منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2021, 02:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,162

القمص بيشوي كامل والأبوة الروحية


القمص بيشوي كامل والأبوة الروحية



وهنا نقف في شيء من الرهبة لنتمعَّن كيف أن أبونا بيشوي وزوجته تاسوني أنجيل عاشا في تبتّل نسكي تحت سقف زيجتهما. فلقد أنكرا على نفسيهما حقهما الشرعي لينثرا محبتهما على الناس. فما من أمسية عيد عادا إلى بيتهما بمفردهما– بل كانا يستصحبان "بلا استثناء" بعض الضيوف ليتعشّوا معهما ويبيتوا في ظل رعايتهما.
وليس ذلك فقط بل أيضًا كلما أصاب القلق شخصًا من أسرته الخاصة أو في عمله لا يجد الأمان والهدوء النفسي إلا في بيتهما. بل لقد بلغت محبتهما حدًا يفوق الطاقة الإنسانية إذ قد استضافا مرة شابة على وشك الولادة كان أبواها قد غضبا عليها وطرداها من البيت. فأبونا بيشوي عاش يقينية أمومة الكنيسة مبرهنًا على أنه من خلال محبة الكنيسة نستطيع أن نتفهّم أبوة الله. وبالفعل بلغت أبوة أبينا بيشوي علوًّا جعل الناس يأتونه من كافة بقاع مصر. وكم من مرة حين هددت الخلافات حياة زوجية كان يصغي إلى كلٍ من الزوجين على حدة ثم إليهما معًا. وبعدها يرفع صلاته فتصعد كالبخور إلى العرش الإلهي. ويحلّ الصلح والسلام في القلوب التي كانت متنافرة. وكان يقول لإخوته الكهنة: "نحن آباء ورعاة ولسنا رجال شرطة ولا قضاة."
وفي أبوته الحانية افتتح في ١ يناير سنة ١٩٧٦ بيتًا لليتامى وأبت عليه أبوته الرقيقة أن يدعوه ملجأ فأطلق عليه اسم جمعية مارجرجس لرعاية الطفولة والأمومة. ومن العجيب أنه فيما هو يتفكّر في هذا المشروع إذا بخادمة تأتيه بيتيمتين من الصعيد. وفي الحال تكلم تليفونيًا مع سيدة عندها شقة خالية وطلب إليها أن تعدّها لاستقبال الطفلين. فسألته: "ومن سيبيت معهما؟" أجابها: "شابة جامعية من المتغربات واسمها نجوى" قالت السيدة: "ليست هناك وسيلة للاتصال بها". وجاءها الرد التلقائي المعتاد: "سيرسلها الله"، وقبل أن تنتهي المكالمة التليفونية رنّ جرس الباب، وعند فتحه دخلت نجوى!
وكان يدفع في الخفاء إعانات شهرية للكثير من العائلات، كما كان هناك عدد غير قليل من طلبة الجامعة وطالباتها عاونهم لاستكمال دراساتهم. وهذا السخاء لم يعرف عنه أحد إلا بعد انتقاله. بل لقد حدث أثناء تجنيزه أن وقف رجل مسلم صاحب مكان صغير قريب من كنيسة مارجرجس يبكي بكاءًا مرًا. فسأله قبطي واقف إلى جانبه لماذا يبكي. أجابه: "حين كانت ابنتي مخطوبة ولم يكن عندي ما أصرفه على جهازها تولى أبونا بيشوي تجهيزها بكل ما تحتاج إليه".
وهنا أيضًا نجد أن أبوته امتدت إلى ما بعد انتقاله. فهو كان قد سمع أثناء مرضه عن شابة أغراها الشيطان عن طريق شاب غير مسيحي - فأرسل في طلبها وكانت تجلس عند قدميه مساءً بعد مساء وترتوي من حنانه وتصغي إلى توجيهاته. ولمست روحه قلب تلك الشابة فقطعت علاقتها نهائيًا مع الشاب. فلما طارت روحه الطاهرة إلى الفردوس عاود الشاب إغراءها ونجح في استمالتها إليه. وذات ليلة رأت حلمًا: نفسها سائرة يتأبط الشاب المذكور ذراعها. وفجأة رأت أبونا بيشوي آتيًا نحوها ينظر إليها بثبات وحزن معًا. فارتعدت خوفًا. وخلال رعدتها سمعته يقول لها بتوكيد: "ألم أقل لكِ أن لا تسلكي هذا المسلك؟" وما أن سمعت هذه الكلمات حتى سحبت ذراعها من ذراع صديقها. بينما استمر أبونا يقول: "إياك أن تجري على السير معه مرة أخرى". واستيقظت لساعتها وقد امتلأت رهبة. وهي لا تزال ترى وجه أبينا وتسمع كلماته. ولما أصبح الصباح ذهبت إلى كاهن من زملاء أبينا بيشوي وقصّت عليه الحلم، ثم أضافت: "أنا أعلم الآن أنه مازال يواليني برعايته وأبوِّته". ومنذ ذلك الحين لم تكتفِ بالسير في الطريق الضيق فقط، بل هي تسعى بدورها إلى اجتذاب أية شابة تراها سائرة في طريق الانزلاق الذي استخلصها منه أبونا بيشوي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البصيرة الروحية - القمص بيشوي كامل
قصة حياة القمص بيشوي كامل
القمص بيشوي كامل تذكاره
بداية القمص بيشوي كامل
كتب القمص بيشوى كامل


الساعة الآن 07:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024