنها حقيقة إنجيلية تخفى إيماننا فى المسيح يسوع وينطوى ورائها الكثير من المفاهيم والحقائق اللاهوتية. فالمسيح كلمة الله عند تجسده لم يهتم بنوع الموضع الذى يضطجع فيه أو الملابس التى يتقمط بها أو الطعام الذى يقتات به، ولكنه إهتم وحدد بدقة "العذارء" التى ستصير له أماً. فقد قدم أشعياء النبى علامة نبوية لهذا الميلاد العذروى قائلاً "هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً يدعى إسمه عمانوئيل". أما دوام بتولية القديسة مريم "دائمة البتولية" فأكدها حزقيال النبى بقوله عن رحم العذراء: "هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" (حزقيال 44: 1-3).
ويذكر التقليد المقدس أن مريم العذراء كانت نذيرة للهيكل وللرب من قبل ولادتها حسب نذر أمها حنة التى كانت عاقراً، وطلبت إذا رزقها الله نسلاً تنذرة للرب كل أيام حياتة، ولما ولدت مريم وأتمت ثلاث سنوات من عمرها نذرتها للهيكل، لتنضم إلى صفوف العذارى بالهيكل، ثم مات أبوها وعمرها 6 سنوات وماتت أمها وعمرها 8 سنوات، وعندما بلغ سن العذراء مريم 12 سنة، كان لابد من خروجها من الهيكل، ولأن كهنة اليهود يعلمون أنها نذيرة للرب كل أيام حياتها شاءت العناية الإلهية أن يستودعوها عند رجل شيخ بار إسمة يوسف النجار ليرعاها بعد موت والديها وحتى تكون معه تحت غطاء شرعى وقانونى قاموا بعقد الخطبة، تمهيدا لعقد زواج بتولى لهما قبل أن تسكن العذراء مع يوسف النجار. ولما حدث الحمل الإلهى وكان يوسف متحيراً ومتفكراً فى الأمر وإذا كان رجلاً بارا لم يشأ ان يشهر بها فأراد تخليتها سراً أى إعطائها كتاب طلاق على يد إثنين شهود بدلاً من فضح أمرها أمام الشعب ويرجموها كزانية حسب شريعة موسى، ولكن ظهر له ملاك الرب وأعلمة بسر الحمل الإلهى وطلب منه أن لا يخف من أن يأخذ مريم إمراتة إلى بيتة أى يتمم مراسم عقد الزواج البتولى، وبالفعل نفذ يوسف ما أمرة به ملاك الرب، وسكنت مريم فى بيت يوسف النجار ولم يعرفها ولا حتى بعد ولادة إبنها البكر:
(متى 1: 18-24) 18أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 19فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً. 20وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 21فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ». 22وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: 23«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا). 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. 25وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ.



رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

نسب مريم العذراء
عائلة مريم:
نستطيع أن نتعرف على بعض أفراد عائلة مريم العذراء، فقد كان لها أخت تحمل نفس الإسم مريم، وجاء ذكرها في بشارة يوحنا عند حادثة الصلب حيث "كانت واقفات عند صليب يسوع أُمُّهُ وأخت أُمِّهِ مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (يوحنا 19: 25). وهى أيضاً نسيبه أليصابات زوجة زكريا الكاهن أم يوحنا المعمدان (لوقا 1: 36).
1- نسب مريم العذراء:
يعود نسب القديسة العذراء مريم إلى زربابل من عائلة وبيت داود، ونجد أن البشير لوقا يؤكد هذه الحقيقية، أن العذراء مريم ووليدها يَعُودَان لسبط يهوذا، وبالتحديد بيت داود. حين كلمها الملاك قائلاً "فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1: 30 – 33). وهذا ما هو واضح في قول زكريا الكاهن "مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاهُ" (لوقا 1: 68-69).
وجاء عن نسب السيدة مريم العذراء فى السنكسار يوم 16 أمشير الآتى:
تزوج متثات من سبط لاوي من بيت هارون من صوفية وأنجب ثلاث بنات حسب الترتيب الآتى:
1
مريم
(أم سالومي)
إهتمت بالعذراء مريم أثناء ميلاد المسيح
2
صوفية
(أم أليصابات)
والدة يوحنا المعمدان
3
حنة
(أم مريم العذراء)
أم يسوع المسيح
إذن تكون: سالومي وأليصابات ومريم العذراء بنات خالات
وهذا هو النسب الأوقع لأن الملاك قال لمريم هوذا أليصابات نسيبتك، فهى بنت خالتها.
2- نسب يوسف النجار
داود الملك
سليمان
ناثان
¯
¯
متان
ملكى
يعقوب
هالى
مات هالى ولم ينجب فتزوج يعقوب إمرأة أخية هالى ليقيم نسل لأخية المتوفى
يوسف النجار
يوسف إبن يعقوب
حسب الطبيعة
يوسف إبن هالى
حسب الشريعة
قد قال القديس مار يعقوب اسقف اورشليم فى ميمر عن ميلاد السيدة العذراء مايأتى:
- تزوج متان من سبط يهوذا ببيت داود من إمرأة فولدت له ولدين الأول يعقوب والثانى يواقيم
- توفى متان فتزوجت إمرأته رجلا من نسل ناثان أخو سليمان بن داود وكان اسمه متثات بن لاوى فولدت إبنا إسمه هالى فصار أخو يعقوب ويواقيم من الأم
- تزوج هالى إمرأة ثم توفى ولم يخلف نسلا.. فأخذ يعقوب أخوه إمرأته وأنجب منها ابنا سماه يوسف وهو الذى سمى خطيب مريم
- كان يوسف ابن يعقوب ودعى بن هالى بالاسم من اجل قول الله لموسى: اذا مات رجل ولم يخلف ولدا فليأخذ اخوة امرأته ليقيم زرعا لاخيه. وأول ولد يأتى منه ينسب الى المتوفى الذى لم يخلف ولدا، ولذلك نسب لوقا الى يوسف انه يظن به انه ابن هالى بن متان بن لاوى بن ناثان.
أما يواقيم أخو يعقوب فتزوج بأمرأة تدعى حنة وهى اخت اليصابات العاقر امرأة زكريا الكاهن ابو يوحنا المعمدان ومكثا بعد زواجهما احدى وثلاثين سنة ولم يرزقا نسلا وكانا بارين يتقيان الله ويحفظان وصاياه فأكثرا من الصلاة الى الرب طالبين ان ينزع عارهما ويهبهما نسلا وتعهدا بأنه اذا اعطاهما زرعا ولدا كان او بنتا يقدمانه قربانا للرب خادما ومسبحا فى هيكله فظهر ملاك الرب للقديسة حنة وبشرها بأنها ستلد زرعا يشيع اسمه فى جميع الارض سلاما وخلاصا ورحمة وبركة فحبلت حنة وولدت بنتا اسمتها مريم ولما اكملت من العمر ثلاث سنوات قدمها ابواها الى الهيكل اتماما لنذرهما وفى السنة السادسة من عمرها توفى ابوها وبعد ذلك بسنتين توفيت امها ايضا، ومكثت فى الهيكل الى ان بلغت الثانية عشرة من عمرها.
3- نسب يوسف النجار ومريم العذراء
وضع القديس يعقوب الرسول جدول وملخصة أن:
هناك أخوان (متثات – متان)، ومات متان بدون نسل
فتزوج متثات زوجة أخية المتوفى متان فأنجب ولدين هما:
هالى
يواقيم
ومات هالى بدون نسل
فتزوج يعقوب من أرملة هالى
وأنجب منها: يوسف النجار
ويعقوب هذا إما هو أخو هالى ويواقيم
أو قريباً لهما
زوج حنة أم مريم العذراء:
وأنجب يواقيم بنتين بإسم مريم:
1- الأولى مريم العذراء
2- الثانية مريم زوجة كلوبا التى ولدت:
يعقوب - يوسى - سمعان – يهوذا
وهؤلاء يقال لهم إخوة يسوع
وبحسب هذا النسب يكون يوسف النجار إبن عم مريم العذراء، وكلوبا أو (حلفى) إما يكون أخو يوسف النجار أو قريباً له وهو زوج أختها الصغرى مريم التى أنجبت يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا.
+ (متى 13: 55) أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟
+ (مرقس 15: 40) وَكَانَتْ أَيْضاً نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي.
+ (مرقس 16: 1) وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ.

وهناك عدة أراء بخصوص نسب يوسف النجار:
1- يوسف إبن يعقوب بالجسد.
2- يوسف إبن هالى بالتبنى.
3- هالي هو جد مريم العذراء (حسب التلمود اليهودي وكتب اليهود).
4- حينما تزوج يوسف من العذراء نُسِبَ إلى هالي.
5- يقول البعض أن هالي كان والد مريم العذراء وليس جدها فهو اسم ثانٍ لاسم يواقيم.
وعلى هذا المنوال يكون يوسف النجار أخو مريم العذراء، وهذا ليس صحيحاً.
6- والد مريم العذراء لم يكن له ابن لذلك دُعِىَ يوسف خطيب مريم ابناً له. وقد حدث هذا فى القديم:
- هقوص تسمى باسم حميه برزلاى الجلعادي:
+ (نحميا 7: 63) وَمِنَ الْكَهَنَةِ: بَنُو حَبَابَا بَنُو هَقُّوصَ بَنُو بَرْزِلاَّيَ الَّذِي أَخَذَ امْرَأَةً مِنْ بَنَاتِ بَرْزِلاَّيَ الْجِلْعَادِيِّ وَتَسَمَّى بِاسْمِهِمْ.
- راعوث أصبحت بنتاً لنعمى حماتها (راعوث 2: 2)
وهكذا يمكن أن ينسب الرجل لحميه. والبنت لحماتها أو حميها.
وهناك رأي آخر يقول أن اليهود كانوا إذا تعذر عليهم معرفة الأب ينسبون الطفل لجده أبو أمه. ولذلك قال لوقا أنه على ما كان يظن ابن يوسف ابن هالي. ويوسف كان قريباً للعذراء مريم وكلاهما من سبط يهوذا ومن نسل داود الملك. وكانت عادة عند اليهود أن يزوجوا ويتزوجوا من الأقارب.
ويوسف ابن هالي الشرعي ووارثه، مع أنه كان ابن يعقوب الطبيعي الحقيقي، فيكون متان تناسل من سليمان واقترن باستا، ومنها خلف يعقوب, وبعد وفاة متان اقترن متثات الذي كان من سبط يهوذا ولكنه من عائلة أخرى، بأرملة متان، فولد هالي, فكان يعقوب وهالي من أم واحدة, ومات هالي بدون نسل، فتزوج أخوه أرملته، وخلف يوسف، فكان ابن هالي الشرعي.

أليصابات نسيبة مريم العذراء
+ (لوقا 1: 36) وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا
سؤال: لماذا قال الملاك للسيدة العذراء: وهوذا أليصابات نسيبتك هى أيضا حبلى؟
والمعروف أن أليصابات هى إمرأة زكريا وهى من سبط لاوى والعذراء من سبط يهوذا؟
وكان آنذاك ممنوع التزاوج بين الأسباط المختلفة فكيف تزوج زكريا الكاهن من سبط لاوى من أليصابات من سبط يهوذا؟
الرد:

+ (لوقا 1: 5) كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.
+ (لوقا 1: 26-27) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
كلمة نسيبتك لها معنى أشمل وعام، فقد قال بولس الرسول عن اليهود:
+ (رومية 9: 3-4) 3فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ. 4الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالِاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ
وكما ان الملاك ظهر ليوسف فى حلم قال له: " يايوسف ابن داود " لانه اراد ان يذكره بوعد الله السابق ان المسيح سيأتى من نسل داود.
وهكذا أيضا عبارة "هوذا اليصابات نسيبتك" ترجعنا الى ذاك الماضى البعيد، عندما تزوج قديما هارون أول رئيس كهنة حسب الناموس من اليشابع أى أليصابات إبنة عميناداب أخت نحشون
+ (خروج 6: 23) وَاخَذَ هَارُونُ الِيشَابَعَ بِنْتَ عَمِّينَادَابَ اخْتَ نَحْشُونَ زَوْجَةً لَهُ فَوَلَدَتْ لَهُ نَادَابَ وَابِيهُوَ وَالِعَازَارَ وَايثَامَارَ.
+ (أخبار الأيام الأول 2: 10) وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ, وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ رَئِيسَ بَنِي يَهُوذَا.
وهكذا نجد أن إتحاد نفس السبطين تكرر مرتين وبنفس الاسم "اليصابات" التى تزوجها هارون واليصابات قريبة العذراء التى تزوجها زكريا الكاهن.

  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 02:50 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة


المرأة العذراء أم يسوع
العذراء لقب وحيد لم يطلق إلا على والدة الإلة القديسة العذراء مريم أم الله المتجسد.
معنى كلمة عذراء:
(أ) عذراء مخطوبة (عوَلْما) بالعبرية: almâh(העלמה(
هى فتاة ناضجة عذراء مخطوبة لرجل ولم تنجب أولاد.
- في اليونانية (نيانيس neanis)
- فى الإنجليزية damsel, maid, virgin
وقد تكررت كلمة فتاة عذراء (عولما) فى الكتاب المقدس عدة مرات:
+ (تكوين 24: 14) فَلْيَكُنْ انَّ الْفَتَاةَ الَّتِي اقُولُ لَهَا: امِيلِي جَرَّتَكِ لاشْرَبَ فَتَقُولَ: اشْرَبْ وَانَا اسْقِي جِمَالَكَ ايْضا هِيَ الَّتِي عَيَّنْتَهَا لِعَبْدِكَ اسْحَاقَ. وَبِهَا اعْلَمُ انَّكَ صَنَعْتَ لُطْفا الَى سَيِّدِي».
والفتاه المقصوده هنا عذراء غير متزوجه وهى رفقة التى ستكون عروس لإسحق.
+ (خروج 2: 8) فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ: «اذْهَبِي». فَذَهَبَتِ الْفَتَاةُ وَدَعَتْ امَّ الْوَلَدِ.
+ (مزمور 68: 25) مِنْ قُدَّامٍ الْمُغَنُّونَ. مِنْ وَرَاءٍ ضَارِبُو الأَوْتَارِ. فِي الْوَسَطِ فَتَيَاتٌ ضَارِبَاتُ الدُّفُوفِ.
المقصود بهن العذارى أو الفتيات غير المتزوجات.
+ (أمثال 30: 19) وَطَرِيقَ رَجُلٍ بِفَتَاةٍ.
المقصود بها العروس التى حضرت تواً ولم يدخل بها العريس، أى ما زالت عذراء.
+ (نشيد الأنشاد 1: 3) لِرَائِحَةِ أَدْهَانِكَ الطَّيِّبَةِ. اسْمُكَ دُهْنٌ مُهْرَاقٌ لِذَلِكَ أَحَبَّتْكَ الْعَذَارَى.
+ (نشيد الأنشاد 5: 8) أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةٌ حُبّاً.
+ (أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
وكلمة العذراء فى نبؤة أشعياء النبى، تعنى فتاة عذراء فى سن النضوج والزواج ولكنها غير متزوجة بمفهوم (العلاقة الجسدية)، مثل رفقة عروس إسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى المزامير فى فريق التسبيح للرب.
+(تثنية 22: 23) فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ
ولو قلنا أن ولادة المؤمنين من الله هى من أسرار الله:
+(يوحنا 1: 13) اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ.
وحتى الولادة الثانية بالمعمودية هى أيضاً من الأسرار:
+(يوحنا 3: 3-6) 3فَقَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللَّهِ». 4قَالَ لَهُ نِيقُودِيمُوسُ: «كَيْفَ يُمْكِنُ الإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» 5أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. 6اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ.
إلا أنها تتكرر كل يوم ومع أشخاص كثيرين يقبلون الله، وينالون المعمودية، أما ولادة السيد المسيح من العذراء فهو حدث عجيب وفريد ووحيد خاص بالسيد المسيح والعذراء مريم وحدهما، فلم يحدث من قبل ولن يتكرر مرة أخرى.
(ب) عذراء بتول - (بارثينوس) باليونانية Parthenos(παρθένος)
هى فتاة عذراء بتول عفيفة لا تعرف رجلاً ولم تنجب أولاديمكن أن تكون مخطوبة لرجل).
+ (تكوين 24: 16) وَكَانَتِ الْفَتَاةُ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ جِدّا وَعَذْرَاءَ لَمْ يَعْرِفْهَا رَجُلٌ.
+ (خروج 22: 16) عَذْرَاءَ لَمْ تُخْطَبْ
+ (لاويين 21: 13) هَذَا يَاخُذُ امْرَاةً عَذْرَاءَ.
+ (تثنية 22: 28) فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ
وقد وصف الرسول بولس الكنيسة بأنها عذراء عفيفة مخطوبة لرجل واحد هو المسيح
+ (كورنثوس الأولى 11: 2) لأَنِّي خَطَبْتُكُمْ لِرَجُلٍ وَاحِدٍ، لأُقَدِّمَ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً (Parthenos) لِلْمَسِيحِ.

فى العهد القديم وصف أشعياء النبى مريم العذراءبكلمة (عوَلْما): "عذراء مخطوبة"
+ (أشعياء 7: 14) هَا الْعَذْرَاءُ (عوَلْما)تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
بينما وصف العهد الجديد مريم العذراء بكلمة (بارثينوس): "عذراء لا تعرف رجلاً":
حيث إقتبس إنجيل متى نبؤة أشعياء وكتبها هكذا:
+(متى 1: 23) «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ (بارثينوس)تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ»
وإنجيل لوقا كتب العذراء (بارثينوس):
+(لوقا 1: 27) عَذْرَاءَ (بارثينوس)مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ (بارثينوس)مَرْيَمُ.
والعجيب هنا أن أشعياء إستخدم في نبؤته لفظة (عَولْما)، ("عذراء مخطوبة") وهنا كان إختياره للكلمة أكثر ضمان للمعنى النبوي وأكثر إعجازاً من حيث وصف حقيقة ما سيتم بالفعل من أن مريم ستكون عذراء ومخطوبة لرجل (يوسف النجار). وهكذا إختار الوحى كلمة (عَولْما) للعذراء مريم فى سفر أشعياء للدلاله على أنها ستكون فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها ستكون تحت وصاية خطيب لها، وذلك حسب الترتيب الإلهى لحمايتها عند الحمل والولادة وعدم إتهامها بالزنى.
وشاء إلهام الوحى الإلهى فى الترجمة السبعينية من العبرية إلى اليونانية أن يتم ترجمة آية أشعياء النبى "هَا الْعَذْرَاءُ (عوَلْما)" بالعبرية إلى "هَا الْعَذْرَاءُ (بارثينوس)" باليونانية، بمعنى عذراء بتول بكر عفيفة لم تعرف رجلاً قط (أى عدم وجود علاقة جنسية)، ولم يتم ترجمها إلى (نيانيس neanis) وهو المرادف اليونانى لكلمة (عوَلْما) العبرية.
وذلك للدلاله على أنها ستكون عذراء دائماً ولن تعرف رجلاً قط لأن محتوى الآية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة ومخطوبة وتحت وصايا خطيب إلا أنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلاً قط (بارثينوس) رغم خطبتها ليوسف.
ولقد كان جميع الناس فى العهد القديم منتظرين ذلك المولود من نسل المرأة الذى سيأتى ويسحق رأس الحية ويكون بكراً مولود من فتاة عذراء (عوَلْما)، أى بحسب مفهومهم سيولد من عذراء تزوجت ثم أنجبت وليس من أرملة أو مطلقة عرفت رجلاً قبل ذلك.
لأنه من الطبيعى فى ضوء العادات والتقاليد أن الفتاة المخطوبة (عوَلْما) مصيرها فى النهاية هو الزواج، فهل تخطب الفتاة لكى تظل مخطوبة دائماً؟ بالطبع لا تخطب الفتاة وتظل هكذا مخطوبة، بل حتماً تنتهى مرحلة الخطوبة بالزواج.
أما فى العهد الجديد عند ولادة السيد المسيح وبعد إتمام خلاص العالم بصلب السيد المسيح، كشف لنا الوحى الإلهى فى الأناجيل إعلان تلك الحقيقة وفك رموز سر التجسد الإلهى العظيم:
+(تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ
فقد تبين لنا أن مريم العذراء (عوَلْما) كانت بالفعل مخطوبة، وظلت مخطوبة بدون زواج ولم تعرف رجلاً قط، ولكنها حبلت بالسيد المسيح بدون زرع بشر وبدون أن تعرف رجلاً قط، لأن الروح القدس حل عليها وقوة العلي ظللتها فكان القدوس المولود منها هو إبن الله، فإنطبق عليها لقب العذراء البتول (بارثينوس).
وهكذا جمعت العذراء بطريقة معجزية بين الكلمة العبرية العذراء المخطوبة (عوَلْما)، والكلمة اليونانية العذراء البتول (بارثينوس)!!! فكانت العذراء البتول المخطوبة.
والنقطة الهامة فى هذا الموضوع هو من ستحبل به هذه العذراء وتلده، إنه "عمانوئيل" أى "الله معنا" أى أن الذى ستحبل به العذراء هو "إيل الله" الذى إتحد بالناسوت داخل أحشائها، إنها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد أن تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة أشهر وإتخذ جسداً داخل احشائها (عبرانيين 10: 5)، وتغذى على غذائها فكان لابد أن تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.
ولقد لقب أباء الكنيسة القديسة مريم بالعذراء (بارثينوس) والدائمة البتولية (إيبارثينوس).

لقب العذراء فى الإنجيل:
كما سبق وأوضحنا أن العذراء جمعت بطريقة معجزية بين الكلمة العبرية العذراء المخطوبة (عوَلْما)، وهى قبل ولادة يسوع بصفتها خطيبة يوسف النجار، والكلمة اليونانية العذراء البتول (بارثينوس)! وهى بعد ولادة يسوع وصارت والدة الإله أم يسوع وأم ربى.
1- لقب العذراء قبل ولادة يسوع (خطيبة يوسف النجار)
يكشف إنجيل متى قبل ولادة يسوع أن يوسف النجار ومريم العذراء كانا خطيبان، فهما زوجان وفق العادات اليهودية القديمة تم عقد زواجهما في وقت سابق ولم تنتقل مريم بعد إلى بيت يوسف، وهذا ما تعنيه كلمة الملاك المشجّعة ليوسف القلِق بشأن حبلها: "لا تَخَفْ أن تأخذ مريم إمرأتك"، أى لا تبطئ وتتردد بنقلها إلى بيتك "لأن الذي حُبِل به فيها هو من الروح القدس" (متى 1: 20).
وهكذا كان لقب العذراء قبل ولادة يسوع أنها إمرأة يوسف النجار
+(لوقا 1: 27) عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
+(لوقا 2: 5) لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِيَ حُبْلَى.
+(متى 1: 16) وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.
+(متى 1: 19) فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارّاً وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرّاً.
+(متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
+(متى 1: 24) فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.
وقد يتساءل البعض عما إذا كان قد وجد بين القديسة مريم والقديس يوسف علاقة جسدية، بعد إتمام الخطوبة ومراسم الزواج. العذراء بنفسها أجابت للملاك "كيف يكون لي هذا وأنا لا أعرف رجلا" (لوقا 1: 34)، وقد قال أوغسطينوس في تعليقه على سؤال القديسة مريم للملاك: بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا ويوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله، وقد وضعت في قلبها أن تحققه.
2- لقب العذراء أثناء الحبل بيسوع (أم ربى "والدة الإله")
تم الحبل الإلهى بالسيد المسيح منذ اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك، وبمجرد إعلان موافقتها، حينئذ تجسد الله الكلمة فى بطنها، ومضى من عندها الملاك. ونظراً لأن الله يقدِّس الحريّة الإنسانيّة، فيرى اللاهوتيون أنه فى اللحظة التي قدَّمت مريم الطاعة لله والخضوع له تم التجسُّد، إذ لم يكن ممكناً أن يتم التجسّد بغير إرادتها ورغماً عنها.
+ (لوقا 1: 36-38) 36وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا وَهَذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً. 37لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى اللهِ». 38فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ.
نستدل على أن التجسد الإلهى تم فى اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك، أن أليصابات كانت حبلى فى الشهر السادس، ولما ذهبت العذراء فى تلك الأيام لزيارة أليصابات نسيبتها فى يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات. فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت: «مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي؟
+ (لوقا 1: 39-43) 39فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا. 40وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 41فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلَأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 42وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! 43فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟
وكا سبق القول أن أيصابات كانت حبلى فى الشهر السادس، ولما زارتها مريم مكثت عندها نحو ثلاثة شهور ثم ولدت أليصابات فى شهرها التاسع يوحنا المعمدان:
+ (لوقا 1: 56-57) 56فَمَكَثَتْ مَرْيَمُ عِنْدَهَا نَحْوَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. 57وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ فَوَلَدَتِ ابْناً.
وهذا يدعم القول أن التجسد الإلهى تم فى اللحظة التى قالت فيها العذراء للملاك ليكن لى كقولك.
3- لقب العذراء بعد ولادة يسوع (أم يسوع "والدة الإله"):
لقد نفى متى البشير بأسلوب رائع إمكانية قيام أية علاقة جسدية بين يوسف ومريم خارج نطاق الدور الذي أُوكل إليه من قبل الله أن يتممه، وهو أن يعطي يوسف الأبوة الشرعيةً باتخاذه يسوع إبنا له ويحافظ على "الصبي وأمه". وبعد ولادة يسوع نلاحظ أن متى لا يعود يربط بين يوسف ومريم، فلا يطلق على يوسف زوج مريم، ولا على مريم إمرأة يوسف، إنما أُبرز حصراً دوره الجديد فى رعاية الصبى وأمة. وأطلق على السيدة العذراء "أم الصبى":
+(متى 2: 11) وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ وَرَأَوُا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ
+(متى 2: 13) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ
+(متى 2: 14) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ
+(متى 2: 20) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ
+(متى 2: 21) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.
+(يوحنا 2: 3) وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ».
+(يوحنا 19: 25) وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ.
+(أعمال الرسل 1: 14) هَؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ مَعَ النِّسَاءِ وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ وَمَعَ إِخْوَتِهِ.

وهكذا أعطى متى البشير صورة أخرى عن هذه بتولية مريم العذراء، فقد كان الملاك يقول ليوسف النجار "قم وخذ الصبى وأمه" (وليس قم وخذ الصبى وزوجتك)، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجاً فعلياً لها بعد ميلاد يسوع، ولم يكن له أى صله زواجية بها وإلا لكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه". ولكن قول الملاك هذا وتأكيد متى الإنجيلى يؤكدان أن مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من إتهامها بالزنا وكانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولإخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان.
ولذلك كان فى الظاهر أمام بنى إسرائيل أن يسوع هو إبن يوسف، وكان يوسف فى الظاهر أمام الناس هو أبيه بالإضافة إلى حرفة النجارة ولذلك قيل عن (يسوع) على ما كان يظن إبن يوسف"، ويسوع إبن يوسف الذى من الناصرة، وأليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه"، وأليس هذا إبن النجار.
ولقد إستشهد متى بما جاء فى سفر أشعياء النبى عن بتولية مريم الدائمة:
"هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عِمانوئيل الذي تفسيره الله معنا":
+(متى 1: 23) «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا).
+(أشعياء 7: 14) وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ».
قال أشعياء النبى العذراء تحديداً، وليس عذراء، وإذ به يوضح أن العذراء هو لقب مقصود بالتحديد لتلك التى ستلد عمانوئيل، فهى ليست عذراء لحين بل عذراء كل حين (العذراء). لأنه من الطبيعى أن أى فتاة بكر تتزوج كانت فى الأصل عذراء، وقد تكون متزوجة (ليست عذراء) ولا تحبل، ولكن أشعياء هنا أكد أن تلك العذراء آية السيد الرب ستحبل وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، لأن لقبها العذراء.
ولوحظ أن الاصل العبري في سفر إشعيا يُبرز معنى أن كلمة "العذراء" جاءت معرفة بحرفى الألف واللام، كصفة نوعية مستديمة ولقب دائم لأم عِمانوئيل، إذ عُرّفت ب "ال": "هوذا العذراء" وليس "هوذا عذراء" للربط بين دوام البتولية وحقيقة التجسد.
ولقد كان فى إمكان أشعياء أن يقول: ها عذراء تحبل وتلد إبناً
ولكن هذه الآيه تنطبق على كل النساء العاديات ويمكن القول عنهنّ: "ها إنّ عذراء حبلت وولدت" وبذلك لن تبقى عذراء بسبب زوال بكارتها بمجرد الزواج والحمل.
أما هنا فإن القديسان متى وأشعياء يُصرّان على أنّ والدة السيد المسيح هي العذراء المقصودة بالنبؤة وحدها وقد ولدت السيد المسيح له المجد وظلّت عذراء.
وهكذا إتفق أشعياء النبي ومتى الرسول على إطلاق لقب "العذراء" على مريم، ومع العلم بأنّ الطبيعة تنفي أن تكون الوالدة (الأم) عذراء. إلا أن وصف مريم بأنها "العذراء" يعني دوام بتوليتها وهذا اللقب خاص بها وحدها من دون نساء العالم من قبل ومن بعد والتأكيد على أنه حدث واحد وحيد حدث ولن يتكرر إلى الأبد.
وقيل فى قصة سمعان الشيخ الذى حمل السيد المسيح وهو طفل على زراعية وباركة (لوقا 2: 25-35)، أنه كان أحد الإثنين وسبعين شيخًا من اليهود الذي طلب منهم بطليموس إبن لاجيس الملقب بالغالب حوالي سنة 269 قبل الميلاد ترجمة التوراة من العبرية إلى اليونانيّة وإيداعها فى مكتبة الإسكندرية، والتي سُمِّيت بعد ذلك بالترجمة السبعينيّة.
وقيل أنه لما وصل إلى أية "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»" (أشعياء 7: 14)، أنه أراد حذف أداة التعريف (أل) من كلمة (العذراء) لتصبح (عذراء) أو إستبدال كلمة العذراء بكلمة فتاة وهى تعنى عذراء أو إمرأة تخوفاً من سخرية الملك من ذلك، فظهر له ملاك الرب وأكّد له أن يكتب ما يقرأ (العذراء) وأنه لن يرى الموت حتى يعاين مولود هذه العذراء. وقد تم ذلك وعاش هذا البار نحو 300 سنة حتى ولد السسد المسيح. وكان قد كف بصره، وعند قدوم الطفل يسوع إلى الهيكل أتى بالروح إلى الهيكل وحمل الطفل يسوع على يديه وانفتح لسانه بالتسبيح، مشتهيًا أن ينطلق من هذا العالم بعد معاينته بالروح خلاص جميع الشعوب والأمم، ويقال أنه تنيح فى اليوم التالى مباشرة.
  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 02:53 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

http://ch-joy.com/vb/showthread.php?...7#.UAwTp6Aox58

دلائل دوام بتولية مريم العذراء

دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة
مريم العذراء هي "أمّ وبتول معًا". وهي، بحسب إيماننا المسيحي، "الدائمة البتوليّة". ويؤكّد اللاهوت والليترجيّا أنّ مريم هي بتول قبل الولادة وفي الولادة وبعد الولادة. أي إنّها حبلت بيسوع المسيح دون مباشرة رجل: تلك هي بتوليّة مريم قبل ولادتها ابنها يسوع؛ ثمّ إنّها ولدته وبقيت بتولاً: تلك هي البتولية في الولادة؛ وبعد أن ولدته لم يكن لها علاقة مع أيّ رجل: تلك هي البتوليّة بعد الولادة. إنّ ما تكرز به المسيحيّة قد يبّدو مناقضاً للعقل. ولكن ليس من أمر يستحيل على الله. فالذي في البدء وضع نواميس الحبل والولادة لدى البشر يغيّرها الآن في الحبل به وولادته، جامعًا في أمّه أروع مفخرتين تعتزّ بهما كلّ النساء: البتوليّة والأمومة.
إنّ المسيحيّة، بتأكيدها حبل مريم البتولي، تهدف أوّلاً إلى إعلان إيمانها بأنّ يسوع المسيح هو أوّلاً وآخرًا "ابن الله". هذا ما يعنيه القول الأوّل من قانون الإيمان: "وتجسّد من الروح القدس". أمّا القول الثاني "ومن مريم العذراء" فيؤكّد الدور الذي تحتلّه البشريّة في سرّ التجسّد. فذكر بتوليّة مريم في قانون الإيمان هو للإشارة إلى أنّ الدور الذي أدّته البشريّة في التجسّد هو قبول عطيّة الله وليس أكثر. فباسّم البشريّة قبلته مريم دعوة الله وقالت: "ها أنا ذا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك" (لوقا 1: 38). فقانون الإيمان يؤكّد إذن أمرين: أوّلاً إنّ حياة المسيح على الأرض لم تستمدّ معينها إلاّ من الله وحده، وثانيًا إنّ مريم أسهمت في هذا الحدث بقبولها عطيّة الله.
(أولاً) بتولية مريم العذراء قبل الولادة:
أوضح الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء قبل ولادة السيد المسيح:
+ (متى 1: 18) أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
+ (لوقا 1: 26-28) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
+ (متى 1: 20) وَلَكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هَذِهِ الأُمُورِ إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
وعندما قال الملاك لمريم العذراء: ها أنت ستحبلين وتلدين إبنا وتسمينه يسوع. فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً (أي أنا عذراء)"
+ (لوقا 1: 31-34) 31وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». 34فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
(ثانياً) بتولية مريم العذراء أثناء الولادة:
جاء فى الليترجيا البيزنطيّة: لقد تمّ اليوم عَجَب عظيم مُستغرَب: فإنّ بتولاً تلد وتبقى عذراء كما كانت. الكلمة يصير طفلاً ومن الآب لا ينفصل. الإله الكلّيّ الكمال يصير طفلاً والطفل يولد دون أن يزيل بتوليّة أمّه".
وقال القدّيس إيرونيموس، وهو من أعاظم من كتب في الكتاب المقدّس:
"مريم هي أمّ وبتول: بتول قبل الولادة وبتول بعد الولادة. الدهشة تغمرني: كيف من هو بتول يولد من البتول؟ وكيف بعد ولادته تبقى أمّه بتولاً؟ أتريد أن تعرف كيف ولد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه من بعد قيامته "كانت الأبواب مغلقة" (يو 20: 19). لا تعرف كيف حدث ذلك لكنّك تقول: هذه قدرة الله. وكذلك عندما تعلم أنّ يسوع وُلد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة قل: هذا عمل قدرة الله". لمّا خرج الطفل الإلهي من أحشاء أمّه لم ينتزع عنها صفاء مشاعرها البتوليّة، بل بالحريّ أضفى على قواها الحياتية مزيداً من الفخر والبهجة، وعلى معنى أمومتها مزيداً من الجلال والعظمة. لقد اجتمعت في مريم مشاعر البتوليّة ومشاعر الأمومة.
ويهتف القدّيس غريغوريوس أسقف نيصص:
"يا لَلْمعجزة الرائعة: العذراء تصير أمًّا وتبقى عذراء. لا البتوليّة حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتوليّة. ولقد كان من الملائم أنّ الذي صار إنساناً لينقذ البشريّة من الفساد، يستهلّ عمله بتلك التي ولدته فيحفظها من الفساد". ثمّ يتابع قائلاً: "هذا ما سبق موسى فرآه في النار التي ألهبت العلّيقة دون أن تحرقها. فكما أنّ العلّيقة كانت ملتهبة لم تحترق، كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد".
فمن يقول أن مريم فقدت بتوليتها وغشاء بكارتها أثناء ولادة السيد المسيح، بدون أن يشعر هو يحد من الله غير المحود، فالله موجود فى كل مكان ولا يحده مكان والقادر على كل شىء فى إمكانه أن يخرج من رحم العذراء كما دخل دون أن يفض بكارتها، وأن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة وهذا ما حدث فعلاً فكانت عذراء قبل الحبل وإستمرت عذراء بعد الحبل وظلت عذراء بعد الولادة. ومن ثم لقبتها الكنيسة "العذراء إلى الأبد" و "الدائمة البتولية". وكان هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة الأولى، إيمان الرسل وخلفائهم وكان إيماناً مبنياً على الكتاب المقدس المسلم مرة للكنيسة.
لقد كانت مريم العذراء بتولاً قبل أن تحمل بالسيد المسيح وأثناء الحمل بل وأثناء الولادة نفسها، وهنا أشار أشعياء النبى أن ولادة المسيح تمت بدون ألم، فقبل أن تأتى آلام الولادة للعذراء ولدت، ومن غير أن تتألم ولدت ذكراً.
+ (أشعياء 66: 7) قَبْلَ أَنْ يَأْخُذَهَا الطَّلْقُ وَلَدَتْ. قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا الْمَخَاضُ وَلَدَتْ ذَكَراً.
وبولادة المسيح تحقق الفرح الذى تنبأ به أشعياء النبى لجميع الشعب
+ (أشعياء 66: 10) افْرَحُوا مَعَ أُورُشَلِيمَ وَابْتَهِجُوا مَعَهَا يَا جَمِيعَ مُحِبِّيهَا.
+ (لوقا 2: 10) فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ:
وفى القرن الثانى ذكر القديس إيرنياؤس نبؤة (أشعياء 66: 6-8) حيث تنبأ عن عودة الشعب الى أورشليم بطريقة ملحوظة خلال آلام صهيون مفسراً ذلك أن النبؤة تشير إلى العذراء مريم التى ولدت إبناً ذكراً بطريقة فريدة بغير آلام المخاض أى لم تفقد بتوليتها إذ يقول النبى قبل ان يأخذها الطلق ولدت قبل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً، ويعلن القديس بأن النبى قد أعلن بهذا من المنظورات، أى ميلاد الطفل من العذراء بطريقة فريدة، وبهذا يؤكد القديس بتولية القديسة مريم العذراء.
والبرهان على أن العذراء كانت بتولاً أثناء الولادة هو نبؤة حزقيال النبى العظيم:
+ (حزقيال 44: 2) فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً.
وقال القديس جيروم: مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر الذى لم يرقد فية من قبل ولا بعدة، هى من تنبأ سليمان الحكيم فى سفر النشيد عن بتوليتها الدائمة فهى مثل الجنة المغلقة والينبوع المختوم:
+ (نشيد الأنشاد 4: 12) أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ.
فكما خرج السيد المسيح من القبر عند قيامتة وهو مغلق، وكما دخل المسيح العلية على التلاميذ بعد قيامتة والأبواب مغلقة، وكما خرجت حواء من جنب آدم، وكما جرت المياه من الصخرة، وكما يمر النور من زجاجة مليئة بالماء وينفذ إلى الجهة الأخرة دون أن يثقب الزجاجة وبدون أن يسيل الماء من الزجاجة، هكذا تمت ولادة المسيح الذى خرج من رحم العذراء مريم دون أن تفقد بكارتها وظلت عذراء.
(ثالثاً) بتولية مريم العذراء بعد الولادة:
1- من ينكر بتولية مريم العذراء بعد ولادة السيد المسيح، هو بالتالى ينكر نبؤة حزقيال النبى بدوام بتولية السيدة مريم العذراء، فالرب الذى دخل من رحم العذراء، وظل مغلقا لا يدخله ابن آخر لها، وحسب نص النبؤة فإن الرئيس الرئيس (تكررت مرتين للتأكيد) وحده (المسيح)، هو يجلس فى أحشاء العذراء ليأكل في محضر الله. فيدخل من مدخله ويخرج من نفس الطريق (رحم العذراء) والباب يكون مغلق لا يدخل ولا يخرج منه إنسان لأن المسيح وحدة هو الذى دخل فيه فيكون مغلقاً.
+ (حزقيال 44: 1-3) "ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. 3اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ»
2- عند هروب يوسف ومريم إلى مصر كان يسوع آنذاك قد قارب على السنتين، وعند الرجوع من مصر كان يسوع قد قارب على سن الخمس سنوات، ولم يذكر إسم أى إبن لمريم غير يسوع فقط، وهذا ينفى القول بان يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها أولاد وبنات عد ولادة يسوع:
+ (متى 2: 14) فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ
+ (متى 2: 20) قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.
3- لم يذكر الإنجيل وجود أى إخوة للمسيح حتى بلوغه 12 سنة من عمرة، أى أنه على الرغم من مكث العذراء فى بيت يوسف النجار 12 سنة، ولكن لم تنجب منه أبناء، وهذا ينفى القول بان يوسف قد عرف مريم وتزوجها وأنجب منها بعد ولادة يسوع:
+ (لوقا 2: 42-43) 42وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. 43وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا.
4- لم يذكر الإنجيل هؤلاء الإخوة والأقارب إلا عندما ذهب المسيح المسيح لوطنة فى بلدة الناصرة.
5- إخوة الرب هم أبناء مريم زوجة كلوبا وهى الأخت الصغيرة للسيدة مريم العذراء وكانت واقفة عند الصليب مع مريم العذراء، وبالتالى كانت أمهم على قيد الحياة وليس صحيح أنهم أولاد يوسف من زواج سابق من زوجتة المتوفية أو حتى من مريم العذراء:
+ (يوحنا 19: 25) "وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ".
6- من المرجح أن جملة أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ" الواردة فى (متى 13: 55)، (مرقس 6: 3) يقصد بها مريم خالتة أخت أمة مريم العذراء وبالتالى فإن أبنائها بالتبعية هم يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا، لأن الخالة والعمة فى التقليد اليهودى هى أم أيضاً.
7- من غير المعقول أن يكون لمريم العذراء كل هذا العدد من الأولاد والبنات ثم يعهد بها السيد المسيح وهو على الصليب إلى يوحنا الحبيب (يوحنا 19: 25-27)، فلاشك أن أولادها كانوا أولى بها لو كان لها اولاد!!وهى أمهم بالفعل. وقد يقول البعض معترضاً أن إخوتة لم يكونوا قد أمنوا به بعد، ولكن نرد ونقول ما علاقة هذا بذاك، فمن حيث المبدأ المقصود بإخوتة هنا هم أقرباؤة، وحتى على إفتراض زعم المعترض أنهم إخوة يسوع فعلا وأشقاؤة (حاشاً) ولم يؤمنوا به، فهل أيضا لم يؤمنوا بأمهم؟ حتى يتركوها تعيش فى منزل رجل غريب حتى وإن كان هو التلميذ الذى يحبه يسوع، هل أيضاً لم يؤمنوا بقول الله "أكرم أباك وأمك"؟ ويكسروا وصية الرب بإكرام الآب والأم، هل كان سيقبل هؤلاء الرجال الأربعة وبناتها هذا العار فى نظر الآخرين؟ بتركهم أمهم تسكن فى بيت رجل آخر!!:
8- كان يوسف خطيب مريم نجار يعمل فى مهنة النجارة: أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ (متى 13: 55)، وجاء عن السيد المسيح أيضاً أنه كان نجار: أَلَيْسَ هَذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ (مرقس 6: 3)، ويذكر التقليد أن يوسف مات وكان عمر السيد المسيح يتراوح ما بين (16-19) سنة، ولا شك أن يوسف النجار علم السيد المسيح تلك المهنة ليتكسب منها قوت يومة وينفق على العذراء أمة لتغطية إحتياجات الحياة بعد ذلك، وتنفيذاً للوصية الإلهية "بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَاكُلُ خُبْزا"، وبالتالى لاشك أيضاً أن يسوع وأمة كانا يسكنان فى منزل يوسف النجار وبة مكان العمل الذى يحتوى على أدوات النجارة، وهذا دليل ضمنى على أن العذراء لم تتزوج بشخص آخر بعد وفاة يوسف بل لم تفارق منزل يوسف النجار.



  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

مريم العذراء فى عقيدة الأرثوذكس
تؤمن الكنيسة القبطية الأرثوذكسة بأن مريم العذراء هى الدائمة البتولية، فقد كانت مخطوبة ليوسف النجار وبعد موت يوسف النجار لم تخطب أو تتزوج من أى شخص آخر، فهى لم تعرف رجلا قط كل أيام حياتها بمعنى العلاقة الزوجية والجسدية بين الأزواج، فقد كانت مريم هى العذراء قبل الحبل بيسوع المسيح وأثناء الحبل بيسوع وظلت عذراء بعد ولادة يسوع المسيح حتى آخر يوم فى حياتها على الأرض.

مكانة مريم العذراء فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
1- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها دون مبالغة أو إقلال من شأنها. فهى القديسة المكرمة والدة الإله المطوبة من السمائيين والأرضيين, دائمة البتولية العذراء كل حين, الشفيعة المؤتمنة والمعينة, السماء الثانية الجسدانية أم النور الحقيقى التى ولدت مخلص العالم ربنا يسوع المسيح.
2- مريم العذراء هى الإنسانة الوحيدة التى إنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم "التجسد الإلهى" الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله "الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله" (لوقا 35: 1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً " (أمثال 29: 31)
3- هذه العذراء كانت القديسة كانت فى فكر الله وفى تدبيره منذ البدء ففى الخلاص الذى وعد به آدم وحواء قال لهما "أن نسل المرأة يسحق رأس الحية" (تكوين 15: 3) هذه المرأة هى العذراء ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية على الصليب.
4- تحظى مريم فتاة الله بمكانة عظمى في قلب معظم الذين انتسبوا الى المسيح المخلّص، ولها في قلوبهم محبة كبيرة. غير أن هذا لا يمنع القول ان مسيحيّي العالم -وإن قالوا، على العموم، قولا واحدا في حقيقة تجسد ابن الله الوحيد- لا يتفقون في وصف مريم وتكريمها ولا في تحديد مساهمتها في خدمة السرّ "الذي قبل الدهور".
5- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقدم السلام للعذراء مريم بخشوع كثير واحترام كما قدمه لها الملاك ولكن بلا عبادة.
6- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم العذراء كأم الاله تكريما يفوق كل كرامة لاى ملاك او رئيس ملائكة وفوق الشاروبيم والسارافيم ايضا.. ولكن تكريمنا لها يحدده قولها * هوذا انا امة الرب * فهى فى تقليدنا عبده وامة خاضعة لسلطان الله.. فكأم الاله نكرمها ونعظمها جدا ونتشفع بها، وكأنسانة لايمكن ان نعبدها.
7- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمجد العذراء لا كملكة السماء تجلس بمفردها.. ولكن كملكة تقف عن يمين الملك *قامت الملكة عن يمين الملك* حيث الوقوف لايؤهلها للمساوة كما فى حالة المسيح حينما جلس عن يمين ابيه
8- فى التقليد الكنسى يحتم فى الايقونة القبطية ان ترسم العذراء حاملة للمسيح على ذراعها الايسر *قامت الملكة عن يمين الملك* ولاتقبل الكنيسة ان تقدم تمجيدا للعذراء بشخصها بمفرده ولكن تمجدها كعذراء وكأم معا.
9- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترى ان مجد ام الاله مكتسب بسبب امومتها للرب يسوع، وليس طبيعيا لذلك لانقدمه لها فى شكل عبادة وانما فى صورة تكريم فائق.
10- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترى ان نصيب مريم فى استعلان المجد العتيد سيكون غير منفصل عن جسد المسيح الذى سيجمع البشرية كلها معا كانسان كامل رأسه المسيح، غير ان نصيبها سيكون فائقا بالضرورة وعلى كل وجه انما غير منفصل عنا.
11- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تقدم البخور لله امام ايقونة مريم العذراء الحاملة يسوع المسيح لان مريم اصبحت هى الهيكل الجديد الذى احتوى الحمل المقدس المعد للذبيحة، لذلك اصبح لائقا ان يقدم امامها بخور لله لكى تشفعه هى بصلواتها عنا.. فيرفع البخور امام الله حاملا صلواتها وصلواتنا.
12- تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية أن العذراء بما أنها صارت أم الإله المتجسّد, فقد أصبحت أيضًا أمًّا لكلّ الذين صار ذاك الإله أخا لهم بالتجسّد: "لأَنَّ الْمُقَدِّسَ وَالْمُقَدَّسِينَ جَمِيعَهُمْ مِنْ وَاحِدٍ، فَلِهَذَا السَّبَبِ لاَ يَسْتَحِي أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِخْوَةً . فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا" (عبرانيين 2: 11-14).

لقب مريم العذراء والدة الإله:
- مريم العذراء هى "والدة الإله" theotokos، وهو اللقب الذي منحه اياها المجمع المسكوني الثالث المنعقد في افسس في العام 431م
- مريم العذراء هى "والدائمة البتولية" aeparthenos، وهو اللقب الذي جاء به المجمع المسكوني الخامس المنعقد في القسطنطينية في العام 553م.
- مريم العذراء هى "الكلية القداسة" panagia، فلم يحدَّد عقائديا، ولكنه مقبول ويستخدمه جميع الارثوذكسيين في العالم.
- ميزت الكنيسة الأرثوذكسية في تعليمها عن مريم بين اصطلاحي "العبادة" و"التكريم"، فهي لا تدعو، مطلقا، الى عبادة مريم كعبادة الله، وإنما تكرمها وتعظّمها لأن "إلهاً حقا وُلِدَ منها" (يوحنا الدمشقي)، وهي بذلك تطيع ما جاء على لسانها في انجيل لوقا: "ها منذ الآن (اي منذ قبولي الإلهَ في أحشائي) تكرمني جميعُ الأجيال" (لوقا 1: 48).
- تحمل عبارة "والدة الإله" تراثا إيمانيا ذا قيمة لاهوتية عظيمة، فاللفظة اليونانية تعني "حاملة الإله" اي التي حملت الإله في رحمها، وقد وُضعَ فحواها اولا على لسان أليصابات زوجة زكريا الشيخ التي لفظت ذاك النداء التعظيمي "من اين لي هذا أن تأتي أم ربّي اليّ؟" (لوقا 1: 41-43)، (غلاطية 4: 4)، وقد إنتشر ذلك اللقب وانتشر انتشارا واسعا منذ بدء المسيحية وفق شهادة إكليمنضس الإسكندري.
- استعمل لقب والدة الإله كثير من الآباء الأولين مثل: هيبوليتس، واوريجانس الذي شرحها في تفسيره للرسالة الى كنيسة رومية، وديديموس الضرير، وألكسندروس بطريرك الاسكندرية الذي خطّها في رسالة وجهها الى مجمع عُقد ضد بدعة آريوس في الاسكندرية في العام 320 (اي قبل المجمع المسكوني الاول بخمس سنوات)، وكيرلُّس الاورشليمي، وغريغوريوس النيصصي، وكيرلُّس الاسكندري وغيرهم، مما يؤكد انها كانت معروفة ورائجة قبل أن سطرها الآباء عقيدةً في مجمع أفسس. ويقول الاسقف كاليستوس (وير): إن تسمية والدة الإله "مفتاحُ العبادة الارثوذكسية الموجّهة الى العذراء"، وذلك اننا "نكرم مريم لأنها والدة إلهنا، ولا نكرمها منفصلة عنه وإنما بسبب علاقتها بالمسيح" (انظر الايقونات الارثوذكسية التي تظهرهما دائما معا، ولا تصوّر مريم من دون ابنها). ويتابع الأسقف بقوله: "إن التعليم الارثوذكسي المتعلق بوالدة الاله منبثق من تعليمها الخاص بالمسيح وحين أكد آباء مجمع أفسس (تسمية مريم بوالدة الإله)، لم يكن ذلك بقصد تمجيدها بل من اجل الحفاظ على العقيدة الحق المتعلقة بشخص المسيح"، ويخلص الى القول: "وأولئك الذين يرفضون تكريم مريم هم انفسهم اولئك الذين لا يؤمنون حقا بالتجسد".
- لقب "والدة الإله"، ليس لقب تكريمي فقط لمريم وإنما هو ضرورة لاهوتية تحتّمها، كما يقول القديس كيرلُّس الاسكندري، "حقيقة التجسد"، ولا يمكن لأحد أن يرفض هذه الحقيقة ويُقبَل في الإيمان الحق. فمريم هي ام الرب، وهي أمنا.
- لا يوجد مسيحي يقول ان مريم ولدت الاهوت، والقول أن مريم أم الله المتجسد مقصود به الناسوت وليس الاهوت. ففى مريم تمّ أولاً الاتحاد بين الله والإنسان، إذ أن ابن الله اتحد ذاته بجسد إتخذه من جسد مريم، لذلك تدعو الكنيسة العذراء "والدة الإله" لأنها ولدت الإله المتجسّد.
- تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية أن منزلة العذراء تفوق الملائكة إذ قد أُهّلَتْ أن تحمل فى ذاتها ابن الله المتجسد الذى لا تسعه السموات ولا سماء السموات، فصارت هى هيكل حي للإله الذى: {لا تجسر طغمات الملائكة أن تنظر إليه}. لذلك تخاطبها الكنيسة منشدة: {يامن هى أكرم من الشاروبيم وأرفع مجدًا بغير قياس من السارافيم}، وأيضًا: {لأنه صنع مستودعك عرشًا وجعل بطنك أرحب من السماوات}.

تاريخ إنكار بتولية مريم العذراء:
تاريخ إنكار بتولية مريم العذراء يعود إلى القرن الأول الميلادى، حيث ظهرت بدعة الأبيونيون وهم مسيحيين من أصل يهودى إعتنقوا المسيحية وتعلقوا بالطقوس اليهودية التى تشبعوا بها وقتاً طويلاً فجاءت عقيدتهم خليطاً من المسيحية واليهودية وأنكروا لاهوت المسيح ولم يعترفوا بوجودة الإلهى قبل التجسد وأعتبروه مجرد إنسان عادى وبالتالى أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء وقالوا إنه ولد كسائر البشر من أب هو يوسف وأم هى مريم.
ويقول أيريناؤس والمؤرخ يوسابيوس القيصرى أنهما تبعا ترجمة ثيودوسيون Theodotion الأفسسى وأكويلا البنطى Auila of Pontus الذان ترجما نبؤه أشعياء "هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً إلى "هوذا الفتاه (The young woman) تحبل وتلد أبناً".
ثم جاء هيلفيدس (حوالى عام 382م) وأدعى أن مريم ويوسف قد تزوجا فعلاً بعد ميلاد المسيح وتبعه فى ذلك راهب هرطوقى يدعى جوفنياس (مات حوالى 405م) ويونسيوس أسقف يوغوسلافيا وحرمه مجمع كابوا (Capua عام 1391م)، وأتبع هذا الرأى فى العصور الحديثه بعض المفسرين من بعض الفرق البروتستانتيه المتطرفه كالأخوة البلموث وغيرهم، وشهود يهوه.
ولكن غالبيه المفسرين البروتستانت يؤمنون بدوام بتوليه العذراء.
وقد برزت العقيدة الخاصة بالقديسة مريم وتطورت خلال صراع الكنيسة ضد الهرطقات، كان ذلك لتأكيد حقيقتين تخصان السيد المسيح:
أ‌- أن يسوع المسيح قد ولد ميلادا حقيقيا من القديسة مريم، فلم يكن يسوع خيالا بل حمل جسدا حقيقيا مولودا من أم حقيقية.
ب‌- أن يسوع المسيح المولود من القديسة مريم هو ابن الله الأبدي الذي بلا بداية.
أما الأهم الهرطقات فهي الغنوصية والمانية والأريوسية والنسطورية.
1- الغنوصية:
تقوم أغلب النظم الغنوصية على الفصل ما بين الله الخالق والكائن الإلهي السامي. ففي نظر البعض أن العالم المادي هو شر جاء نتيجة سقوط الحكمة "صوفيا".
ويقسم الغنوصيون البشر إلى طبقتين أو ثلاث، هم:
أ‌- الروحيون، يتمتعون بإشراقة من الجوهر الإلهي الروحي، ويعودون إلى أصلهم أي إلى الكائن الإلهي السامي، وذلك بواسطة المعرفة (الغنوصية) وممارسة طقوسها.
ب‌- بقية البشر أي الجسدانيون أو الماديون، وهم منهمكون في العالم المادي مصيرهم الهلاك الأبدي.
ج- يضيف البعض طبقة ثالثة متوسطة، وهي جماعة المسيحيين غير الغنوصيين، هؤلاء يبلغون حالة وسطى خاصة بالله الخالق، وذلك خلال إيمانهم وأعمالهم الصالحة.
أما عن المسيح ففي نظرهم جاء عن الإله السامي، يقدم الغنوصية أي "المعرفة"، وهو كائن إلهي لم يأخذ جسدا بشريا حقيقيا ولا مات. بهنا لم يقبلوا تجسد المخلص ولا ولادته من امرأة.
إحدى الأشكال الغنوصية تدعى Docetism، وهي هرطقة هددت كيان الكنيسة الأولى، أخذت أسمها عن كلمة dokein اليونانية التي تعني "يبدو" أو "يظهر هكذا" إذ نادت هذه الهرطقة بأن يسوع المسيح لم يصر أنسانا حقيقيا بل بدى هكذا كأنه يحمل جسدا. أنه عبر في العذراء دون أن يأخذ من جسدها شيئا.
يقول القديس ايريناؤس أن ساتيرنانيوس (حوالي عام 120) قد أعلن بأن المخلص لم يولد، ولا تجسد ولم يكن له شكل... إذ يرى أن الزواج وإنجاب
وعلم أيضا فالنتينوس في القرن الثاني بأن السيد المسيح قد أتحد بالإنسان يسوع "الذي ولد خلال مريم وليس من مريم، عبر فيها كما من قناة".
أما مرقيون فعلم بأن يسوع لم تكن له نفس بشرية ولا تجسد أرضي. أنه لم يولد من مريم بل ظهر فجأة في اليهودية في تجسد خيالي كشخص كامل النمو مستعد للبدء في الخدمة حالا.
أما إبليس Appeles فقد قبل أن يكون للسيد المسيح جسدا حقيقيا، لكنه جسد سماوي، نزل إلى هذا العالم من السماء، وليس من مريم.
وقد حذر آباء الكنيسة مثل القديسين أغناطيوس أسقف أنطاكية ويوستين وايريناؤس والعلامة ترتليان والعلامة أوريجين المسيحيين من هذه التعاليم كما واجهوا الهراطقة مؤكدين حقيقة أمومة القديسة مريم بقصد تأكيد سر التجسد أي حقيقة ناسوتية المسيح.
كتب القديس أغناطيوس إلى أهل تراليا: "سدوا آذانكم عندما يحدثكم أحد من هؤلاء الذين يأخذون جنبا من يسوع المسيح، الذي هو من نسل داود ابن مريم، الذي ولد ميلادا حقيقيا.
2- المانية Manichaeism:
مؤسس هذه البدعة هو ماني أو مانس أو مانخيوس من القرن الثالث النظام الماني في أصله هو وليد التقاليد الغنوصية القادمة من شرق بلاد فارس والتي تقوم على افتراض وجود صراع بين النور والظلمة، وبين الله والمادة. أما هدف ممارسة الدين عندهم فهو أدراك عناصر النور التي أغتصبها الشيطان من عالم النور وسجنها في ذهن الإنسان، وأن يسوع وبوذا والأنبياء وماني أنما جاءوا لهذا العمل.
ظهور آدم كان غايته استعادة النور المسجون. أما يسوع "النور المتلألئ" فقد خلص آدم برؤيا.
والممارسات الدينية عندهم من امتناع عن أكل اللحم والزهد في الحياة الجنسية هي وسائل لتحقيق استمرار تحرر هذا النور تدريجيا.
إذن لا نتعجب أن رأينا أتباع ماني قد ظنوا أن يسوع المسيح ليس ابن لمريم بأي حال من الأحوال.
لهذا قام القديس الكسندروس، بابا الإسكندرية، يدافع عن حقيقة ناسوتية السيد المسيح وبالتالي عن أمومة القديسة مريم الحقة له، مقاوما الغنوصيين وأتباع ماني.
وقام القديس أثناسيوس بنفس الأمر، إذ يقول "كان جسد الرب جسدا حقيقيا... مثل جسدنا".
كما يقول القديس أمبروسيوس "قدمت العذراء شيئا من عندياتها ولم تعطه شيئا (جسدا) غريبا عنها بل من جسدها، قدمته بطريقة غير عادية لكن العمل (إعطاء الجسد للابن) كان عاديا، قدمت للثمرة جسدها".
3- الأريوسية:
مريم العذراء والأريوسية: مجمع نيقية سنة 325
إبتدع أريوس أن الإبن مخلوق وأنه غير مساو للآب ولذا عندما أنكر لاهوت المسيح أنكر أيضاً أمومة العذراء مريم لله (الثيؤطوكوس) وقد قاومه البابا الكسندروس والقديس اثناسيوس الرسولى.
أما اتباع أريوس، فعلى خلاف الغنوصيين والمانيين، أنكروا أن يسوع بن مريم هو ابن الله غير المخلوق، الواحد مع الآب في الجوهر الإلهي. أنكروا لاهوت السيد المسيح وبالتالي أنكروا أمومة القديسة مريم لله.
لهذا فإن آباء الإسكندرية مثل القديسين الكسندروس وأثانسيوس في مواجهتهم للاريوسية لقبوا القديسة مريم "الثيؤتوكوس" (والدة الإله). ففي الخطاب الدوري الذي وجهة القديس الكسندروس للأساقفة (حوالي عام 319م) حيث أعلن حرمان أريوس استخدام لقب "ثيؤتوكوس" بطريقة يفهم منها أن هذا اللقب كان مستخدما بطريقة لا تحتمل المناقشة، إذ كتب هكذا:
" أننا نعرف القيامة من الأموات، فان البكر هو يسوع المسيح الذي حمل جسدا حقيقيا وليس شكليا، مولودا من مريم الثيؤتوكوس (والدة الإله)". هكذا يسجل لنا قلمه لقب "الثيؤتوكوس" بطريقة طبيعية تاركا هذا الانطباع أن هذا اللقب كان دارجا مستقرا ولم يكن موضع نقاش في أيامه.
وفي الجدال مع الأريوسية ركز القديس أثانسيوس على هذه الحقيقة أن السيد المسيح مولود من الأب، حمل هيئته الجسدية من الأرض غير المفلحة دائمة البتولية، الثيؤتوكوس.
كما سجل القديس أمبروسيوس أسقف ميلان لحنا لعيد الميلاد علمه لشعبه لسند إيمانهم في المسيح يسوع بكونه الله الحقيقي لمواجهة الأريوسية:
"تعالى يا مخلص العالم! اظهر ميلادك من البتول! ليعجب العالم كله من ميلاد كهذا يليق بالله!"
4- النسطورية:
عقيدة الثيؤطوكوس (والدة الإله) فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
من يقول أن مريم العذراء هى أم يسوع أو أم المسيح فقط بدون تلقيبها بوالدة الإله، فهو ينكر إلوهية المسيح ولا يعترف انه ابن الله. فالمسألة ليست مجرد لقب وحسب فمن ينكر أن مريم والدة الاله ينكر تجسد إبن الله. وتعبير والدة الاله باليونانية ثيؤطوكوس قديم جدا في الكنيسة ونجده في كتابات العديد من الآباء، وقد لخص القديس إغريغوريوس اللاهوتي تقليدا طويلا بقوله:
إن إعتقد أحد أن القديسة مريم ليست والدة الاله فقد خرج عن إلوهية المسيح.
وأول من إعترض على هذه التسمية هو نسطور بطريرك القسطنطينية سنة 428 والذى ظهر ببدعته، وأطلق عبارته الشريرة "إنى أعترف موقنا أن كلمة الله هو قبل كل الدهور، إلا إنى أنكر على القائل بأن مريم والدة الاله، فذلك عين البطلان".
ففي العاشر من شهر أبريل عام 428م رسم نسطور الكاهن بإنطاكية وتلميذ تيؤدور أسقفا على القسطنطينية. وقد أعتاد أن يستخدم لقب خريستوكوس (والدة المسيح) للقديسة مريم وليس "ثيؤتوكوس"، لكن ملامح المعركة وضحت تماما عندما قام أحد كهنته يسمى أنسطاسيوس الذي جاء به من أنطاكية يعظ أمامه في ديسمبر عام 428 م قائلا:
"ليته لا يسمي أحد مريم " ثيؤتوكوس"، لأن مريم لم تكن إلا امرأة، ومن المستحيل يولد الله من امرأة".
وقد أكد نسطور نفسه هذا التعليم علانية، مقدما في عظاته تمييزا بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الذي سكن فيه. في رأيه يوجد شخصان في المسيح: ابن مريم وابن الله، اتحدا معا اتحادا معنويا ولا أقنوميا. فالمسيح لا يسمى " الله" بل حامل الله " ثيؤبورون" على نفس المستوى الذي دعي إليه القديسون بالنعمة الإلهية التي توهب لهم هكذا فإن مريم لم تكن أما الله بل للإنسان يسوع الذي سكن فيه الله الرأس.
انتقد نسطور وأتباعه المجوس لأنهم سجدوا أمام الطفل يسوع، ونادوا بأن اللاهوت قد أنفصل عن الناسوت في لحظة الصلب.
وكان نسطور يظن ان للمسيح طبيعتان وشخصان إله وإنسان وحيث ان العذراء مريم بوصفها إنسانة ولدت الطبيعة الإنسانية فهي تدعى أم يسوع وليست أم الله أو والدة الإله وقد تصدى له البابا كيرلس الأول الكبير الملقب بعمود الدين البابا 24 مؤكدا أن تلقيب القديسة مريم بوالدة الإله ضرورة لاهوتية تحتمها حقيقة التجسد الإلهي فالتجسد في الإيمان الارثوذوكسى هو اتحاد كامل بين الطبيعيتين فالمولود من العذراء هو ابن الله المتجسد وليس مجرد إنسان: وشرح هذا المثل: كما ان الروح والجسد ينشأن كلاهما داخل المرأة مع أن الروح لا يمكن ان تكون وليدة المرأة هكذا الكلمة المتجسد نما ناسوته داخل العذراء ومع ذلك فجسده لم يكن مجرد جسد إنسانى ولكنه جسد متحد بالكلمة ولو أن هذا الجسد لم يكن سوى أداة لكان شبيها بأجساد موسى وغيره من الأنبياء إنما كان اتحاد كامل بين طبيعيتين بلا امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير.
ولا نقول بالطبع ان الله الكلمة اخذ بدايته من جسد العذراء حاشا لانه موجود منذ الأزل فالكتاب المقدس يقول " فى البدء كان الكلمة.... فاقنوم الابن له ميلاد أزلي مع الآب وميلاد آخر زمنى من أحشاء العذراء مريم، حسب الآية القائلة: "ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولود من امرأة مولودا تحت الناموس" (غلاطية 4: 4).
ولكن تجاسر نسطور لكى ينال من المقام الرفيع للسيدة العذراء، وكأنه يرفض اختيار الرب، ويريد أن يجرد الخلاص من سره العظيم، الا وهو اتحاد اللاهوت بالناسوت اتحادا كاملا دون انفصال. وكشأن كل بدعة، إنضم تحت لواء فكر نسطور كثيرون ممن يجرون وراء البراهين الفلسفية الباطلة، كان منهم علمانيون ورهبان واكليركيون... وما ان بلغت هذه البدعة مسامع البابا كيرلس الاول، حتى تصدى لها بقوة، مبتدئا بمراسلة صاحبها نسطور ومن تبعه، وكان ذلك فى عيد الفصح، فرجع المصريون الذين تبعوه عن هذا الفكر العقيم، واستطاع المصريون المقيمون فى القسطنطينية نفسها ان يرجعوا شعبها الى الايمان المستقيم.
بلغ ذلك إلى مسامع القديس كيرلس بابا الإسكندرية، فانتهر فرصة كتابة الرسالة الفصحية السنوية عام 429م ليكتب دون أي تلميح إلى شخص نسطور مؤكدا التعليم الخاص بالتجسد في عبارات واضحة وبسيطة، موضحا اتحاد ناسوت السيد المسيح الحقيقي الحقاني الكامل بلا هوته في الشخص الإلهي الواحد.
وبعد أربعة شهور كتب رسالة أخرى إلى الرهبان في ذات الشأن بلغت هذه الرسائل مسامع نسطور فأثارت غضبه جدا، وطلب من شخص يسمى Photius أن يجيب عليها.
أرسل القديس كيرلس إلى نسطور رسالتين يوضح فيهما طبيعة السيد المسيح كابن الله المتجسد، شخص واحد... معلنا أنه الله من حق القديسة مريم أن تدعى " ثيؤتوكوس".
وفي رسالته الثانية كتب هكذا:
"لسنا نقول بأن الكلمة صار جسدا بالتحول، فهو لم يتحول إلى إنسان كامل بنفس وجسد، بل الحرى أتحد الكلمة أقنوميا بطريقة غير موصوفة ولا مدركة بالجسد الحي بنفس عاقلة، وهكذا صار إنسانا ودعي ابن الإنسان...
كما أنه لم يولد أولا من العذراء القديسة كإنسان عادي وبعد ذلك نزل عليه
" الكلمة"، الحرى أتحد " الكلمة" بالجسد في الأحشاء ذاتها...
لهذا السبب دعي " الآباء القديسون" بثقة العذراء القديسة " ثيؤتوكوس"، لا بمعنى أن طبيعة الكلمة أو اللاهوت قد تقبل بدءا جديدا من العذراء القديسة، بل يقال أنه ولد منها حسب الجسد مادامت نفسه العاقلة التي تحيي الجسد أتحد بها الكلمة أقنوميا مولودا منها.
هكذا كتب إليك بدالة الحب التي لي في المسيح، متوسلا إليك كأخ محملا إياك المسئولية أمام السيد المسيح وملائكته المختارين أن تفكر وتعلم معنا هكذا لحفظ سلام الكنائس ورباط الحب والمودة القائم بين كهنة الله".
بعد هذا أنعقد مجمع محلي بالإسكندرية بعث رسالة مجمعية إلى نسطور يوضح ذات التعاليم التي وردت برسائل القديس كيرلس، مذيلة بما يسمى " الأثنى عشر بندا أو الأثنى عشر حرمانا".
جاء في الحرمان الأول: "من لا يتعرف بأن عمانوئيل هو الله حقا، وبالتالي فإن القديسة العذراء هي " الثيؤتوكوس" إذ ولدت كلمة الله المتجسد حسب الجسد فليكن محروما".

وبعد أن أرسل القديس البابا كيرلس رسالة الى نسطور يشرح له فيها الايمان المستقيم فأرسل له هذا برد ملئ تكبرا واحتقارا، مؤيدا كلامه بأن العائلة المالكة بالقسطنطينية تؤيده.
وهنا ارسل البابا السكندرى رسائل للأمبراطور وافراد العائلة المالكة يوضح لهم الامر.. ثم توافق رأى القديس كيرلس مع رأى بابا روما وغيرهما فى ضرورة عقد مجمع لمحاكمة نسطور، ودعا اليه الامبراطور بنفسه، بقوة الرب التى تحركت داخله، وكان هذا المجمع فى مدينة افسس سنة 431م، وحضر من مصر 50 أسقف برئاسة البابا كيرلس، واصطحب معه القديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين، حيث حكم فيه بنفى نسطور الى مدينة اخميم بمصر ليكون تحت مراقبة الانبا شنودة.
واضيفت تبعا لذلك الفقرة السابقة لقانون الايمان النيقاوى، والتى سميت ب " بدء قانون الايمان " تأكيدا على امومة السيدة العذراء للإله الكلمة المتجسد.. يتلوها جميع المصليين فى جميع الكنائس والمنازل فى انحاء العالم.
لقد وقف القديس كيرلس السكندري في بازيليكا والدة الإله (عام 431) يتحدث أمام آباء مجمع أفسس، قائلا: "السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكي، المصباح غير المنطفئ، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المفهوم، مسكن غير المحدود، السلام لك، يا من حملت غير المحوي في أحشائك البتولية المقدسة".
في الحقيقة الصراع الذي قام بين القديس كيرلس الإسكندري ونسطور لم يقم أساسا حول لقب القديسة مريم "الثيؤتوكوس" بل حول شخص السيد المسيح نفسه وأننا نستطيع أن نلخص الظروف التي دفعت القديسة كيرلس ليدخل هذا النزاع هكذا.

مريم العذراء و النسطورية: مجمع أفسس المسكونى الثالث سنة 431
في الثاني والعشرين من شهر يونيو عام 431م انعقد المجمع المسكوني الثالث بأفسس تحت رئاسة البابا كيرلس، الذي جرد نسطور من الكهنوت وحرمه، كما قرأت الرسالة التي وجهها القديس كيرلس لنسطور، ووافق على الحر ومات الأثنى عشر، وأدان المجمع رأى نسطور في شخص السيد المسيح، وثبت بكل وقار لقب "الثيؤتوكوس".
فقد فرق نسطور بين الإنسان يسوع المولود من مريم و ابن الله الساكن فيه فى رأيه كان يوجد شخصان فى المسيح: ابن مريم وابن الله اتحدا معا اتحادا معنوياً لا اقنومياً
واستنتج من ذلك ان السيدة العذراء هى أم للطبيعة الناسوتية وهى ليست والدة الإله و إنما كانت مستودع لله و إنها ولدت المسيح... و بناءً على هذا الاعتقاد أنحرف أريوس إلى فصل طبيعة السيد المسيح اللاهوتية عن طبيعته الناسوتية و جعل للمسيح طبيعتين (بدعة الطبيعتين و المشيئتين)
وقد وضع البابا كيرلس الأول عامود الدين حرمانا لكل من قال ان العذراء ليست هى والدة الإله وان عمانوئيل هو الله حقا يكون محروما، و قد تم وضع مقدمة قانون الأيمان فى هذا المجمع.
وقد أعلن المجمع المسكونيّ الثالث الذي انعقد في مدينة أفسس عام 431 أنّ مريم والدة يسوع المسيح هي حقّاً "والدة الإله". واعتبر الآباء القدّيسون بالمجمع أنّ هذا التعبير "والدة الإله" يتضمّن محتوى عقائديّاً على مستوى اللاهوت والإيمان المسيحيّ القويم. ولا تكتمل أرثوذكسيّة المؤمن وصحّة إيمانه من دون الاعتراف بأنّ مريم قد ولدت الإله نفسه الكائن منذ الأزل لدى الله الآب. مريم لم تلد بشراً كسائر البشر، فأتى الله وسكن فيه. بل ولدت الإله، فأعطته الجسد بعد أن سكن في أحشائها ما تقتضيه الطبيعة من وقت. لذلك، عقيدة "والدة الإله" ليست عقيدة مريميّة تختصّ بمكانة مريم في الإيمان الأرثوذكسيّ. إنّما هي، بالأحرى، عقيدة مسيحية متعلّقة بشخص يسوع المسيح وتدبيره الخلاصيّ من أجل البشر. ويجدر التنويه هنا إلى أنّ الكنيسة، وفي هذا السياق تحديداً، لم ترفع إلى مستوى العقيدة سوى ما يختص بالله، الآب والابن والروح القدس.
في الواقع، درج الآباء قبل مجمع أفسس بوقت طويل على إطلاق اسم "والدة الإله" على مريم. ولائحة المراجع طويلة، نكتفي بالإشارة إلى بعضها الأهمّ.
فمن أولى الشهادات ما ورد في إحدى رسائل القدّيس ألكسندروس بطريرك الإسكندريّة، حيث جاء:
"فقد لبس المسيح في الحقيقة، لا في المظهر، جسداً اتّخذه من مريم والدة الإله".
القدّيس أثناسيوس الرسولى
إنّ الكلمة هو نفسه قد وُلد بالجسد من مريم والدة الإله.
القدّيس غريغوريوس النزينزيّ (389م)
إنْ كان أحد لا يؤمن أنّ القدّيسة مريم هي والدة الإله، فهو غريب عن الله.
لقد سقنا هذه الأقوال لكي نقول إنّ إعلان عقيدة ما في الكنيسة لا ينشأ من العدم. بل إنّ إعلان العقيدة يأتي ردّاً على تعاليم منحرفة، وعلى هرطقات تشاء ضلال المؤمنين. فالعقيدة ليست سوى التأكيد على ما تناقلته الكنيسة من إيمان سليم استلمته من الأجداد والآباء وبدورها ستسلمه إلى الأبناء.
وهذا تماماً ما حصل مع نسطوريوس، بطريرك القسطنطينيّة (428م)، إذ رفض الإقرار بأنّ مريم "والدة الإله" بعد أن اعترفت الكنيسة بذلك، وأدخلت هذا الاسم في نصوص عباداتها وكتبها. فكان أن اجتمعت الكنيسة في المجمع المسكونيّ الثالث وذكّرت بإيمانها المستودع منذ أيّام الرسل.
رفض نسطوريوس الاعتراف بإمكانيّة أن تلد مريمُ الإنسانةُ المخلوقةُ إلهاً هو خالقها، بالإضافة إلى أنّه ميّز في شخص يسوع المسيح بين كائنَين، إلهيّ وإنسانيّ، قائلاً إنّ مريم وَلدت الإنسان يسوع الذي حمل الإله، وحاشا أن تلد الإله. ففيما يختصّ بمريم العذراء، إذاً، يقول نسطوريوس إنّها "والدة المسيح الإنسان"، وليست والدة الكلمة الإله. لذلك، ينبغي أن ندعوها "والدة المسيح"، لا "والدة الإله". وهذا ما رفضته الكنيسة بقوّة، إذ قالت بعدم جواز الفصل في يسوع المسيح بين شخصين، إلهيّ وإنسانيّ. فيسوع كائن واحد إلهيّ اتّخذ الطبيعة الإنسانيّة كاملة، ولم ينفصل البتّة عن الألوهة، وإنْ للحظة واحدة.
واجه القدّيس كيرلس الإسكندري (444م) بدعة نسطوريوس بحزم شديد، فاعتبر أنّ رفض القول بأنّ مريم "والدة الإله" ينتج منه رفض وحدة الشخص في يسوع المسيح. وكيرلّس لم يتوانَ عن التأكيد على أنّ يسوع الإنسان هو نفسه كلمة الإله. لذلك يمكن القول إنّ "ابن الله وُلد من مريم" بحسب طبيعته البشريّة، وإنّ "ابن مريم قد خلق الكون" بحسب طبيعته الإلهيّة. وانطلاقاً من هذا المبدإ يصح القول حقّاً "إنّ مريم والدة الإله"، لأنّ الشخص الذي وُلد منها هو نفسه ابن الله الكائن منذ الأزل مع الله والذي صار إنساناً لأجل خلاص البشر.
انعقد المجمع المسكونيّ الثالث وأدان تعاليم نسطوريوس وآراءه اللاهوتيّة غير الموافقة لإيمان الكنيسة، وتبنّى تعاليم كيرلّس. ومن أبرز ما جاء في تحديدات المجمع اللاهوتية: "بما أنّ العذراء القدّيسة قد وَلدت بالجسد الإله الذي صار واحداً مع الجسد بحسب الطبيعة، فإنّنا ندعوها والدة الإله". وكما قلنا، فالتحديد المجمعيّ يتوسّع أكثر في شأن شخص يسوع المسيح والتأكيد على أنّه شخص واحد، فيقول الآباء المجمعيّون: "إنّما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب، وهو الذي اتّخذ جسداً (...) ليس إنّ إنساناً اعتياديّاً وُلد من مريم العذراء ثمّ حلّ عليه الكلمة (...) ولكنّه مع اتّخاذه لِذاته جسداً بقي كما كان إلهاً".
في عام 433م وضع لاهوتيّو الكنيسة الأنطاكيّة نصّاً دعي "قانون الوحدة"، لأنّه أعاد الوحدة الكنسيّة بعد الاضطرابات التي سبّبها التعليم النسطوري الخاطئ. فأعاد "قانون الوحدة" التأكيد على مقرّرات المجمع المسكونيّ الثالث، ومن أبرز ما جاء في هذا القانون: "لا نعترف إلاّ بمسيح واحد وابن واحد وربّ واحد. وبسبب هذا الاتّحاد (بين الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة) المنزّه عن الاختلاط، نعترف بأنّ العذراء القدّيسة هي والدة الإله، لأنّ الإله الكلمة صار فيها جسداً، أي صار إنساناً".
يجد اسم "والدة الإله" جذوره في الكتاب المقدّس، ولا سيّما في قول أليصابات وهي حامل بيوحنّا المعمدان، حين زارتها مريم نسيبتها وهي حامل بيسوع: "من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ" (لوقا 1: 43). فيسوع المسيح هو "الربّ"، فإذا كان المسيح هو الربّ، فأمّ الربّ هي "والدة الإله".

اللاهوت فى فكر العذراء مريم:
(إذا كان نسطور وهو الأسقف) الدارس للاهوت... قد بعد عن الفكر الصحيح، وضل عن التعليم الصحيح، وهو فى القرن الخامس الميلادى، ونادى بأن السيد المسيح كان إقنومين: ذات إلهية تعلو على الآلام الإنسانية، وذات إنسانية عرضة للآلام والموت، ومن ثم يكون قد فصل بين اللاهوت والناسوت فى شخص السيد المسيح. فإن السيدة العذراء وهى أم المسيح، وأقرب الناس إليه، وهى الفتاة الصغيرة البسيطة، التى لم تدخل مدرسة للاهوت، كانت معلمة للاهوت، ولكن نسطور لم يفهم شيئا من حديث العذراء مع الملاك جبرائيل، أو مع نسيبتها أليصابات، هذه الأحاديث برغم بساطتها كانت مليئة بفكر واعى متقدم، فيه الكثير عن اللاهوت.
وطالما أن بدعة نسطور قد مست السيدة العذراء، التى أخذ منها السيد المسيح جسده، فلابد أن نقترب من السيدة العذراء، لنتعلم منها الكثير عن اللاهوت فى فكرها نحو إبنها الحبيب، فالبطن التى حملت باللاهوت، كانت صاحبة عقل عرف اللاهوت ووعاه ولروح ابتهجت بحضور اللاهوت.
وقال القديس أوغسطينوس:
ان كان لم يوجد من هو كفء لفهم أمك، فمن الذى يمكنه أن يفهمك أنت؟.
واللاهوت يعنى شيئين: الأول طبيعة الله نفسه، والثانى العلم الذى يتحدث عن الله والإلهيات. والذين يبحثون فى هذا العلم يلقبون "لاهوتيون". ولقد شدى القديس غريغوريوس الثيئولوغوس بهذا الإنعام الذى حباه الله للإنسان، للتعرف على خالقه فقال: "أعطيتنى علم معرفتك". والعذراء مريم كانت تحمل اللاهوت بمعناه الأول متحدا بالناسوت فى بطنها. وبالمعنى الثانى كان يمتلىء به عقلها.
لقد نطقت السيدة العذراء بقانون إيمان وضعته أمام المسيحية كلها، قبل قانون الأيمان النيقاوى الذى تردده الكنيسة فى صلواتها كلها وطقوسها جميعها، شارك فى صياغته 668 أسقف: (318 + 150 +200)، واستغرق وضعه 106 سنة، على مدى ثلاثة مجامع مقدسة، فى القرنين الرابع والخامس الميلادى.
فلم تكن العذراء مجرد جسم احتاج السيد المسيح منها جسدا له.
انما أيضا كانت فكرا تمشى بين الناس، وجال بين البشر، لقد عرفت المسيح الذى به حبلت، وعرفت عنه قبلما حبلت به، وعرفت منه كما حملت فيه.
انها أكثر الناس قربا له، فلا غرابة أن تكون أكثرهم دراية ومعرفة عنه. ان حديث العذراء عن الله له مذاق خاص، فترى أن تتكلم عن الله الذى خلقها، أم عن الله الذى ولدته؟.
إن علاقة العذراء بالسيد المسيح له المجد، توضحها هذه الأمثولة التى رواها سفر الخروج عن إمرأة تسمى يوكابد - (أم موسى النبى) – كانت هى أمه، كما كانت هى أمته. ظاهريا كانت إبنة فرعون هى أمه، وكانت يوكابد تناديه أمامها (سيدى موسى)، بينما هو إبنها وفلذة كبدها.
لقد استطاع موسى أن يجمع بين هذين الأمرين، فهو إبن يوكابد، وسيد لها، كما أنها هى أيضا أم وأمة (خادمة) له. وهذا ما رأيناه فى العذراء العبدة والأم، العبدة لأنها مخلوقة، والأم لأنها والدة.
دعت السيدة العذراء إلهها فى تسبحتها بألقاب مقدسة ثلاثة هى: (الرب. الله. القدير).
وذلك عندما قالت: " تسبح نفسى الرب، وتبتهج روحى بالله مخلصى، لأن القدير صنع بى عظائم"، وهذه الألقاب الثلاثة هى ذات الكلمات والأسماء الثلاثة التى أطلقت على الله فى العهد القديم، فقد دعى بإسم:
- يهوة = الرب
- إيلوهيم = الله
- أدوناى = أى صاحب القدرة.
نلاحظ أن هذه الأسماء الثلاثة صارت من أسماء السيد المسيح له المجد، ومن القابه:
+ الرب:
- (1 كو 8: 6) لنا رب واحد يسوع المسيح الذى منه جميع الأشياء.
- (رؤيا 17: 14) لأنه رب الأرباب وملك الملوك.
- (لو 1: 43) من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى.
- (لو 2: 11) ولد لكم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب.
+ الإله:
- (أشعياء 7: 14)، (متى 1: 23) هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ويدعى أسمه عمانوئيل (الذى تفسيره الله معنا)".
- (يوحنا 1: 1) فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله.
- (يوحنا 20: 26) ربى وإلهى..... قال له يسوع لأنك رأيتنى ياتوما آمنت.
- (1تى 3: 16) وبالأجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد.
+ القدير:
- (لوقا 1: 49) لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس.
- (تكوين 17: 1) ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر الرب لابرام وقال له: انا الله القدير
- (رؤيا 1: 8) أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شيء
- (رؤيا 15: 3) عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء. عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين
- (عبرانيين 1: 3) حامل كل الأشياء بكلمة قدرته.

لقد رأت مريم فى الله عشر صور متعددة هى:
(1) كفارته: " وتبتهج روحى بالله مخلصى "
(2) قدرته: " لأن القدير صنع بى عظائم "
(3) عظمته: " صنع بى عظائم "
(4) قداسته: " أسمه قدوس "
(5) رحمته: " ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه "
(6) قوته: " صنع قوة بذراعه "
(7) وداعته: " شتت المستكبرين بفكر قلوبهم "، لقد تلاقى السيد المسيح مع العذراء فى نقطة الأتضاع، فالأمة صارت أما ولكنها أصرت أن تكون أمة ؛ " هوذا أنا أمة الرب ".
(8) كفايته: " أشبع الجياع خيرات "
(9) حكمته: " إنه كلمة الله، وقوة الله، وحكمة الله "
(10) كلمته: "كما كلم آبائنا".
ففى العذراء فرح ابراهيم، وتهلل اسحق، واغتبط يعقوب.
ان كلمة الله تمت بكل كمال، وبدون نقصان.
والسيد المسيح كما هو رب وإله قدير، دعى أيضا "ابن الإنسان"، على أنه لما كانت ألوهية الإبن قد ثبتت بالدستور الإيمانى الذى أقره مجمع نيقية، ولم يستطع نسطور إنكارها... إلا أنه حاول الطعن بشكل آخر بأن جعل من السيد المسيح إقنومين: ذات إلهية تعلو على الآلام الإنسانية، (الشق الخاص بالسيد المسيح كرب وإله)، وذات إنسانية عرضة للآلام والموت، (الشق الخاص بالسيد المسيح بأبن الإنسان).
قال القديس كيرلس الكبير:
فى أكثر من موضع وفى أكثر من آية يذكر الكتاب المقدس أن المسيح هو إبن الإنسان، لكن فى كل هذه الآيات التى جاءت عن إبن الإنسان كانت تحمل ليس فقط إظهارا لإنسانيته إنما كانت تدل أيضا على لاهوته، الذى لا يستطاع النظر إليه ولا التفكير فيه، وبعض هذه الأيات هى:
(1) من صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء:
(يوحنا 3: 13) وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.
(2) عندما تحدث عن صلبه ذكر عبارة "إبن الإنسان" فى معنى يقابل تماما لقب إبن الله الوحيد:
(يوحنا 3: 14) وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ15لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.16لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
(3) استخدم الرب تعبير ابن الإنسان عن نفسه بصورة إلهية فى حديثه عن مجيئه الثانى فقال:
+ (متى 24: 30-31) 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.31فَيُرْسِلُ مَلاَئِكَتَهُ بِبُوقٍ عَظِيمِ الصَّوْتِ فَيَجْمَعُونَ مُخْتَارِيهِ مِنَ الأَرْبَعِ الرِّيَاحِ مِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاوَاتِ إِلَى أَقْصَائِهَا.
+ (متى 13: 41) يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ
ولا يمكن أن تستخدم هذه التعبيرات الا بدلالة لاهوتية، فابن الإنسان هنا يأتى على السحاب فى قوة ومجد، ملائكة الله هم ملائكته، وملكوت الله هو ملكوته، والمختارون الذين اختارهم الله هم مختاروه.
(4) قال السيد المسيح لرؤساء الكهنة الذين حكموا عليه بالصلب:
(متى 26: 64) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».
فمزق رئيس الكهنة ثيابه وقال لقد جدف، وما يقصده بالتجديف هو ما قصده السيد الرب باظهار لاهوته مستخدما تعبير أبن الإنسان.
(5) أن دانيال النبى نفسه فى العهد القديم يطلق على السيد المسيح لقب " ابن الإنسان " فى معنى لاهوتى بقوله " وكنت أرى فى رؤيا الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان، أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانا ومجدا وكهنوتا، لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول، وملكوته ما لا ينقرض ".
(دانيال 7: 9) كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ وَجَلَسَ الْقَدِيمُ الأَيَّامِ. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ وَعَرْشُهُ لَهِيبُ نَارٍ وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ.
(دانيال 7: 13) وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ النَّاسِ يَعْتَرِفُ بِهِ ابْنُ الإِنْسَانِ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ.
(6) (متى 12: 8) فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».
(7) (متى 12: 40) لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ.
(8) (متى 13: 37) اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ.

لماذا أطلق المسيح على نفسة لقب إبن الإنسان؟
عندما أخطأ الإنسان وحكم عليه بالموت، كان لابد أن يموت لكى يكون الله صادقا وعادلا، ومن الناحية الأخرى كان يليق أن يحيا الإنسان لأن هذا يتمشى مع رحمة الله وحكمته، وكان هذا الإنسان عاجزا عن إيفاء الله حقه من العدالة لأنه محدود لا يستطيع أن يوفى العقوبة غير المحدودة، وأيضا لأنه خاطىء... لذلك أخذ الرب شكل العبد، وصار فى الهيئة كإنسان، وشاء أن يولد من هذا الإنسان عينه، وهكذا دعا نفسه: " ابن الإنسان "، ولم يدع نفسه " ابن فلان " من الناس، لأنه فى موقف النائب عن الإنسان كله، عن البشرية عموما.
وبعد، فالسيدة العذراء (وهى أقرب الناس إلى السيد المسيح)، قدمت لنا درسا رائعا عن اللاهوت الذى لا ينفصل عن الناسوت فى شخص السيد المسيح، كما أن السيد المسيح فى أحاديثه أكد وحدانية المعنى فى القاب – ابن الله، وابن الإنسان - والأنبياء فى العهد القديم أكدوا ذلك، وأول الشهداء فى العهد الجديد (أسطفانوس) رأى ابن الإنسان جالسا عن يمين أبيه.
فما هى حجة نسطوريوس بعد كل هذه التأكيدات، حتى يشط بعقله البشرى، وتستهويه فتنة أفكاره الخاصة، فزاغ عن الحق الإلهى، وطلع علينا بهرطقته... وبسببها تم عقد مجمع أفسس (المجمع المسكونى الثالث).
ولكن الله رتب الدواء مع ظهور الداء، فى شخص البابا السكندرى البابا كيرلس الكبير

تمجيد والدة الإله فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
يعترض البعض قائلاً:
هل يجوز تمجيد العذراء؟ أليس المجد لله. ونحن نقول له: "لك المجد".
لماذا إذن نمجد العذراء؟
ونقول في ترتيلنا "مجد مريم يتعظم". "ملكوها في القلوب"..؟
الرد:
المجد الذي يختص به الله وحده، هو مجد الإلوهية.
وهو الذي قال عنه "مجدي لا أعطيه لآخر"
ولكن الله يمجد أبناءه ورسله ومختاريه وشهداءه بأنواع أمجاد كثيرة.
وقد قيل:
أن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم. وهؤلاء دعاهم.. وبررهم.. وهؤلاء مجدهم أيضاً (رومية 8: 30)
كذلك فإن الرب قد وهب المجد، لكل من يتألم من أجله. وينطبق هذا على الشهداء والمعترفين، ومن يتحملون الألم في الخدمة.
وهكذا قيل: "إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضاً معه" (رومية 8: 17)
بل ما أعجب قول السيد المسيح للآب عن رسله: "وأنا أعطيهم المجد الذي أعطيتني" (يوحنا 17: 22)
فإن كان هذا قد قيل عن التلاميذ، ألا يليق المجد بالسيدة العذراء التي هي أم روحية لكل هؤلاء؟.. بل هي أم لمعلمهم وربهم..
على أن المجد الذي يُقدم للسيدة العذراء وللآباء الرسل وللشهداء لا يمكن أن يعتبر انتقاصاً من مجد الله الذي قال لتلاميذه: "من يكرمكم يكرمني". إن الله قد خلق الإنسان للمجد. وأول مجد منحه الله لنا أنه خلقنا كشبهه على صورته ومثاله (تكوين 1: 26-27)
ثم هناك مجد آخر منحه الله للكهنوت.
وهكذا قال الرب لموسى عن هرون أخيه رئيس الكهنة
"اصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء" (خروج 28: 2). وبالمثل قال عن أبناء هرون الكهنة".. وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء" (خروج 2 40)
ألا يليق بنا إذن أن نمجد العذراء، الملكة القائمة عن يمين الملك (مز45: 9)، التي جميع الأجيال تطوبها (لوقا 1: 48)؟


  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 02:57 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

مريم العذراء فى عقيدة الكاثوليك
تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم العذراء هى الدائمة البتولية، فقد كانت مخطوبة ليوسف النجار وبعد موت يوسف النجار لم تخطب أو تتزوج من أى شخص آخر، فهى لم تعرف رجلا قط كل أيام حياتها بمعنى العلاقة الزوجية والجسدية بين الأزواج، فقد كانت مريم هى العذراء قبل الحبل بيسوع المسيح وأثناء الحبل بيسوع وظلت عذراء بعد ولادة يسوع المسيح حتى آخر يوم فى حياتها على الأرض.

(أولاً) نقاط الإتفاق بين الأرثوذكس والكاثوليك حول السيدة العذراء:
1- مريم العذراء ممتلئة نعمة بعكس البروتستانت (منعم عليها).
2- مريم العذراء دائمة البتولية.
3- شفاعة مريم العذراء التوسلية.
4- مريم العذراء والدة الاله (الذى يرفضة النساطرة).
5- مريم العذراء أم الكنيسة.
6- صعود جسد مريم العذراء إلى السماء.
7- عظمة مريم العذراء ووضعها فوق مستوى الملائكة.
8- تمجيد مريم العذراء.
9- الاحتفال بأعياد مريم العذراء.
10- بناء كنائس على إسم مريم العذراء.
(ثانياً) نقاط الإختلاف بين الأرثوذكس والكاثوليك حول السيدة العذراء:
1- الحبل بمريم العذراء بلا دنس.
2- عبادة مريم العذراء.
3- عصمة مريم العذراء.
4- غفرانات مريم العذراء.
5- مريم العذراء سيدة المطهر.
وتم مناقشة الخلاف بين المعتقدات فى الجزء الخاص بالعقائد.



  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 03:02 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

بتولية مريم العذراء فى عقيدة البروتستانت

من الخطأ القول بأن كل البروتستانت ينكرون بتولية مريم العذراء، فالتراث البروتستانتي الأصيل يؤمن بضرورة إكرام مريم العذراء والقدّيسين، والواقع أن منكرى بتولية العذراء وإن كانوا يندسون الآن وينتمون للمذهب البروتستانتى وهو برئ منهم، فهم فى الأساس أبيونيون ونساطرة ولا يعلمون، ويتبعون بدعة نسطور الذى أنكر بتولية العذراء وأنكر عليها لقب والدة الإله، ليس هذا الإنكار لذاتها، بل لإنكار لاهوت المسيح نفسه، ويلقبون العذراء بأنها أخت لنا ومثل قشرة البيضة التى خرج منها الكتكوت فلا قيمة للقشرة بعد ذلك، أو مثل علبة القطيفة التى تحوى بداخلها جوهرة... ألخ، ولعلهم قد تناسوا أنهم بذلك يفصلون بين جسد العذراء وجسد السيد المسيح الذى إتخذة من مريم العذراء، فالطبيعة الجسدية واحدة ومتجانسة لهما، بعكس علبة القطيفة والجوهرة، وقشرة البيضة والكتكوت فلا تجانس بينهم وطبيعتهم المادية مختلفة.
وكما يقول بولس الرسول أن أجسادنا هى أعضاء المسيح وهىهيكل الله الساكن فيها الروح القدس، فكم إذن بالأولى أحشاء السيدة العذراء هيكل الله المقدس التى تجسد منها المسيح وحل عليها الروح القدس وظللتها قوة العلى، وكان القدوس المولود منها إبن الله:
+ (لوقا 1: 35) اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ.
+ (كورنثوس الأولى 3: 16) أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟
+ (كورنثوس الأولى 6: 15-16) 15أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا!. 16أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟
وحتى لا نظلم زعماء ومؤسسى حركة الإصلاح البروتستانتى أنفسهم في القرن السادس عشر وعلى رأسهم مارتن لوثر، الذين أقروا أنّ مريم دائمة البتوليّة نضع هنا بعض أقوالهم الرائعة والخالدة فى حق التأكيد على دوام بتولية مريم العذراء:
وقد أقرّ زعماء الإصلاح البروتستانت أنفسهم في القرن السادس عشر أنّ مريم دائمة البتوليّة.
1- مارتن لوثر سنة 1539:
كتب لوثر سنة 1539 مقال بعنوان "في المجامع والكنائس"، جاء فيه:
"هكذا لم يأت مجمع أفسس بشيء جديد في الإيمان، وإنّما دافع عن الإيمان القديم ضدّ ضلال نسطوريوس الجديد. فالقول إنّ مريم هي والدة الإله كان في الكنيسة منذ البداية، ولم يخلقه المجمع جديدًا، بل قاله الإنجيل أو الكتاب المقدّس. ففي القدّيس لوقا (1: 32)، نجد أنّ الملاك جبرائيل بشّر العذراء بأنّ ابن العليّ سوف يولد منها. وقالت القدّيسة أليصابات: "من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ؟" وأعلن الملائكة معًا يوم الميلاد: "اليوم ولد لكم مخلّص، هو المسيح الربّ" (لو 1: 11). وكذلك بولس الرسول: "أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة" (غلا 4: 4).
هذه الأقوال التي أؤمن بصحّتها تدعم، وبكلّ تأكيد، الحقيقة القائلة إنّ مريم هي والدة الإله".
2- مارتن لوثر سنة 1546:
أكد على عقيدة بتوليّة مريم الدائمة طول حياتها، حيث قال عن مريم العذراء في الثاني من شباط سنة 1546، يوم عيد تقدمة المسيح إلى الهيكل:
"كانت بتولاً قبل الحبل والولادة، وظلّت بتولاً حتى الولادة وبعدها".
3- زفينكلي سنة 1524:
كتب زفينكلي سنة 1524 عظة عن "مريم الدائمة البتوليّة الطاهرة والدة الإله"، استعمل فيها بحرّية لقب "والدة الإله"، وأعلن في مقطع منها نافيًا اتّهامات ذوي الإرادة السيّئة الذين ادّعوا أنّهم سمعوه يتحدّث عن مريم بأنّها امرأة خاطئة شبيهة بأيّة خليقة وقال في عظة عن مريم العذراء أكّد بتوليّتها الدائمة بقوله:
"إنّي أؤمن إيمانًا ثابتًا، استنادًا إلى ما جاء في الإنجيل المقدّس، أنّ هذه العذراء الطاهرة قد ولدت لنا ابن الله، وأنّها ظلّت، في الولادة وبعدها أيضاً، عذراء نقيّة وبكرًا إلى الأبد".
ولم أفكّر إطلاقًا، ولم أعلّم، ولم أقل جهرًا عن العذراء الطاهرة، مريم أمّ مخلّصنا، أيّ قول معيب أو شائن أو سيّئ.
كما تكلّم كثيرًا على بتوليّة مريم الدائمة، فأعلن في مدينة برن في كانون الثاني سنة 1528:
إنّي أستشهد بكنيسة زوريخ التقيّة وبجميع مؤلّفاتي لأعترف بمريم بتولاً دائمًا وقدّيسة".
4- بولينجر:
إنتقد نسطوريوس الذي رفض تسمية العذراء بلقب "والدة الإله".
5- القسّ الفرنسي شارل دريلانكور:
"بسبب هذا الاتّحاد المتين غير المدرك (بين طبيعتي المسيح)، فإن ما يناسب إحدى الطبيعتين يمكن أن يُنسَب إلى الشخص بشكل عام. لهذا قال بولس الرسول: "إنّ اليهود صلبوا ربّ المجد" (1كو 2: 8). ولا نرى أيّ صعوبة في القول مع الأقدمين:
- إنّ العذراء هي والدة الإله، لأنّ الذي ولدته هو الإله الفائق كل شيء المبارك إلى الأبد
6- كالفين:
تردد في استعمال لقب "والدة الإله بسبب ما يحمله من خطر على سوء فهم علاقة مريم العذراء بالله،، ولكنة كان صريحًا في موضوع بتوليّة العذراء الدائمة، ورفض أن يكون لمريم أولاد غير يسوع وقال:
- بتوليّة العذراء دائمة، وأرفض أن يكون لمريم أولاد غير يسوع.
7- ماكس توريان 1963:
يؤكّد تقليد الكنيسة العريق على بتوليّة مريم الدائمة. ويوجز إيمان المصلحين بقوله:
- "إنّ موقف مريم من احترامها سرّ إعدادها الأزلي يجعلنا نقرّ أنّ عقيدة مريم الدائمة البتوليّة التقليدية تنسجم، على الأقلّ، مع دعوة مريم الفريدة، المكرّسة تمامًا لخدمة الله، والممتلئة من نعمة الله، والمتّجهة كلّيًا نحو ملكوت الله.
- مريم، في بتوليّتها، هي علامة الخليقة المصطفاة والمكرّسة والممتلئة من ملء الله، التي لم تعد تنتظر شيئًا غير الاكتمال النهائي في ملكوت الله الظاهر، وتعيشه الآن بشكل خفيّ ومسبّق.
- هي علامة الكنيسة المقدّسة التي لا تنتظر ولا ترجو سوى عودة المسيح".

أسباب إتهام الفكر البروتستانتى بإنكار بتولية مريم العذراء:
بعد كل الأقوال الرائعة التى أقرها زعماء البروتستانت فى حق مريم العذراء بأنها كانت بتولاً قبل الحبل والولادة، وظلّت بتولاً حتى الولادة وبعدها"، وأن مريم هي والدة الإله. قد يتسائل القارئ، إذن لماذا أصابع الإتهام تشير دائماً أن البروتستانت هم منكرى دوام بتولية مريم العذراء؟
أحد الأسباب الرئيسية التى دفعت بعض البروتستانت للهجوم على العذراء مريم وإنكار لقب والدة الإله عليها وأنها دائمة البتولية، هو الفكر الكاثوليكى المتطرف الذى غالى فى تكريم مريم العذراء لدرجة العبادة، نعم فالكاثوليك الآن يقرون بعبادة مريم وأنها هى الوحيدة من البشر المعصومة من الخطأ والتى حبلت بها أمها حنة بلا دنس الخطيئة الأصلية لآدم، بل ولقبها الكاثوليك أيضاً بأنها سيدة المطهر بمعنى أنها سوف تتشفع من أجل الخطاة الذين ماتوا وذهبوا إلى الجحيم لكى ما ينقلهم المسيح إلى الفردوس!!.
بل وصل الأمر أن بابا الكاثوليك هو أيضاً معصوم من الخطأ.
والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترفض كل ذلك ولكن لم تدفعها تلك العقائد الكاثوليكية إلى مهاجمة العذراء نفسها والإقلال من شأنها وكرامتها الموحى بها فى الكتاب المقدس، بعكس بعض البروتستانت الذين ردوا على تطرّف بعض الكاثوليك بتطرّف معاكس، فأنكروا إكرام مريم وأنها لا تمثل سوى قشرة بيضة خرج منها الكتكوت فلا قيمة للقشرة، ولا تعدو كعلبة قطيفة تحوى فى داخلها جوهرة غالية الثمن فإذا أخذنا الجوهرة لا قيمة للعلبة، كما أنكروا شفاعة العذراء والقدّيسين. وأنكروا أن العذراء دائمة البتولية، بل وتزوجت وأنجبت أولادا وإستشهدوا بعبارات إخوة يسوع المقصود بهم أبناء خالتة وأقرباؤة بأنهم إخوة أشقاء له ولدتهم مريم. ولكن بعد أن إنحسرت موجة المجادلات والنقاشات الحادّة، وعاد الجوّ الى التحاور بإعتدال ورصانة، رأى الفكر البروتستانتى حالياً ضرورة تصحيح تلك الأوضاع وإكرام العذراء مريم والدة الإله الإكرام اللائق بها.
وفى الواقع أن ماكس توريان فى عام 1963 وهو أحد إخوة دير تيزيه البروتستانت نشر كتاب بعنوان: "مريم أمّ الربّ ورمز الكنيسة"، أوضح فيه نظرة الفكر البروتستانتي (الذي يدعى اليوم الإنجيلي) في مريم العذراء، ولا سيّما أفكار المصلحين الأوائل الذين انطلقت منهم مختلف الكنائس البروتستانتيّة. ولقد تطوّرت تلك الكنائس وتشعّبت كثيرًا، بحيث يستحيل تكوين فكرة واضحة عن التعليم البروتستانتى في مريم العذراء.
والفكر البروتستانتي الحالى تمتّع في هذا الموضوع بكثير من الحرّية. وأن حق تفسير الكتاب المقدس مكفول للجميع، فإنتشرت مدارس تفسير الكتاب المقدس، إذ أعطى مارتن لوثر حق التفسير لكل مسيحى مؤمن حسبما يرشده الروح القدس وذلك رداً منه على تسلط الكنيسة الكاثوليكية، وإتسم الفكر البروتستانتى الحديث بأن الكتاب المقدّس هو مصدره الأوحد فى إقرار الأمور، وأن السيّد المسيح المخلّص هو محور تفكيره، والإيمان بالكتاب المقدّس وبالمسيح المخلّص هو ركيزة حياته وروحانيّته. ولا إعتراف بالتقليد أو أقوال الآباء أو تاريخ الكنيسة، لذلك ظهر في نظره كلّ ما يقال عن مريم العذراء بأنه شئ هامشى. وهب الفكر البروتستانتى إلى نقد الكاثوليك والأرثوذكسي فى المغالاة والتطرّف في إكرام العذراء، وكأنّه يخشى أن يقلل من الإكرامُ المؤدّى للعذراء مريم من الإهتمام بشخص المسيح نفسة المخلّص الأوحد والوسيط الأوحد بين الله والناس.
ولكن إكرام مريم العذراء لا يقود إلى تقليل أهمّية الخلاص بالمسيح ولا إلى إنكار وحدانيّة وساطة المسيح. إنّ إكرام مريم العذراء يستند إلى كونها أمّ المسيح، وشفاعتها ترتكز على ارتباطها بوساطة المسيح. وهذه العلاقة بين مريم العذراء وابنها المسيح الربّ هي التي يؤكّدها المصلحون الأوائل، في مختلف النقاط المرتبطة بمريم العذراء.
ولا شكّ أنّ الفكر البروتستانتي عرف في تطوّره مراحل كثيرة، وفي حدّة النقاش مع الكاثوليك ردّ بعض البروتستانت على تطرّف بعض الكاثوليك بتطرّف معاكس، فأنكروا إكرام مريم العذراء والقدّيسين. ولكن بعد أن انحسرت موجة المجادلات والنقاشات الحادّة، وعاد الجوّ الى التحاور باعتدال ورصانة، رأى البروتستانت ضرورة إكرام العذراء والقدّيسين، وإن بطريقة تختلف عن الطريقة المتّبعة في كنائس الكاثوليك والأرثوذكس.
وهذا ما نقرأه في كتاب ماكس توريان، إذ يقول في فصل عنوانه: "مريم في الكنيسة":
"مريم، حسب الإنجيل، "تطوّبها جميع الأجيال" (لو 1: 48): في الليترجيّا وفي المواعظ وفي تقوى الكنيسة. لأنّ مريم حاضرة في الكنيسة بكونها المرأة المسيحيّة الأولى، ولأنّها رمز الكنيسة، لها مكانتها في إعلان كلمة الله في الكنيسة وفي حياة المؤمنين الروحيّة. لا شكّ أنّ هذه الالتفاتة الى مريم في الكنيسة قد عرفت ولا تزال تعرف تطرّفًا قد يسيء الى عبادة الله الثالوث الذي له وحده يجب السجود. ولكنّ هذا الخوف من التطرّف يجب ألاّ يقودنا الى الصمت والى غياب مريم عن الضمير المسيحي، فيكون ذلك أيضًا عدم أمانة لإنجيل المسيح.
"لقد أكّدنا، في خلال هذه الدراسة، استنادًا الى الكتاب المقدّس، كلّ ما تستطيع التقوى المسيحيّة أن تكتسبه من علم راسخ ومحيٍ في التأمّل بدعوة مريم، أمّ الربّ ورمز الكنيسة. بقي علينا هنا أن نحدّد كيف يمكن الإعلان عمّا صنعه الله في مريم أن يجد مكانه المشروع في ليترجيّا الكنيسة، وفي كرازتها، ليتاح لجميع الأجيال أن تطوّب أمّ الرب، حسب قول الكتاب المقدَّس.
"للعذراء مريم مكانتها في الليترجيّا حيث يمكن أن تُعلَن، كما في الكرازة، النعمة التي صنعها الله فيها.
"أو ليس الكتاب المقدّس رواية المعجزات التي حقّقها الله لشعبه ولكلّ من أفراده؟ ومريم، بكونها عضوًا متميّزًا في الكنيسة، وصورة لشعب الله الأمين والممتلئ من نعمته، يجب أن تكون المناسبة لليترجيّا لتمجّد بها الله تمجيدًا خاصًّا.
ومارتن لوثر الذي حافظ على عدّة أعياد للعذراء في الليترجيّا قال في عيد البشارة في 25 آذار سنة 1539: "هذا العيد هو واحد من أهمّ الأعياد التي يمكننا الاحتفال بها كمسيحيّين. لأنّنا دعينا، كما يقول بطرس، الى أن نكون شعبًا يبشّر بعجائب الله ويعلنها". هذا هو معنى الليترجيّا التي تقام بمناسبة الأعياد التي تذكّر بدعوة مريم في تصميم الخلاص، لمجد الله وحده. إنّ حضور مريم في الليترجيّا، في بعض الأعياد الأكثر قدمًا، هو فرصة للمسيحيّين ليعلنوا، بمناسبة مريم، أمّ الربّ وصورة الكنيسة، تسابيح الذي دعاها ودعانا من الظلمة الى نوره العجيب.
"إنّ ذكر الرسل والشهداء وشهود الكنيسة والعذراء مريم في الليترجيّا أمر ضروري لندرك أنّنا لسنا وحدنا في سجودنا لله وتضرّعنا له تضرّع شفاعة من أجل البشر. بل إنّ المسيح يضمّ في جسد واحد معنا كلّ "السحاب من الشهود الذي يحدق بنا". إنّ شركة القدّيسين توحّد جميع المسيحيّين في صلاة واحدة وحياة واحدة في المسيح. إنّها توحّد كنيسة اليوم وكنيسة كلّ الأزمنة، الكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة في السماء. والكنيسة، في عراكها، بحاجة الى التطلّع الى آية سفر الرؤيا الإسختولوجية: المرأة الملتحفة بشمس الله، والكون تحت قدميها، وهي مكلّلة باثني عشر كوكبًا. هذه المرأة هي الكنيسة عينها، التي هي بالرغم من معركتها الضارية مع هذا العالم، موعودة بالمجد.
والكنيسة بحاجة الى أن تشعر "بالسحاب الكثير من الشهود" يحيط بها لتسعى بثبات في ميدان المحنة المقدّمة لها (عب 12: 1). الكنيسة تسير نحو الملكوت بموكب عيد حافل: "لقد دنوتم الى جبل صهيون، والى مدينة الله الحيّ، الى أورشليم السماويّة، الى ربوات ملائكة، والى عيد حافل، الى جماعة الأبكار المكتوبين في السماوات، الى الله ديّان الجميع، الى أرواح الصدّيقين الذين بلغوا الى الكمال، الى يسوع وسيط العهد الجديد، والى دم مطهّر أبلغ منطقًا من دم هابيل" (عبرانيين 12: 22- 24).
إنّ شركة القدّيسين هذه التي ترافق الكنيسة في عراكها وفي مسيرها نحو الملكوت تقوّيها في الإيمان، وتفرّحها في الرجاء، وتنعشها في المحبّة. هذا السحاب الكثيف من الشهود يذكّر الكنيسة بأنّها لا تحصى وبأنّها منتصرة في معركة تبدو وكأنّها ستغمرها. ومريم، أمّ الربّ وصورة الكنيسة، هي فرد من هذه الجماعة العظيمة من المسيحيّين، في مكان متميّز لكونها المسيحيّة الأولى الممتلئة نعمة. وهي أيضًا للكنيسة رمز أمومتها المتألّمة التي تلد المؤمنين الى حياة القيامة. إنّها مثال في الإلهي يمان والطاعة والثبات والقداسة، والكنيسة المجاهدة، وهي تتطلّع الى الكنيسة المنتصرة، ترى فيها مريم رمز انتصارها الأكيد.
"إنّ أمّ الربّ يمكن للكنيسة أنّ "تطوّبها" في الذكرى الليترجيّة للأحداث الكبرى من حياتها، وذلك من خلال أعياد إنجيليّة بسيطة، في تسبيح يُرفَع لمجد الله وحده، وتقدّم لجميع المؤمنين بالمسيح مثالاً في الإيمان والطاعة والثبات والقداسة".
ثمّ يذكر المؤلّف كيف حافظ مارتن لوثر على معظم أعياد العذراء ثمّ اكتفى بثلاثة منها: البشارة والزيارة وتقدمة يسوع الى الهيكل، لأنّه وجد لها مستندًا في الإنجيل المقدّس.
أمّا كلفين، الأكثر تشدّدًا من بين المصلحين، فقد ألغى كلّ أعياد العذراء والرسل والقدّيسين. ويشير أخيرًا المؤلّف الى ضرورة المحافظة على أربعة من أقدم أعياد العذراء: البشارة والزيارة وتقدمة يسوع الى الهيكل ورقاد العذراء. ويختم بقوله: "ليس القصد في هذه الأعياد الأربعة إلاّ أن نرفع آيات المجد والشكر لله لأجل كلّ ما حقّقه في حياة أمّه البشريّة، ونطلب اليه نعمة اتّباع مثل العذراء مريم في إيمانها وطاعتها وثباتها وقداستها، ونفرح في شركة القدّيسين، بانتظار القيامة وملكوت الله، حيث سنحيا مع مريم وجميع القدّيسين حياة أبدية وفرحًا كاملاً".
قد لا يجد الكاثوليكي أو الأرثوذكسي في هذه النظرة البروتستانتيّة الجديدة تعبيرًا كافيًا عن إيمانه بما صنعه الله في العالم بواسطة مريم العذراء.
ولكنّنا نرى أنّ هذه المحاولة تقرّب وجهات النظر المختلفة التي عبّرت من خلالها كلّ كنيسة عن إيمانها بالله وبعمله الخلاصي في العالم. وهذا هو في النهاية موضوع إيماننا المسيحي الذي أعلنته الكنيسة منذ المجامع الأولى وأوجزته في قانون الإيمان النيقاوي القسطنطيني:
"نؤمن بإله واحد آب ضابط الكل... وبربّ واحد يسوع المسيح... الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسّد من الروح القدس ومن مريم العذراء وتأنّس..."
إنّ إكرامنا لمريم العذراء يهدف أوّلاً الى تمجيد الله والإشادة بما صنعه "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا"، فتجسّد بقدرة الروح القدس من مريم العذراء. ويهدف ثانيًا الى مساعدتنا على قبول هذا الخلاص الذي جاءنا به ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح المولود من مريم العذراء. وفي مسيرتنا الخلاصية هذه نتّخذ "جميع القدّيسين"، "وخصوصًا سيّدتنا الكاملة القداسة الطاهرة، الفائقة البركات المجيدة والدة الإله الدائمة البتوليّة مريم"، قدوة ومثالاً ورفقاء درب على طريق الملكوت.

  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 03:04 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

بتولية مريم العذراء فى كتب أبوكريفا

كما كانت عقيدة "الدائمة البتولية" لمريم العذراء عقيدة راسخة فى الكنيسة، كانت أيضاً منتشرة فى الكتابات الأبوكريفيه التى إنتشرت فى القرن الثانى وحتى السادس والتى أعطاها مؤلفوها لقب أناجيل ونسبوها أو أسموها بأسماء بعض الرسل لتلقى رواجاً بين بعض المؤمنين، وكانت تعبر عن الفكر الشعبى المسيحى وأحياناً يعتبر بعضها تاريخاً. ومع أن الكنيسة رفضتها من البداية لأنها أخذت أفكارها الرئيسية من الأناجيل القانونية ولكن موضوعاتها كانت مخله مملؤه بالمعجزات الصبيانيه الخرافية ومع ذلك فهى لا تعدو كونها تراث فكرى وشعبى مبكر، خاصة وإن كانت أفكار تلك الكتب منسجمة مع فكر الكتاب المقدس والكنيسة، وهذه الكتب الأبوكريفية غير القانونية أو معظمها أكدت دوام بتولية مريم العذراء.
وقد أكدت كتب أبوكريفا على دوام بتولية القديسة مريم وهى:
1- كتاب صعود أشعياء:
وجد رحمها كما هو عليه قبل الحمل.
2- كتاب أناشيد سليمان:
أنها ولدت أبناً بغير آلام المخاض
3- إنجيل العبرانيين المنحول:
كاتب إنجيل العبرانيين يهودي متنصِّر جمع أخبار يعقوب بتدقيق يعوَّل عليه، وإنجيل العبرانيين هو أوثق كتابات الأبوكريفا وأقدمها حسب رأى العالِم ليتفوت وجاء فيه:
أن يعقوب هذا كان قد قطع على نفسه أن لا يأكل خبزاً بعد أن شرب الرب الكأس (كأس الموت) حتى يراه قائماً من الأموات، وبعد القيامة ظهر له الرب، وأخذ خبزاً وباركه وكسر وأعطى يعقوب قائلاً: كُلْ خبزك يا أخي لأن ابن الإنسان قد قام من بين الأموات.
وهذه الرواية تشابه قصة ظهور الرب ليعقوب، طبقاً لما جاء فى رسالة بولس الرسول الأولى لأهل كورنثوس، حسب ما إستلم وهو في أُورشليم في زيارته الأُولى:
+(كونثوس الأولى 15: 5-8) 5وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ. 6وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ.
4- إنجيل بطرس المنحول:
هو كتاب أبوكريفى من القرن الثاني أو قبل نهايته، وجده سيرابيون أسقف أنطاكية متداولاً في مدينة روسوس Rhossus إحدى مدن كيليكية وقد وصل ليوسابيوس القيصري قطعة من كتابة سيرابيون الأسقف هذا يقول فيها إن هذا الإنجيل كان متداولاً منذ أيام قديمة. ويقول العالِم المصري أوريجانوس إنه اطّلع على هذا الإنجيل وفيه أن أخوة الرب كانوا أبناء ليوسف القديس من زوجة سابقة. وهكذا يؤكِّد دوام بتولية القديسة مريم العذراء.
5- إنجيل يعقوب الأول المنحول:
- دافع كتاب إنجيل يعقوب الأول غير القانوني عن بتولية القديسة مريم مشيرا إلى أن أخوة يسوع ليسوا إلا أبناء القديس يوسف من زواج سابق. هذه الفكرة انتقلت إلى الكتابات القبطية والسريانية واليونانية، كما نادى بها بعض الأباء العظام، فأشار إليها كل من القديس أكليمنضس الإسكندري وإغريغوريوس النيصيصي وكيرلس الإسكندري وأمبروسيوس والعلامة أوريجانوس وهيجيسيوس ويوسابيوس أسقف قيصرية وهيلارى من بواتييه وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص الذي دافع عن هذه الفكرة بحماس شديد حتى نسبت إليه: "الأبيفانية". ويقدم هذا الكتاب يوسف النجار كرجل متقدِّم في الأيام عندما خُطبَت له القديسة مريم العذراء، وكان له أولادٌ من زوجة سابقة ولكن لم يكن له بنات.
- أن سيدة تدعى سالومى قد لاحظت بتولية القديسة مريم بعد ولادة يسوع.
- "وقال الكاهن ليوسف أنت أخترت من الكثيرين لتأخذ عذراء الرب لتحفظها لديك وكان يوسف خائفاً وأخذها ليحفظها عنده".
- أن القديسة مريم ولدت من يواقيم وحنة الشيخين، وأن والدتها قد نذرت أبنتها خادمة للرب كل أيام حياتها. وفي الثالثة من عمرها، قدمت مريم للهيكل، حيث كانت تتغذى بأيدي ملائكة. وبحسب التقليد القبطي يحتفل بعيد "دخولها الهيكل" في الثالث من شهر كيهك، فيه نذكر الطفلة مريم كعذراء تعيش بين العذارى، فنترنم باللحنين التاليين:
- "في سن الثالثة قدمت يا مريم للهيكل، جئت كحمامة، وأسرعت الملائكة إليك!"
- "كانت بين العذارى تسبح وترنم معهن، دخلت الهيكل بمجد وكرامة".
وفي الثانية عشر من عمرها اجتمع الكهنة ليناقشوا أمرها إذ كان يلزم أن تترك الهيكل. فأحضروا اثني عشر رجلا من سبط يهوذا، وأودعوا عصيهم داخل الهيكل. وفي اليوم التالي أحضر أبيثار الكاهن العصي وقدم لكلمنهم عصاه. وأن أمسك القديس يوسف بعصاه حتى جاءت الحمامة استقرت عليها، كانت بيضاء أكثر من الثلج وجميلة للغاية، صارت ترفرف لوقت طويل بين أجنحة الهيكل وأخيرا طارت نحو السماوات. عندئذ هنأ الشعب كله الشيخ، قائلين له: "هوذا قد صرت مطوبا في شيخوختك أيها الأب يوسف، فقد أظهرك الله مستحق الاستلام مريم. أما القديس ففي البداية أعتذر بشيخوخته، ولكنه أطاع الكهنة الذين هددوه بحلول غضب الله عليه إن رفض.
6- إنجيل متى المنحول:
"ترتيب جديد فى الحياة إكتشف بواسطة مريم وحدها التى وعدت أن تظل عذراء لله". وذكر أن العذارى كن مع مريم وقت أكتشاف يوسف للعمل قلن له: "يمكن أن تختبر أنها ما زالت عذراء ولم تلمس". وجاء فيه أن سالومى لما شكت فى حقيقة بتولية العذراء ودوام هذه البتولية قالت: "أسمح لى أن المسك وعندما سمحت لها.. صرخت... بصوت عال وقالت: يارب يارب يا قدير أرحمنا‍‍ لم يسمع أبداً ولم يفكر فى أن واحد امتلأ ثدياها باللبن وأن ميلاد ابن يبين أن أمه ما تزال عذراء... عذراء حبلت، عذراء ولدت، وتظل عذراء".
وهذه الواقعة تذكر أيضاً فى إنجيل يعقوب الأولى.
7- إنجيل طفولة مريم:
- سوف لن تعرف إنساناً أبداً فهى وحدها بدون نظير، نقية، بلا دنس، بدون اجتماع رجل، هى عذراء، ستلد ابناً.
- أخذ يوسف العذراء طبقاً لأمر الملاك كزوجة له وبرغم ذلك لم يعرفها ولكن أعتنى بها وحفظها فى طهارة.
8- كتاب تاريخ يوسف ومريم:
يدعو كتاب "تاريخ يوسف ومريم" العذراء ب "السيدة مريم أمه العذراء".
9- كتاب نياحة وصعود مريم:
يدعو مريم: المقدسة، والدة الإله، العذراء النقية، العذراء دائماً، مريم المطوبه، العذراء مريم.
10- كتاب طفولة المخلص:
يدعو كتاب "طفولة المخلص" مريم ب "السيدة مريم أمه العذراء".



  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 03:05 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

بتولية مريم العذراء فى التاريخ

العذراء مريم دائمة البتولية قبل وأثناء وبعد ولادتها للسيد المسيح، حفظ الله لها بكوريتها وغشاء عذراويتها حتى أثناء ولادتها للسيد المسيح. فمثلما دخل السيد المسيح على التلاميذ بعد قيامتة وكانت الأبواب مغلقة ولم يخترق حاجز، تماماً هنا تمت ولادة السيد المسيح العجزية من مريم العذراء بدون أن يخترق حاجز بتوليتها وغشاء بكوريتها، فهو ميلاد معجزى، تكاملت تلك الولادة المعجزية فى كل شئ فهى ولادة لعذراء بدون زرع بشر، وأيضاً ولادة لعذراء ظلت عذراء بتوليتها محفوظة حتى بعد ولادتها لكلمة الله، إنها مريم العذراء والدة الإلة الكلمة المتجسد، والى طالما تظهر فى ظوراتها وتقول عن نفسها أنا مريم دائمة البتولية. دليلنا على ذلك نبؤة حزقيال النبى.
فقد تنبأ حزقيال النبى عن دوام بتولية القديسة مريم العذراء ووصفها بأنها الباب الشرقى:
+ (حزقيال 44: 1-3) "1ثُمَّ أَرْجَعَنِي إِلَى طَرِيقِ بَابِ الْمَقْدِسِ الْخَارِجِيِّ الْمُتَّجِهِ لِلْمَشْرِقِ وَهُوَ مُغْلَقٌ. 2فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: «هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. 3اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ»
قارن مع:
+ (عبرانيين 1: 6) وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ»."
فنحن الآن فى حديث عن هيكل المسيح وجسده الذى هو الكنيسة. وبداية تكوين الجسد هو تجسد المسيح نفسه حين "أدخل إلى العالم". وقد إتفق الأباء أن هذا الباب الشرقى الذى دخل منه المسيح هو العذراء مريم فهو وُلِد منها وبقيت بتولاً. وهذا معنى يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان. ويدلل الأباء على إمكانية هذا بأن المسيح دخل خلال الأبواب المغلقة بعد القيامة. وحتى لا يظن أحد أنه روح بلا جسد سمح لهم أن يلمسوا يديه وجنبه. ومرة ثانية أكل معهم.
وهناك إشارة أخرى للتجسد: الرئيس الرئيس هو يجلس فيه ليأكل خبزاً أمام الرب، فهو كان يأكل ويشرب ويجوع ويعطش. لقد تجسد وتأنس أى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها. بل كان ينمو فى القامة والحكمة. ولاحظ أن باقى الأبواب مفتوحة للجميع. أما قوله: "هو يجلس فيه ليأكل خبزًا أمام الرب" ففيه إشارة إلى التجسد الإلهي حيث صار ابن الله إنسانًا. فما هو إذن الباب المغلق الذي دخل منه الرب ومنه يخرج ويبقى مغلقًا إلا أحشاء القديسة مريم العذراء دائمة البتولية. حيث حلّ السيد المسيح في أحشائها متجسدًا منها بالروح القدس وولد منها وبقيت بتولاً؟!
وبتولية مريم العذراء تحدث عنها آباء الكنيسة منذ القرن الثانى وحتى الخامس الميلادى، ومنهم القديس أغناطيوس الأنطاكى وجيروم وإيرناؤس وإكليمندس السكندرى وأبيفاتيوس والعلامة أوريجانوس وكثيرون غيرهم. وقد ركّز الآباء في القرنين الأوّل والثاني على دور مريم العذراء في قصد الله من خلال الكتاب المقدّس وفي مقارنة أقاموها بين حوّاء ومريم العذراء.

1- القديس أغناطيوس أسقف إنطاكية وتلميذ بطرس الرسول الذى أستشهد عام 110م:
يذكر إغناطيوس الأنطاكي مريم العذراء عدّة مرّات في رسائله السبع إلى الكنائس، ويؤكّد بتوليّتها وأمومتها الإلهيّة. فيقول في رسالته إلى أهل أفسس: "واحد هو طبيبنا، مخلوق وغير مخلوق، جسد وروح، إله في الإنسان، وحياة حقيقية في الموت، مولود من مريم ومولود من الله" (رقم 7). ثمّ يتكلّم على أسرار ثلاثة لم يعرفها الشيطان، فيقول: "لم يدرك سلطان هذا العالم بتوليّة مريم ولا أمومتها ولا موت الربّ. هذه الأسرار التي تمّت في صمت الله" (رقم 19).
- الميلاد البتولى هو أحد الأسرار العظمى الخاصة بالسيد المسيح التى أعلنت فى العالم فى أيامه:
بتولية مريم- وإنجابها الطفل – وموت الرب: هذه الأسرار أخفيت عن رئيس هذا العالم (الشيطان).
أسرار ثلاثة أعلنت جهراً، لكنها تحققت فى صمت الله.
بإختصار نقول ان التعليم الخاص بالميلاد البتولى، فى حقيقته هو العلامة الظاهرة لسر التجسد التى تؤكد ان يسوع المسيح الابن الحقيقى لام حقيقية لم يحبل به من زرع بشر "إنسان" بل بالروح القدس بهذا وهو "إبن الانسان" لكنه لم يحمل الخطية بل صار رئيساً لجنس بشرى جديد.
وأما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية مريم العذراء وكيفية ولادتها للسيد المسيح وموت الرب يسوع بالصلب.
+(كورنثوس الأولى 2: 6-8) 6لَكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ وَلَكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الدَّهْرِ وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. 7بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا. 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ - لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.
2- القدّيس يوستينوس سنة 165:
يعود القدّيس يوستينوس مرارًا إلى نبوءة عمّانوئيل (أش 7: 14)، ويرى فيها تبشيرًا بالخلاص. كما يذكر مرارًا وعد الله لحوّاء بأنّ نسلها سيسحق رأس الحيّة. ويرى تحقيق هذا الوعد في مريم العذراء وفي ابنها يسوع المسيح. يقول: "رضي ابن الله أن يصير إنسانًا وأن يولد من عذراء من نسل داود، لكي يقتل الحيّة وينتصر على الموت". ويقارن بين حوّاء ومريم، فيوضح أنّه كما أخطأت حوّاء المرأة الأولى وعصت الله بملء حرّيتها، كذلك أصغت مريم العذراء إلى قول الله وأطاعته بملء حرّيتها. وكما أنّه بعذراء دخلت المعصية ودخل الموت إلى العالم، كذلك بعذراء حصل العالم على البرّ وعلى الحياة.
"لقد صار المسيح إنسانًا بواسطة عذراء، وذلك حتى إنّ المعصية التي نتجت من الحيّة تجد لها حلاًّ بالطريقة عينها. فإنّ حوّاء كانت عذراء ولم تُمسَّ بعد بكارتها، عندما قبلت في حشاها الكلمة التي أتتها من الحيّة، فولدت المعصية والموت. أمّا مريم قد حملت الإيمان والفرح، عندما بشّرها الملاك بأنّ روح الربّ سيحلّ عليها وقدرة العلي ستظلّلها، بحيث إنّ المولود منها هو قدّوس وابن الله (لو 1: 35)، وأجابت: "ليكن لي بحسب قولك" (لو 1: 38). وبواسطتها ولد من أشرنا إليه أنّه هو الذي سيسحق به الله الحيّة والملائكة والبشر الذين على مثال الحيّة".
فالمقارنة واضحة: المرأة الأولى أخطأت بحرّيتها، والمعركة ضدّ الحيّة يجب أن تكون حرّة. فمن يمكنه أن يأخذ حرّية حوّاء ويردّها إلى الله؟ هذا ما فعلته مريم. الهلاك أتانا عن يد عذراء قبلت بملء حرّيتها قول الحيّة، والخلاص جاءنا عن يد عذراء قبلت بملء حرّيتها قول الله. ومعصية حوّاء أزالتها طاعة مريم. حوّاء ولدت الموت ومريم ولدت الحياة. والله، قبل أن يولد منها كلمته وابنه الأزلي، طلب قبولها. وهكذا دخلت مريم العذراء في سرّ ابنها الخلاصي.
3- إكليمندس الاسكندرى (150-215م)
القديسه مريم استمرت عذراء.
وفي إحدى صفحات كتاب هيبوتيبوسيس Hypotyposeis المحفوظ باللاتينية والذى ترجمة كاسيودوروس Cassiodorus وضع أساس المقولة التي أخذ بها القديس إبيفانيوس فيما بعد:
يهوذا الذي كتب الرسالة الجامعة المنسوبة له هو واحد من أبناء القديس يوسف وأخو الرب، ويهوذا هذا كان ذا تقوى صادقة، ونراه كيف وهو يعرف العلاقة التي تربطه بالمسيح إلاَّ أنه لم يقل في رسالته إنه أخو الرب بل كتب يقول: يهوذا عبد يسوع المسيح - باعتبار المسيح هو سيده - وأخو يعقوب (يهوذا 1: 1) وهذا حق لأنه ابن يوسف.
4- القدّيس إيريناؤس أسقف ليون (120-202م):
"الذى هو كلمه الله.. ولد حقاً.. من مريم التى كانت وحتى الآن (هى) عذراء.
وقال أيضاً "مريم العذراء وجدت قطيعه"
وأيضاً "صار الله إنساناً… معطياً أيانا المأخوذه من عذراء"
كما طبق نبؤه إشعياء التى يقصد بها النبى عودة بنى إسرائيل إلى أورشليم على العذراء "قبل أن يأخذها الطلق ولدت. قل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً. من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذا…"
وأعتبر أن النبى يقصد ميلاد المسيح بطريقه ليس لها مثيل. وهو بذلك يؤكد بتوليه العذراء.
ويرى إيريناوس أنّ الخلاص يقوم علي العودة إلى بدء الكون لتحقيق قصد الله في الإنسان، ذاك القصد الذي لم يتحقّق بسبب خطيئة آدم وحوّاء. وتتمّ تلك العودة إلى الجذور بإعادة تكوين الأدوار التي أفسدت قصد الله. فالمسيح يحلّ محلّ آدم، والصليب ينتصب عوضاً عن شجرة السقطة، ومريم تقوم من جديد بالدور الذي لم تستطع حوّاء القيام به.
ثمّ يوضح القدّيس إيريناوس دور مريم العذراء حواء الجديدة في الخلق الجديد:
"كما أنّ يد الله خلقت آدم من أرض عذراء، كذلك لمّا جمع كلمة الله الإنسان في شخصه، ولد من مريم العذراء. وهكذا إلى جانب حوّاء، ولكن على خلافها، قامت مريم بدور في عمل الجمع هذا الذي هو عمل خلاص الإنسان، لمّا حبلت بالمسيح. حوّاء أغواها الشرّ وعصت الله. أمّا مريم فاستسلمت لطاعة الله وصارت المحامية عن حوّاء العذراء. إنّ حوّاء، وهي بعد عذراء، كانت سبب الموت لها وللجنس البشري بأسره. أمّا مريم العذراء فبطاعتها صارت لها وللجنس البشري بأسره سبب خلاص. من مريم إلى حوّاء هناك إعادة للمسيرة عينها، إذ ما من سبيل لحلّ ما تمّ عقده إلاّ بالرجوع باتّجاه معاكس لفكّ الحبال التي تمّ حبكها. لذلك يبدأ لوقا نسب المسيح ابتداء من الربّ ويعود إلى آدم (لو 3: 22- 38)، مظهرًا أنّ الحركة الحقيقية للولادة الجديدة تسير من الأجداد إليه بل منه إلى الأجداد، وفق الولادة الجديدة في إنجيل الحياة. هكذا أبطلت طاعة مريم معصية حوّاء. ما عقدته حوّاء بعدم إيمانها حلّته مريم بإيمانها. لمحو الضلال الذي لحق بالتي كانت مخطوبة -العذراء مريم حوّاء- حمل الملاك البشارة الجديدة الحقّة إلى التي كانت مخطوبة. العذراء مريم حوّاء ضلّت بكلام الملاك واختبأت من وجه الله بعد أن عصت كلمته، أمّا مريم فبعد أن سمعت من الملاك البشري الجديدة، حملت الله في أحشائها لأنّها أطاعت كلمته. إذا كانت الأولى عصت الله، فالثانية رضيت بأن تطيعه. وهكذا صارت العذراء مريم المحامية عن العذراء حوّاء. وكما ربط الموت الجنس البشري بسبب امرأة، كذلك خُلِّص الجنس البشري بواسطة امرأة".
هكذا رأى آباء الكنيسة في القرنين الأوّل والثاني أنّ لمريم دورًا أساسيًّا في تاريخ الخلاص. وهذا الدور هو دور مزدوج: فقد حبلت بيسوع المسيح بشكل بتولي. إنها امّ المسيح ابن الله. ثمّ إنّها. بإيمانها وطاعتها لكلام الله قد أبطلت معصية حوّاء الأمّ الأولى، وهكذا شاركت بملء حرّيتها في الخلاص الذي جاءنا به ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح.
5- العلامة أوريجانوس (185-245م):
"لقد تسلمنا تقليداً: أن مريم ذهبت بعدما أنجبت المخلص لتتعبد (فى الهيكل) ووقفت فى الموضع المخصص للعذارى، وحاول الذين يعرفون أنها أنجبت طفلا طردها من الموضع، ولكن زكريا الكاهن أجابهم أنها مستحقة الملكوت فى موضع العذارى، إذ لا تزال عذراء".
- قال أيضاً: "يليق أن لا ننسب لقب أولى العذارى بغير مريم".
6- القديس البابا بطرس بطريرك الإسكندرية (إستشهد عام 311م)
هو أول من أستخدم لقب "إيبارثينوس "أى دائمة البتولية للقديسة مريم قائلاً: يسوع المسيح قد ولد حسب الجسد من مريم سيدتنا القديسة المعظمة والدة الاله "ثيؤتوكوس" الدائمة البتولية.
وأكد أنه: ليس من أحد أفكاره صادقة نحو مريم يدعى بأن لها طفل غير يسوع. وأعلن إنحيازه بكل وضوح إلى النظرية المنسوبة فيما بعد لإبيفانيوس أن إخوة الرب هم أولاد للقديس يوسف من زوجة سابقة، ويعود فيقول إن يعقوب المذكور في رسائل بولس الرسول هو أخو الرب ليس لأنه كان قريباً له ولا لأنه كان يعيش معه ولا حتى من جهة أخلاقه ويقول أوريجانوس: إنه بالتقليد يقول بعض الناس بحسب إنجيل بطرس وبحسب إنجيل يعقوب أن إخوة الرب كانوا أولاداً ليوسف من زوجة سابقة كان قد تزوجها قبل -أن يخطب- مريم العذراء. وواضح أنهم كانوا يرغبون في حفظ كرامة بتولية العذارء الدائمة. وأنا أظن أن هذا من التعقل لأن يسوع كان باكورة الطهارة والبتولية بين الناس هكذا أيضاً مريم بين النساء لأنه غير لائق أن تُنسب بداية البتولية لأي امرأة سواها.
والكتاب المقدس دعا مريم إمرأة يوسف لكى لا يشتبة فى أمر حبلها أم بعد الولادة فكان إسمها أم الصبى وواضح من هذا الحل أن إخوة يسوع كانوا جميعاً أكبر منه سنًّا، وربما يكون هذا هو السبب الذي وقف ليجعلهم لا يؤمنون به: «لأن إخوته أيضاً لم يكونوا يؤمنون به «(يو 5: 7). حالهم حال إخوة يوسف بن يعقوب وغيرتهم المرَّة من نحوه حينما رأوه محبوباً وذا رؤى وأحلام فاضطهدوه وباعوه!!
7- قال القديس ميثوديوس (260-312م)
شاهدنا أشعياء يعلن بوضوح لكل الأرض تحت الشمس وقبل أن يأخذها الطلق ولدت… الخ" العذراء الأم كليه القداسة.. أنجبت إبنها… وحفظ طهاره والدته بغير فساد وبلا دنس".
8- ثيودوتس أسقف أنقره سنة 303:
عذراء ملتحفة بالنعمة الإلهيّة كرداء: مفعمة النفس حكمةً إلهيّة، عروس الله بالقلب". وهي "المغمورة بالنور". بها تلاشت كآبة حوّاء، وبها حوّاء افتديت إذ "من القدّيسة ولد ابن قدّوس، والكاملة ولدت الكامل، والتي تفوق الوصف ولد منها الذي يفوق الوصف. والعليّة ولد منها العليّ".
9- ألكسندروس أسقف الإسكندرية سنة 320
إنّ أوّل شهادة لاستعمال لقب "والدة الإله" قبل مجمع أفسس نجدها في رسالة ألكسندروس أسقف الإسكندرية حول مجمع التأم في الإسكندرية سنة 320 للحكم على بدعة آريوس: "بعد هذا تناولنا عقيدة القيامة من بين الأموات التي صار فيها ربنّا يسوع المسيح باكورة الثمار فقد لبس في الحقيقة لا في المظهر جسدًا اتّخذه من مريم والدة الإله". إلاّ أنّ هناك صلاة تتوجّه إلى مريم العذراء بهذا اللقب، ويبدو أنّها تعود إلى نهاية القرن الثالث: "يا والدة الإله، لقد لجأنا إلى حنانك، فلا تعرضي عن ابتهالاتنا في المحن، بل نجّينا من الخاطر، يا من هي وحدها نقيّة ومباركة".
10- القدّيس أثناسيوس الكبير سنة (296-373):
"لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمه البتولية".
"إنّ الكلمة هو نفسه قد ولد بالجسد من مريم والدة الإله"
(عظات ضدّ آريوس 3: 14، 29، 33؛ 4: 32).
11- القدّيس كيرلّس الأورشليمي سنة (315-386):
"رئيس الملائكة جبرائيل يشهد لله في حمله البشارة إلى مريم، والعذراء والدة الإله مريم تشهد له أيضاً" (عظات 10: 19).
12- القدّيس إغريغوريوس أسقف نيصص سنة (330-395):
"إنّ ابن الله قد اتّخذ لنفسه جسدًا من العذراء، لذلك حقّ للعذراء أن تُدعى والدة الإله" (في البتوليّة، 13).
"يا لَلْمعجزة الرائعة: العذراء تصير أمًّا وتبقى عذراء. لا البتوليّة حالت دون الولادة ولا الولادة أزالت البتوليّة. ولقد كان من الملائم أنّ الذي صبار إنسانًا لينقذ البشريّة من الفساد يستهلّ عمله بتلك التي ولدته فيحفظها من الفساد".
ثمّ يتابع قائلاً: "هذا ما سبق موسى فرآه في النار التي ألهبت العلّيقى دون أن تحرقها. فكما أنّ العلّيقى كانت ملتهبة لم تحترق كذلك ولدت البتول النور دون أن يعتريها الفساد".
13- يوسابيوس القيصري (تُوفي سنة 340):
يُميِّز يعقوب أخا الرب عن بقية الرسل الاثني عشر جاعلاً إياه رسولاً فوق العدد الرسمي للرسل مثل القديس بولس. ويعود ويؤكد أن يعقوب دعي أخا الرب لأن يوسف كان معروفاً أنه أبوه.
‏إن‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي‏ ‏وسمعان‏ ‏ويهوذا‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏إخوة‏ ‏أشقاء‏ ‏للرب‏ ‏يسوع‏ ‏من‏ ‏أمه‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏, ‏ولكنهم‏ ‏كانوا‏ ‏له‏ ‏أولاد‏ ‏خؤولة‏ ‏وعمومة
يوسابيوس القيصرى ‏-‏تاريخ‏ ‏الكنيسة‏, ‏جزء‏3: ‏فقرة‏11, ‏فقرة ‏32: 1-8, ‏جزء‏4‏: ‏فقرة‏ 22: 5, 4‏
وينقل لنا يوسابيوس المؤرِّخ عن إكليمندس الإسكندري أنه:
في الكتاب السادس من مؤلفه المدعو Hypotyposeis مكتوب أن بطرس ويعقوب ويوحنا بعد القيامة لم يكونوا طامحين في المناصب -وإذ رفضوها- اختاروا يعقوب البار ليكون أسقفاً على أُورشليم - وفي الكتاب السابع يقول إكليمندس أن الرب بعد قيامته سلَّم المعرفة gnosis ليعقوب البار مع يوحنا وبطرس وهؤلاء سلموا المعرفة لبقية الرسل السبعين وكان برنابا واحداً منهم. وهناك شخصان باسم يعقوب أحدهما البار الذي ألقاه اليهود من فوق جناح الهيكل ومات مضروباً بالعصي ويعقوب الآخر هو الذي قُطعت رأسه (أعمال الرسل 2: 12).
14- القدّيس غريغوريوس النزينزي سنة (320-389):
"إن كان أحد لا يؤمن أنّ القدّيسة مريم هي والدة الإله، فهو غريب عن الله" (الرسالة 101: 4- 6).
من أين أتى هذا اللقب؟ لقد استقاه المسيحيّون من قول أليصالات: "من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربي إليّ؟" (لو 1: 43). فيسوع المسيح هو "الربّ"، ولقب الربّ هو من أسماء الله. "فالربّ هو الله". فإذا كان المسيح هو الربّ، فأمّ الربّ هي "والدة الإله".
15- القديس ديديموس الضرير (توفى سنه 396م)
العذراء أثناء وبعد الميلاد، فهى الدائمة البتوليه".
16- القديس يوحنا ذهبى الفم:
عذراوية العذراء مريم كانت سراً مخفياً عن الشيطان مثل أمر صلبة.
17- ‏القديس‏ ‏أبيفانيوس‏ ‏أسقف‏ ‏سلامينا‏ ‏في‏ ‏قبرص سنة (315-403‏):
أوضح ‏الإنجيل‏ ‏إن‏ ‏اليهود‏ ‏قالوا‏ ‏عن‏ ‏المسيح أليس‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏ابن‏ ‏النجار؟ أليست‏ ‏أمه‏ ‏تدعي‏ ‏مريم‏ ‏وإخوته‏ ‏يعقوب‏ ‏ويوسي‏ ‏وسمعان‏ ‏ويهوذا؟ أوليست‏ ‏أخواته‏ ‏جميعهن‏ ‏عندنا‏.‏؟ (متي‏ 13: 55-56)، (‏مرقس ‏6: 3‏). والواقع‏، ‏إن‏ ‏هؤلاء‏ ‏لم‏ ‏يكونوا‏ ‏إخوة‏ ‏أشقاء‏ ‏للرب‏ ‏يسوع‏, ‏وإنما‏ ‏كانوا‏ ‏أولاد‏ ‏خالته‏ ‏مريم‏ ‏زوجة‏ ‏كلوبا‏ ‏كما‏ ‏كانوا‏ ‏أيضا‏ ‏أولاد‏ ‏عمومة‏, ‏ذلك‏ ‏لأن‏ ‏كلوبا‏ ‏أو‏ ‏حلفي‏ ‏هو‏ ‏قريب ‏ليوسف‏ ‏خطيب‏ ‏العذراء‏ ‏مريم
‏ورُسم أسقفاً على مدينة قسطانطيا بقبرص عام 367م. كتب قبل زمن جيروم كتاباً دفاعاً عن بتولية العذراء الدائمة البتولية أم الرب وذلك في خطاب رعوي موثَّق. وفيه يشرح فكره بإسهاب، وقد ضم الخطاب إلى كتابه ضد الهراطقة من صفحة 1034-1057 (طبعة بتافيوس Petavius). وفي مواضع أخرى من مؤلفه اعتنى كثيراً بتوضيح فكره. ويقول إن يوسف كان ابن 80 سنة عندما خُطبت العذراء له، ومن زوجته السابقة كان له ستة أولاد أربعة ذكور وبنتان ماري وسالومة. ويعقوب على الخصوص دعي أخا الرب وقد تربوا مع الرب - وبقيت العذراء إلى النهاية عذراء. فالتي أنجبت أسد يهوذا لا تنجب بجواره أحداً. وهو يقول إنما أنا أنقل ذلك عن تقاليد اليهود. وكان إبيفانيوس غيوراً للغاية على دوام بتولية العذراء لذلك كل مَنْ قال بدوام بتولية العذراء نسب إلى إبيفانيوس!!
18- هيلاري من بواتييه (تُوفي سنة 368م):
يقول مهاجماً الذين يدّعون أن أخوة الرب هم أولاد مريم محاججاً كيف يهتم الرب على الصليب أن يسلِّم أُمه ليوحنا الرسول باعتبارها أُمه!!
19- امبروزياستر:
إن يعقوب يدعى أخا الرب كالبقية (يهوذا وسمعان ويوسف) لأنهم أولاد يوسف. وهكذا فإن امبروزياستر في شرحه لغلاطية (19: 1) هو طبق الأصل من الذين سبقوه.
20- القديس جيروم سنة 382:
مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر الذى لم يرقد فية من قبل ولا بعدة، بتوليتها مثل الجنة المغلقة والينبوع المختوم (نشيد الأنشاد 4: 12)
إن مريم العذراء هي الباب الشرقي الذي تكلم عنه حزقيال، هو مغلق دائمًا، متلألئ دائمًا، وهو مختوم، وفي نفس الوقت يعلن عن قدس الأقداس، من خلاله يدخل ويخرج "شمس البر" (ملا 4: 2)، الذي هو رئيس كهنة على طقس ملكي صادق" (عب 5: 10). من ينتقدني فليشرح لي كيف دخل يسوع خلال الأبواب المغلقة عندما سمح أن تُلمس يداه وجنبه مظهرًا أن له عظمًا ولحمًا (يو 10: 19، 27)، مبرهنًا أنه كان يحمل جسدًا حقيقيًا لا خياليًا، وعندئذ أوضح أنه كيف يمكن أن تكون القديسة مريم أمًا وعذراء في نفس الوقت!
وهاجم القديس جيروم عام 382م كتاب هيلفيدس الذى قال فيه أن يوسف ومريم قد تمما زواجهما بعد ميلاد يسوع، وأن مريم قد أنجبت أبناء آخرين، وأشار إليهم الإنجيل بعبارة "أخوة يسوع"، وقد تبنى ذات فكرة هيلفيدس كل من جوفنيانوس وبونيسيوس أسقف بيوغسلافيا، مستخدمين نفس التعبير "أخوة الرب" (متى 13: 55-56)، (مرقس 6: 33).
وقد دافع القديس جيروم عن بتولية العذراء ضد هلفيديوس وقال:
لو أفسد ميلادة بتوليتها، لما حسب مولودا من عذراء، وتكون شهادة الكنيسة الجامعة بأنه ولد من العذراء مريم باطلة (حاشاً!)
ويرى القديس جيروم أن تعبير "إخوة" أستخدم في الكتاب المقدس في الحالات التالية:
أ‌- أخوة حسب الدم. فهم إخوة بالطبيعة كعيسو ويعقوب, بطرس واندراوس.
ب‌- أخوة بسبب وحدة الجنسية: أى إخوة حسب الجنس فكل اليهود دعوا اخوة لبعضهم كما فى سفر التثنية اذ يقول الكتاب "اذا بيع لك اخوك العبرانى او اختك العبرانية وخدمك 6 سنوات تطلقه فى السنة السابعة (تثنية 15: 12).
وكما يقول بولس الرسول " كنت اود لو اكون انا نفسى محروما من المسيح لاجل اخوتى وانسبائى حسب الجسد الذين هم اسرائيليون " (رومية 9: 4).
ج- إخوة بالمحبة والصداقة: توجد آيات كثيرة توضح أن المؤمنيين جميعهم اخوة منها:
أ- هوذا مااحسن ومااحلى ان يجتمع الاخوة معا (مزمور 133: 1).
ب- قال السيد المسيح لمريم المجدلية فى فجر القيامة " اذهبى لاخوتى وقولى لهم (يوحنا 20: 17)، قارن مع (متى 28: 5).
د- أخوة بسبب القرابة الشديدة.
مثال: قال ابراهيم للوط ارجوك الا تكون هناك مخاصمة بينى وبينك وبين رعايتى ورعايتك لاننا نحن اخوان (تكوين 13: 8) ولما سمع ابراهيم ان اخاه قد سبى جر رجاله المتمرنين (تكوين 14: 14)، وأيضا لابان دعى يعقوب أخية وهو خالة (تكوين 29: 15).
وإستخدام تعبير "إخوة الرب" مطابق للحالة الأخيرة، وذلك كما دعي إبراهيم ابن أخيه لوط "أخاه" وهو عمة (تكوين 13: 8)، فمن المعروف لدى اليهود أن أبناء العم والخال والعمة والخالة يدعون أخوة، لأنهم غالبا ما يعيشون في العائلة الكبيرة تحت سقف واحد. وإلى يومنا هذا لازالت الكلمة مستخدمة في بعض قرى صعيد مصر، فيحسبونه عيبا أن يدعو الإنسان ابن عمه أو خاله أو عمته أو خالته بلقب غير "أخي". وفي اللغة الآرامية تستخدم نفس الكلمة "أخ" لتعبر عن كل هذه القرابات.
وهكذا بحسب نظريه القديس جيروم يكون "أخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء (يو 19: 25).
21- مجمع ميلانو 390:
قال بناء على قانون الرسل الذي ترد فيه عبارة ولد من عذراء وذلك رداً على الذين يقولون أن مريم حبلت بتولاً ولكنها ولدت غير بتول أي أنها فقدت بتوليتها في الولادة.
22- القدّيس أمبروسيوس سنة 392:
كتب كتابه سنة 392 وأسماه De Institutione Virginis ودحض كل أقوال المهاجمين لبتولية العذراء الدائمة. ثم يقول إن إخوة الرب تسمّوا هكذا لأنهم أبناء ليوسف وليس مريم العذراء. أنّ ابن الله خرج من أحشاء كما دخلها: في مجد الألوهة وبهاء سرّها، وقد حُفظت سالمة بتولية العذراء.
هذا ما ترنّم به الليترجيا البيزنطيّة بذهول وابتهاج:
"لقد تمّ اليوم عَجَب عظيم مُستغرَب: فإنّ بتولاً تلد وتبقى عذراء كما كانت. الكلمة يصير طفلاً ومن الآب لا ينفصل. الإله الكلّيّ الكمال يصير طفلاً والطفل يولد دون أن يزيل بتوليّة أمّه"
وقال القديس أمبروسيوس:
"ليكن لنا ثقة بكلام الملاك ليس أمر غير ممكن لدى الله ولنثق بكلام النبي أشعياء الذي يؤكد أن العذراء تحبل وتلد لا بمعنى منفصل بل بمعنى متصل أي أنها عذراء ليس فقط في الحبل بل في الولادة أيضاً أن الذين يريدون أن يحكموا في الأمور كلها حكماً يستند إلى الحكمة البشرية عليهم أن يشرحوا لنا كيف خرج المسيح يوم قيامته من قبره المغلق وكيف دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة، فإذا قبلوا هذه الخوارق وصدقوها فليؤمنوا أيضاً بما تعلمه الكنيسة بشأن ولادة مريم لأبنها الإله ومن حدث السير على المياه الذي فعله المسيح ومن حدث التجلي. الأباء يضعون هذه الأحداث أمام أعينهم في شرح كيفية الحفاظ على البكورية بعد الولادة.
23- كيرلس الكبير الإسكندري 428:
كانت نظرية إبيفانيوس قد رسَّخت أقدامها في الشرق كله، وتبنَّاها القديس كيرلس الكبير في كتابه جلافير وقد تبنَّاها بعد ذلك كل الكتَّاب باليونانية عموماً، بحسب العالِم ليتفوت. وكذلك تبنَّاها الطقس الكنسي سواء كان عند الروم أو السريان أو الأقباط - وهذا التقرير هو للعالم ليتفوت.
أمَّا في الغرب فقد أخذوا بفكر جيروم وأغسطين الذي أيده أنهم أولاد خالة للرب من مريم زوجة كلوبا، ولكن يَنقُض ذلك بتأكيد، القول كيف يكونون أولاد مريم زوجة كلوبا ويعيشون مع مريم خطيبة يوسف وهي عذراء؟ ولا يُذكرون قط ولا مرة واحدة في كل الإنجيل منسوبين لمريم زوجة كلوبا ولا لكلوبا أي حلفاؤس؟ وإن كان يعقوب وبقية إخوته يهوذا ويوسف وسمعان، ظلوا لا يؤمنون بالمسيح ورسالته كل أيام وجود المسيح على الأرض، إلاَّ أنه بمجرد إعلان قيامة المسيح من الأموات وزيارة الرب ليعقوب (1كو 7: 15)، دخل الجميع في الإيمان وصاروا من العاملين والمرافقين للرسل والعذراء القديسة، ونجدهم في العلية معاً يصلُّون بانتظار حلول الروح القدس: هؤلاء كلُّهم كانوا يواظبون بنفسٍ واحدةٍ على الصلاة والطلبة، مع النساءِ، ومريم أُم يسوع، ومع إخوتهِ. (أع 14: 1).
وعاصر القديس كيرلس الإسكندرى، نسطوريوس بطريرك القسطنطينية سنة 428. ويروي المؤرّخ سقراط أنّ أوّل من انتقد لقب "والدة الإله" كاهن يدعى أنسطاسيوس أتى به نسطوريوس من أنطاكية. ففي أحد الاحتفالات الكبرى ارتقى المنبر وراح يمدح مريم العذراء، ثمّ أضاف أنّه مهما كانت مريم العذراء جديرة بالمديح، فلا يجوز أن ننسب لها ألقابًا خاطئة. لذلك "لا يجوز لأحد أن يدعو مريم "والدة الإله"، مريم ليست سوى امرأة، والإله لا يمكن أن يولد من امرأة". يردف المؤرّخ أنّ المؤمنين، لدى سماعهم هذا التهجمّ الكافر، ملأهم الاضطراب والغضب، وقام أحدهم ونعت الواعظ بالتجديف. وإذّاك راح نسطوريوس في عظاته يوضح رأيه في هذا الموضوع. يقول في عظته الأولى:
"منذ بضعة أيّام تُطرَح علينا أسئلة واهية: يسألوننا هل يجوز لنا أن ندعو مريم بلقب والدة الإله، أم يجب أن ندعوها فقط "أمّ الإنسان"؟ كيف يكون لله أمّ؟ إنّنا لدى سماعنا هذا اللقب، لا بدّ لنا من أن نعذر الوثنيين الذين يعطون أمّهات للآلهة. لا، يا صاح، مريم لم تلد الإله... الخليقة لم تلد خالقها، بل ولدت إنسانًا هو آلة في يد الله، إنسانًا حاملاً الله".
إنّ رفض نسطوريوس لقب والدة الإله ناتج من نظرته الخاطئة في تجسّد كلمة الله في أحشاء مريم العذراء. ما هو تعّليمه في هذا الموضوع؟ ولماذا حرمه مجمع أفسس؟
في نظر نسطوريوس، في المسيح طبيعتان متميّزتان تحافظ كل منهما على صفاتها الخاصّة بها، وتعمل عملها الموافق جوهرها. ولكن، بحسب فلسفة مدرسة أنطاكية التي تعلّم فيها نسطوريوس، "كل طبيعة كاملة هي شخص". فالمسيح، ليكون إنسانًا كاملاً، يجب أن يكون متميّزًا عن الشخص الإلهي الذي اتّحد به. فلا وجود إذًا لوحدة حقيقية بين الطبيعتين، الإلهيّة والإنسانيّة، في شخص المسيح الواحد، بل مجرّد علاقة نعمة خاصّة بين شخصين: المسيح الإنسان وكلمة الله. وما يقوله الإنجيل عن المسيح يعود إلى شخصه الإنساني وتارة إلى شخصه الإلهي. فكلمة الله لا يتجسّد ولا يولد كما يولد الإنسان، بل يتّحد بإنسان موجود قبل هذا الاتّحاد. يميّز إذًا نسطوريوس بين شخص المسيح وشخص الكلمة. فشخص المسيح غير شخص الكلمة. الكلمة من طبيعته ابن الله منذ الأزل، أمّا المسيح فهو شخص مخلوق، ولا يمكن أن يقال عنه إنّه ابن الله إلاّ بالتبنّي.
لا شكّ أنّ نسطوريوس يتكلّم عن وحدة في المسيح. فيقول إنّ المسيح الذي هو إله وإنسان، هو شخص واحد. ولكنّ وحدة هذا الشخص ناتجة، في نظره، من اتّحاد الطبيعتين أو الشخصين المتميّزين. فالطبيعة الإلهيّة والطبيعة الإنسانيّة اجتمعتا في ما يدعوه نسطوريوس "شخص الاتّحاد".
في ما يختصّ بمريم العذراء، ينتج من نظرة نسطوريوس هذه أنّ مريم هي أمّ المسيح الإنسان، وليست أمّ الكلمة ابن الله. فيجب ألاّ ندعوها "والدة الإله"، بل والدة المسيح.
أمّا الكنيسة الجامعة فتعلّم أنّ وحدة الشخص في المسيح قائمة في شخص الكلمة الذي هو نفسه شخص المسيح الإنسان. فالكلمة الموجود منذ الأزل في الله الآب اتّخذ، بالتجسّد، طبيعة بشرية. فالشخص الواحد في المسيح ليس نتيجة اتّحاد شخص الكلمة وشخص الإنسان، كما يظنّ نسطوريوس في كلامه عن "شخص الاتّحاد". الشخص الواحد في المسيح هو نفسه شخص الكلمة الذي اتّخذ طبيعة بشريّة وصار إنسانًا بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ وأبعاد. بعد التجسّد لم تعد الطبيعة البشريّة غريبة عن كيان الله. فابن الله عاش إنسانًا على الأرض: فحبل به في أحشاء مريم العذراء وولد، وعاش، وصلب، ومات. لقد اختبر ابن الله الحياة الإنسانية في ذاته.
جواب كيرلّس الإسكندري
رُفعت تعاليم نسطوريوس إلى الامبراطور وإلى بطريركي أنطاكية والإسكندرية. وكان على كرسي الإسكندرية آنذاك كيرلّس، وهو صاحب الشخصيّة القويّة والفيلسوف واللاهوتي اللامع وواحد من أعظم آباء الكنيسة. فوضع دراسات حول موضوع النقاش، وبعث بها سنة 429 إلى كل من الامبراطور والبابا سلستينوس بابا رومة، ويوحنّا بطريرك أنطاكية، طالبًا منهم الحكم على نسطوريوس على غرار ما فعل هو.
يرى كيرلّس أنّ رفض لقب "والدة الإله" ينتج منه رفض لوحدة الشخص في المسيح. فيسوع المسيح ابن الله هو شخص واحد. ووحدة الشخص فيه تفرض أن تُطلَق عليه خصائص الطبيعتين اللتين فيه: الطبيعة الإلهيّة والطبيعة الإنسانيّة. فيسوع الإنسان هو نفسه كلمة الله. إنّه شخص واحد، شخص كلمة الله الأزلي، الذي اتّخذ بالتجسّد طبيعة بشريّة وصار هو نفسه إنسانًا. فمن ثمّ يمكن القول "إنّ ابن الله ولد من مريم"، ونعني بذلك أنّه ولد منها بحسب طبيعته البشريّة، كما يمكن القول إنّ "ابن مريم قد خلق الكون" ونعني بذلك أنّه خلقه بحسب طبيعته الإلهيّة. هذا ما يدعوه اللاهوت "اتّصال الخصائص"، أي اتصال خصائص الطبيعتين الإلهيّة والإنسانية في شخص واحد هو شخص المسيح الكلمة ابن الله المتجسّد. وانطلاقا من هذا المبدأ يصح القول "إنّ مريم هي والدة الإله"، لا لأنّها خلقت شخص ابن الله، إذ إنّ هذا الشخص كائن منذ الأزل مع الله، وهو الذي خلق مريم، بل لأنّ الشخص الذي اتّخذ منها جسدًا ونفسًا بشريّين، وحملته في أحشائها مدّة تسعة أشهر وولدته، هو نفسه ابن الله الكائن منذ الأزل مع الله والذي صار إنسانًا.
إنّ خطأ النسطورية يقوم على أنّها، للمحافظة على التمييز بين الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة في المسيح، تصل إلى الفصل بينهما، بحيث إنّ مَن صُلِب ومات ليس شخص ابن الله الواحد في طبيعته البشريّة، بل الشخص البشري فيه، وقد بقي الشخص الإلهيّ غريبًا عن الصلب والموت. وينتج من ذلك أنّ عمل الفداء لم يعد عمل الشخص الواحد الذي هو إله وإنسان معًا، بل صار عمل الشخص البشري في المسيح. وتلك النتيجة لا يمكن القبول بها في الإيمان المسيحي، لأنّ فداء الإنسان لا يمكن أن يتمّ على يد إنسان. إنّ البشرية قد حصلت على الفداء والخلاص، لأنّ الذي خلّصها هو إله وإنسان معًا. ولأنّه إله وإنسان معًا، هو الوسيط الوحيد بين الله والناس، والمخلّص والفادي الأوحد.
24- المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة 431:
إنّ الإعلان أنّ مريم العذراء هي حقًّا "والدة الإله" قد تمّ في المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة 431 في أيّام الامبراطور ثيودوسيوس الثاني. تلك هي العقيدة المريميّة الأساسية التي تجمع كلّ المسيحيين من كاثوليكيّين وأرثوذكسيّين وإنجيليّين (الملقّبين بالبروتستانت). لماذا تمّ إعلان تلك العقيدة؟ وماذا تعني؟
لم يلتئم مجمع أفسس لتحديد عقيدة بشأن مريم العذراء، بل لتجديد عقيدة بشأن السيّد المسيح. فأعلن، ضدّ نسطوريوس، أنّ المسيح شخص واحد في طبيعتين، وليس شخصين متّحدين أحدهما بالآخر كرامة وسلطة. وينتج من هذا التحديد أنّ مريم العذراء، التي هي أمّ هذا الشخص الواحد، شخص ابن الله، هي حقًّا "والدة الإله". لم يصدر عن المجمع قانون إيمان خاص. بل اكتفى المجمع بالموافقة على رسالة القدّيس كيرلّس إلى نسطوريوس. وقد جاء فيها:
"إنّنا نعترف بأنّ الكلمة صار واحدًا مع الجسد، إذ اتّحد به اتّحادًا أقنوميًّا. فنعبد الشخص الواحد، الابن الربّ يسوع المسيح. إنّنا لا نفرّق بين الإله والإنسان، ولا نفصل بينهما كأنّهما اتّحدا الواحد بالآخر اتّحاد كرامة وسلطة. فهذا القول ليس سوى كلام فارغ. ولا ندعو الكلمة المولود من الله مسيحًا آخر غير المسيح المولود من امرأة. إنّما نعترف بمسيح واحد هو الكلمة المولود من الآب، وهو الذي اتّخذ جسدًا. إنّنا لا نقول إنّ طبيعة الكلمة تغيّرت فصارت جسدًا، ولا إنّها تحوّلت إلى إنسان كامل مكوّن من نفس وجسد. ولكننا نؤكّد أنّ الكلمة، باتّحاده اتّحادًا أقنوميًّا بجسد تحييه نفس عاقلة، صار إنسانًا على نحو لا يفي به وصف ولا يمكن إدراكه، ودعي ابن البشر. هذه الوحدة لم تتمّ بأنّ الكلمة اتّخذ شخصاً وحسب. وإن اختلفت الطبيعتان اللتان اتّحدتا اتحادًا حقيقيًّا، ففي كليهما مسيح واحد وابن واحد... ليس أنّ إنسانًا اعتياديًّا وُلد من مريم العذراء ثمّ حلّ عليه الكلمة... فالكتاب المقدّس لم يقل إنّ الكلمة وحّد بين نفسه وشخص إنسان، بل قال إنّه صار جسدًا. وهذا التعبير "الكلمة صار جسدًا" لا يمكن أن يعني شيئًا آخر غير أنّه اتّخذ لحمًا ودمًا مثلنا أي جعل جسدنا جسدًا له. ووُلد إنسانًا من امرأة دون أن يخلع عنه وجوده كإله أو ولادته الأزليّة من الله الآب. ولكنّه مع اتّخاذه لذاته جسدًا بقي كما كان. هذا هو إعلان الإيمان القويم الذي ينادى به في كل مكان. وهكذا اعتقد الآباء القدّيسون، ولذلك تجرّأوا على أن يدعوا العذراء القدّيسة "والدة الإله"، ليس لأنّ طبيعة الكلمة أو ألوهيّته كانت بدايتها من العذراء القدّيسة، بل لأنّه منها ولد الجسد المقدّس بنفس عاقلة، وهو الجسد الذي اتّحد به شخصيًّا الكلمة الذي قيل عنه إنّه وُلد بحسب الجسد".
25- قانون الوحدة سنة 433:
عُقد مجمع أفسس بغياب وفد أنطاكية الذي كان يرئسه يوحنّا بطريرك أنطاكية، وغياب مندوبي بابا رومة الذين تأخّروا في السفر. ففي 22 حزيران 431، إذ كان موعد افتتاح المجمع قد انقضى، دعا كيرلّس الأساقفة الحاضرين، وكانوا حوالى المئتين، إلى مباشرة أحمال المجمع. ودعي نسطوريوس إلى الحضور ثلاث مرّات، فرفض. فقرئ قانون إيمان نيقية ثمّ رسالة كيرلّس إلى نسطوريوس فجواب نسطوريوس. فوافق الآباء على رسالة كيرلّس، وحكموا على نسطوريوس وأعلنوا في اليوم نفسه إقالته عن كرسيّه. وبعد بضعة أيّام قدم البطريرك يوحنّا مع وفد انطاكية، وقد كانوا من محبّذي نسطوريوس. وفي 26 حزيران حكموا على كيرلّس لكونه تصرّف خلافًا للشرع الكنسي، ورأوا في أقواله سقوطاً في ضلال أبوليناريوس وآريوس. وفي أوّل تمّوز وصل مندوبو بابا رومة. وبعد سماعهم محضر جلسة 22 حزيران وافقوا على كلّ ما جاء فيها، وثبّتوا الحكم على نسطوريوس. ومن ثمّ حرم المجمع يوحنّا بطريرك أنطاكية. وإزاء هذا البلبال أمر الامبراطور بإقفال المجمع وتوقيف كيرلّس ونسطوريوس فنفي إلى ديره الأوّل قرب أنطاكية ثمّ إلى أحد أديرة صعيد مصر.
بعد هذه الأحداث الأليمة التي مزّقت الكنيسة، عمل يوحنّا بطريرك أنطاكية مع بعض الأساقفة على إعادة السلام إلى الكنيسة، ولا سيَّما بين أنطاكية والإسكندرية. وأعيدت الوحدة سنة 433 بعد أن تمّ الاتّفاق علي قانون الإيمان التالي الذي دعي قانون الوحدة، وهو من وضع لاهوتيّي أنطاكية:
"إنّنا نعترف بأنّ ربّنا يسوع المسيح، الابن الوحيد لله، هو إله حقّ، وإنسان حقّ مكوّن من نفس عاقلة وجسد، وأنّه وُلد من الآب قبل كل الدهور بحسب ألوهيّته، وأنّه هو نفسه، في الأزمنة الأخيرة، وُلد لأجلنا ولأجل خلاصنا، من مريم العذراء بحسب بشريّته، وأنّه، في ألوهيّته، من ذات جوهر الآب، وفي إنسانيّته من ذات جوهرنا البشري. فقد صار اتّحاد من طبيعتين. لذلك لا نعترف إلاّ بمسيح واحد وابن واحد وربّ واحد. وبسبب هذا الاتّحاد المنزّه عن أيّ اختلاط، نعترف بأنّ العذراء القدّيسة هي "والدة الإله"، لأنّ الإله الكلمة صار فيها جسدًا، أي صار إنسانًا، ووحّد بذاته، منذ الحبل به، الهيكل (أي الطبيعة البشريّة) الذي أخذه منها".
قبل كيرلّس هذا النصّ والعبارة الواردة فيه والتي تتكلّم عن "الاتّحاد من طبيعتين"، وقد رأى فيه مطابقة مع مختلف نقاط إيمانه في المسيح: إطلاق خصائص الطبيعة البشريّة على الشخص الواحد الذي هو الابن الوحيد لله، وحدة الشخص في المسيح، لقب "والدة الإله" لمريم العذراء. إنّ مريم قد أعطت طبيعة بشريّة كاملة لابن الله وكلمته الأزلي. هذا هو أساس إكرامنا إيّاها. إنّها حقًّا أمّ المسيح ابن الله المتجسد. إنّها حقّا "والدة الإله".
والليترجيّا البيزنطيّة ترنّم لها في القدّاس الإلهي قائلة:
"إنّه واجب حقًّا أن نغبّطك يا والدة الإله الدائمة الغبطة، والمنزَّهة عن كلّ عيب وأمّ إلهنا. يا من هي أكرم من الشيروبيم، وأمجد بلا قياس من السيرافيم، يا من بغير فساد ولدت كلمة الله، إنّك حقًّا والدة الإله، إيّاك نُعظّم".
26- القديس إيرونيموس:
رأى إيرونيموس ومعظم التقليد الكنسي من بعده، أن إخوة الرب هم أقارب أدنون ليسوع، أولاد مريم نسيبة مريم أمّه.
وعلى النحو نفسه قال القدّيس إيرونيموس، وهو من أعاظم من كتب في الكتاب المقدّس:
"مريم هي أمّ وبتول: بتول قبل الولادة وبتول بعد الولادة. الدهشة تغمرني: كيف من هو بتول يولد من البتول؟ وكيف بعد ولادته تبقى أمّه بتولاً؟ أتريد أن تعرف كيف ولد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة؟ عندما دخل يسوع على تلاميذه من بعد قيامته "كانت الأبواب مغلقة" (يو 20: 19). لا تعرف كيف حدث ذلك لكنّك تقول: هذه قدرة الله. وكذلك عندما تعلم أنّ يسوع وُلد من عذراء وبقيت أمّه عذراء بعد الولادة قل: هذا عمل قدرة الله".
لمّا خرج الطفل الإلهي من أحشاء أمّه لم ينتزع عنها صفاء مشاعرها البتوليّة، بل بالحريّ أضفى على قواها الحياتية مزيدًا من الفخر والبهجة، وعلى معنى أمومتها مزيدًا من الجلال والعظمة. لقد اجتمعت في مريم مشاعر البتوليّة ومشاعر الأمومة.
والكائن البشري هو، بحسب بولس الرسول، جسد ونفسه وروح. فالجسد هو مجموعة الأعضاء الطبيعيّة والخلايا الحيّة التي هي جزء من مادّة هذا الكون. والنفس هي مجموعة القوى من عقل وإرادة ونحيّلة ومشاعر. وفي عمق الجسد والنفس هناك عنصر ثالث يدعوه بولس الرسول "الروح" (روم 8: 16)، ويعني بها نقطة التلاقي مع الكون ونقطة الاختبار الشخصي لعمق كياننا الباطني الذي به ندخل في شركة مع غير المنظور. إنّ الرجل والمرأة، من خلال الاستسلام المتبادل من أحدهما للآخر بكل ما في شخصيهما من قوى رائعة في الجسد والنفس والروح، يزيدان غنى وإنسانيّة وبالتالي اتّحادًا بالله.
إنّ "ختم البكارة" هو رمز الملء الطبيعي وكمال كل تلك القوى. ويشير أيضاً إلى صفاء القلب والجسد والنفس الذي يَسِم تلك القوى. إنّه حالة من الكيان تحافظ فيها كل قوى الجسد والنفس والروح على نقاوتها الأولى، وتبدو متألّقة في ما حباها الله من احترام وسخاء، ومترقّبة لمسة الحبيب الكامل.
لم يكن لمريم أن تستسلم بأيّ من قواها لحبيب بن بني البشر، فقد احتفظت بكلّ قوى جسدها ونفسها وروحها متألّقة وعذراء للمسة الله. لقد حفظت "ختم بكارتها" سالمًا في المجد. وهذا ما تشير إليه النجوم الذهبيّة الثلاث التي نشاهدها في كل إيقونات العذراء مريم. فعلى جبينها نجمة أولى ترمز إلى بتوليّة جسدها، أي إلى بتوليتها في الولادة: مريم هي أمّ وبتول معًا؛ وعلى كتفها اليمنى تتألّق نجمة أخرى رمزًا إلى بتوليّتها قبل الولادة، أي إلى بتولية نفسها: فمريم كانت بتولاً قبل الأمومة؛ وعلى كتفها اليسرى نجمة ثالثة تؤكّد بتوليّتها بعد الولادة، أي بتوليّة روحها: وهذه البتوليّة ستبقى فيها على مدى أمومتها المجيدة إلى الأبد. وهكذا مريم هي إلى الأبد أمّ وبتول معًا.
27- إيرونيموس وأمبروسيوس وأوريجانيس:
هناك برهان لاهوتي يستند إليه إيرونيموس وأمبروسيوس وأوريجانيس، لتأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولادة يسوع. فيقولون: هل يُعقَل أنّ التي حملت في أحشائها ابن الله، الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس، دون مباشرة رجل بل بقدرة الروح القدس، أن تراودها، بعد ذلك الاختبار الديني الفريد، إرادة العيش كسائر النساء ورغبة إنجاب أولاد آخرين؟ إنّ الله قد امتلك كل كيان مريم العذراء، فلا بدّ أن تكون قد كرّست لله ذاتها بكلّ قوى جسدها ونفسها وروحها. إنّ الذين يختبرون الله في اختبارات روحيّة خاصّة فيظهر لهم المسيح كما ظهر لبولس الرسول أو تظهر لهم مريم العذراء كما ظهرت لبرناديت في لورد وغيرها، أو النسّاك الذين يختبرون الاتّحاد بالله بعمقٍ، لا يعودون يشعرون بأيّ رغبة في الزواج، بل يسلكون طريق البتوليّة. فكم بالحريّ يمكننا تأكيد بتوليّة مريم العذراء بعد ولادتها يسوع وعلى أثر هذا الاتّحاد العميق بالله وهذا الاختبار الفريد في تاريخ البشر لقدرة الله تملأها وتبذر في أحشائها الحياة البشريّة؟
وهذا يقودنا إلى قداسة مريم العذراء.
28- مجمع القسطنطينية الثاني 553:
أقر مجمع القسطنطينية الثاني سنة 553م: أن العذراء دائمة البتولية" والعقيدة تعلن أن مريم لم تصب بأذى في ولادتها بالمسيح في بكارتها.
29- المجمع اللاترانى 649:
إنعقد عام 649 في عهد البابا مرتينوس وأظهر أوقات بكارة مريم الثلاثة عندما قال عن القديسة مريم الدائمة البكارة والبريئة من الدنس. وأنها قد حبلت من الروح القدس بدون زرع، وولدت بدون جرح، وحفظت بعد ميلاد المسيح بكارتها بدون أذى.
30- القدّيس يوحنا الدمشقي سنة 749:
أعلن أنّ مريم قدّيسة طاهرة البشارة "إذ إنّها حرصت على نقاوة النفس والجسد كما يليق بمن كانت معدّة لتتقبّل الله في أحشائها." واعتصامها بالقداسة مكنّها أن تصير هيكلاً مقدّسًا رائعًا جديرًا بالله العليّ". ومريم طاهرة منذ الحبل بها: "يا لغبطة يواكيم الذي ألقى زرعًا طاهرًا! ويا لعظمة حنّة التي نمت في أحشائها شيئًا فشيئًا ابنة كاملة القداسة". ويؤكّد أنّ "سهام العدوّ الناريّة لم تقو على النفاذ إليها"، "ولا الشهوة وجدت إليها سبيلاً".
31- البابا بولس الرابع 1553:
أعلن البابا بولس الرابع سنة 1553 "إن مريم العذراء الكلية الطوبى قد ولدت، وبكارتها مصانة قبل الولادة، وفي الولادة وبعد الولادة" وبكارة العذراء هذه تتضمن بكارة العقل أي حالة في العقل دائمة البكارة، وبكارة الحواس أي العصمة من حركات الجنس المنحرف، وبكارة الجسد أي سلامة الجسم والعقيدة تعني أولاً سلامة الجسم كله.



  رد مع اقتباس
قديم 22 - 07 - 2012, 03:07 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: دَوَام بتولية مَرْيَم الْعَذْرَاء وَالِدَة الإلة

شبهات إنكار بتولية مريم العذراء

يستشهد مهاجمى ومنكرى دوام بتولية مريم العذراء بالمواضيع التالية:
- عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ:
+(لوقا 1: 26-27) 26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ. 27إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ.
يستشهد منكرى بتولية مريم العذراء أنها كانت مخطوبة، وطبقاً لشريعة الخطبة فى اليهودية تكون المخطوبة زوجة رسمياً لزوجها، وهذا يعنى أن مريم صارت بعد ولادة يسوع زوجة ليوسف النجار.
- قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ:
+(متى 1: 18) أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ
مما يعنى أن يوسف إجتمع مع مريم وتزوجها بعد ولادة يسوع.
- كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟:
+(لوقا 1: 34) فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟»
مما يعنى أن يوسف عرف مريم وتزوجها بعد ولادة يسوع.
- يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ:
+(متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ
+(متى 1: 24) فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ.
وصف الإنجيل مريم بأنها إمرأة يوسف النجار، مما يعنى أن يوسف تزوجها بعد ذلك وصارت زوجتة.
- وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ:
+(متى 1: 25) "وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ"
مما يعنى أن يوسف عرف مريم وتزوجها بعد ولادة يسوع.
- ابْنَهَا الْبِكْرَ:
+(متى 1: 25) وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ.
+(لوقا 2: 7) فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ.
مما يعنى أن يسوع هو البكر وسط أخوته من مريم أمه.
- هوذا أبوك وأنا كنا نطلبَك معذبَين:
+(لوقا 2: 48) 48فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هَكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!»
مما يعنى أن يوسف إعتبر المسيح إبنا له من بين أبناءه، وأن مريم العذراء أنجبت أولاد من يوسف النجار بعد ولادة السيد المسيح.
- مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ!:
+(يوحنا 2: 4) "قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ»"
مما يعنى أن مريم كانت إمرأة متزوجة.
- أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ:
مما يعنى أنهم إخوة للمسيح ولدتهم مريم العذراء
(متى 12: 46) (يوحنا 2: 12)، (متى 13: 54–56)، (مرقس 6: 1–3)،
(أعمال الرسل 1: 14) (غلاطية 1: 18-19).

الطريف أن أصحاب هذه الإعتراضات يطلقون على أنفسهم الإنجيليون أى لا يعترفون بأى شئ سوى كلام الإنجيل نفسة، فلا يعترفون بالتقليد المقدس ولا بالتسليم الرسولى ولا بأقوال آباء الكنيسة الأوائل ولا حتى بالتاريخ، قد يعترفون بتاريخ مصر وتاريخ الفراعنة ولكن لا يعترفون بتاريخ الكنيسة.
والشئ الغريب رغم كل ذلك أنهم يبنون جميع إعتراضاتهم على مجرد إستنتاجات نظرية منهم، وكل موقف بالكتاب المقدس خاص بمريم العذراء يؤولونة بمعرفتهم ويتخيلون أحداثة المستقبلية من وحى خيالهم الخاص، ولذلك نجدهم فى كل إعتراض يقولون (مما يعنى أنه كذا!!!) رغم أنه من المحتم عليهم أن تكون أدلتهم كتابية وواضحة.
ولذلك نقول أنه لا توجد آية واحدة أو دليل كتابى واحد في الكتاب المقدس يؤكد الآتى:
1- أن يوسف النجار كان متزوج ولديه أولاداً ثم ترمل وخطب العذراء.
2– وجود علاقة زوجية بين يوسف النجار ومريم قبل ولادة السيد المسيح.
3– زواج مريم العذراء من يوسف النجار وإنجابها أولاد أو بنات بعد ولادة السيد المسيح.
4– زواج مريم العذراء من شخص آخر بعد وفاة يوسف النجار وإنجابها أولاد أو بنات.
5- إعتراف مريم العذراء أم يسوع أنها أم إخوة يسوع بالفعل.
6- إعتراف إخوة يسوع أنهم أبناء مريم العذراء أم يسوع بالفعل.
7- إعتراف إخوة يسوع أن يوسف النجار هو أبوهم.

الرد على شبهات منكرى بتولية مريم العذراء:
بصفة عامة تتفق جميع الطوائف المسيحية أن مريم العذراء كانت بكراً بتول لم تعرف رجلاً طوال مدة حملها بالسيد المسيح، ويبدو أننا كمسيحين قد نكون غير مستحقين أن يدعونا المسيح إخوة له، لأن البعض أساء فهم تلك الإخوة التى لا نستحقها ونادوا بإنكار بتولية العذراء وقالوا أنها تزوجت وأنجبت أولاد وبنات بعد ولادة يسوع، وذهبت مجموعة منهم تقول أنها أنجبت من يوسف أبناء، ومجموعة أخرى تقول أن تزوجت من شخص آخر بعد وفاة يوسف النجار لا نعلم حتى إسمة ومن هو ذلك الشخص الوهمى الذى أنجبت منه أولاد وبنات والمدعوين بإخوة يسوع.
ولذلك سوف نقوم بالرد الكامل والمفصل على كل تلك الشبهات:


  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حَوَاء Eve
أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَم
فَضَائِل فِى حَيَاة الْسَيِّدَة الْعَذْرَاء
حَوَاء
حُوشام


الساعة الآن 07:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024