منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 06 - 2022, 01:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,225,019

في الإنسان طاقات كثيرة تتحكم في تصرفاته


البابا شنودة





ما الذي يقود الإنسان في حياته



في الإنسان طاقات كثيرة تتحكم في تصرفاته: منها العقل والروح والجسد والنفس والضمير والأعصاب والمواهب والقدرات والإمكانات.
والمفروض في الإنسان السوي أن تتعاون فيه كل الطاقات معًا، بلا تعارض ولا تناقض.
وإن كان قد قيل في الرسالة إلى غلاطية أن "الجسد يشتهي ضد الروح، والروح تشتهي ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون" (غل5: 16،17).. فإن المقصود بهذا الإنسان الروحي المبتدئ في حياة الجهاد. ولكنه حينما ينتصر في جهاده، لا يصبح في حياته صراع بين الجسد والروح، بل يتعاون الاثنان معا في عمل واحد لأجل الله.
  • العقل
  • التقاليد
  • الإرشاد
  • الأعصاب
  • الضمير
  • العواطف
  • التوازن
  • المعرفة
  • القيادة الإلهية


العقل



قد يقول البعض إن الإنسان يقوده عقله..
ولكن العقل ليس هو الموجه الوحيد للإنسان.
فالإنسان قد توجهه عوامل نفسية، أو عوامل عصبية، أو عوامل عاطفية.. ومن الجائز أن يوجهه الضمير. وقد يفكر العقل في اتجاه، ويكون ضميره في اتجاه آخر..
والإنسان قد تقوده طباعه وتوجهه..
وقد تكون هذه الطباع راسخة منذ الطفولة، لا تتغير، ربما يعترف الشخص، ويتناول، ويصلى ويصوم، ويقرأ ويتأمل. وتبقى طباعه كما هي، أو يبقى مقودًا بعادات معينة تطغى عليه، أيًا كان اتجاه عقله أو ضميره.
وقد يخطئ عقل الإنسان أحيانًا في إرشاده وحكمه على الأمور، كما يخطئ ضميره. وفى ذلك قال الكاتب:

"توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم12:14).
ومن أهمية هذه الحكمة، كررها الكتاب مرة أخرى في (أم 25:16). هذه الطريق المهلكة التي عاقبتها طرق الموت، ويكون العقل بلا شك موافقًا عليها، ويكون الضمير موافقًا عليها أيضًا، لأنها تبدوا للإنسان مستقيمة.
إن سلك الإنسان حسب العقل، فأي عقل هو؟ المفروض أن يكون عقلًا سليمًا، لآن العقول تختلف في نوعيتها.
قد يكون العقل أحيانًا خادمًا مطيعًا لرغبات النفس.
فإن أرادت النفس شيئا، تجد العقل يزودها بأدلة وبراهين وإثباتات. ومن الجائز أن يأتي لها بأدلة أخرى من الكتاب المقدس، يفسرها بطريقة تريح نفسه بل وتريح ضميره أيضًا.. وما أسهل أيضًا أن يذكر أقوالا للآباء ربما قيلت في مناسبة معينة، ولكنه يقصها قصًا ويفصلها تفصيلًا لتناسب ما تريده نفسه، أن غضبت النفس يسير العقل في تيارها، وإن رضيت يسير أيضًا في تيارها..!
لذلك فعقل الإنسان يحتاج إلى توعية.
هناك أشخاص عقلهم هو الذي يتعبهم، كما أن عقل البعض يريحهم.
إنسان عقلة يتعبه نتيجة لما يقدمه له هذا العقل من شكوك وظنون وأفكار، أو ما يقدمه له من مخاوف. أو نتيجة لأن عقله لا يفكر بطريقة سليمة، أو لا يضع في اعتباره نتيجة ما يطرحه من أفكار.. عقلة عبارة عن دوامة، أن دخل فيها يغرق، ولا يقر له قرار.. وعقل الإنسان قد يتعبه، إذا كان في طبعه شيء من التشاؤم أو القلق، أو تصور الضرر حيث لا يوجد ضرر، أو التفكر في الضياع أو الموت أو المستقبل المظلم بغير ما سبب يدعو إلى ذلك.

هناك أشخاص يعمل عقلهم على تكبير المشاكل.
بحيث تأخذ حجمًا أكثر من حجمها الطبيعي، وبحيث تشكل خطورة موهومة.. أو أن عقلهم يخلط الأمور معًا، ويربط بين الأحداث وبعضها بطريقة تعقد الأمور وتسئ إلى العلاقات..! ويجمع بين أحداث مضت من زمن طويل، يضيف إليها تخوفات من مستقبل مبهم. وفى كل ذلك يضغط على نفسيته بطريقة تفكيره.
أو إنسان يتعبه عقله من عقدة اضطهاد موجودة عنده، يتصور فيه أن كل الذين حوله لا يحبونه. كأن تتخيل ابنة أن أبويها يحبان أختها أكثر منها..
أو إنسان يتعبه عقله لارتباطه بالخيال.
إما بخيال أثيم يتأمل فيه صورًا من الخطايا يلذذ بها مشاعره، أو خيال حالم يسمونه (أحلام اليقظة)، يعيش به في الأماني والرغبات بعيدًا عن الواقع الذي يحققها. ويكتفي بالخيال يسعد به نفسه -دون عمل- ويضيع به وقته! بشهوة في المناصب، أو في الألقاب، أو الغنى..
وهناك إنسان يسد العقل له أمامه الطريق.
ويخيل أحيانًا أنه لا خلاص (مز3)، وربما يقوده إلى الانتحار نتيجة لليأس، وعجز العقل عن الوصول إلى حل، مع رفض العقل أيضًا أن يكشف مشاكله إلى مرشدين لحلها.
عكس ذلك إنسان عقله يريحه.
فيحل له مشاكله بأسلوب سليم، وبذكاء وحكمة. بل أيضًا يساعده على حل مشاكل الآخرين.
حتى الفلاسفة!! أحيانًا تكون نقطة البدء عند بعضهم خاضعة لتأثيرات عديدة!!
وربما لا تكون فلسفة بعضهم عقلية خالصة، إنما متأثرة في أساسها بعوامل عائلية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، شكلت عقله تشكيلًا خاصًا بنى عليه كل فلسفته.
يندر أن يكون العقل عند الغالبية عقلًا مجردًا.
فالعقل لا يعمل وحده، بل تتداخل معه عوامل أخرى.
منها التقاليد مثلًا، والبيئة، والعادات الموروثة.


التقاليد





هذه التقاليد ترغم العقل على تصرفات معينة. مثال ذلك تزويج الابنة الكبرى قبل أخوتها مهما عرضت على هؤلاء الأخوات من زيجات ممتازة. فتجد الأب يرفض بغير سبب عقلي، إلا خضوعه للتقاليد! وهكذا فعل لابان في تزويج ليئة قبل راحيل (تك29: 22-27). ضميره وعقله دفعاه أن يفعل هكذا، ولو بالغش والخداع!!
وكثيرًا ما تكون الأخت الصغيرة ضحية لخضوع عقل أبيها للتقاليد، وبخاصة لو كانت أجمل من أختها الكبرى.
وما أكثر ما يضيع الناس أموالًا بسبب التقاليد المتبعة في حفلات الخطوبة والزواج، أو في التقاليد الخاصة بالجنازات، أو الأعياد.. الخ. وقد ينصح العقل بغير ذلك ولا يستطيع لأنه خاضع للتقاليد..
لهذا كله قال الكتاب "وعلى فهمك لا تعتمد" (أم5:3).
من أجل هذا أوجد الله المرشدين الروحيين والقادة. وأصبح العقل محتاجًا أن يخضع إلى الإرشاد لقيادته.


الإرشاد




قد لا يستطيع الإنسان أن يخضع تمامًا لفهمه الخاص في قيادته، ولا حتى لضميره، لنقص في قدرة كل منهما
أو لأنه يحاول أن يشكل عقله وضميره بالطريقة التي تريحه.
فهو يحتاج إلى عقل آخر إلى جوار عقله غير خاضع للتأثيرات النفسية. كذلك يحتاج إلى ضمير صالح إلى جوار ضميره، إن كان ضميره ليس خالصًا في أحكامه، لذلك يقال:
الذين بلا مرشد يسقطون مثل أوراق الشجر.
فالإرشاد لازم لإنقاذ الإنسان من خضوع عقله لرغباته!
فالعقل ورغبات النفس يتعاونان بطريقة (شلني وأشيلك).. فكل منهما يسند الآخر في الوصول إلى ما يريد.
والإنسان في أحيان كثيرة تقوده أعصابه:


الأعصاب





والأعصاب ليست مجرد مسألة عضوية Organic. إنما غالبًا ما يدخل فيها العامل النفسي. فإذا تعبت النفس، قد تلتهب الأعصاب تزيد النفس تعبًا وتصبح كل منهما سببًا ونتيجة.
وإذا التهبت الأعصاب، قد تتولى قيادة الإنسان، وحينئذ توقف كل قوى العقل والضمير وتنفرد بالموقف.
وتصبح تصرفات الإنسان عشوائية بلا ضبط للنفس..
وحينئذ تتدخل الروح، إن أفسحوا لها مجالًا.. فتكون مثل مرهم يهدئ الأعصاب، ويقود العقل قيادة سليمة. فتهدأ النفس أيضًا، ويستيقظ الضمير ويوبخ صاحبه على تصرفاته العشوائية السابقة.


الضمير




أي ضمير هذا الذي يقود الإنسان؟
الكتاب المقدس يتحدث عن صفة خاصة للضمير، هي (الضمير الصالح).
(أع1:23)، (1 تى1: 5، 19) (عب18:13).
ذلك لأنه قد يوجد ضمير غير صالح. ولذلك ما أجمل قول القديس بولس الرسول "أنا أيضا أدرب نفسي ليكون لي دائمًا ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس" (أع16:24).هناك ضمير واسع يبلع الجمل، وضمير ضيق موسوس يصفى عن البعوضة (مت24:23). وكذلك كان الكتبة والفريسيون. أما الضمير الصالح فهو مثل ميزان الذهب في دقته ووزنه للأمور. بل هو مثل ميزان الصيدلي الذي يعرف أنه إن أزاد يضر، وإن نقص يضر.
الضمير الصالح هو الذي يستنير بإرشاد الروح القدس.
فهو لا يرشد الإنسان من ذاته، ولا يعمل بمجرد معرفة بشرية، وإنما يرشده روح الله. ويكون أيضًا تحت إرشاد كلمة الله الصالحة وتعليمه الإلهي.
وأحيانا تقود الإنسان عواطفه وليس أعصابه.


العواطف




كثير من الناس تقودهم عواطفهم ومشاعرهم، من حب أو كراهية، أو حسد وغيرة، أو بذل وتضحية.. وربما النساء تقودهم عواطف أكثر مما يقاد بها الرجال.
ولكن العواطف وحدها لا تكفي إذ ينبغي أن تمتزج بالعقل والحكمة.
عاطفة بلا عقل لا تكفى. وعقل بلا عاطفة لا يكفى. بل الاثنان يكمل أحدهما الآخر، وهكذا وضع الله في الأسرة الأب والآم يكملان بعضهما البعض.. العاطفة وحدها قد تقود إلى تدليل الأولاد. والحزم وحده قد يقود إلى الخشونة. ولكن إذا امتزجت العاطفة بالحزم توصل إلى لون من التكامل في التربية. ويوجد أيضًا نوع من التوازن في المعاملة. وهنا ننتقل إلى نقطة أخرى وهي:

التوازن





الإنسان السوي يقيم توازنًا في كل مشاعره وانفعالاته وتصرفاته: توازنًا بين العقل والعاطفة، وتوازنًا بين الأنا والآخر.
فإن كان في ذاته فقط، دون أن يعمل حسابًا للآخرين، قد يصل إلى لون من الأنانية، ويفشل كإنسان اجتماعي. وإذا فكر في الآخرين فقط، قد يتعب أخيرًا، ويصل إلى لون من التضجر والتذمر، وأن لم يكن بذله ممتزجًا بقدر كبير من الحب ينسبه ذاته، أو يركز حبه لذاته في أبديتها وليس في الحياة على الأرض.
والإنسان السوي يوزع عواطفه بطريقة سوية.
فمثلًا يقيم توازنًا بين المرح والكآبة في حياته، وبين الجدية والبساطة، وبين العمل والترفيه. ويضع أمامه قول الكتاب "لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت.. للبكاء وقت، وللضحك وقت.. للسكوت وقت، وللتكلم وقت.. للحرب وقت، وللصلح وقت" (جا3: 1-8).
والإنسان السوي يقيم أيضًا توازنًا في توزيع وقته:
يعطي وقت لعمله، ووقتًا لراحته. وقتًا لاحتياجات الجسد، ووقتًا للوسائط الروحية. وقتًا لمسئوليات الأسرة، ووقتًا لمطالب الخدمة، وقتًا لعقله ومعرفته، ووقتًا لعبادته، ووقتًا للعمل الاجتماعي.. وكل مسئولية ملقاة عليه تأخذ نصيبها من الوقت.
يقيم توازنًا بين المنح والمنع، وبين الأخذ والعطاء.
ويقيم توازنًا بين انفعالاته المتنوعة.
هناك أشخاص تقودهم في الحياة: المعرفة.


المعرفة





فيأخذ من قيادتهم من الكتب وسائر المطبوعات. وإنما هذا الأمر يتوقف على نوعية الكتب والمطبوعات التي يستقون منها معلوماتهم. وبالمثل ينطق هذا على المعرفة التي يتلقونها من وسائل الإعلام المتعدد.
ولأهمية المعرفة في الحياة، قيل عن الخطاة إنهم جهلة.
ففي مثل العذارى، قيل "خمس منهن كن حكيمات، وخمس جاهلات" (مت2:25).
وقيل عن الملحدين "قال الجاهل في قلبه ليس إله" (مز1:14). وربما هذا الذي يصفه الكتاب بأنه جاهل يكون فيلسوفًا!!
فالجاهل لا يدرك حقيقة وجود الله وقدسيته، ولا يدرك قيمة ما يفعله هو، ونتيجة ذلك، وتأثير ذلك على أبديته، كما ذكرنا وقد يجهل أيضًا طبيعة نفسه وطبيعة الحروب التي يتعرض لها. ويجهل أو يتجاهل أن الله يراه في كل ما يعمله ويقوله.. لكل ذلك قال الرب:
"هلك شعبي من عدم المعرفة".
وعلاج ذلك هو المعرفة السليمة. لآن هناك معرفة خاطئة تضر. بقى أن نقول أن هناك قيادة أخرى إلهية.


القيادة الإلهية




هذا هو الوضع المثالي، الذي يقول عنه الكتاب "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، أولئك هم أبناء الله" (رو14:8).
روح الله يقود أرواحهم. وأرواحهم تقود أجسادهم وعقولهم.
ويكون الله هو الكل في الكل، في حياتهم.









رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن إرادة الإنسان إذن، تتحكم في قوتها أو ضعفها أمور كثيرة
في الإنسان طاقات كثيرة منها العقل والروح والجسد
حفظ التوازن بين طاقات الإنسان، والتعاون والتكامل
طاقات الإنسان
هل الطفل يحاسب علي تصرفاته مثل الكبير ... وهل تؤخذ عليه تصرفاته


الساعة الآن 04:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024