منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 07 - 2023, 11:31 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,222,787

ان تكون مريم هي حيـــاة جديـــدة

حيـــاة جديـــدة

ان الحب يعطى حياة جديدة للقلب وبطبيعته فان القلب يحيا لنفسه وعندما يصاب بالحب يبدأ حياة جديدة من أجل الذي يحبه. هكذا القديسة مريم عاشت بقوة حبها لله ولإبنه، ففي حالتها فان احد احزانها المميت وصلبها الحزين وسط ذاك الحزن فلقد عاشت بحبها. لقد حافظت دائما امام عينيها يسوع المسيح المصلوب ومن اجل فاعلية الايمان وبمثاله استطاع القديس بولس الرسول ان يقول لأهل غلاطية:” أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!” (غلاطية1:3)، فكم أكثر يمكن للقديسة مريم ان تكون قادرة ان تحتفظ بحضور ابنها الممزق بقسوة والذي ينزف ويموت من جروحاته العديدة. ان تكون دائما متيقظا ومفكرا في الصليب ومعاناة يسوع عاشت حياة الحزن والموت واصبجت مريم العذراء قادرة ان تقول مع الرسول:” أَمُوتُ كُلَّ يَوْمٍ“(1كورنثوس31:15)، لكن في حالتها هذه قد جاء الحب لكي يعضدهاويقويها في حزنها. رغبة قوية لتكييف نفسها لإرادة المحبوب جعل حزنها يمكن احتماله فيسوع يحيا فيها ولأنها عاشت فقط من أجل حبه. ان الشهداء قد تحركوا برغبتهم ان يعانوا هذا بأن يحفزوا شجاعتهم ويؤيدوا قوتهم وفي نفس الوقت يمدوا ويطيلوا حياتهم رغم الآلام والمعاناة. من أجل ان يتم اتحاد حياتها مع حياة يسوع المصلوب احتفظت مريم دائما بصورة ابنها المصلوب في قلبها وامام عينيها وعاشت حياة الحزن وجعلت كل رغبتها ان لا تبرح ابدا فكل رغبتها واشواقها ان تلك المسامير ان تغرس أيضا فيها كما انغرست في جسد ابنها الوحيد وان تُعلق معه فحبها للصليب جزء من حبها للمصلوب. ان مريم عاشت فقط لكي تعاني كما جاء على لسان صاحب نشيد الأناشيد:” أَسْنِدُونِي

بِأَقْرَاصِ الزَّبِيبِ. أَنْعِشُونِي بِالتُّفَّاحِ، فَإِنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا.“(نشيد الاناشيد5:2). ان حبها دائما يطلب لأن حزنها يسعى للحصول على تعضيد، ولكن أي تعضيد ومن أي نوع؟ زبيب الجلجلثة وتفاح الصليب. زبيب الجلجلثة هي تلك الأشواك وتفاح الجلجلثة هي آلام يسوع التي حملها. هذا هو الدعم والتعضيد الذي تتوق مريم اليه وفي فكرها. ان حب يسوع المصلوب جعلها تحيا في هذه الحياة ولعينيها رأت يسوع مصلوبا وبأذانها سمعت الصرخة الأخيرة لأبنها المحبوب تلك الصرخة التي هزت قلبها وكيانها كله.

ان الحب يجعلنا أيضا نحيا للنفوس فبمعاناتها الداخلية استوفت مريم كقول بولس الرسول”وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي”(كولوسي24:1). انه يبدو ان السيد المسيح أراد ان يترك أمه في العالم من بعده لكي تعزي كنيسته، أرملته وعروسه المهجورة. “وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا... ارْجعْ وَأَشْبِهْ يَا حَبِيبِي”(نشيد الأناشيد 12:2و 17) هذه هي صرخة الكنيسة والتي تنادي عريسها والتي امتلكته لمجرد لحظة. انها تصرخ “آه أي قسوة وآه واي عدم شفقة لقد انتظرنا لعدة أجيال وبأي شوق كان حنيننا لمجيئك، أيها الحبيب”. لم يراه المجمع ولكن رأته الكنيسة وسمعته ولمسته وبعدئذ وفجأة تركها لتقول له مع القديس بطرس:” «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ”(متى27:19).

لقد أعطى لمريم ان تكون عزاء فريد لكل المؤمنين على الأرض فلقد رأت ابنها في كل أعضاء جسده فكل من آمن به اصبح عضوا في جسده ولذا كانت مريم معهم “هؤُلاَءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الصَّلاَةِ وَالطِّلْبَةِ، مَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ”(اعمال14:1)، فمحبتها هي صلاة لكل من يعانون وقلبها مع كل قلب يبكي لتساعدهم وهم يصرخون طلبا للرحمة، وهي في الجروح لكل المصابين كي تساعدهم لطلب المعونة الإلهية، وهي في كل قلب رحيم ليدفعه ان يعطي كل مساعدة وعزاء لمن هم في احتياج اليه، ومع كل رسول لكي يعلن البشارة المفرحة ومع كل شهيد ليسكب نفسه بفرح وأخيرا هي مع قلوب كل المؤمنين حتى تعينهم ان يكونوا مشابهين لإبنها السماوي.

اكرام : قدم خدمة للقريب حبا”بالله واقتداء بمريم
نافذة: اضرمي المحبة في قلوبنا يا ام المحبة الالهية

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ان تكون مريم هي امنا الجديدة السماوية
‏شفاعتك يا مريم تكون مع كل من طالبها
شفاعتك يا مريم تكون معنا
سيرة حيـــاة الأنبــا كاراس الســائح تبعاً لمخطوط دير السريان
الكتب قد تكون مفيدة لرجل غبي كما تكون المرآة مفيدة لرجل اعمى


الساعة الآن 11:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024